بينما يونس يصعد إلى القطار كان مشهد الصعود الأول يُداعب ذهنه منذ عشر سنوات حين صعد للمرة الأولى فقد كانت الطُرقة من شباك التذاكر إلى رصيف القطارات تبدو طويلة وواسعة تجرى فيها الكثير من الحقائب التي كانت تحمل الكثير من أمنيات وربما خيبة آمال أصحابها، كانت حقيبته سوداء كبيرة الحجم جمع فيها كتبه الثمينة وكل ورقة تعلق عقله بها كانت الحقيبة قديمة مر عليها عدة سنوات حيث ورثها عن أبيه وحقيبة حمراء متوسطة الحجم حشر فيها كل ملابسه، كان يجرهما خلفه ويهرول مسرعًا حتى يلحق مقعدًا في القطار كان يجرى لدرجة أن الحقيبة أتعبتها عجلاتها وكأنها عداء أُصيب بشد عضلي في منتصف السباق، لم يكن يعلم ما الذي يدفعه بشدة هكذا أهو الحماس أم الخوف أم الفضول أم مزيج من تلك المشاعر؟! في المرة الأولى كان قد ذهب للدراسة في القاهرة بجامعة عين شمس حيث تخصص في دراسة علم النفس واليوم يذهب من سوهاج إلى القاهرة لحضور مؤتمر علمي كبير سيشارك فيه كبار أساتذة علم النفس داخل مصر وخارجها، تذكر وهو يصعد بداية الطريق الطويل الذي قطعه من أجل تلك اللحظة ولكن الذكريات بدت وكأنها ومضات تجول في عقله استحضرت عرضًا سريعًا من الماضي المُعتق برائحة الكد والاجتهاد والمثابرة، تذكر الدكتور سمير الذي مزق بحثه العلمي لينال درجة الدكتوراه خمس مرات وهو يصرخ في وجهه كل مرة «البحث مرفوض، أراك في جولة أخرى»، كم شعر بالحسرة على مجهوده الذي تناثر في الهواء أمام عينيه عدة مرات كدخان سيجارة الدكتور سمير المتصاعد دون مبالاة، المخطوطات العلمية التي قرأها ودراسة أبحاث فرويد بأدق تفاصيلها، كل ذلك بات حبرًا على ورق لم يُكتب له أن يلمع على صفحات الورق بين رفوف مكتبة الجامعة، وبالفعل كانت عدة جولات يُحاول يونس فيها أن يقتنص درجته العلمية من فم الأسد، وقد رأى ثمار محاولاته عندما قرر الأسد فتح فمه بكلمة الموافقة ومنحه لقب دكتور، حينها شعر يونس بنشوة ملاكم فاز في الجولة الأخيرة بعد إصابة فكه بلكمة شديدة كشفت عن أسنانه البيضاء التي اختلطت بلون الدم إثر الضربة.
غرباء جمعتهم الصدفة في عربة قطار رحلته إلى القاهرة، شاءت الأقدار بحدوث عطل به فأصابهم الذعر والقلق، اقترح أحدهم أن يحكي كل منهم حكايته للتسلية حتى يتم إصلاح العطل ليتحرك القطار مجددا. (نادية.. نادر.. ندى.. عصام.. حياة.. يونس.. أحمد.. توفيق) ثمانية أشخاص كل منهم لديه بقعة ظلام في روحه، تؤرق حياته وتحزن قلبه، حاولوا ردمها وتجاهلها _ظاهريا_ كي يتسنى لهم العيش مجددا. منهم من فقد ابنه، صديقه، أحلامه، عمله، نفسه، صحته، شريك حياته... إلخ. تحدث كل منهم بما يعتمل في قلبه عله يخفف من حدة الصراع النفسي الذي يكمن بداخله، ويرتاح صدره من سر يكتم أنفاسه.
**رأي شخصي: *العنوان رائع ويلمس القلب، اللغة سردا وحوارا بالفصحى كان مناسبا ومنمقا، طريقة حكي الكاتبة دافئ يؤْثر النفس والقلب وملئ بالتشبيهات البلاغية والاقتباسات الجميلة المؤثرة. *الغلاف مبهم، كنت أتمنى أن يكون أكثر تعبيرا وتفصيلا عن ذلك؛ لأن العنوان جذاب والرواية رائعة. *وصف الشخصيات وتنوعها ووصف المشاعر النفسية رائع، وخاصة مشاعر الفقد والحزن. *الرواية أحداثها متوقعة، ذكّرتني بفيلم "ساعة ونص" لكن الإبداع والتميز كان في طريقة الحكي واختلاف الحكايات. *تناولت موضوعات هامة منها: المرض النفسي وصعوبة تخطيه، التنمر، ضيق الحال والفقر، خذلان وقسوة الأهل والأصدقاء، الإدمان، مرض السرطان، ظلم وقسوة شريك الحياة. *الرواية صغيرة الحجم، سلسة، سريعة الأحداث يمكن قراءتها في جلسة واحدة.
