من كلمة الغلاف الأخير يقول الناشر "بعد كتاب (المكَاريد) يعود محمد الأخرس للتقليب في عوالم أبناء الطبقات الشعبية وثقافتهم، يعود هذه المرة ليقلب في (دفاترهم العتيكَة) وكل ما تم إهماله أو تهميشه من ذاكرتهم الاجتماعية ومن تراثهم في العادات والتقاليد والفولكلور، ليقدّم لنا سياحة أنثروبولوجية في صور حياة فئات من المجتمع العراقي قلّما نعثر على ما يماثلها".
ويضيف الناشر:"(دفاتر خردة فرّوش) جهدٌ توثيقيّ خاص، وخطوة جريئة لمواجهة الذات الاجتماعية العراقية بكل شوائبها ومفارقات ذاكرتها الغنية بالحكايات والمواقف المثيرة، وإذا كان محمّد غازي الأخرس يقدم هذه الحكايات والمواقف بروح السخرية السوداء، فإنه يحمل في كل حكاياته وجعه مما آل إليه العراق".
ويشير الناشر إلى خصيصة مهمّة في اشتغالات الأخرس بقوله "في هذا الكتاب، جهد أنثروبولوجي، يفتح باباً واسعاً لقراءة ودراسة المجتمع العراقي في وقائعه الفعلية حيث تُكتشف البنى والأسباب التي أدت إلى استجابة المجتمع العراقي للدخول في هذا الصراع الدامي والعنيف، وهذا الصراع البشع هو ما يدفع الأخرس إلى أن يحفر لينكأ الجروح، وليس ذلك بهدف وضع الملح على الجرح، إنما بهدف إخراج القيح للإسهام في الشفاء".
ضمّ الكتاب ستة فصول، كلّ فصل عبارة عن دفتر يتحدث عن محور بعينه، حيث تناول "دفتر العشيرة" المنظومة العشائرية العراقيّة بتفاصيلها وذاكرتها وتأثيرها، الجنوبيّة خصوصاً، فيما ناقش "هامش المدينة ومتنها" مسألة الاختلافات الطبقيّة بين سكّان بغداد الوافدين إليها من الجنوب، و"متنها" الارستقراطي البرجوازيّ المتعامل بفوقيّة دائمة مع "الهامش"، وناقش أيضاً الأخرس في "دفتر الخرافة" الميثولوجيا المنسلّة داخل التفاصيل الدينيّة من جهة، والنشاطات الاجتماعية البشرية لأبطاله "المكَاريد" من جهة أخرى، واختتم الأخرس كتابه بـ"دفتر سلمان المنكوب" و"دفتر طشارة".
و "خردة فروش" عبارة ذات أصول عثمانية، ترمزُ إلى سوق البراغيث، أو العاديات، أو بيع الأشياء العتيقة والمهملة، حيث يربطُ الأخرس بين هذه السوق التي تحتوي على الأشياء القديمة المتعددة المهملة، وعن الذاكرة العراقيّة التي يبتعد عنها المثقفُ وينأى بنفسه عن الاشتغال بها.
يذكر أن محمّد غازي الأخرس شاعر وناقد وباحث وإعلاميّ عراقيّ، صدر له (شمعون – نصوص حرجة) بطريقة الاستنساخ في تسعينيات القرن الماضي، (خريف المثقف في العراق)، (كتاب المكَاريد)، وهذا الكتاب.
حصل على البكلوريوس في اللغة الفرنسية عام 1994 ثم على البكلوريوس والماجستير في الأدب العربي، كتب الشعر منذ ثمانينيات القرن المنصرم . ونشط في المقالة والنقد منذ منتصف التسعينيات، أفكاره تلقى قبولاً واسعاً لدى العراقيين. ألّف عدة كتب تناولت الواقع الثقافي في العالم العربي، والعراقي تحديداً، كان أهمها "خريف المثقف في العراق" الذي أحدث جدلاً في الوسط الثقافي، رغم أنه نال من الثناء أكثر مما ناله من الانتقاد
هذا كتاب يحكي سيرة حياة المعذبين في العراق، انه كتاب يرصد قهر و آلام العراقي البسيط، كتاب عن ابن الطبقات المسحوقة التي كتب عليها العذاب و الفقر، هذا كتاب لن يفهمه جيدا إلا من ذاق مرارة أن تكون (مگرودا) في بلد اعتاد ان يعذب ابناءه. فمجهر محمد غازي الاخرس، يرى ما لا يراه غيره، و قلم الاخرس اعتاد ان يكون صديقا للهامش لا للمتن. حكايات حقيقية كثيرة تحملها هذه الصفحات، ممزوجة بتأملات عميقة للشخصية العراقية، تأتي بلغة بسيطة جدا . اعترف ان الاخرس ابكاني على العراق و العراقيين، حتى انني اغلقت الكتاب و رحت ابحث عن شيء يبعدني عن الالم، الألم العراقي خالد و عنيف و لا يمكن لإنسان طبيعي ان يتحمله.
