كتابٌ في الأدب والشعر للكاتبة مي زيادة، تناولت فيه سيرة حياة الأديبة المصريّة ملك حفني ناصف، متنقّلةً بين تفاصيل حياتها الخاصّة، وحياتها كأديبة، كما تحدّثت عن الطريقة التي تعرّفت عليها بها بشكل مباشر بعيدًا عن أُطر المراسلات والتواصل كأديبتين، وذكرت أنها نسيت ساعةَ يدٍ تخصّها في مكان لدى ناصف، ممّا حدى بهما أن يلتقيا كي تُعيد الأمانة، ثمّ تطوّرت العلاقة إلى صلةٍ أكثر قربًا. هذه العلاقة التي دفعت مي زيادة كي تكتب عن حياة الأديبة ناصف، وهي أوّل امرأة عربية يلمع اسمها في مجال الخطابة في العصر الحديث، وبرعت في نقل أفكارها من خلال بوح الكتابة بلغة واضحةٍ جزلة، فقدّمت مي زيادة في كتابها هذا دراسةً نقديّة لتجربة الأديبة ببناء متين.. تناولت فيما كتبت تأثير ناصف على الوسط الث&
مي زيادة (1886 - 1941) كانت شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد. كانت تتقن ست لغات، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية. ولدت ماري زيادة (التي عرفت باسم ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين عام 1886. ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد. تلقت الطفلة دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وهناك, عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية, وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد, تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.
وفى القاهرة, خالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة من كتاب العصر وشعرائه, كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, و أحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام ميّ حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته. أما قلب ميّ زيادة, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931.
نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية, مثل: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية و أول أعمالها بالفرنسية اسمها أزاهير حلم ظهرت عام 1911 و كانت توقع باسم ايزس كوبيا, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920), (كلمات وإشارات) (1922), (المساواة) (1923), (ظلمات وأشعة) (1923), ( بين الجزر والمد ) ( 1924), و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ زيادة لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة, وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية كبيرة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت مي إلى مصر لتتوفّى بالقاهرة في 17 تشرين أول (أكتوبر) 1941.
مي زيادة بكل ثقلها اللغوي الفاخر هنا.. ترثي صديقتها باحثة البادية وتستعرض فترة تعارفهما و تمدح بكل تواضع مسيرة باحثة البادية الأدبية ، و تستذكر مآثرها النهضوية ، إريحية مي في وصف صديقتها تبعث للحسرة .. هذا ما تفتقده الساحة الأدبية اليوم ، إفراغ محتوى الصدور و إعطاء كل ذي حق حقه لتتبدى للجميع قيمته وقيمة عطاءه الأدبي ولنفرز الغث من السمين باكرًا، قبل أن يواريه الثرى ولا تعود للكلمة ذات الوقع !
لغة مي زيادة الساحرة والقريبة للقلب كانت نعمة قراءة هذا الكتاب حتى دون أن تبذل لإبرازها أي جهد، نقاء اللغة كان يفرض نفسه رغم تركيزها الجاد على مواهب باحثة البادية وسعة اطلاعها و منحها للقضية النسائية جُلّ صوتها الأدبي ، من خلال مقالاتها و قصائدها ،وحتى المقدمة بقلم يعقوب صروف ركزت على لغة زيادة بدل تسليط الضوء على ضيفة الكتاب ، مما جعل المقدمة دون فائدة ثقافية بالنسبة لي على الاقل .
في مطلع القرن الشعرين احتلت ريادة الأدب النسويّ ملك حفني ناصف أو باحثة البادية التي تعتبر قيمة ثقافية نسويّة تسلحت باللغة العربية الأصيلة كما ورثتها من والدها المحقق اللغوي حفني بك و أسهمت في صناعة وعي عام بالأوضاع التعليمية والإجتماعية المتردية في مصر و العالم العربي وكثيرًا ما انتقدت مقالاتها الشاجبة للتأخر الذي تعانيه المرأة العربية وعلاقتها المضطربة مع الحياة رغم دخولها القرن العشرين .
