مذكرات جريح

by بولس سلامة

Paperback

First published January 1, 1973

About the author

بولس سلامة هو شاعر وأديب لبناني ولد سنة 1902 م في بتدين اللقش قضاء جزين ـ لبنان، ودرس في عدة مدارس، وبعد ذلك درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ثم عمل قاضياً فترة من حياته.[1][2][3] أُصيب بمرض أقعده الفراش قرابة أربعين عاماً أُجريت له خلالها أكثر من عشرين عملية جراحية، وتوفي عام 1979.

يعد الشاعر اللبناني بولس سلامة من أشهر الشعراء الذين وقفوا جزءاً مهماً من شعرهم على ذكر أهل البيت عليهم السلام، فتنوعت قصائده فيهم متضمنة عدة أبواب من الشعر من مديح ورثاء وغيرهما. ومعظم هذه القصائد تضمنها ديوانه "عيد الغدير" الذي اصطلح النقاد والباحثون على إطلاق اسم الملحمة عليه. ولد الشاعر في بتدين اللقش قضاء جزين جنوب لبنان سنة 1902 ودرس في عدة مدارس، وبعد ذلك درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ثم عمل قاضياً فترة من حياته. أُصيب بمرض أقعده الفراش قرابة أربعين عاماً أُجريت له خلالها أكثر من عشرين عملية جراحية، وتوفي عام 1979. ترك الشاعر بالإضافة إلى "عيد الغدير" عدة كتب (في النثر): "مذكرات جريح" و"حكاية عمْر" و"الصراع في الوجود"، في ذلك الزمان، حديث العشية، خبز وملح، تحت السنديانة، من شرفتي، مع المسيح، ليالي الفندق. (في الشعر): علي والحسين، فلسطين وأخواتها، الأمير بشير، عيد الستين، ملحة عيد الرياض، وملحمة عيد الغدير وهي أول ملحمة عربية وفق ما أجمع عليه معظم نقاد الأدب العربي، وهي تتناول أهم نواحي التاريخ الإسلامي من الجاهلية إلى آخر دولة بني أمية. ويشير الشاعر في تصديره لهذه الملحمة إلى أنه نظمها استجابة لاقتراح الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في العام 1947 وأنهاها سنة 1948. وإذا كان العنوان يوحي باقتصار الملحمة على حديث الغدير فالأمر ليس كذلك " فليس حديث الغدير ( سوى فصل من هذا الكتاب الذي مداره ) أهل البيت ( في أهم ما يتصل بهم من الجاهلية إلى ختام مأساة كربلاء"- عيد الغدير ص 8) ولما عزم الشاعر على نظم هذه الملحمة إنصرف إلى درس المراجع التاريخية، ويقول أنه قلما اعتمد مؤرخي الشيعة بل الثقات من مؤرخي السنّة قطعاً للظن والشبهات، مع تقيده بالتاريخ جهد الاستطاعة. ويضيف أنه لزمه ستة أشهر لتأليف هذا الكتاب منها ثلاثة لدرس الموضوع وهذه الملحمة منظومة في أكثر من ثلاثة آلاف بيت من البحر الخفيف موزعة على سبعة وأربعين فصلاً أو قصيدة، يبدأها الشاعر بقصيدة عنوانها "صلاة" يشير فيها إلى معاناته من المرض ومنتهياً بمديح الإمام علي فيقول:



يا مليك الحياة أنزل عليّا عزمةً منك تبعث الشعر حيا واهبَ النور والندى للروابي أولني من جمال وجهك شيّا طال في منقع العذاب مقامي واستراح الشقاء في مقلتيا إن حظي من الحياة سرير صار مني فلم يعد خشبيا كل هذه الدنيا الطليقة أضحت ويح حظي، أضحت حراماً عليا يا إلهي سدد خُطايَ فإني قد تمرست بالضلالة غيا هات يا شعر من عيونك واهتف باسم من أشبعَ السباسب ريا باسم زين العصور بعد نبيٍ نوّر الشرق كوكباً هاشميا خيرِ مَن جلَّل الميادين غاراً وانطوى زاهداً ومات أبيا كان رب الكلام من بعد طه وأخاه وصهره والوصيا يا سماء اشهدي ويا أرض قرّي واخشعي انني ذكرت عليا

