كانت فترة السبعينيات من القرن العشرين في مصر ذات طابع خاص على المستوى الديني والإسلامي بوجه خاص، وذلك بسبب عودة التيار الديني للظهور والانتشار في المجتمع بعد سنوات طويلة من القمع والتضييق من النظام الناصري الذي فتح المجال أمام التيارات الماركسية (المعادية للدين) للظهور وتصدر المنابر الثقافية والإعلامية فانحسرت الكثير من مظاهر التدين في المجتمع مثل ارتداء الحجاب وإطلاق اللحى وغيرها. وبفتح المجال لعودة التيار الديني مرة أخرى بضوء أخضر من الدولة، انتشرت في المجتمع مظاهر التدين وكان لهذا أثره في ازدياد نسبة الداخلين في الإسلام من الأجانب الذين يقيمون في مصر أو الذين جاءوا إليها في زيارة عمل أو دراسة فعادوا منها بشهادة جديدة ودين جديد!
لفت نظري في جميع الحالات التي تحدث عنها هذا الكتيب الصغير، أن هناك قاسما يكاد يكون مشتركا بين جميع أو معظم هذه الحالات، وكان هذا القاسم المشترك هو أكثر ما جذب غير المسلمين للإسلام وجعلهم يفكرون فيه ويسألون عنه، وهذا القاسم المشترك تنوع بين أمور ثلاثة: أخلاق المسلمين، صلاة المسلمين، وصوت المؤذن للصلاة. ولكن أكثر الحالات التي وردت في هذا الكتاب تأثرت بصلاة المسلمين أكثر من غيرها، فمشهد المسلمين وهم يؤدون الصلاة سواء فرادى أو جماعات، كان من المشاهد التي توقف عندها الكثير من غير المسلمين، سواء بالإعجاب أو التأمل أو الدهشة! وكان هذا المشهد هو الباب الذي دخل منهم الكثيرون في الإسلام.
الجميل في هذا الكتيب هو التنوع في الشخصيات التي تكلم عنها؛ ففيها رجال ونساء، وأكاديميين ومهنيين، ومن كبار السن والشباب أيضا. كلهم تقريبا لم يكتفوا باعتناق الإسلام وإنما عملوا على العمل له والدعوة إليه، كلٌ على قدرعلمه وجهده وظروفه. أتمنى أن يتطوع أحد الباحثين المهتمين بالدعوة الإسلامية بالبحث عن هذه الحالات التي وردت في هذا الكتيب وتتبع مسيرتهم في الإسلام حتى الآن ويخبرنا أين هم الآن، هل هم من الأحياء الآن أم من الأموت؟ والأحياء منهم، هل ما زالوا ثابتين على الإسلام أم ارتدوا عنه لا قدر الله؟! ومن مات منهم، كيف حال أولادهم وأحفادهم؟!
كلما قرأت أو سمعت عن هؤلاء الذين دخلوا في الإسلام عن حب وإيمان واقتناع شعرت بعِظم النعمة التي أنعم الله بها علينا نحن المسلمين بالوراثة، وشعرت أيضا بعظيم تقصيرنا في حق هذا الدين من ناحية التمسك به والعمل له والدعوة إليه حتى يُظهره الله على الدين كله.
شكرا للصحفي والإعلامي المحترم أحمد حامد وأسأل الله أن يجعل هذا الكتاب في ميزان حسناته وأن يرحمه به حيا وميتا.
أكتر فكرة مسيطرة عليا بعد ماخلصت الكتاب .. إني نفسي أقابل الناس اللي اتكلم عنهم الكتاب وأسألهم شايفين المسلمين والإسلام ازاي دلوقت .. الفترة اللي هم أسلموا فيها كان المسلمين مستضعفين ومحتلين من دولهم .. وكان اللي شدهم للاقتراب من الاسلام والمسلمين هي أخلاقهم ومعاملاتهم ... شايفين أخلاق المسلمين ومعاملاتهم ومدى التزامهم بدينهم اللي سيدنا النبي لخصه في حديثين ( الدين المعاملة ) .. ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) واحنا أبعد مايكون دلوقت عن الحديثين دول ... وهل هم بقوا زينا ولا لسه متمثلين الأخلاق والمعاملات الطيبة اللي أسلموا عشانها .. فيه ناس كمان أسلموا بعد قراءة متفحصة في الدين .. أعيب على الكتاب إنه لم يذكر ماذا قرأوا ؟! وكيف قرأوا تاريخ الخلافات الإسلامية المتعاقبة بما فيها من سفك دماء ...