ويرصد الكتاب جولات بعدسة مُخرج أفلام تسجيلية بين الحاضر والماضي، وبين قارات ثلاث وبلدان عديدة.. لقطات من وقائع حقيقية، يشوبها بعض الخيال، وترسم رحلة التطور الروحي لكاتبها ومراحل تكوين شريحة كاملة من جيل التسعينيات المصري على خلفية التطورات السياسية في العالم الكبير من حولنا.
كتاب عن الخيبة، خيبة الأمل والهزيمة، أو بالأصح تراكم الهزائم، بعد الحلم بالقدرة على بلوغ الملاحم وتغيير الكون والتدخل في الشأن العام لتغييره الى جنة دنيوية مثل الأساطير، العيش مترفعين بعيداً عن الواقع، محلقين نحو الإتحاد السوفيتي بعلاقة نظرية، يحلم مجموعة أو مجموعات صغيرة تعمل بسرية لتطبيق النظرية الشيوعية في بلدان مختلفة مع غض النظر عن الواقع وبقية الظروف، والتلذذ المازوخي أحيانا بملاقاة السجن والتعذيب، ثم التنكيل والرفض خارجه، ليحمل لقب مناضل، دون أن نعرف بالضبط أو يعرف الشعب عما يناضلون بالضبط، وأصبح تحدي ومعارضة الحكام وحده ثم السجن امتياز وعلامة تفوق يمتلكها من يسمي نفسه مناضلاً، يبتز به الآخرين، دون أن ينتبه لأن مقاس الحلم لا يلائمه، ولم يقيس المسافة بينه وبين الواقع. الكتاب مكتوب بلغة ممتازة ورقيقة، فيها صدق وشفافية أشعرتني بالامتنان تجاه المؤلف الذي ولد في بيت يساري، ثم انضم لمجموعة أقلية الأقلية أثناء ركود الأوضاع السباسية في مصر، فترة بداية التسعينات، ليواجه نفسه فيما بعد ويختار الانسحاب، وفي ظل حديثه يقحم عدداً من الأفلام ويتحدث عنها والتي تتشابه مع مواضيعه أو تخدم الموضوع، نظراً لعمله في السينما، يتحدث عن رحلاته لكوبا، وعيشه في أسبانيا أو هجرته بالأصح وحكايات مع المهاجرين هناك تدمي القلب، ثم ينتقل بالحديث عن أصحابه وأهله ويختمها بالحديث عن أروى صالح، وقد احترمته للغاية في هذا الجزء وعلمت منه نبل أخلاقه، فليس من السهل أبداً الحديث عنها خصوصا والمسبوق بمعرفة شخصية لها دون ابتذال واستغلال وأمور أخرى، لكنه نجى من تلك الفخاخ وتحدث بتعاطف انساني نبيل وراقِ.
إنه أحد تلك الكتب التي تشعر بأنك تركت صديقًا وراءك حين تنهيها. اللغة والأسلوب والتفاصيل والسرد والمحتوى كلها أشياء ممتعة جدًا وأحيانًا مؤلمة جدًا. كتاب يستحق القراءة بكل تأكيد.
إنه أحد تلك الكتب التي تشعر بأنك تركت صديقًا وراءك حين تنهيها. اللغة والأسلوب والتفاصيل والسرد والمحتوى كلها أشياء ممتعة جدًا وأحيانًا مؤلمة جدًا. كتاب يستحق القراءة بكل تأكيد.
عرض رائع ومميز للحراك السياسى اليسارى فى فترة التسعينيات وربطه بالسينما المصرية والعالمية ... حقيقى كتاب رائع وجعلنى أعيد مشاهدة بعض الأفلام المذكورة وكأنى أراها لأول مرة . شكراً باسل رمسيس 👌🏾