نبذة موقع النيل والفرات: فى هذا الكتاب قبس من علم الشيخ الكبير محمد أبو زهرة والذى لا ينكر أحد إسهماته فى الدين وعلومه وقدره وشجاعته فى النصف الأول من القرن العشرين. نرى فى هذا الكتاب بعد مقدمه عن الشيخ وحياته حديثه عن بعض أمور العقيدة الإسلامية. فبحد عن التوحيدا إستعراضه لآراء الأشاعرة وابن تيمية وابن حزم وابن الجوزى والأئمة مالك وأحمد بن حنبل وغيرهم من كبار الإسلام. كذلك ينتقل حديثة إلى الواحدانية فى الخلق والتكوين وايضا بعض الآراء ثم شهادة أن محمداً رسول الله و الإيمان بالغيبيات وبعض أمور يوم القيامة.
محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بـأبي زهرة المولود في المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية بمصر في 6 من ذي القعدة 1315هـ الموافق 29 من مارس 1898م نشأ في أسرة كريمة تحرص على العلم والتدين.التحق الشيخ بأحد الكتاتيب التي كانت منتشرة في أنحاء مصر تعلم الأطفال وتحفظهم القرآن الكريم، وقد حفظ القرآن الكريم وأجاد تعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم انتقل إلى الجامع الأحمدي بمدينة طنطا وكان إحدى منارات العلم في مصر تمتلئ ساحاته بحلق العلم التي يتصدرها فحول العلماء وكان يطلق عليه الأزهر الثاني لمكانته الرفيعة.
وقد سيطرت على الطالب أبي زهرة روح الاعتزاز بالنفس واحترام الحرية والتفكير وكره السيطرة والاستبداد وقد عبر أبو زهرة عن هذا الشعور المبكر في حياته بقوله: ولما أخذت أشدو في طلب العلم وأنا في سن المراهقة. كنت أفكر: لماذا يوجد الملوك؟ وبأي حق يستعبد الملوك الناس؟ فكان كبر العلماء عندي بمقدار عدم خضوعهم لسيطرة الخديوي الذي كان أمير مصر في ذلك الوقت.
وبعد ثلاث سنوات من الدراسة بالجامع الأحمدي انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي سنة 1916م بعد اجتيازه اختباراً دقيقاً كان هو أول المتقدمين فيه على الذي أدوا الاختبار مثله بالرغم من صغر سنه وقصر المدة التي قضاها في الدراسة والتعليم وكانت المدرسة التي أنشأها محمد عاطف بركاتتعد خريجها لتولي مناصب القضاء الشرعي في المحاكم المصرية. ومكث أبو زهرة في المدرسة ثماني سنوات يواصل حياته الدراسية في جد واجتهاد حتى تخرج فيها سنة 1924م حاصلاً على عالمية القضاء الشرعي ثم اتجه إلى دار العلوم لينال معادلتها سنة 1927م فاجتمع له تخصصان قويان لا بد منهما لمن يريد التمكن من علوم الإسلام.
وبعد تخرجه عمل في ميدان التعليم ودرس العربية في المدارس الثانوية ثم اختير سنة 1933م للتدريس في كلية أصول الدين وكلف بتدريس مادة الخطابة والجدل فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة وتحدث عن الخطباء في الجاهلية والإسلام ثم كتب مؤلفاً عد الأول من نوعه في اللغة العربية حيث لم تفرد الخطابة قبله بكتاب مستقل.
ولما ذاع فضل المدرس الشاب وبراعته في مادته اختارته كلية الحقوق المصرية لتدريس مادة الخطابة بها وكانت تعنى بها عناية فائقة وتمرن طلابها على المرافعة البليغة الدقيقة. كان الإمام محمد أبو زهرة أحد أفذاذ العلماء في عصره وكان صاحب حضور قوي وكلمة مسموعة ورأي سديد يلاحق الزيف ويسعى لقطع دابره، ينير للمسلمين طريقهم، وظل هكذا حتى نهاية حياته.
