نعود إلى لغة الالغاز والتي لا افهم منها إلا حركة المطواة بهدوء. قلت له. ويا ترى وإن أخرجت سلاحي الآن، ورأى المطواة بأصابعي. وخرجت عن سيطرتي. ماذا ستعتبر ذلك.. أحركة عفوية من أصابعي خارجة عن إرادتي أم هي إرادة المطواة الكامنة بها؟
أحمد الأنصارى؛ كاتب وناقد ومحرر أدبى مصرى الجنسية، تخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس ، له العديد من المقالات الأدبية على مواقع الفيسبوك والبلوجر والجودريدز والانستجرام، نشر له العديد من القصص القصيرة على المواقع الأدبية، نشر له رواية دفتر التكوين عن دار روافد للنشر والتوزيع ٢٠١٦ 2024 حكاية الكائن السرية عن دار روافد
لست أعرف مايجري هنا، ولعلني لست ذكيا بما يكفى لكي أفهمه، في حال إذا ما تطوع أحدهم وشرحه لي. كل ما أعرفة هو أننا خاضعون لأختبار ما، أختبارا يجريه شخص ما أو شيء ما أذكى مننا بكثير، وكل ما أستطيع أن أفعله هو أن أكون ودودا وأحتفظ بهدوئي، وأحاول أن أستمتع بوقتي حتى ينتهى كل هذا. حوريات تيتان كورت فونجيت ترجمة سامح سمير _________________ 132 صفحة من القطع المتوسط تصدر عن دار روافد للنشر والتوزيع للكاتب أحمد الأنصاري سنة القراءة ٢٠٢٤ _________________ قال أنا مندوب من طرف الوالد. سكت وابتسم. _هو فين؟ _مشغول. _في حاجة أهم منى؟ _كتير.. له أبناء آخرون. _ودلوقتي؟ موجود أو مش موجود.. أنا عايش بدونه. _أنت محتاجه. حاولت الرد، فاكتفيت بهز رأسي. _أنت عايز تشوفه. _حاسس أنك تتحدث باسمه. _أنا مندوب من عنده.. ربما لو نفذت طلبه تقدر تشوفه. وأنا انفذ ليه طلبه؟ قلتها في سرعة. أخرج من جيب الجاكيت، رزمة فلوس من ورق المائتي جنيه وورقة مدون عليها عنوان، أبوك مُطلعْ على كل حاجة.. وده مبلغ أعتبره بداية الكلام. كانت نقود بحق وحقيقي مبلغ محترم. (أبوك عايزك تقتل) .
تصفحت رواية حياة الكائن السرية فور أقتنائي لها من الدار بعد توقيع الكاتب الإهداء لم أتذكر ما حدث ليلتها وجدتني ألتهم الصفحات بنهم وشراهة عمل نوعه جديد على عقلي، أقرأه انا أو يكشفني هو، أصبحنا في صراع دائم بين العقل والقلب والرغبة والطموح، تلاطم المشاعر وتداخلها داخل قالب هذة الرواية كانت تغزني وتمغص علي ما اكتشفه في الذات البشرية، وعلى صعيد آخر تسرني متعة ما سرده الكاتب من حيوات الأشخاص وصراعتهم الكثيرة في مواجهة الفقر والجهل والروتين والحياة القسرية، حمل عادل سيفه المخلص الذي تمثل في (مطواة علي قد الكف) شرح بها المجتمع، كشف ما فيه من فضائح واسرار ولعنات، بالجنس والمتعة تارة، وبالجبن والإنصياع تارة أخرى، الطفل الذي سكنته البراءة منذ رحيل والدته ببساطة، لتحوله الدنيا لقاتل محترف من الدرجة الأولي، يتخلص من كل من يعترض طريقه، ليس في مقابل المال أو الجاه او السلطة أنما مقابل الحياة الحقيقة في التمرد والثار الذي سكنه منذ لحظة خروجه من رحم العفن، حمل الآثام والمآسي من شهرية لا ترسل له كل شهر وأب ذهب في خليج المال ولم يعد، واصدقاء المزاج والتيه والعفن، وطعام لم يزور طبلية البيت وهواء نقي لايدخل من النافذة، عاش حياته في بيت عنكبوت مهجور منه الأرواح والحياة، توكل بالقتل والعنف وأكمل الرحلة، بلغة قوية مزج بها بين الفصيح والعامي بطريقة المدرسة المحفوظية، التي تأخذنا للعامية القوية المفعمة بالتاثير الحي على مسامعنا، وبلغة متمكنة ببلاغة وجمالية نص المخطوط العربي، إنجز وأوفي فيما قدم عن حياة سرية لكائن، حكايته كانت القتل الأخلاقي ربما هذا المصطلح الذي يتطرق لعقل ومسمع القاريء حديث، لكنه اصبح حقيقة عندما يتحول القتل لفعل أخلاقي خلاب من كائن يعيش حياة سرية لا ترضي بها كلاب ضالات طريق الليل. بمتعة الفكرة والحوار، والخيال الجذاب رسم الكاتب ملامح واصوات الشخصيات بأنماط مختلفة ومميزة، عمل قوي جدا شابه بعض التدقيق في اللغويات يمكن تصحيحه فيما بعد، عمل يستحق العلامة الكاملة ولن تكون مرتي الأخيرة لقراءة الكاتب وساقتني عمله الأول، اعتقده دفتر التكوين.
هذه الرواية ذات تأثير نفسي مستمر. يوضح الكاتب من خلال شخصية البطل القاتل عددا من المشاكل والاضطرابات النفسية والعقلية في عالم متشابك من الشخصيات بلغة سردية مثيرة تترك اثرا ثقيلا في نفسية القاريء يمتد حتى مع نهاية احداث الرواية. لا يمكنك التعاطف مع البطل وكذلك لن تكرهه. تلعب الألوان دورا هاما في الرواية و تترك أثرها على القاريء