كتاب" وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك”"
للدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الوكيل الحصري في مصر وليبيا : مجموعة النيل العربية
لقد تناول هذا الكتاب، تطور دور وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الاجتماعي في المستقبل، وما سيعكسه ذلك من تغييرات على كثير من المسلمات الراهنة، وسيصبح في الغد واقعاً ملموساً يلزم أن يتأقلم معه الإنسان من دون صـدمة معرفية أو إشكالية في التعامل، مشيراً إلى أن التكنولوجيا الرقمية قد تمكنت من العمل على نطاق عالمي لتحقيق بعض أحلام الإنسانية، وأرست قواعد ثقافة إلكترونية عالمية امتدت عبر الزمان والمكان، وتجلى الربط بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت بمرور الوقت، دوراً بارزاً في تشكيل اتجاهات الرأي العام وبناء القناعات الذاتية والمواقف والآراء تجاه مختلف القضايا والأحداث في مختلف المجالات.
وقد بين السويدي أن وسائل التواصل الاجتماعي؛ أدت إلى التحول من “القبيلة إلى الفيسبوك “(From Tribe to Facebook)، فإذا كانت القبيلة الواحدة تتكون من بطون وأفخاذ متفرقة وعصبيات متعددة، فلا بدّ من عصبية أقوى تلتحم فيها جميع العصبيات وتنصهر، وتصير وكأنها عصبية واحدة كبرى، وإلا فسيقع الافتراق المفضـي إلى الاختلاف والتنازع.
كثرت في الآونة الأخيرة الكتب التي تتناول وسائل التواصل الإجتماعي بحثًا وتحليلاً، ولا يختلف هذا الكتاب عنها -كثيرًا-، فهو يتتبع اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻜﺒﯿﺮة اﻟﺘﻲ أﺣﺪﺛﺘﮭﺎ هذه الوسائل ﻋﻠﻰ الفرد والمجتمع. إلا أن ما يميزه هو تناوله أو تنبؤه بالدور الذي ستلعبه هذه الوسائل في المستقبل، وما سيعكسه ذلك من تغييرات على كثير من المسلمات الراهنة، وما سيسببه من تحولات عديدة على المستويات الإجتماعية والسياسية والأمنية!
ويؤكد المؤلف -ربما ردًا على المشككين باستمرارية وسائل التواصل الإجتماعي- أن هذه الوسائل ستمضي في مسارها وتكريس موقعها الذي شغلته باعتبارها السلطة الخامسة التي أزاحت تدريجيا السلطة الرابعة ( الصحافة ) التي شغلت هذا الموقع طوال القرنين التاسع عشر والعشرين. حيث لم تعد للسلطة الرابعة التقليدية الحضور السابق لها، بل تحولت إلى مجرد تابع أو ناقل، ومروج للسلطة الجديدة
غير أن أكثر ما أعجبني في الكتاب، إلى جانب الإحصاءات الدقيقة، هو مصطلح "أرامل الإنترنت" الذي أسمع به لأول مرة في هذا الكتاب، حيث يؤكد المؤلف بأن هذا المصطلح رغم تداوله المحدود إلا أنه صادق وواقعي بدرجة كبيرة، فالمدمنون على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعاني أزواجهم أو زوجاتهم غياب الشريك ، وعدم قيامه بأي دور حقيقي في حياة أسرته، والمقصود بالترمل -كما يوضح المؤلف- غياب الشريك في العلاقة الزوجية بوقوعه فريسة لإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإذا كان الأرامل في الواقع لهم حقوق مجتمعية وقانونية، فربما يكون لأرامل وسائل التواصل الاجتماعي، وهم " أرامل افتراضيون"، حقوق مجتمعية وقانونية في المستقبل أيضاً وقد تنشأ لذلك محاكم خاصة " للأرملة الافتراضية "
الكتاب يستحق القراءة فهو سلس جدًا في أسلوبه وفي طريقة تناوله وعرضه للمعلومات
وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحديات المستقبلية: من القبيلة إلى الفيسبوك. دراسة حول وسائل التواصل الإجتماعي توخى فيها الكاتب إبراز تأثيراتها في المجالات السياسية والاقتصادية، والإعلامية والأمنية خصوصا في العالم العربي محاولًا استشراف مستقبلها .. والدراسة مليئة بالاحصائيّات، تصلح كمرجع في الموضوع.
الكتاب جيد يستعرض أهم التأثيرات لوسائل التواصل الاجتماعي وما يمكن أن تؤول إليه في المستقبل ، ليس هناك نظرة مستقبلية لماهية التأثيرات المستقبلية ولكن حتمية وجود هذه التأثيرات وضرورة الإعداد للتعامل معها باتباع سياسات منفتحة ومواكبة لهذه التغييرات الدراسة بحثية أكثر من كونها تحليلة ، لكن الكاتب أحاط بالكثير من الجوانب الخاصة بتعامل المجتمع مع وسائل التواصل الاجتماعي
طرح جميل من الدكتور جمال. الكتاب اقرب مايكون لبحث علمي بطريقة علمية مع ذكر كافة الاوجه للشبكات الاجتماعية من النواحي الاعلامية والتقنية والسياسية والامنية.