أصول الدين، الفقه الأكبر، العقيدة؛ هكذا تعدّدت مسمّيات علم الاعتقاد الإسلامي؛ فبشرف المسمّى تزداد التسميات وتتعدّد. كان المسمّى الذي عرفتُ به هذا العلم الجليل وبحثتُ به دائماً عنه هو: العقيدة، "وهو مأخوذ من قول العرب: عقدتُ الحبل بمعنى وثّقته وأحكمتُ رباطه، فكأن العلماء قد لحظوا معنى الإحكام الحاصل في عقد الحبل، كذا الإنسان يبني معتقده على اليقين، فمن هنا: سمّي هذا العلم بعلم العقيدة."
"والعقيدة في الإسلام تقابل الشريعة، فالإسلام عقيدة وشريعة، والشريعة تعني التكاليف العملية التي جاء بها الإسلام من العبادات والمعاملات. والعقيدة ليست أموراً عملية بل هي أمور علمية يجب على المسلم أن يعتقدها في قلبه لأنها جاءت عن طريق الكتاب و السنة. فهي أصل الدين، ولذلك تسمّى بأصول الدين."
في هذا المصنّف، يعرض الشيخ أبو زهرة بأسلوب واضح ومسترسل أركان العقيدة الإسلامية، مع التركيز على ما لا يسع المسلم جهله مثل: أركان التوحيد الثلاثة، ومفهوم شهادة أن محمداً رسول الله، ومفهوم الغيب والإيمان به، والإيمان بالرسل السابقين وبالبعث والقيامة.
يصحّح الشيخ أبو زهرة الكثير من الأغلاط التي تحيط بهذه المفاهيم، وينوه بدون تعمّق إلى الاختلاف بين الفرق الإسلامية في بعض تفاصيلها. كما كان يؤكد دائماً أن الاختلاف في الجزيئات وليس في لبّ عقيدة التوحيد. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ أبو زهرة رحمه الله كان أشعري المعتقد، لذا ستجده في غالب شروحاته متبنياً التفسير الأشعري للتفاصيل التي أسماها بالجزئية. (جدير بالذكر أيضاً أن الأشاعرة ليسوا تياراً واحداً فهناك مثلا الأشاعرة المتقدمين والمتأخرين).
ربما لهذا شعرت بالارتباك عند قراءة شروحات أبو زهرة للركن الثالث من التوحيد وهو الأسماء والصفات. فمثلاً لم أقتنع باستدلالاته على عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة، بينما يرى الأخذ بها في الأحكام الشرعية! وبالتالي يأخذ بما جاء في القرآن والسنة المتواترة فقط. فإذا كانت حجة الشيخ في ذلك أنه من الأسلم عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنه يرى أنها ليست قطعية الدلالة، "فذلك يوجِب أيضًا طَرح العمل بأحاديث الآحاد في الأحكام لنفس العلة، وهذا باطل، فإن الذين نقلوا هذا هم الذين نقلوا هذا، فإن جاز عليهم الخطأ في نقلها، جاز عليهم ذلك في نقل غيرها، وحينئذ فلا وثوق بشيء نُقِل لنا عن نبينا عليه السلام."
كما تأوّل الشيخ بعض الصفات وصرفها عن ظاهر معناها (مثل اليد والاستواء)، بينما يُثبت أهل السنة الصفات لله تعالى كما أوردها في كتابه ولكن على النحو الذي يليق بعظمته وجلاله؛ إثباتاً بلا تمثيل (ليس كأحد من خلقه لأن الله ليس كمثله شيء) وتنزيهاً بلا تعطيل (فلا يعطّلون صفة أثبتها الله لنفسه ومن ثم لا يغالون في التنزيه). سبب هذا اللغط أن بعض الفرق ظنوا أن اتّصاف الله عز وجل بهذه الصفات يلزمه أن تكون فيه على نحو ما هي للمخلوق، فأوقعهم هذا الظن في التعطيل.
