Abdallah Guennoun فقيه، كاتب، مؤرخ، شاعر، أكاديمي وصحافي مغربي، أمين عام الأسبق لرابطة علماء المغرب وأحد الرواد الكبار في إرساء قواعد النهضة الأدبية والثقافية والعلمية في المغرب، منذ منتصف العشرينيّات إلى أن توفاه الأجل.
ما أجدر أن يقرأ العربُ عامة والمغاربة خاصة كفاح أجدادهم ضد الغزو على الأرض والغزو على فكر، لتقوى بذلك عزائمهم على التشبث بدينهم وأخلاقهم ومبادئهم وفهم أعدائهم.
أعجبني ما قاله الشيخ عبد الله گنون حين أغراهُ العُداة الحاقدون بالمالِ ليستأجروا منه المدرسة الإسلامية، قال: "إن المدرسة هي أولا ليست لي وإنما هي ملك للشعب الذي تبرع بما اشتريت به الأرض وما بنيتها به، ثم إني وثلة من إخواني في المنطقة السلطانية شعرنا بما في التعليم الرسمي الذي تشرف عليه إدارة المعارف من خطر على مستقبل أبنائنا من حيث بناؤه على هدم شخصيتنا المغربية الإسلامية وعمله على إدماجنا في الكيان الفرنسي. فلا وجود للعربية فيه ولا للقيم الأخلاقية والروحية التي تشخّص ذاتنا.." إلى آخر ما ردّ به مما يفيضُ حكمةً واعتزازاً وأنفةً من التبعية.
لا أذكر كيف اهتديت إلى هذا العنوان فجعلته ضمن قائمة مقروءاتي، لكنه يدخل ضمن اهتمامي بالكتب التي تتناول تاريخ المغرب. هذا الكتاب لا يعرض فقط جزءا من هذا التاريخ، بل يمثل أيضا لعلو الهمة في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله ثم العمل في تسخيره فيما ينفع الوطن و الأمة. يغطي الكتاب جزءا يسيرا من حياة العلامة عبد الله كنون، فقد توفاه الله قبل أن يفرغ من كتابته. غير أن ما نقله إلينا الكتاب كاف ليبلغ المؤلف متمناه من هذا العمل. مما أثارني: انتباه الشخصيات الوطنية إلى أهمية الاشتغال على مستويات مختلفة لكسب معركة التحرير. ففطنوا إلى إنشاء مدارس حرة تخرج أجيالا قادرة على خدمة الوطن والنهوض به. ثم اهتمام النخب بأهمية العمل السياسي إلى جانب المقاومة في هدم حصون الاستعمار. وخدموا قضايا الفكر والوعي لخلق نهضة مغربية. هذا الكتاب ينبغي أن يكون على قائمة كل من يبحث عن قدوات مغربية جادة، جمعت بين الألمعية العلمية والحركية الفكرية والسياسية.