يتحدث هذا الكتاب عن بداية الفن الحديث في البلاد العربية، وهي بداية متأخرة ظهرت مع حركات الانفتاح السياسي والثقافي، التي ابتدأت في مصر أولاً، ثم انتشرت في باقي البلاد العربية بفعل رواد الفن، الذين درسوا الفن في البلاد الأوروبية وطبقوا برامج هذا الفن في المدارس الفنية، مما أحدث انقطاعاً كاملاً عن جمالية الفن الإسلامي. ولكن العودة إلى الجذور التي نادى بها مؤلف هذا الكتاب منذ الخمسينات، أصبحت سمة كثير من الفنانين، بدت لديهم بأساليب مختلفة؛ فتبنى بعضهم الملامح الشعبية، والتزم آخرون القضايا القومية، وسار لفيف كبير من الفنانين باتجاه النقش والخط، مستغلين النزعة التجريدية التي انتشرت في العالم. لقد دعم الحركة التأصيلية هذه، نزعة الاستشراق في الغرب، بعد أن انحرفت الحداثة إلى العدم واللافن. ويتضمن هذا الكتاب صوراً لأعمال الفنانين العرب الذين استلهموا الجمالية الإسلامية، محاولين استرداد الهوية الأصيلة.
للأسف انتهت مدة الإعارة دون كتابة ملخص للكتاب الثمين، لكن سأحاول التذكر .. حسب قوله في مقابلة تحدث فيها عن بعض آرائه هنا بأن هناك صلة منقطعة بين الفنان العربي والإرث الفني العربي، فمعظم الفنانين الرواد والكبار تتلمذوا على يد المدارس الفنية الغربية ومنتمون لها، فالفن التشكيلي في العالم العربي ظهر مع الحملة الفرنسية على مصر، ثم انتشار مذاهب الحداثة الفنية الغربية بين الفنانين العرب دون المرور بإرهاصاتها الفنان العربي بفهمه لما بعد الحداثة لديه فرصة لإنقاذ الفن بالعودة للفن العربي، وذلك بمعرفته الكافية بالتراث الفني العربي انتقادي على كتابه هو قوله الآثار العربية التي نقلت للغرب ولا يقول سرقت عند الحديث عنها! وهو أستاذ قدير ومتخصص لا يخفاه قصة سرقة الآثار القديمة المستمرة وانتقالها لمتاحف الغرب ..