بينت مي بتأثر بالغ مجمل ما رأته توافق مع ملك في الأفكار و الآراء و الأسلوب ، مسحة الحزن في جوهر كتاباتهن ذاتها آلمت قلبي و تركت تراكمات لن أنساها، و روح الندّية التي يخاطبن بها الرجل في رسائلهن لم أتوقعها ، بل توقعت روح تحدي خصوصاً في زمن كان حكرًا للرجال وهن كن متطفلات بمطالبهن لصنع وعي جديد و طليعي ، صفّ الكلام وتنميقه لم يخدم تلك المطالب برأيي فالمرأة كانت أقل استيعاب لأسلوبهن الادبي البيلغ رغم انه يروقني و يدهشني أن البعض لا زال يراه مبتكرًا رغم أن روح الحداثة التي نعيشها والتي تفرض التقليل من البلاغة مقابل الواقعية الأدبية ، استشهادهن بالذاكرة القريبة في موضوع الحجاب و الذي أجد موقفهن حياله لا يحسدن عليه بعد خروجهن من عهد مظلم لذلك لا استطيع أن أغالي في موقفهن الذي يقبل الحجاب الإسلامي ولكن بشرط الإعتدال يسمح بانخراط المرأة في الحياة العملية الذي يعددن له ، ليتهن عرفنّ قدرة العربية على الإلتزام بحجابها و هي تصنع مدلول جديد للرُّقي و التطور .
باحثة البادية من قصيدة ( أعلمت أقلامي و حينًا منطقي ) والذي تنتقد فيه الحجاب المطلق :
لقراءة الكتب القديمة طعم مختلف ومميز عن قراءة الكتب الحديثة
تشعر معها بأن الكاتب لا يكتب لمجرد الكتابة بل يبدع طريقا جديدا ساحرا فالكتابة عنده فن يجب احترامه
وهذا ما شعرت به وأنا اقرأ أول كتاب لمي زيادة
كتاب قديم جدا ورائع جدا ومميز جدا
تتحدث فيه الأديبة مي زيادة عن باحثة البادية ملك ناصف
كنوع من الرثاء لتلك الأديبة الرائعة التي رحلت في ريعان شبابها لتترك خلفها مجموعة من المقالات التي تم جمعها في كتاب بعنوان " النسائيات " والتي سعدت بحصولي على نسخة الكترونية منه هو الأخر وينتظر على رف " للقراءة " حتى يأتي دوره
تحدثت مي عن ملك المرأة - المصرية - المسلمة -الكاتبة - الناقدة - المصلحة
تم تحدثت عن قاسم أمين ومن ثم انتقلت لرسائلها المتبادلة مع الأديبة ملك .. كم هي جميلة تلك الرسائل فهي قطع فنية زاخرة وفي منتهى الروعة ثم تحدثت عن لقائها الشخصي بها وعن وفاتها وهي في ريعان الشباب سبحان الله لو كان مقدرا لها أن تعيش أكثر من عمرها الذي لم يتجاوز32 عاما لربما تغيرت الخارطة الأدبية في مصر
ولكنه قدرها .. كما هو قدر الأديبة مي التي توفت هي الأخرى في عز شبابها
انتهيت من قراءة الكتاب قبل فترة ولكني رغبت بإضافة ريفيو عن الكتاب قبل الإعلان عن انتهائي منه
كتاب أنصح بقراءته وبشدة لأصحاب الأذواق العالية ملاحظة : الكتاب متوفر الكترونيا
اعجبتني هذة الكلمات لقاسم أمين :"لا يروعه ضجيج الساخطين, بل يصمت عالماً بأن التمدد أول أدوار الشفاء"
أول ما تبادر إلي ذهني في اوائل سطور مي زيادة , درس تجاذب الثنائيات في علم النفس و علي ما أذكر بإن التشابة والإختلاف من أشد العوامل للتجاذب , تشابة أسلوب البيان في كتابات مي وجبران كبير إلي حد ملحوظ ,علاوة علي أن كلاهما زوي بصيرة فطرية .