من مؤلفاته[
عيد الرياض (ملحمة)
عيد الغدير (ملحمة إسلامية)، تناول فيها سيرة أهل البيت (عليهم السلام) في أهم ما يتصل بهم واختتمها بمأساة كربلاء، وقد انتج هذه الملحمة على فراش الالم كما يُذكر، وذلك باقتراح من الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين.
من شرفتي
خبز وملح
تحت السنديانة
ليالي الفندق
مع المسيح
حديث العشية
الصرع في الوجود
حكاية عمر
عيد الستين
الامير بشير
مذكرات جريح
فلسطين واخواتها
علي والحسين

Reviews

[رياض المسيبلي · Rating 5 out of 5]

آية من آيات سحر البيان، ومسيرة موجعة تجعل من قارئ الكتاب يتضور ألماً. لقد امتزج الإنجيل مع القرآن في أسلوب سلامة بشكل أخاذ، وكانت شكواه عن انهيار القراءة في زمنه حديثا صادقا عن اليوم، ولا أدري ما الذي سيقوله لو أدرك اليوم كيكي وأخواتها
أما مسيرته مع المرض وقراءة ذلك فهي تدمي القلب والروح، وهو مع ذلك كله يزرع البسمة في عين قارئه بين الحين والآخر
هذا الكتاب يعلم القارئ كيف تكون الكتابة وكيف يسمو البيان إلى منازل ندرك بها أن الكتابة أسمى من صف كلمات إلى بعضها
يا لهذه الحروف التي كانت لسلامة بلسما من شقاء لا ينتهي لولا أن مدت الكتابة يدها لهذا الغريق

[هيثم · Rating 3 out of 5]

قال أيوب العصر بولس سلامة:
وجرت على حدِّ المباضعِ مهجتي
فشفارها مصبوغةٌ بدمائي

لا أحد إلا الله يعلم قدر الألم الذي انصبّ على هذا المكلوم عشرين سنة في عشرين عملية، فلهذا "يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ"

وما كان لسلامة أن يَسلم، وما كان له أن يصبر، لولا رحمة الله التي تنزلت عليه، وهذا الإيمان والرضى الكبيران حقاً.
لم يتكلم بولس سلامة عن الانتحار، ولم يفكر به -أو هكذا في المذكرات كان- وظلّ يحارب كل ما يبث السوداوية من الإلحاد والتشاؤم وغيرهما، بروح حيّة، وقلب صابر، وجسد جريح.

إن من رحمة الله به أنه قدر أن يكتب بعد جفاف حبره عشر سنين، وليت شعري أي كتابة كتب؟ لقد اقتطع جزء من عذابه وأودعه هذا الكتاب، ثم رأى أن لا يجعله لظلام حياته وحسب، فراح يودع النور من آيات البيان المرصوفة الفاتنة، فكانت هذه المذكرات.


لقد قال تولستوي عن "ذكريات من منزل الأموات" لدوستويفيسكي: هذا كتاب يعلم الدين!
وكتاب بولس سلامة يعلم الدين، وأشياء أخرى اغتر عنها إنسان العصر في هذه الحياة، "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"

[أفنان · Rating 5 out of 5]

أتعجب أن كتابًا بهذه اللغة السهلة اللذيذة لم يلق رواجًا!
جزى الله خيراً من قام برفعه، فقد بحثت عنه طويلاً حتى يئست من إيجاده:
https://archive.org/download/muzkrat....

[Mo Saeed · Rating 5 out of 5]

"أيكون الألم هو الطريق الضَّيق الموصل إلى الله؟!"