العمل الرقص علي النيران الكاتبه اماني صبري دار النشر ابهار النشر والتوزيع عدد الصفحات 201ابجد
_هل جربت مره ان تهرب من واقعك الأليم بالذهاب الي الجحيم ؟ _لماذا الفرح لا يدوم لفتره كبيرة؟ _لماذا الحياة قاسية بهذه الدرجه؟ _لماذا الحياة لا تنتهي من اختباري بهذا الشكل القاسي؟ _هل يجب ان اخاف من الذي يخبئه لي القدر؟ _لماذا تتوقفي حياتي عندما فقدت شخص احبه لهذه الدرجه؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_الرواية جميلة جداً. _الرواية تناولت العديد من القضايا التي تحدث في مجتمعنا مثل *الادمان* *طرد الموظفون الذين تخطو سن معين رغم انه لم يتخطو سن المعاش ولا ياخذون حقوقهم* *العصبية الزائده في الرجال التي قد تؤدي بحياة شخص * فكره *الانتقام * *التنمر*
_ اللغة استخدمت الكاتبه اللغة العربية الفصحى البسيطه في السرد والحوار.
_الاحداث سريعة ومشوقة.
_رواية اجتماعية وتلمس قلبك بكل سهولة منذ بدايتها.
_قضية التنمر قضية كبيرة ومهمه جدا في مجتمعنا لان بسبب التنمر قد يدمر الانسان نفسه. ❞ صدقني ما أشعر به لا تكفي الكلمات لوصفه، حاولت فقط تقريب صورة المشاعر التي يحس بها من وقع عليه التنمر إلى ذهنك، لكن لن تشعر بما أقوله من أعماق قلبك إلا إذا مررت بتجربة خاصة تجعلك تتفهم ما أقوله بالحرف. ❝ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقتباسات
❞ “السفر يجعل من المرء شخصًا متواضعًا، حيث تُدرك كم هو ضئيل المكان الذي تشغله من العالم” جوستا فلوبير ❝
❞ الأشياء الأولى والمشاعر الأولى لها حضور خاص في الذاكرة ليس له مثيل حتى وإن عاش المرء المشاعر ذاتها مرة أخرى، يبقى أول شعور تسرب إلى قلبك كنقطة المياه التي تنزل في جوفك بعد عطش شديد ❝
❞ لم يتوقع أن تهاجمه هذه الذكرى الحزينة وهو يذهب ليُصافح حلمه الذي عانى الأمرَّيْن لتحقيقه ولكن ما أكثر ما تُهاجمنا الذكريات الحزينة ونحن في صدد الاقتراب من المشاعر التي تشوقنا إلى سريانها في قلوبنا بشدة، وكأنها شبح يُطاردنا أينما ذهبنا حتى لا ننسى ما عشناه من ألمم❝
❞ أشياء تجعلك تنفعل أكثر من مجرد الاندماج في عالم الكتب، الحياة مليئة بالعبث الذي يخطف أرواحنا ويقتل بهجتنا في بعض الأحيان، أعتقد أنك تفهم ما أريد قوله بحكم تجارب الأفراد الذين سمحت لك مهنتك برؤية أشد المناطق ظلمة بداخلهم – نعم، أفهمك تمام الفهم، يبدو أنك أيضًا تمتلك بقعة سوداء بداخلك – الجميع يمتلك. الجميع لديه ما يخشى الحديث عنه أو بمعنى آخر ما يرغب في نسيانه واقتطاع هذا الجزء من ذكرياته – الطريق طويل يمكننا الحديث عن ذلك إذا أردت طبعًا – أرى أنك بدأت تُمارس مهنتك هنا أستاذ؟ – يونس – أحمد ❝
❞ “لو انفتحت الأبواب من أول مرة ومع طرقة واحدة.. فعلى الأرجح لا يوجد وراءها سوى الخواء.. الغرف التي تحوي الكنوز تحتاج لمحاولات شاقة طويلة”
أحمد خالد توفيق ❝ ❞ المزاجية التي أحبها لن يجِد مثلها وإن طالَت به الأيام وتعاقبت عليه الليالي، مثلها لا يُكرَّر ولا يُعاد، فما كانت سها تحكى أنه تقلُّب، جنون وعبث هو في الحقيقة صفة فريدة إذ أنها تُغير من لونها كحرباء تُريد أن تختفي عن أعين أعدائها وتتكيف مع البيئة المحيطة مهما كانت، رأى فيها الحبيبة الحنونة التي من الممكن أن تعقد مع قلبك معاهدة سلام بينما قلبها لا زالت حروق المعارك السابقة تترك ندوبًا فيه لم تلتئم بعد، وجدها صديقة وفيَّة رغم خذلان الجميع لها، شعر فيها بصفات الأم التي ستُرضع أطفالها حنانًا ورحمة، سيرثون تلك الصفة منها وستسرى في عروقهم كما يسرى الدم الازم لإبقائهم علي الحياة❝