سعدتُ لإنصافها في بعد السطور , ولم تروق إلييّ هذة الكلمة "عبوس الحجاب الإسلامي" , القمع ما زال حول عقول سيدات هذا العصر حتي ناهجي مسيرة " الطحاسنة" اتباع طه حسين .
المغالون في الدعوي " للتحرير المرأة" ظاهرياً هم الأكثر حاجة إلي معرفة حقوقها أصلا , أنا افضل أولئك الذين يهتمون بحقوق "الإنسان " عامة ,وبدون تصنيف.
إختلافي مع بعض نقاط النقد مع الكاتبة لا ينطوي تحت طائلة إعجابي بإبداعها الكتابي , هذة أول عمل أقرئة لمي زيادة وسأسعي للبقية.
" للكتاب عندي ثلاث ميزات ترفعه إلى أوج الكتب القيمة التي يستبقي لها تاريخ الأدب مكانة: الأولى - أنه أول كتاب فيه نموذج النقد العلمي المفيد. الثانية - إنه على رأي صديق أديب أول كتاب من كتب النهضة الحديثة وفا فيه صديق لصديقه وفاءا علميا. الثالثة - أنه أول كتاب في تاريخ سيدة عربية وضعته سيدة عربية"
- الأهرام - بقلم الدكتور منصور فهمي أستاذ الفلسفة في الجامعة المصرية
تأخذنا مي زيادة معها برحلة في هذا الكتاب لنتعرف على صديقةٍ من أكثر الشخصيات قوةً وفصاحةً وفِكرًا وأدبًا، شخصية حملت على عاتقها هموم الأمة وخصَّت منها المرأة العربية عامة والمصرية خاصة.
مي زيادة المرأة الأفصح لسانا والأقوى لغة برأي الكثيرين ممن قرؤوا لها، وبرأيي الشخصي أيضا، تأخذنا هنا برحلة أدبية عالية المستوى وفاخرة الجمال والذوق الحسي والمعنوي حيث قامت بإلقاء الضوء التعريفي ومن ثم رثاء صديقتها باحثة البادية وهي "ملك هانم" كريمة المحقق حنفي بك ناصيف، مؤلفة كتاب "النسائيات" الذي قامت مي أيضا بوضع دراسة له في هذا الكتاب.
بدأت الرحلة اللطيفة بالطريقة اللطيفة التي تعرفت بها هذه الشخصية الغنية والمليئة بالحياة والآلام في آنٍ واحد. ضياع الساعة الأحب على قلب مي ووقوعها بيد باحثة البادية التي تعرفت على صاحبة الساعة عبر مرثية كتبتها مي في إحدى الجرائد حزنا على ضياعها.
تبدأ المراسلات بينهما ومن ثم تتحدث مي عن زيارتها لها في منزلها لتتعرف إليها عن قرب وتقارن بين كاتبة النسائيات وبين الشخصية الحية التي أمامها والمفعمة بالحب والحياة.
قسمت مي الكتاب لفصول تتحدث في كلٍّ منها عن جانب من جوانب شخصية باحثة البادية فبدأت بها امرأة قوية استخدمت كلمتها لتدافع عن حق كل امرأة مسلوبة الحقوق جميعا فتطرقت لمشاكل المرأة من جهل وقلة احترام لأحزانها ومشاعرها من قِبل الرجل وقيود المجتمع التي حبس فيها معصميها وضغط عليها لتعيش كسيرة ذليلة في عالمٍ تسوده قوانين لا علاقة لها بالعدل.
ومن ثم لباحثة البادية المسلمة المدافعة عن دينها والمتدينة أخلاقا وأدبا، فطرحت مشاكل المسلمات والمسلمين في المجتمع مبينةً الحق والواجب على كل منهما.
ولباحثة البادية المصرية المتمسكة بوطنيتها ومصريتها المحبة والمهتمة ببناء الوطن وأبنائه بناءً صحيحا لا اعوِجاج فيه ولا ميل.
ولِباحثة البادية الكاتبة المتفرِّدة المتكلمةُ القوية التي تنثر مع حروفها أملا ودعوةً للنهوض بأسلوبٍ فصيحٍ ولغةٍ عذبة تداعب شِغاف القلب رقةً وتوقظ في النفس فكرةً وتقوِّم اعوجاجًا وتُقوي عزيمة.
