هذا الكتاب رحيل الى الماضي وبحث عن سعاداته المختزنة في الفن والأدب والجنس ، وهي سعادات خصبة مازلت حية تنبض بالشهوات التي تدفقت في عروق الأنهار والجبال والإنسان والحيوان والأعشاب والحجر . وتكاد فصول الكتاب الثلاثي تتجانس في موضوعها الأساس الذي ينشغل بالأدب والفن ، والذي ينهل من قاع سري وخفي هو الجنس ، وترفرف عليه من الأعلى طيور الميثولوجيا . ويقدم لنا هذا الثالوث (أدب ، جنس ، أسطورة ) قوه هائلة قادرة على اختراق التاريخ الكرونولوجي والثبات أمام تبدلات الأحداث وأمام نهوض الشعوب والأمم وسقوطها .
شاعر عراقيّ ولد في كركوك 1951 حاصل على شهـادة الدكتوراه في التاريخ القديم 1996 عمل في وزارة الثقافة والإعلام العراقية /دائرة السينما والمسرح لغاية 1998 ثم استاذاً جامعياً في جامعة درنة في ليبيا للفترة من 1998-2003 مدرسـاً للتاريـخ القديم وتاريخ الفن عـاد إلى العراق في آب 2003 كما أنه مؤلف مسرحيّ إضافـة إلى كونه مؤلفاً لأكثر من عشرين كتابـاً في المثولوجيا والتاريخ القديم والأديان القديمة ويقيم الان في هولندا.
وضعت هذا الكتاب بعد ان استغربت عن عدم حضوره في هذا الموقع رغم قيمته التاريخية ، خزعل الماجدي كاتب وعالم من زمن آخر ، دراساته كبيرة وعظيمة في مجال الميثولوجيا لكن له للأسف حضور قليل من القراء .
يقول عالم الأثار العراقي طه باقر: إذا كانت الكلمة وهي سر الوجود وأصل الوجود قد كانت منذ البدء ووجدت منذ وجد الإنسان وميزته عن سائر المخلوقات، فإن معجزة تدوين الكلمة قد تحققت في وادي الرافدين لأول مرة من مسيرة الإنسان المضنية عبر العصور المتطاولة وعندئد انتقلت البشرية من ظلام (أميتها) التي استغرقت نحو تسع وتسعين بالمائة من عمر الإنسان على هذه الأرض قبل زهاء مليون عام وسرعان ماتطورت الكلمة المدونة في حضارة وادي الرافدين فصارت أدباً وتاريخاً وعلماً.
كتاب اكثر من رائع ممتع جداً يتضمن موجز مختصر لأنواع الأدب في العصور المختلفة والحضارات المتعاقبة التي مرت علي ارض العراق 😍 تمنيت ان يكون الكتاب اطول اعجبني اهتمام الكاتب بأضافة صور لتماثيل تعبر علي تلك الفترات والعصور واضافة رسوم توضيحية لمراحل التطور وتصنيفات الأنواع الأدبية خلال كل عصر.
أدب الكالا وأدب النار عنوان يثير التساؤل لمن يقرأه. سوف أبدا بهذه الكلمات المقتبسة من مقدمة هذا الكتاب (ما زال سحر الماضي يشدنا رغم أن الحاضر يبدو لنا مثل مهرجان طويل من السحر لا ينتهي)
الذهاب إلى الماضي السحيق وتأمل الآداب القديمة المتعلقة بالدين والدنيا وما ينتجه من طقوس وتراتيلات يرددونها الكهنة والغوص في أعماق أدب الخصب والجنس في أذهان البشر في العصور الحجرية وعن فلسفتهم حول الآلهة المسؤولة عن تخصيبهم لم أذكر إلا القليل فهناك مؤلفات أخرى للدكتور خزعل الماجدي توضح هذه الأمور فهذا الكتاب ليس إلا دليل مختصر لها.
دراسة على الأدب والفن والجنس في الحضارة السومرية والبابلية وما يخص المنطقة قبل وإثناء الثورة الزراعية في العصر الحجري الحديث (العصر النيوليثي) إلى العصر الحجري النحاسي (عصر الكالكوليت). يتطرق المؤلف إلى الأدب والفن من ناحيتين: أدب الكالا (الأدب الديني) وأدب النار (الأدب الدنيوي) وتشكيلهم للمعتقدات والطقوس ابتداءً بتقديس النساء كونهن واهبات الحياة من خلال الإنجاب واكتشاف زراعة البذور (خصوبة الأرض) مما أدى إلى تبعية الذكر إلى هيمنة الأنثى اعتقاداً منهم أن خصوبة الأرض مرتبط بخصوبة المرأة فقط. في العصر الحجري النحاسي اكتشف الذكر المعادن، ودوره في الإخصاب، والزرعة بتطوير أدوات الحرث مما أدى إلى تقديس الذكور بالإستعلاء الديني ومشاركة الانثى منصبها وإزاحتها أخيراً من مركز التقديس حتى يحل محلها. يتطرق إلى الجنس كونه مفسراً لنشوء(ولادة) الكون عند القدامى من خلال العلاقات الجنسية بين الآلهة. في الدراسة تتعلم علاقة طقوس الاستسقاء برقصاتنا اليوم مثل تطاير شعر النساء من جهة إلى الآخرى والدبكة عند الرجال، وأسلوب الدعاء مثل الإبتداء بالمناداة والمدح ثم ذكر الطلب ثم الانتهاء بالصفات. وإنه يتم إزاحة المقدس عن الطقوس الدينية بإزالة المبرر الديني له حتى يحل محل الطقوس الفنية. القراءة في مسيرة حياة الإنسان يوضح معيارية الطبيعة والغريزة، وخضوع الإنسان لمعطيات بيئته لتشكيل هويته ومستوى إدراكه حيث كان الإنسان يشتق مفهومه الديني من الحيوانات أولًا، الطبيعة والانسان ثانياً، الوحي والأنبياء ثالثًا، واليوم يتجه نحو العلم والوطن بروحه الدينية.
• تعليق: - مليت على نهاية الكتاب لأنه يركز على تفسير الأساطير وسرد الترانيم أكثر من تحليلها إجتماعيًا وأنا أفضل الناحية الإجتماعية. - الكتاب جيد والمعلومات قد تحتاج خلفية في العصر الحجري ولكن ما يعيق الفهم اذا ما عندك.