يتناول هذا الكتاب سيرة بديع الزمان الهمذاني، والذي يعد مبتكر فن المقامة، حيث يستعرض في فصوله الظروف السياسية والاقتصادية والأدبية، التي نشأ فيها، ويقدّم آراء كتاب زمانه فيه، مثل قول الجاحظ عنه: "كل الذين جاءوا بعده عيال عليه"،ووصف الحريري له بأنه "سباق غايات وصاحب آيات"، كما يسوق لنا نماذج من الآثار الأدبية التي تركها الهمذاني، من مقاماتٍ ورسائل، خُلدت في مكتبة الأدب العربي. بديع الزمان الهمذاني، اسمه أحمد بن الحسين، ولد لأسرة عربية استوطنت همذان ببلاد فارس، وإليها يعود نسبه، أما لقب "بديع الزمان"، فيرجع إلى نبوغه في الأدب واللغة العربية، حيث كان معلمه الأول الأستاذ أبا الحسن أحمد بن فارس، والذي تعلم على يده علم اللغة، كما تتلمذ على يد العديد من الشيوخ، أبرزهم ال&
مارون عبود (1889 - 1962)، كاتب وأديب لبناني كبير. . ولد في عين كفاع (من قرى جبيل). في سنواته في المدرسة أبدا ميولا أدبية وتفوق في مجال اللغة العربية كما أصدر في عامه الدراسي الأخير مجلة أدبية أسماها الصاعقة. كان قد بدأ بكتابة القصائد ونشر بعضها في جريدة الروضة. أدخله إلى مدرسة مار يوحنا مارون. التي أمضى فيها أربعة أعوام ولكنه رفض الأستمرار فيها لأن أباه كان يقصد بإلحاقه بها أن يهيأه للحياة الكهنوتية ما رغب عنه مارون ورفضه رفضا قاطعا. بعد ذلك التحق بمدرسة الحكمة حيث أمضى فيها سنتين. وقد وجد مارون في هذه المدرسة الجو المؤاتي لتفتح مواهبه الأدبية كما احتك بعدد من الطلاب المولعين بالشعر أمثلا: رشيد تقي الدين وأحمد تقي الدين وسعيد عقل وغيرهم. أثرى مارون عبود المكتبة العربية بستين مفؤلفا منها ما طبع و منها ما هو مخطوط:
1909: العواطف اللبنانية إلى الجالس على السدّة الرسولية. 1910: كريستوف كولومب. ، أتالا ورينه. 1912: الإكليروس في لبنان. ، مجنون ليلى. 1914: ربّة العود.، تذكار الصّبا.، رواية الحمل.، أصدق الثناء على قدوة الرؤساء. 1924: أشباح القرن الثامن عشر ، المحفوظات العربية 1925: الأخرس المتكلّم ، توادوسيوس قيصر 1927: مغاور الجنّ 1928: كتاب الشعب 1945: وجوه وحكايات ، زوبعة الدّهور 1946: على المحكّ ، الرّؤوس، زوابع 1948: مجدّدون ومجترّون ، أقزام جبابرة، أشباح ورموز 1949: بيروت ولبنان منذ قرن ونصف قرن (الجزء الأول) 1950: بيروت ولبنان منذ قرن ونصف قرن ( الجزء الثاني)، الشيخ بشارة الخوري صقر لبنان 1952: روّاد النهضة الحديثة ، دمقس وأرجوان، في المختبر 1953: الأمير الأحمر ، أمين الريحاني، من الجراب، جواهر الأميرة 1954: بديع الزمان الهمداني ، جدد وقدماء 1955: سبل ومناهج 1957: أحاديث القرية ، حبر على ورق، على الطائر 1958: قبل أنفجار البركان 1959: نقدات عابر 1960: أدب العرب 1964: فارس آغا 1968: الشعر العامي 1974: آخر حجر 1975: مناوشات 1977: رسائل مارون عبود 1978: مارون عبود والصحافة 1980: من كل واد عصا
ترجمت قصصه وأقاصيصه إلى الروسية وبعضها إلى الفرنسية
مؤلفاته المخطوطة
العجول المسمّنة، الشبح الأبيض، الإنتقام الرهيب، الأسيران، علوم اللغة العربية، التاريخ الطبيعي،علم الكيمياء، علم الجيولوجيا، علم الزراعة الحديثة، التقشّف والبذخ، كتاب المخدّة.
ما أكملته. الكلام الذي قاله عن الدولة الإسلامية هو كلام لو طبقناه على حارة من حواري المدينة، لاحترقت الحارة. لا أدري كيف سيفسر استمرار الدولة الإسلامية هذه المدة مع وجود عدة أمور جيدة فيها.
يومئ الكاتب إلى أن "الهمذاني" يزعم انتماءه إلى العرب وهو ليس كذلك، بل هو فارسي، ولم يأتِ بدليل يعضد زعمه هذا، بل "الهمذاني" عربي قح ومقاماته فيها نفس عربي جلي، والفرس في هذا العصر بل في كل عصر لا يستنكفون من أصلهم، بل يفتخرون به وربما زادوا على ذلك حتى وجدنا أكثر الشعوبيين منهم.
ـ ينكر "مارون عبود" قدرة أي شخص على حفظ عدة صفحات من أول قراءة له!
ـ يروى الكاتب عن "الهمذاني" زعمه أنه وضع أربع مئة مقامة! ولو صح هذا فقد ضاع على القارئ العربي أدب كثير وفضل عظيم لهذا الناثر الكبير.
ـ يرى الكاتب أن كبرياء "بديع الزمان" هو الذي أبدع رسائله النارية، وحبه للمال هو الذي أبدع مقاماته الطريفة، وهو رأي أتفق معه فيه.
ـ أجد الكاتب يحمل على "بديع الزمان" كثيراً، فيرميه بأوضار أخلاقية عديدة.
ـ لكن الكاتب ينصف "بديع الزمان" ويضعه في المكان اللائق به أدبياً، ومن أتم وأجمل ما قاله فيه، أن مقامات بديع الزمان، ورسائله، وشعره لو جُمعا لما بلغا حجم ديوان البحتري لكن مبلغهما من الأدب كبير، والأدب لا يقاس بالوزن وإنما بالقيمة.
ـ أورد الكاتب رسائل "الهمذاني" إلى الشيخ السيد بن أحمد والتي يلتمس فيها منه النظر في الفقر المدقع والمجاعة التي يعيشها أهل "هراة" وهذه الرسائل تكشف عن إنسانية "الهمذاني" وتلمسه احتياجات إخوانه المسلمين واستعماله أسلوبه وأدبه في الشفاعة الحسنة لذوي الحاجات منهم وهو سلوك وصورة تتنافى مع الصورة التي يحاول الكاتب رسمها في ذهن القارئ باعتباره "الهمذاني" أنانياً لا يحب إلا نفسه ولا يعطف ولا يرق قلبه حتى على والديه!
ـ ومثلها رسالة "الهمذاني" التي يرد فيها على من هنأه بمرض خصمه "الخوارزمي" فهي تكشف عن معدن "الهمذاني" الأصيل التي حاول الكاتب لسبب لا نعلمه طمره!
ـ يؤكد الكاتب أن مقامات بديع الزمان أعجب بها الفرس والسريان واليهود فكتبوا مثلها في لغاتهم بالفارسية والسريانية والعبرانية!
ـ أجاد الكاتب اختيار نثريات البديع وأشعاره، فجاء كتابه خفيفاً لطيفاً كخفة صاحبه البديع.