What do you think?
Rate this book


304 pages, Paperback
First published August 19, 2025
أتمنى أن يكون لقطز أو لدليلة «ليمونة» نوح الألفي.
الرواية هذه بالنسبة لي مش بس الأفضل في
السلسلة ولكنها واحدة من الروايات اللي هتفضل معايا في الذاكرة. من الشخصيات، للجو العام، للتفاصيل الصغيرة اللي بتعلّق في الدماغ وكمانالقضية نفسها اللي شدتني من أول سطر.
القضية كانت مميزة لدرجة إني في نص الأحداث تقريبا( بعد حوالي 200 صفحة) بدأت أربط الخيوط وأحس إني فهمت من القاتل. الإحساس كان ممتع جدا.
القاتل هنا مش عادي ولكنه قاتل محترف قدر يقتل ستة أشخاص بدم بارد ومن غير ما يترك أثر واضح ونجح يهرب من مسرح الجريمة بطريقة ذكية جدا. ومع الرغم من ذلك ميرنا المهدي ما سابتش الموضوع سهل.
كل مرة ألاقي حقيقة جديدة تقلب كل اللي في دماغي.
الدهشة، الغموض، الحزن، والتوتر كانوا مسيطرين على الرواية بالكامل. المذهل فعلا إن كل ده حصل في حوالي 300 صفحة بس. خلصت الرواية في ثلاث جلسات (ثلاث ساعات) على مدار ثلاث أيام ومع ذلك الإحساس كان كأني عايشة معاهم كل دقيقة.
أسلوب ميرنا المهدي مختلف وهذا اللي بيميز كتابتها. التشبيهات، المجازات، والتعابير بتضحكني أحيانا, تقلقني أحيانا, وتشدني جوه الرواية لدرجة إن القارئ فعليا مستحيل يزهق.
قضية «ذيل القط» من أكتر القضايا اللي شدتني في روايات الجريمة العربية. سريعة, مليانة أحداث, لكن مش سطحية. فيها روح وفيها أكشن, و فيها حوارات حقيقية و وشخصيات احسها عايشة.
اللي بيتابع السلسلة كاملة هيلاحظ إن الصورة الكبيرة بتوضح أكثر, والعلاقات بتترابط, والإحساس العام بيبقى أعمق… وفي نفس الوقت أكثر حزنا.
ميرنا عندها قدرة إنها تكتب روايات قصيرة نسبيا لكن تتقرأ في يوم أو يومين من غير أي ملل. وده يظهر في كل أعمالها تقريبا.
اللي عجبني جدا إن الرواية فيها قضايا حقيقية ورسائل مهمة لكنها بتظهر بهدوء ومن غير مباشرة. وده طبعا إحساس شخصي.
فيها لحظات ضحك, ولحظات وجع, ولحظات صدمة. المزيج خلاها رواية ممتعة وقريبة من الواقع.
اللي صدمني إني ما كنتش متوقعة النهاية خالص.
كنت متعودة إن نهايات السلسلة دايما فيها نوع من الراحة, حتى لو الطريق كان مليان توتر. لكن هنا في الجزء الرابع النهاية كانت مختلفة تماما. حزينة وموجعة لكنها قوية ومكتوبة بجمال.
النهاية خلتني أفكر كتييير, وخلت الرواية تفضل معايا حتى بعد ما خلصتها. يمكن الحزن هنا كان جزء من قوتها لأن مش كل القصص لازم تنتهي بسعادة.
وأحيانا النهاية الحزينة بتكون أصدق وأعمق.
من أكتر الحاجات اللي أبهرتني فعلا كانت الجريمة نفسها. مصممة بطريقة تخلي القارئ يتلخبط من أول صفحة لآخر صفحة. المجرم مش الشخص اللي متوقع, وميرنا لعبت اللعبة باحتراف.
الأدلة كلها كانت موجودة من البداية لكن متقدمة بشكل تشوفها ومش تفهمها. وده سر المتعة: القاتل مش جاي من الفراغ هو حواليك طول الوقت لكنك مش شايفه.
الحبكة كانت مشدودة جدا وكأني قدام بانوراما جريمة معمولة بدقة وعناية! وهاتظل هذه الرواية لحد الآن من افضل الروايات الجريمة العربية.
وأتمنى… أن يكون لقطز أو لدليلة «ليمونة» نوح الألفي.