- المرأة في مجتمعي لا تزال ُ تهمس بأحلامها و كأنها ( تلولي ) وليدا ً في مهد . المرأة . هذا الكائـن المجبول من رقّة و المتهادي كنسمة ’ الحنون المتفاني , لا تزال تنتظر منّا أن نصرخ , نحن الرجال من ذوي الصوت المجلجل , بدلا عنها و الغريب أننا لا نجيد ذلك كما نجيد التغزّل بها و بجسدها , ترانا نبرع البراعة كلها إذا تعلق الأمر بالجسد , أما الروح ندري عنها شيئا ذي بال .
- امرأة شابه صادفتها قبل فترة في ( الكيا ) فكانت امتدادا لأمي , كانت مسكينة ولكنها أنيقة و رائعة الجمال , جلست أمامي فانتبهت إلى أنها حامل ٌ في أشهرها الأخيرة ترتدي جبّة و ربطة عنق ليستا فاخرتين . فجأة يرنًّ هاتفها فتجيب , أسمع الحوار دون إرادة مني فإذا هو زوجها يطمئن انها ذهبت لمشوار مهم , بعد بضعة عبارات , أسمعها تقول له –لمن أوصل و أشوف أكَلك . ثم تهمس –زين شلون ؟ كات حائرة , و لم أفهم حيرتها فورا إلى أن قالت : عود خابرني لأن ما عندي رصيد ! يالله كم كانت خجلة من العبارة الأخيرة و تحاول ألا يسمعها الركاب القريبون وضعت كفها على التلفون هربا من آذاننا و مع هذا سمعتها فأدرت وجهي متصنعا عدم السماع لأنني استشعرت رغبتها بذلك . حين وصلت لدائرة حكومية ما , نزلت تلك المرأة انحنت بصعوبة فلاحظت أن في جبتها (زروفا) صغيرة جدا توحي بقدم الثوب و استهلاكه بدت و هي تنزل و كأنها تجر هموما وراءها أو لكإنها تحمل جبلا من أسى كما يصف الجواهري : أنا عندي من الأسى جبلٌ يتمشى معي و يتنقلُ ! حين رأيت تلك الشابة لعنت الفقر و ذلة ... نعم عيد المرأة يحتاج صوتا مجلجلا و انا لا اجيد سوى استراق الهمس و نقله فتأملوا !
من الكتب التي جعلتني ابتسم احيانا و تدمع عيني احيانا اخرى، وقت كتابة الكتاب كان في فترة الغليان الطائفي و الوضع الامني غير المستقر و هذا سبب لي ضيق و عدم الراحة لأستعادة ذكريات تلك السنين البشعة، لذلك تركت قراءته فترة من الزمن ثم عدت لأكماله.
هذا الكتاب و المكاريد و قصخون الغرام كانت نافذتي على سرداب موروثنا الشعبي بجانبيه اللطيف و البشع، حكايا، طقوس، خرافات لم تخطر على بالي في يوم من الايام وجدتها في هذه الكتب، هي بالاحرى كبرنامج وثائقي يسلط الضوء على خفايا و هموم البسطاء و المهمشين من الناس. فكل الشكر للاخرس على ما نقله لنا عبر كتبه، وان كنت اختلف معه في بعض طروحاته احيانا 😅
كتاب رائع رغم طابع المأساوية الذي يغلب عليه. خلال قراءتي للكلمات الأخيرة للكاتب في خاتمة الكتاب، ولوهلة..شعرت بإنعدام جدوى ما نفعل! وان من الأحرى بنا الركون إلى الهدوء وفعل اللاشئ في إنتظار مصائرنا السوداوية المحتومة. كما فعل الكاتب من خلال كتابه (المگاريد)، حرك في داخلي مشاعراً وديّة وتعاطفت مع فئة لم أُتعب نفسي يوماً في البحث عن خلفيتها ولم أفكر بأسباب خلقها لمناخ بيئي خاص بها قد نستهجنه! حتى إنني ذرفت دموعاً في كثير من مواضع هذا الكتاب.
كتاب اخر لهذا الكاتب المبدع يجعلك تضحك و تحزن و تسترجع ذكريات و تستذكر اغنيات و مثل كتاب المكاريد و قصخون الغرام يرسم الكاتب صورا لمجتمعنا العراقي بمخياله و تراثه و احازانه و اغانيه و عاداته الا انه في هذا الكتاب كان اكثر حزناً و كآبةً .