تطلّب الأمر أن أبحث عن نقد وتفنيد لآراء الشيخ، فتعثرت برسالة دكتوراة تناقش آراء الشيخ الاعتقادية عرضاً ونقداً، أنارت لي الكثير من النقاط التي استشكلت علي. كما تزامنت قراءتي للكتاب مع قراءة متن العقيدة الطحاوية لمؤلفها الإمام أبو جعفر الطحاوي، والتي تعد من أهم وأشهر المتون التي تعبّر عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وشرَحها العديد من الشرّاح أهمهم ابن أبي العز الحنفي معتمداً على الكتاب والسنة. كان لذلك أثراً إيجابياً ما كنت لأحصّله لو قرأت شروحات أبو زهرة منفردة. ومع رسالة الدكتوراة سالفة الذكر، يمكن القول أنه بفضل الله زال هذا الارتباك. لذلك لا أنصح من يبدأ القراءة في العقيدة بهذا الكتاب؛ فرغم الفائدة الكبيرة وسلاسة الشرح إلا أن تأويل الشيخ لبعض المسائل أثار الارتباك ولم يبدده.
والله لو كنتُ ناصحاً لأحد يريد أن يقرأ في علوم العقيدة الإسلامية ولم يقرأ قبل ذلك لقلتُ له اختر هذا الكتاب للعلامة الأزهري وحبرُ هذه الأمة في القرن الماضي محمد أبو زهرة ، عرجَ في كتابهِ هذا على القضايا الأساسية في العقيدة مثل الشهادتين ، تعليل أفعال الله ، القضاء والقدر ،والإيمان بالنبوة والغيبيات، والإيمان بيوم البعث والنشور، كان مستظلاً بظلِ القرآن الكريم وبنور الإجماع بين فرق المسلمين في كافة الصفحات ،تميزَ بإنصافِهِ الشديد فحيثما وردَ خلافٌ نبَهَ عليه وعرض وجهات النظر المختلفة بتجرد كامل ونبَهَ إلا ما يلزم وما لا يلزم العامي من المسلمين أن يعلم ، أكثر ما أعجبني هو تقديمه الكتاب بعرض قول الإمام الشافعي في كتاب "الرسالة" عن علم العامة وعلم الخاصة ، كتاب ممتاز لمن يريد أن يبدأ ..
كتاب ممتاز يناسب فئات كبيرة من المتعلمين سهل العرض يعلم المسلم أسس العقيدة بلا خلافات مذهبية ويبتعد عن الفرعيات، رحمة الله على الشيخ محمد أبو زهرة وأسكنه فسيح جناته
كتاب عظيم جدا للإمام أبي زهرة، تحدث فيه عن العقيدة الإسلامية وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة، وتأكيده على أن العقائد لا تؤخذ إلا من القرآن والسنة المتواترة وليست من أحاديث الآحاد.. الشيخ هنا يتحدث عن العقيدة وفق مذهبه الأشعري والذي يعجبني فيه - وفي الأشاعرة عمومًا-احترازهم من التكفير على غير ما تقوم به بعض الفرق الإسلامية المتلهفة للتفكير دوما،، هناك موضوعات ذكرها الشيخ كنت اتمنى ان يتكلم فيها باستفاضة أكثر لأهميتها الكبرى وهذا ما جعلني اخفض التقييم.. رحم الله الشيخ أبا زهرة وجعل أعماله هذه فى ميزان حسناته،،
ثاني قراءتي مع العلامة محمد ابو زهرة رحمه الله ، و كعادته معي يُمتعني و تلتمس من كلماته الإخلاص و التجرد و التمكن من أدواته العلمية و البحثية و غزارة الاستدلال من القران و صحيح الحديث .. و في حالة وجود عدد من الآراء في مسألة يضع امامك بتجرد الخيارات المتاحة ثم يختار الأصح وفقاً لرؤيته الاشعرية التي تتفق معه في كثير منها و قد تختلف معه في قليل القليل خاصةً في موضع المتشابه حيث أني أميل لقول مالك و أحمد في التصديق مع الوقوف و هو نفسه استخدم التصديق مع عدم التفكير في الكيفية و الوقوف في فصل رؤية الله تعالى في الجنة .
أنصح به كل من يريد أن يقرأ عن العقيدة الإسلامية أو المبتدئ في دراسة العقيدة .
كتاب جيد لا يسعني قول غير هذا ، واضح في معانيه كتابته سهلة من حيث الملاحظة أقول أنه شجعني ان أقرأ أكثر الكتب الدينية لأني استصعبت قرائتهم في محاولاتي السابقة .