هذا ما قاله بولس سلامة أو كما يصف نفسه "أيوب القرن العشرين" أديب لبناني مفوّه اختزل كل كلماته في الألم والمعاناة بعيدًا عن أي تنميق أدبي قد يُفقد هذا الشعور أصالته، عانى من مرض ألزمه الفراش أربعين عامًا أجريت له فيها الكثير من العمليات الجراحية ليكتب هذه المذكرات "مذكرات جريح".
يُشير الجريح إلى الكتابة أنها كانت له المنقذ الوحيد من ألم الجراح وضيق الفراش .. وبعد كل ما كتب يقول: ولقد نفّست عن كربتي وتأكدت إذ ذاك ألَّا خلاص إلا بالقلم، وأنّ مرارة الحياة تنمو في الإنسان بقدر نموّ شعوره، فويل للشعراء المساكين، وطوبى لتلك الفئة من الآدميين أشباه الفيلة العديمة الحس، يُدَقُّ في ظهورها عمود خيمة فتغدو مراكب للراحلين.

مذكرات أليمة دامية وعلى الرغم كانت من أمتع ما قرأت من المذكرات الشخصية.

[أميرة · Rating 3 out of 5]

لا خلاص إلا بالقلم..

[Ahmad Abdulrahman · Rating 4 out of 5]

بولس سلامة، المحقق الشاعر الفيلسوف والأديب الجريح. أيوب القرن العشرين، هكذا يصف نفسه وُحقّ له أن يفعل.
هذه المذكرات بمثابة زاد صبر، وأدب خلق، وعبر لمن أراد أن يعتبر. الكاتب لا يتحدث عن ذكرياته وحسب، ولا يستاء من مرضه كما نفعا عندما نُصاب، وإنما يكتب وهو قد جاوز العشرين عملية جراحية، آلاف الإبر، ١٩ سنة من الوجع والألم.. كان يقول "عميقٌ كألمي، رقيقٌ كحظي من الحياة". و"إن حظي من الحياة..سرير". فهو يكتب كيف للصبر، ونقاء الخلق، ووجود المعنى كان له الأثر في أيامه وسلوان لياليه الكالحة، تارةً يتحدث عن الفلاسفة وقراءتهم للألم، وتارة يقرن بين القرآن والإنجيل، ومرة ينتقد ويصف الحال بأسلوب مُحال أن تجد من يماثله.
نعم تألمت وأنا أقرأ قصيدة "ألم"، لكنني حملت متاعًا لحياتي أعتبر به وأشكره عليه.
مذكرات رجل عظيم.

[ABEER · Rating 3 out of 5]

اسمهُ مُذكراتُ جَريح، ولكنني وجدتُ فيه ضِمادًا ولحظاتٍ من أُنس، وتلكَ مفارقةٌ لا أجِدُها غريبةً على الكِتابةِ أو القِراءة، تمامًا كما أنها ليستْ بغريبةٍ على الكَاتبِ أو القارئ، ولا أَستغربُ أيضًا أن يقرأَ غيري هذه المُذكراتِ فيجدُ فيها نزفًا ووَحشة؛ إذ أن حُكمنا على ما نقرأُ فرعٌ عن أَمزجتنا التي تَتَقلبُ وتَتَلونُ بينَ الحينِ والآخر، كما أن أمزِجَتنا في بعضِ الأحايين قد تُصبِحُ فرعًا عما نقرأُ أو خليطًا بينَ ما نُحِسُ وما نقرأ.

على أي حال وددتُ لو أن الكَاتبَ ما زالَ على قيدِ الحياة، إذ قيدتُ الكثيرَ من الأسئلةِ وبعض الملاحظاتِ التي وددتُ لو تجاذبتهُا معه، ولكنها ظلتْ عالقةً بمُجملها على الجسرِ ما بين الحياةِ والموت، هناك حيثُ عُلقتْ كلمات ومشاعر وتوصيات عبرَ الأزل ما بينَ الحي والميت، وما بينَ الميت والحي.