ها انا انهيت القراءة الثالثة لمحمد غازي الاخرس بعد كتاب المكاريد وقصخون الغرام وكما هو الاخرس يدخل في قلوب العراقين من دون تكلف وتعب فهو احد مكاريد هذا الشعب احد من طحنهم العراق ليجعل منه لساننا للمكاريد من دون ان يتعالى عليهم فهو احدهم ولسانهم الناطق فارخ وسجل ايها الاخرس بقلمك الناطق عنهم. دفاتر خردة فروش هو وجع العراقين او لنقل كتاب اوجاعهم ان صح التعبير هو حياتهم ومآسيهم اوجاعهم وماضيهم ومتخيلاتهم الشعبية هو الحزن الذي نتمسك به رغم كرهنا له فكما يقول كاظم الساهر في احد اغانيه "اكرهها واشتهي وصلها " ها نحن العراقين نكره الحزن ونشعر بالحنين له فنحن البلد الوحيد الذي يفتخر بحصوله على اكبر مقابر العالم "وادي السلام" شكراً يا لسان المكاريد على هذا التوثيق المهم لحال مكاريد شعبك
كتاب يسبر في أغوار المياه الجوفية لمورثات المجتمع العراقي والجنوبي على وجه الخصوص متناولاً الكثير من حكايات أهلنا، بطريقة سردية جميلة جداً، تشد القارئ نظراً للموضوعات التي يتناولها الكاتب عن البسطاء والفقراء وحياتهم وما يتخللها من مواقف وظروف التي ربما لايخلو عراقي منها؛ كهجرة أبن الريف إلى المدينة ونتائج هذه الهجرة ما لها وما عليها، وعلاقة العراقي بالطرب ولاسيما الحزين منه وأسبابه من وجهة نظر الكاتب، وعلاقته بالشعر، والنساء وحكاويهن، وموضوعات شتى كالحصار وأثر الحروب.
على غرار كتابه السابق (المگاريد) يستعرض محمد الأخرس دفاتره العتيگة .. الكتاب يقع في ست فصول يتناول فيها الشريحة المهمشة في العراق (شريحة المگاريد) يسرد خلالها العديد من المعتقدات والحكايا الشعبية.. ويشرح تفاصيل المصطلحات الشعبية الشهيرة.
- افضل فصل هو فصل (دفتر الخرافة).. رحلة في مخيلة العراقيين، حكاياتهم الغريبة ، وخرافاتهم المليئة بالغدر والخيانة .
الكتاب مليء بالقصص الطريفة والحزينة .. اجواءه عراقية ١٠٠% .
ما بين الشعر الشعبي والارث الغناءي واحزان العراق الضاربة في العرق العريق العراقي وجدت نفسي اصغي نعم اصغي ولا اقراء واقلب الصفحات واتوقف لخشيتي من ان اطق كما نقول في العراق اطق بكاءا احيي احساسه العالي ومصادره وروح البحث والتمحيص وقبل كل شيء حبه ووفاءه لعراقنا وتاريخه وحزنه وعداباته ممنونة جدا كاتبنا محمد غازي الاخرس
من الكتب المحيره جدا في تقييمها فعلي جانب الكاتب الزم نفسه بنقل الواقع كما هو بدون اي مواطن جماليه و هو شئ متوقع في شرقنا الأوسط ، مع ذلك فإن المطلقات لا وجود لها علي أرض الواقع مهما كان شيئا و قميئا و بين غلاف الكتاب من بدايته لنهايته لم اجد جمله واحده تدل على ما قد يحسب كحسنه واحده لواقع العراق في حين أن أهم مواطن النقد و المسؤول الأول عن تكوين و صياغه المجتمع العراقي من اصغر مكون له وهو الفرد ثم الاسره الا و هي الحكومات ، قد سلمت من نقده للفرد دور لا نقاش فيه في إصلاح مجتمعه لكن دور القائم على النظام نفسه يعد أساسيا و خصوصا حين تتخذ دوله مثل العراق المركز الثامن عالميا بنسبه الفساد ، فوجب هنا توجيه بعض من اللوم لانظمتها
بالنسبه للتكوين الطبقي : قد وجد فيها مراء فراي الكاتب ازدواجي و بشده حين يصف المكاريد بكونهم حفنه من الرعاع مره ثم ينسب نفسه إليهم من بعيد مره ليعود تاره أخري لينسب نفسه للمدينه التي تربأ بامثال هؤلاء !!