ثم انتقلت للكاتبة التي حملت هم قضية المرأة المستضعفة في مجتمعها أنذاك، وبرأيي الشخصي مازالت كذالك لوقتنا الحالي عدا القِلة اللاتي تمكنَّ من التحرر من معتقدات قاسية وأحكامٍ أقسى، بغض النظر عمن تعدين حريتهنَّ بمراحل فصرن وكأنهن من عالم آخر لا توازن فيه!
وح��ها الكتابة كانت ولا زالت اليد التي يمسك يد صاحبها مطمئنةً أنا هنا من أجلك، أبحر بأعماقي واتبع أفكارك ممسكًا بما قد ينفعك ومجتمعك منها، أو اسكب حزنك في أعماقي يكن حزنا جميلا يمنح شخصك طابعا مميزا يُخالف كل طبعٍ عاديٍّ آخر.
وبعدها انتقلت لباحثة البادية الناقدة ذات الفكر المُتَّقد العذب والكلمة القوية اللاذعة الرقيقة التي تتمتع بالأصالة والرصانة والأدب.
تحدثت مي زيادة في فصلين هما: "التاسع والعاشر" عن باحثة البادية و قاسم أمين صاحب كتاب "تحرير المرأة" الذي أثار ضجة كبيرة بعد صدوره، وقارنت بينهما من حيث أفكارهما التي ناضلا وكتبا من أجلها فأظهرت أوجه الشبه وشرحتها بشكل أقرب ما يكون لفهم القارئ.
ختمت الكتاب في فصوله الأخيرة بمرثاةٍ كتبتها لصديقتها التي فارقت الحياة مريضة وراضية آخذةً أحزانها معها، تارِكة كنزًا ثمينا من أفكار ومقالات، بينت تأثيرها على نفسها بشكل مباشر ومن ثم على المجتمع.
استمتعت جدا بقراءة الكتاب وسعدتُ بالتعرف على قامة عالية من قامات المرأة العربية المصرية التي تستحق الاحترام والاهتمام والتقدير، المرأة التي تستحق ان تكون قدوة لبناتنا ونسائنا.
وأنت تقرأ لِمي تتذوق نكهة اللغة الأصيلة اللذيذة الفصيحة التي تُثقِل روحك نغما وفكرك حياةً ورصانة.
أعتقد أنَّ اهتمامي الواضح بمي زيادة سيودي بي إلى الاهتمام أيضا بصديقاتها والرغبة في معرفتهنَّ عن قرب ولذلك قررت أن يكون كتابي التالي في القراءة هو "النسائيات" لآخذ جولة للتعرف على باحثة البادية وأفكارها وعالمها عن قرب.
دائمًا ما كان للكتب الأدبية القديمة رسالة أخرى ... تتحدث الأديبة العربية مي زيادة عن صديقتها (باحثة البادية) وكيف أنها كانت ذو شخصية مصلحة مصرية مسلمة ناقدة حرة , تسعى لإحياء دور المرأة على وجه العموم والمرأة المصرية على وجه الخصوص. فكانت تتشابه أفكارها مع قاسم أمين أول من ركز على ضرورة تعليم وتحرير المرأة.
وأكثر ما أعجبني من أفكار باحثة البادية أنها تؤمن أن طريقة الأمثل لإعلاء الرجل ومداركه تأتي أولا من إعلاء المرأة ومداركها...وإن رجل دائما ما يجاهد في حرب الإقتصادية الدائمة وتشغله مشاغل الحياة وهو مهما حاول فلا يستطيع بلوغ الوجدان النسائي (فهذة طبيعة بشرية احترمها وبشدة ).
كما سلط الضوء على أن تحرير المرأة بشكل صحيح يتطلب التربية الصحيحة التي تخلق أشخاص أقوياء مستقلين وهنا الإطلاق يكون بعيدا عن الضرر الذي يخشى منه البعض.
فالكتاب بالفعل يحمل أفكار ضرورية لإصلاح المجتمعات والعلاقة بين الرجل والمرأة.