وكان مما أرسلهُ الله بُشرًا لي بينَ يدي رحمته في هذا الكتاب، ذلكَ الجزء الذي تحدثَ فيه عن آلامِ الليل، وكيفَ أنها أشدُ وطأةً على مُكابِدِها من آلامِ النهار، وكيف أنه كان يُحاول إرجاءَ انصرافِ زوارهِ عنهُ بالأحاديثِ المَوصولةِ يُحدِثُهم بها. لقد نزلَ ذلكَ الجزء من الكِتابِ بردًا وسلامًا على قلبي -ولله الحمد- وذلكَ لحاجةٍ في نفسي، ولو لم أجد في هذا الكِتابِ غيرَ انقِضَائِها لكفَاني منه، ولكنني وجدتُ فيهِ أيضًا ذلكَ الجزء الذي تكلمَ فيه عن عُوادهِ وجَهلِهم بالأسلوبِ الذي قد يُخَفِفُونَ به عن المريض، فتَسليتُ قليلًا وتَذكرتُ كثيرًا -والله المُستعان-، كما أن فيه من الاقتباساتِ ما شعرتُ به وكأنهُ يُغرَفُ من روحي لا سيما حينَ قال: "ولكنَ لغات الأرضِ جميعًا تعجزُ عن تَجسِيدِ الشُعور". وجدتُ أيضًا عودَتي إلى القِراءة، تلكَ الصديقة الوحيدة التي رافقتني منذُ أيامِ الطُفولة، واليومَ يُنازعني إياها كبدُ الحياة.

هذه قراءَتي الأولى لبولس سلامة، وقد وجدتهُ خفيفَ الكلمة، عذبَ الشعور، حاذِقَ التشبِيهَات، واسِعَ الاطلاع، مُستَشهِدًا بكتبِ السماء، مُستَعِينًا بقصصِ التاريخ، مُحَاجِجًا لفلاسِفَة الدنيا، ولكنني في مُفَارَقةٍ غَرِيبة لم أُعجب بأَسلوبِه في مقال "بين أيوب وبيني" الذي أوردهُ في هذهِ المُذكرات، وإن كنتُ التقطتُ الفكرةَ من المقالِ فوجدتُ في نفسي ما يُعارِضُها معارضةً طويلةً عريضةً بحيثُ لا يمكنُ أن أتفقَ معهُ عليها بأي حال كان.

[امتياز · Rating 4 out of 5]

مذكرات تنضح بالألم والوجع وإن حاول كاتبها تغليفها بالسخرية والمداعبة

حزنت من أجله كثيرًا وأتمنى أن يجازيه الله بالجنة لقاء صبره على الابتلاء
.

[Talal Almarri · Rating 5 out of 5]

مذكرات كتبت بلغة بديعة، وبألم شديد، ومأساة حقيقية، سمّى نفسه بأيوب العصر. مكثً ٦ سنوات يتنقل بين المستشفيات، عمل ١٩ عملية جراحية وأدمن رائحة الأدوية واعتاد أن يُشقُّ جلده حتى قال:

وجرت على المباضع مهجتي
فشفارها مصبوغة بدمائي

قال في مقدمة كتابه:
‏وأتمنى ألا يقع هذا الكتاب في يدي غني بطر أو لئيم أشر أو حديث نعمة رين على بصيرته، أو موظف سيّج على قلبه بالبذخ والكبرياء فكل هؤلاء يتخذون من آلام هزؤًا أو موضوع تندر لأنهم ينظرون إلى الأشقاء من عل. اللهم اعصم هذه الصفحات المطهرة بالعذاب الذي افرغت علي من الهوان في الأيادي الزهمة، وصُن حروفها من المرور في الحناجر الفواجر، والعبور في خواطر موتى الشعور والضمائر، فلا يقرأها حديث نعمة أو ثري حرب، لئلا يقع في يدي أو يد أولادي من بعدي فلسٌ اختلسه لئيم، احتكر من كف فقير محتضر، ثمنا للدواء أو لرغيف، أي فلس اكتنفه الحرام من جهات ثلاث كما اكتنف التحريم خمرة أبي نواس، إذا أقسم ألا يشربها ما لم تك مشتراة بثمن
خنزير مسروق.

قال: حينئذ لا يكون مدار هذا الكتاب رجلا يتألم، بل رجل يحب أن ينتفع
الناس بآلامه متطلعين معه إلى دنيا الحق.

عرض أسماء بعض الفلاسفة والمفكرين من جهة اعتقادهم بالله، ويقول: لعلي بذلك أزيل من أذهان العامة وأنصاف المتعلمين هذا الوهم العالق لي نفوسهم من جهة إلحال الفلاسفة، وإن الفلاسفة لمؤمنون.