❞ من يمتلك رحمة في قلبه لا تخشى على نفسك وأنت معه استسلم له فقط، فأنت حقًا بين أيدٍ أمينة، هؤلاء أشخاص اختصهم الله بهذه الصفة الكريمة التي لا يمنحها للكثير من عباده. ❝
❞ فالحب يمكن أن يزيد وينقص، يمكن أن يتحول إلى كراهية ❝
❞ الاحتواء كلمة السر في الزواج الناجح ❝
❞ الحب يُعاش جُملة وليس ما نرضى منه فحسب، ولو كُلٌّ منَّا أحبَّ كما يجب وتقبَل العيوب قبل المُميزات، واقتنعَ بالنقص قبل الکمال، لمَا ظل أحد يشتكي من عيوب شريكه فقط وجعل المقارنة تُفسد عليه حياته مع من يُحب ❝
❞ أن ما تقرؤه شيء وما تعيشها بنفسك شيء آخر حتى وإن تشابهت المشاهد، ما تسمعه من قصص وحكايات لم تعيشها شيئًا وما تختبره بأم عينك شيئًا مختلف تمامًا، كل أمر تراه من زاويتك قابل التجاوز، وسهل للغاية حتى تضعك الحياة أمام هذا الامتحان السهل لترى هل ستنجح أم تندثر في عداد الراسبين. ❝
❞ “إذا فاجأني الموت في وقت من الأوقات، فإنني أصافحه ولا أخافه، بقدر ما أخاف المرض، فالمرض ألم مذل لا يُحتمل، لكن الموت ينهي كل شيء” عباس محمود العقاد ❝
❞ المستقبل مجهول وكل مجهول يجعل صاحبه يعيش حالة من الترقب والانتظار، القلق من المجهول يضعك تحت آلة الضغط ويجعلك تُصارع الزمن لتنال ما تود تحقيقه. ❝ ❞ كم كان من السهل التحدث إلى الغرباء عن القصص والأسرار التي احتفظت بها بين أضلعك أكثر مما اعتقدت يومًا، وكم كان من السهل التعاطف مع عابري سبيل قد التقيت بهم للتو! ❝
❞ فنحن نستمع إلى بعضنا البعض ويطبع كلُ منا في قلب الآخر شعورًا من خلاط خلجات النفس البشرية بكل ما تحمله من تناقض والغريب في الأمر أنه تعاطفنا مع أصحابها رغم أننا لم نعش شيئًا منها، ولكن يبدو أن من كُسِرَ جُزء بداخله يستطيع أن ينصت إلى حطام الآخرين، وأن يفهم ما مروا به فبالرغم من اختلاف المشاهد يبقى الشعور واحد، البقعة السوداء أكلت شيئًا في أرواحنا جميعًا وتركت بداخلها المذاق السيء فقط، ❝
❞ يُخبرونك أن من يقوم بالتنمر هم الأشخاص الذين ليس لديهم ثقة في أنفسهم، وعليك دائمًا التذكر أن الشخص المتنمر ليس لديه شيء أنت تملكه لذلك يقوم بالتنمر ومضايقتك باستمرار لذلك عليك المضي قدمًا في حياتك وعدم الانتباه له ولأفعاله. ❝
❞ أنت لا تدري كيف يمكن لكلماتهم أن تقتلك بينما أنت حي، قلبك ينزف رغم أنه لا رصاصة اخترقته، لكن الكلمات يمكنها أن تكون أشد وقعًا من الرصاص أحيانًا، تُزعزع استقرارا من الداخل، وتهدم كيانك أمام عينك، تجعلك تُفكر هل أنا سيء حقًا، هل أنا شخص لا يستحق أن يتقرب إليه أحد، لقد جعلني سليطو الألسن أتجرع مرارة كل تلك المشاعر دفعة واحدة ❝
❞ – سيكره الإنسان نفسه ولن يرى سوى الأشياء المُزعجة التي اقتنع بها عقله فقط. ❝ ❞ المتنمرون يتغذون على الجزء الأضعف في عقولنا، وقد تمكنت من هزيمة ذلك الجزء، وتغيرت حياتي للأفضل بعد هذا الانتصار الذي أحسبه أكبر إنجاز حققته ❝ ❞ “عندما أصابت الرصاصة قلبي لم أمت،، لكنني مت لما رأيت مطلقها” جبران خليل جبران ❝
📌الجميع لديه ما يخشى الحديث عنه أو بمعنى آخر ما يرغب فى نسيانه واقتطاع هذا الجزء من ذكرياته.
