شعر بوخز مفاجئ في الجانب الأيسر من صدره، فوضع يده عليه وأغمض عينيه، فخُيل إليه بأنه يرتجف مع نبضاته، ثم بدأ صدره يعلو وينخفض وكذلك فعل ذلك الوخز العجيب. فتح وليد عينيه وانفرجت شفتيه لينطق، ولكن الكلمات احتبست في فمه من فرط انفعاله الذي بات يفلت من عقاله، فتنهد ببطء شديد ثم قال بعد هنيهة: "أهذا هو الحب؟ لا أعلم ما هو الحب بالضبط، فلا زلت أصغر من أن أعيه، فكيف بي أقع فيه؟ كلا، لابد أن يكون هذا حباً، فقد غمرني بنشوة رائعة لم أشعر بها من قبل. ولكن..." ولكنها خيوط عنكبوتية لا يمكن التكهن بكنهها!
عشت مع أبطال الرواية في عالم من الدهشَة كل حَدث كان يُكمّل الآخر ، وتألمت كثيراً من الواقع المُر الذي تحدث عنه الكاتب وغفّل عنه الكثير من شباب اليُوم بحيث نسوا إن الدُنيا سلف ودَين النص متين ومترابط وله وقع وأثر على نفس المُتلقي بشكل عفوي جداً تستحق الرواية 5 نجوم وذلك لمتانة وقوة اللغة وجمال التشبيهات والمعاني المستخدمة
لم ولن أندم لقرائتي هذه الصحفات الراقية كل التوفيق للكاتب المُبدع سلطان الزعابي
القصة ترجع بِنَا الي مرحلة قد لا يعرفها البعض حاليًا في بدايات انتشار الانترنت وتأخذنا بأسلوب سلس،جميل، بسيط وبناء قصصي متين في أكثر من مسار لعدة قصص تترابط مجرياتها في النهاية لتقدم لنا رسالة واضحة وقائمة علي مر الزمن "كما تدين تدان" و "الدنيا سلف ودين" للشباب بشكل خاص . رواية ممتعة وجميلة وتناسب كل الاعمار
قد أبدع أنامل الكاتب المبدع سلطان الزعابي في كتابة خيوط عنكبوتية كما سبق و أبدع في أول كتاب أصدره " عندما تطمح المرأة " .. كما سبق و علقت " خيوطك العنكبوتية قد نالت إعجابي فعلاً ".. أعجبت بشخصية ماجد فقد جسد معنى الصديق الحقيقي.. و أحببت شخصية أبا هشام.. و حزنت لقصة وليد كنت اتشوق لمعرفة ما سيحدث كلما توقفت
خيوط عنكبوتية.. رواية تتكلم عن وقت طل علينا فجأة بجديده وانتسل ذاك الوقت وجديده من تحت أقدامنا بكل هدوء.. ولا كأنه كان ذاك الوقت المشبع بغيوم سدّت الشرق والغرب.. حتى حل بداله وقت يخفي ويظهر ما هو أشد بمصائبه ومحاسنه..!! وقت عشناه فعلاً.. خاصة نحن من هم جيله.. من هم تمعمعوا بين دردشاته (ونكّاته) وأجوائه.. وقت لم يسلم الغالبية من خيوطه العنكبوتية.. تلك الخيوط التي إلتفّ بعضها في أعناق البعض، وزجّت بهم إلى ذاك الوادي الأسود،، وخيوط قطع البعض بعد جهدٍ جهيد أذيال خبثها قبل أن تنال منها،، وخيوط ضحك البعض من زيفهاوضعفها من البداية لأنه كان يملك سلاحه الواقي ووازعه الحصين. رواية،، تناولت بعض الألوان التي كانت سائدة بقوة في ذاك الوقت، خاصة في عالم خط المحادثات، مثل لون الخبث،، لون السذاجة،، ولون المكر. أتقن الكاتب صياغة الحبكة وإظهار بعض الواقع من ذاك الواقع الذي عشناه،، وبصياغة ذكية قاد الفكر إلى العواقب الغير محمودة في هذا العالم.. ولكن بنفس اللحظة جعل نوعاً من الفراغ به،، مما جعل القاريء يتساءل: ألم يكن في مستنقع خط المحادثة شيء من الخير أبداً؟!! أعجبني الكاتب عندما شكّل شخصية الأب العربي العاقل بتلك الصورة،، والتي تظهر حكمة ولي الأمر والتي للأسف لا نرى في معظم مسلسلاتنا وإعلامنا في هذا الوقت إلاّ تلك الصورة العكسية لها!!! أعجبني الكاتب عندما أظهر لوناً عفيفاً لا يبحث إلاّ عن العفة والوفاء والإخلاص،، والتي للأسف نالت منه وردة رقيقة ولكنها مشبعة بالأشواك التي لا ترحم. أعجبني الكاتب عندما أظهر بإبداعه الروائي حالة قد لا يتطرق لها العديد من كتاب الرواية،، حالة تعاني مرضاً نفسياً ربمّا أو شقاً فكرياً خلفه ذاك العمر الذي عانت بهفي صغرها،، وهي حالة الأم المبتعدة والمنعدمة أموماً مع إبنتها التي بكل ذكاء وفطنة عالج الكاتب تلك القضية بتنبيهه المجتمع عن هذه الحالة وكيفية علاجها النفسي والطبي. رواية خيوط عنكبوتية قد لا يستوعبها بحق وحقيقة جيل اليوم، لأنهم لم يعيشوا تلك اللحظات،، ولكن أجزم أنها ستعطيهم صورة قريبة من الإستياب والإدراك له. والجميل بها أنها وثقت جزء كبير من تلك الفترة العنكبوتية (الدردشية) إن صح القول،، الفترة التي طغى بعدها عهد خدمات التواصل الإجتماعي وغيره. لم تعجبني بالرواية بعض تلك الأخطاء الإملائية والتي تعددت في عدد من صفحاتها،، مع أني أعلم أن معظم الروايات تعيش هذا النكد!!!! ختاماً... لست بناقد ولا محلل يرقى مستوى تحليله مستوى غزارة هذا الفكر الروائي الجميل،، وإنما هو ما جاش به صدر قاريء أعجبه ما قرأ وأراد أن يبوح به....
بالتوفيق أخي الكاتب والروائي سلطان أخوك / محمد المونه الحبسي