أولاً؛ رحمة الله على أخي العزيز طلال المناور الذي نبَّه إلى هذا الكتاب في معرض الكويت للكتاب عام ٢٠١٢م، وبناء على نصيحته، قمت بشراء هذا الكتاب من معرض السنة الماضية.
الباحث والمحقق في كتب التراث والمخطوطات الدكتور يحيى الجبوري يتحدث في هذا الكتاب عن جزء بسيط من سيرته مع المخطوطات العربية وعالم المكتبات والأبحاث، بداية من نشأته يتيمًا في العراق مرورًا بتنقلاته وعمله في البلدان العربية، ووصولاً لمقر إقامته الأردن، حيث لا يزال يعمل. في الفصل الأول؛ تناول خلفيته الثقافية والتكوينية في العراق، وعلاقاته مع علماء وباحثي كتب ومخطوطات التراث. وفي نهاية الفصل هذا؛ تناول موضوع المخطوطات العربية وما تتعرض له من تدمير مقصود وغير مقصود، وكذلك تحدث عن الصعوبات التي يواجهها دارسو وباحثو المخطوطات من قبل المراكز والمكتبات العربية، وازدواجية البلدان العربية في التعامل مع طلبات الباحثين. في الفصلَيْن الثاني والثالث؛ عرَّف ببعض المهتمين والمتخصصين بالكتاب والمخطوط العربي، ومنهم الشيخ حمد الجاسر وغيره، لكن ما لفت انتباهي قصة الشيخ القطري فالح آل ثاني، وعلاقة الجبوري به، وهي قصة مؤثرة ومشرفة لكل عربي يشعر بالفخر والاعتزاز بالتراث العربي.
كثيرًا ما تطرق الجبوري -وبقلم يعتصره الألم- لما يحدث في العراق منذ الاحتلال الأمريكي، وخصوصًا عمليات التدمير المتكررة للذخيرة الغنية من المخطوطات العربية، ولم يتجاهل الحديث كذلك عن محاولات بعض باحثي التراث السُرَّاق، وجهوده في كشفهم.
الكتاب يعيبه الطباعة السيئة وكثرة الأخطاء المطبعية والتنسيق والإخراج السيء المنفر، وهذا ربما رابع كتاب أقرأه من مطبوعات الأردن وهو بهذا الشكل المتواضع، رغم تقدم أساليب الطباعة وتحسنها في البلدان العربية الأخرى!
مع المخطوطات العربية هو نفس عنوان كتاب كراتشكوفسكي المستعرب الروسي . اقتبس الجبوري هذا العنوان تيمنا بالمستعرب الكبير . حوى الكتاب شيئا من نفثات مصدور على حال التراث، وخصوصا التراث العراقي المخطوط الذي أعدم بطريقة ممنهجة إبان الاحتلال الأمريكي للعراق . تحدث الجبوري أيضا عن بعض محبي التراث والمعتنين به من أمثال: حمد الجاسر وعلي جواد الطاهر ، ومن الأحياء أحمد مطلوب وناجي هلال وغيرهم .