لم يتحدث عن نفسه وآلامه فقط، بل تحدث عن بعض الأفكار الفلسفية وآرائه بها، قال: إن دانتي أبدع في وصف الجحيم لأنه نقلها عن هذا العالم، وأخفق في تصور السماء لخلو الكون من عناصر يؤلف منها فردوسه.


كان المؤلف قاضي تحقيق، وحقق في معركة وكان يومًا شديد الحرارة، فجلس لاستجواب ا��متعاركين، وكان مجرى الهواء يضرب ظهره الذي يتصبب عرقًا، ثم بدأت تصيبه الآلام، يوما بعد يوم، حتى أصبح يمشي محدودبا، وقال بعض الأطباء أن مشكلته بسبب اللوزتين، فحرقهما بالكهرباء في جلسات مكررة، وأشير عليه باقتلاع أضراسه، فقلعها وقيل هي الزائدة المعوية فقال: اقطعوا هذه الزيادة التي أوقعتني في النقصان.

يحدث عن نفسه:
كنت يومئذ أخاف الوجع وأحب الحياة حبًا مديدًا كآمالي، مزدهرا كأحلامي. أما اليوم فلن أتردد عن تكرير قول الجنرال غورو يوم أصيب ذراعه بشظية: أيها الجرّاح .. اقطع.

تحدث عن نفسية الإنسان ومشكلة الألم، وعن اليهود وطباعهم

ثم ذكر أن يهوديًا يعمل في الأشعة نسيَ قطعة حديد في جسمه ولم يعلم حتى تعب ووصلت حرارته ٤١! حتى فتح الجرح ووجدها.

علق طبيبٌ ثقلا على رجله اليمنى لعل حالته تتحسن، ثم يشكو الزوار ويقول: ولكن هذا الحمل المرهق كان أخف علي وأيسر من ثقل عوّادي وعبء أسئلتهم ومعظمهم يدل على حماقة السائل. !

ومرةً طبيب يريد اجراء شق بسيط، وشعر بالسكين تغوص في أعلى الفخذ، فضغط أسنانه ومن شدة الألم انكسرت إحداها.

حاول المشي لعله يطيب، لكنه لم يعلم أنها بداية لبؤس ممض:
أُكرهت على المشي فمشيت، وأجبرت على طلوع الدرج أربع مرات في اليوم فطلعت والألم مرافقي كيفما تحركت، ولو فقه الطبيب أن الداء في العظم لأكرهني على الراحة، ولكن الله سبحانه شاء لي أن أكون أيوب القرن العشرين مضاعفًا، فلو شفيت فمن يكونه؟

قال متألما:
أواه لو كان الرقاد يزورني
لرضيت من دنياي بالاغفاء

لا يلتقي جفناي إلا خلسة
فكأن بينهما قديم عداء

مع كثرة الألم، تجد شيئا من الفكاهة، قال: قضيت تسعة أشهر في مستشفى الصنائع ولم ألد شيئا.

كان مهربه من الألم القراءةُ، قال: عكفت على المطالعة في تلك الآونة فرارًا من ألمين: أولهما وجع الجسم وهو الأدنى، وثانيهما ألم النفس وهو الأشد الأعمق. وأفضل ما تلوذ به النفس في هذه العزلة الخنّاقة كتاب نفيس.

يمني نفسه بكل دواء جديد، ثم يستشهد بقول ابن ميادة:
مُنىً إِن تَكُن حَقّاً تَكُن أَحسَنَ المُنى
وَإِلّا فَقَد عِشنا بِها زَمَناً رَغدا

وقال شاعر:
إلى الماء يسعى من يغصُّ بلقمةٍ
إلى أين يسعى من يغص بالماء؟

بعد أن جرب كل علاج أفلس ويأس من الأدوية، وأُشير إليه أن يعالج بالدود! لأن الدود يأكل المهترئ من اللحم والعظم، ثم يسمن ويصبح حشرة تطير بجناحين. فقال: فأدركت حينئذ أن هذه المغارة التي في جسمي ستغدو مطعمًا ومحطة طيران، وإني أكرم الأحياء وأسبقهم إلى السخاء، فهم يرجئون هذه المأدبة إلى ما بعد الموت، وأنا أفتش عن الدود وأدعوه إلى الوليمة حيًا.