دايما فى المواصلات هتلاقى نفسك سرحان سواء أنت اللى سايق ولا قاعد متفرج من الشباك هتسرح فى ماضيك وتقلب على نفسك قديم وجديد.. هتقارن حالك بين الزمنين وتراجع قراراتك واختياراتك وتدمع دمعتين.. ما بالك بقى لو الطريق طويل ومعاك ركاب آخرين واتعطل بك القطار ومش هتفضل سارح مع نفسك كتير علشان مش مضمون العطل هيستمر قد ايه.. وبما أنك طبيب 👨🏼⚕️ نفسي فأكيد هتبدأ تقرأ وشوش اللى حواليك وتستشف منهم الحياة شكلها ايه طيب ما تحاول تفتح حوار ونقلبها فضفضة مع الغرباء يمكن نرتاح ونشيل شوية من الهم اللى على الأكتاف.. أصل مع الغريب مفيش حكم عليك مش هيسيطر على تفكيرك ولا هيتحكم فيك ولا هيقولك ما أنت لو كنت عملت اللى قولتلك عليك ويفرح ويشمت فيك لا والأسوء أنه ممكن يمسكها عليك 😉 بالعكس هيسمعك وبس من غير تنظير.. وبعد ثوانى هينسى أنت أصلا مين و قولتله ايه ويا عالم لو اتقابلتوا تانى هيتعرف عليك. اقتراح مسلى صحيح نضيع به وقت العطل أكيد.. بس يا ترى الحكايات اللى هيبوحوا بها الركاب هتبقى ممتعة ولا موجعة.. أكيد مرهقة ومتعبة هو فى حد بيحكى الفرح 😀 كل واحد قرر يبوح بالبقعة السوداء فى حياته اللى عكرت يومياته وتأثيرها مازال معلم فى وجدانه.. ولحد اللحظة مش قادر يتجاوز ولا يعدى ولا يسامح.. ومين عارف عطل القطار 🚆 هيبقى آخر المطاف وهيكتب نهاية سيناريوهات الأبطال ولا هيدخل حبة نور من شبابيك العربات 🤷♀️
رواية انسانية مكتوبة بأسلوب راقى حزينة صحيح بس هتلمسك أكيد… بالرغم من سطور الحزن والوجع هتحس بهدوء فى طريقة الكاتبة وهى بتعبر عن الألم.. ياترى لو أنت مكان واحد من الأبطال هتفضفض ببقعتك السوداء مع الغرباء❓ ناقم على أفعالك ومش عارف تتجاوز أزماتك ونفسك تتخلص من حياتك وجات الفرصة قدامك هتتمسك وقتها وتقول سماح هتجاوز خلاص والحياة لسه قدام اقدر اصلح اللى فات ❓ ولا هتسلم نفسك للموت اللى اتمنته يجيلك يوم ويخلصك من افكارك اللى اثرت على حياتك❓ اسئلة صعبة بس محتاجة رجوع للنفس كده وشوية تفكير أكيد بعدها الوضع هيتغير كتير بس احنا ندى فرصة لنفسنا ونشوف ونعرف عايزين ايه 🤷♀️
📌يبدو أن من كُسر جزء بداخله يستطيع أن ينصت إلى حطام الآخرين، وأن يفهم ما مروا به فبالرغم من اختلاف المشاهد يبقى الشعور واحد.