وأنهت مي زيادة كتابها بالرثاء على صديقتها باحثة البادية ذات الأفكار المصلحة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
نقدت مي زيادة كتاب النسائيات بأسلوب أدبي راقي، وبينت أفكار باحثة البادية وأهدافها بحكم صداقتها، كما أنها أضافت آراءها إلى آراء باحثة البادية👍 . .
ومن جانب آخر قارنت بين أفكار باحثة البادية وقاسم أمين 📎 وما أعجبني في نقد مي زيادة أنها جمعت بين أفكارها وأفكار ملك حفني وقاسم أمين في حدود الدين الإسلامي ولم تخرج عنه مع أنها مسيحية وهذا يدعوا لإحترامها وتقديرها👌 . .
اقتباس جميل لمي زيادة📝 "صخور التقاليد القديمة تدمي أقدامنا الجديدة"
الكتابُ وصفٌ لباحثة البادية كما رأتها مي زيادة و استأنست بها و ارتاحت لمواقِفِها، و قد شدّني أسلوبُ مي الرائِعْ الذي لم أقِفْ على مِثلِهِ قط عند قرائتي لأدباءِ النهضة المصرية الحديثة. و شدّني أيضًا ميلُ الآنسةِ مي إلى الأستاذ قاسم أمين -رحمهُ الله- و آراءهِ الجريئة فيما يخصّ المناداةَ بتحريرِ المرأة المصريّة من قيودِ العاداتِ البائدة (و إن خالفناهُ في بعضِ الجزئيات)
كتاب رائع لكاتبة عربية كبيرة تكتب عن أخرى مثلها. يجمع الكتاب الأفكار الأولى حول السعي إلى ارتقاء مكانة المرأة العربية كما يتضمن قضايا نسوية كانت محل جدال (مسألة الحجاب، تعدد الزوجات،الزواج...) أنصح بقراءته فهو رائع(أفكارا وأسلوبا)
باحثة البادية ، لقب أطلق على الأديبة والمصلحة ملك حفنى ناصف ،وكان عنوان بحث نقدى لكتاباتها من تأليف الأديبة البارعة مى زيادة ، صاغته توثيقا لتجربتها ورثاءً لشخصها بعد وفاتها بما يقارب العامين . لم أكن أتوقع فى بداية قراءتى للمؤلف أنى بصدد الإستمتاع بما يشبه السيمفونية الموسيقية وليس القراءة لنقد أدبى ، ولم أكن أتخيل براعة مى زيادة فى التصوير لشخص ملك حفنى ناصف لهذا الحد الممتع ، وهى الأديبة الإصلاحية التى لم نعرف عنها الكثير . ملك حفنى ناصف التى قاربت مى فى العمر ، وجمعتها بها صداقة من طراز فريد طيلة أربعة أعوام قبل مرضها ووفاتها ، صداقة الأديبة للأديبة ، فى عصرٍ أظهرهن وغيرهن كأزهارٍ تتفتح بعد طول رقاد بأرضٍ طينية تتعطش للنور والجمال ، لتبعث من خلالها حياة لكل من فيها ، فى مطلع القرن الماضى ومع بدء موجات الدعوة للتحرر والإرتقاء والتغيير . تتناول مى زيادة أدواتها من مفردات ومعانى وخاطرات ناصعة وبليغة لتصف لنا باحثة البادية من أوجه عدة كمرأة ، وكمسلمة ،وكمصرية ، وككاتبة ، وكاناقدة وأخيرا كمصلحة ، وذلك من خلال كتاباتها وتجربتها ومواقف جمعتها بها فى الواقع ، لتحلل لنا شخصها كحالة شعورية وتوجهات فكرية ،وترصد تفاعل فئات كثيرة معها فى صورة تعبيرية رشيقة رغم جلال الصياغة. تتخذ مى فى منهجها النقدى للكتابات الرصد للمعانى مدخلا وتصيغ الرد على كل معنى على حدا اتفاقا أو اختلافا مدعما بالبرهان المنطقى ، ثم تنتقل لخطوة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى فى إحداث