بالنسبه للعادات و التقاليد : فهي مشابهه حد التطابق بين الدول العربيه مثل شموع الميلاد و الموتي و الزواج ، صواني التقرب لحراس البيت و للاولياء و التبرك بالاضرحه و كبار الشيوخ و قد أصاب بذكره ارتباط تلك الشعائر بممارسات بما قبل الاسلام
أما بالنسبة للشعر و الاغاني فقد تجلي لي علي الرغم من أنها اخر فصول الكتاب التماسه العذر لمجتمعه فيما وصل له فان كان قد قارن بين تاريخ العراق و لبنان و مصر تناسي ما حدث بين ربوع تلك البلدان لبنان كمثال أشد الدول العربية سوادا بالنسبه لتاريخ الحروب الاهليه و الطائفيه في حين ذكره لفيروز بجمله " مش فارقه معاي " مصر علي جانب آخر و علي مدار سبعون عاما كانت أكثر دوله عربيه تورطت في حروب خارجيه فضلا عن ما حدث بها بمرحله الربيع العربي و مع ذلك لم ينقلب لنا الادب و الغناء مائه و ثمانون درجه ......... الخلاصه أن الكاتب وان ادعي الحياديه فهو قد تطبع بما رآه طباع مجتمعه المعذور سواء كانت طبقيه أو النظره الدونيه لفئات معينه تاره و عدم ملامه أفراد المجتمع سواء دون عذر أو لوم القائمين بتلك الأعمال اصلا
لا تقاس كتابة محمد غازي الأخرس بمعايير مستعارة من خارجها لأنها تفتح أفقها الحميم الخاص وتخاطب فينا الرغبة في تدوين الوجع دون قطع الخيط الواصل مع الواقع. الكتاب يوميات للحياة العراقية بعد عام 2003 سيضيف الزمن لها أهمية متزايدة كلما ابتعدنا عن الوقائع وجاء من يعبث بمصائبنا. لغة الأخرس متدفقة تحقق الفصاحة بينما هي توحي بالعامية. كتاب أساسي لمن يريد أن يعرف اليومي وهو يتمزق على سكاكين الاستثناء في عراق اليوم.
" منطق الموت موجود في خلايانا والحروب عباءة لا تليق الا بنا، أن المفخخات تُصنع بين ظهرانينا وتتنفس من خلافاتنا، وأن منجل عزرائيل منتج محلي وهو لا يعمل الا على رقابنا"
تجربة جميلة وثرية وممتعة قد تكون تفوقت على تجربة اختها السابقة مع "المكاريد" وهنا ايضاً اغلب الحديث عنهم وهو استكمال لما تم طرحه في كتاب المكاريد. الفصول التي نالت اعجابي بشدة هي -دفتر طشارة : عن حسرات النسوة واشعارهن -دفتر الخرافة: رحلة في متخيل الناس
اسلوب بسط يسجل معاناة الناس البسطاء و يحكي قصصهم الحزينة و السعيدة و انفعالاتهم و مواقف الخزي و الخذلان و الفرح و الانتصار بدون خجل و بدون قيود يستغرق في تفسير حالات اجتماعية و الفاظ و اشعار تراثية و يتكلم عن ارتباط الانسان بالبيئة و الاشعار التي تلامس البيئة العراقية و اللهجة العراقية و الحزن و المعاناة الريفية
دراسة (اجتماعية -انثروبولوجية )يقدمها محمد غازي الاخرس حول العوالم السفلية للمجتمع العراقي ،ياخذنا في رحلة في دفاتر هذا المجتمع لنقلب دفاتره سويةً، ففي هذه الدفاتر انما يقبع كل المتخيل الشعبي والموروث السائد والعادات والتقاليد والخرافات ،الكتاب اختص بشريحه محدده هي شريحه اهالي الجنوب الذين نزحوا قديماً من مناطق سكناهم الى العاصمة بغداد هرباً من الاقطاع والفقر واطلق عليهم لاحقا (الشروگية ،المعداان ) فحكايات هولاء المگاريد حزينه للغايه ،ففي نظر الاخرس ان هؤلاء الناس هم من المهمشين والمقصيين في دنيانا ولذا وجب تسليط الضوء عليهم ، فمن بين هولاء خرج لنا الكثير من الادباء والمطربين والملحنين، في الكتاب حكايا حزينه لن يشعر بها الا من عاش مرارة الفقر والجوع في هذا البلد ولن يشعر بها الا من فقد عزيز على قلبه في الانفجارات التي طالت بلدنا بعد 2003
الا يا معشر القراء العراقيين ،اقرأوا اعمال هذا الكاتب فهي ضرورية لكم.