وأيضا في الفكاهة يقول:
قد صحّ عندي بعد اختبار طويل أن النساء -وعلى الأخص الريفيات- يتلذذن بالمآتم أكثر مما ينشرحن للأعراس. ولفظة المأتم نفسها تعني في الأصل اجتماع النساء، ثم أُطلقت على المناحة.

في مقال يقارن بينه وبين النبي أيوب عليه السلام، لما لاقاه من عذاب أليم ولوقت طويل، ويرى مصابه أشد من مصاب النبي أيوب!

[معتصم الهقاص · Rating 5 out of 5]

من بين الذين كتبوا عن ألآمهم باللغة العربيّة، يقف بولس في الذروة. ثلاثة أعوام مرت على قراءة هذا البيان الخالد. ذهبت مرات عديدة إلى لبنان من أجل الحصول على باقي المؤلفات، فتمكنت من ذلك، ووجدت بغيتي في مكتبة الحلبي، ولما رأى بائع المكتبة -أبو كريم الذي صار صديقنا فيما بعد- تلهفي على كتب بولس، رفع علي سعر الكتب، وقبلت هانئا مسرورا، ولست أبخل على كتبهِ أُهلك فيها الدراهم وهو الذي اقتطع لنا من فلذات فؤاده أدبا حقيقيا، وبات ساهرا الليل غاشعا لفكرة أو مطاردا لقافيه. رحمك الله يا بولس

[Nasser · Rating 5 out of 5]

كتب هذا الكتاب بحبر من الدم وبقلم كسر من ضلع الكاتب، حروفه محملة بالآلام، تجد بين طياته آيات في الصبر على البلاء، فيه دروس وعبر قد تدخرها لمرضك حيث الصحة لا تدوم وتتعلم منها لوحدتك حيث الصحبة إلى زوال،
ويقول الكاتب عن كتابه أنه"مطبوع بطابع العجلة لأن حالة المريض المهدد بالموت كحالة من يخشى أن يفوته القطار فيكتب إلى أهله ماشياً على الرصيف. وكل ما نظمت في هذه الفترة مرسوم بمبسم الألم لو استطعت أن تقرأ ما بين السطور".

[إستبرق عبدالكريم · Rating 4 out of 5]

علمني هذا الكتاب أن الألم مهما كان عميقا وشديدا فهو أعجز من أن يأخذ قلب إنسان ومبادئه ما لم يسلمهما بنفسه.. في الكتاب نرى بولس سلامة وقد سرق المرض عمره وعانى لهذا آلاما عظيمة، ولكنه يظهر مقاومة وإيمانا جليلا بالله وتوكلا عليه ومعرفة به، وسموا نفسانيا عاليا، وأفكارا وفلسفة وأدبا رقيقا. فسبحان خالق هذا الإنسان! اللهم إيمانا لا ينضب وشفاء لكل مريض.

[Nas9c · Rating 5 out of 5]

من أراد أن يستشعر نِعم الله عليه، فليقرأ سيرة هذا الأديب اللبناني المفوَّه/ بولس سلامة، في كتابه: مذكرات جريح، مذكراتٌ كُتبت حروفها بين شفرات المباضع ووخزات الإبر، ستةُ أعوامٍ قضاها مسهدًا على ظهره لا يتحرك إلا بقدر ما تتحرك الخشبة على الماء الراسب.

[رهف · Rating 4 out of 5]

هذا الأدب الذي نهوى القراءة به وطلبًا له. مذكرات بسرد رائع، مُحلَّاة بتأملات وشذرات أدبية وفلسفية في طيَّاتها؛ فتقرأ لمريضٍ يبثُّك معاناة مرضه ولا تستثقل من حديثه حرفًا واحدًا. أحب من أستشعر الصدق في طرحه، والأصالة في حرفه، والبيان في قلمه، ولبولس سلامة حظه الوفير منها.

[محمد الملاح · Rating 2 out of 5]

قصّ الألم قد يكون مزريا بقدر ما يكون مؤلما.

[Ahmed · Rating 4 out of 5]

ذكرني اسلوبه باسلوب الشيخ الطنطاوي رحمه الله.
كتاب خفيف لطيف على قدر ما فيه من معاناة :)