المقابلة بينها وبين تجربة إصلاحية واكبتها واتفقت معها فى الجوهر من خلال مؤلف الإصلاحى قاسم أمين ( تحرير المرأة ) وتعرض بالتحليل لأجزاء منه ، لتضعنا فى قالب تصويرى مدهش تستخرج منه جوانب اتفاق فى القضية بشكلها العام ، وأوجه اختلافٍ فى طريقة التعبير ومنهج التطبيق ما بين ملك حفنى ناصف المرأة الأديبة المحافظة وقاسم أمين الرجل القاضى الجرىء والقاطع . مى زيادة لا تستطيع إخفاء مشاعرها نحو صديقتها الراحلة وإن كان ذلك لم يشعرنى بأى اختلالٍ لميزان النقد الأدبى لديها ، بل على العكس كان مشعا ومضيئا ودالا على التجرد عند تعبيرها عن أوجه الخلاف مع الباحثة فى بعض النواحى. ولا أدل على تلك المشاعر من نشر مى فى نهاية المؤلف لرسالات ما بينها وبين ملك حفنى ناصف ، لا أبالغ إن قولت أنها أيضا إحدى التحف الأدبية والفكرية لإثنتين من الأرواح السامية والأذهانٍ الفذة ، تعكس عالم لا أتخيله ينتمى إلا لبشرٍ ملائكيين !!! تتحدث بعدها مى عن تأثير تجربة صديقتها الراحلة وما نالته من الأذهان والقلوب رغم حياتها القصيرة التى امتدت زهاء الخامسة والعشرين عاما ، على مستوى النساء والرجال معا . تختتم أديبتنا بمرثية لها فى صديقتها تم نشرها اليوم الذى تلا وفاتها ، وبخطبة فى حفل لتأبينها بعد عام وفاتها تعكس عمق قيمتها، وتطل علينا من شرفتها التى تباعد بيننا زهاء قرنٍ من الزمان ، تبدلت فيه أحوال المرأة إيجابا ثم سلبا ، فلعلها على كل الأوجه انطلقت من حدود حجابٍ حجبها عن حياةٍ حقة لقرونٍ طويلة ، وساهمت بقوة على كل الأوجه فى موجات التحرر الفكرى والسياسى على قدر ما تلقت من علمٍ ووعى ،وأثبتت استحقاقها لكل ما نادى وناضل به المصلحون فى أيام ظلمها وظلمتها ،إلا أنها وفى انحسارات الجزر الحضارية أضحت تعانى من جديدٍ من حُجُبٍ جديدة وأثقالٍ تتحدى قدرتها وطبيعتها !!! فهل تصمد ؟! مى زيادة ، رأيتها من قبل مصوَرة بأقلام أدباء عاصروها ، ولكنى وللمرة الأولى أستمع لصوتها يبهرنى كثيرا بذاتها المشعة،عبر معانيها الملهمة على مر السنوات ، ويا ليت كان متاحا من النجوم أكثر من خمسة .
“لم يكن في عينَي باحثة البادية ما يدل على أنهما اعتادتا النظر إلى داخل الوجدان، حيث وراء الجراح والدماء والآمال المهشَّمة يلمع بصيص النور الذي لا يخبو، وهو السعادة الحقيقية الوحيدة، لأنه من الروح، وللروح، وفي مأمن من كل شاردةٍ وعادية.” باحثة الباديه شخصية نسويه رائعة في الادب. هذا الكتاب جمع بين اعظم كاتبات الادب العربي، مي زيادة اللي برعت بكتابتها الاجتماعيه وباحثة الباديه اللي كانت تنتقد المجتمع الاسلامي والعربي نقداً بناء. حبيت هالكتاب ومن أكثر الكتب العربية اللي استمتعت بقرأتها مؤخراً.
إن من جميع أعضاء الجسم وتقاطيع الوجه ليس أكثر من العينين شفوفًا عما يألفه الذهن من الخواطر وما يلتصق بالنفس من رغبات. العين مرآة السريرة تطل منها جميع الخيالات والأشواق فإذا عرفت عين امرئ عرفت ما هو إجمالاً وبعض ما طوي عليه.