الهُويّة موضوع فلسفي بالأصالة. عالجه الفلاسفة المثاليون و الوجوديون على حد سواء, المثاليون ميتافيزيقياً, وحولوه إلى قانون, قانون الهوية. والوجوديون نفسيًا منعًا لانقسام الذات على نفسها ومن ثم إنكار الوجود الانسانى. وقد يصبح عند بعض الفلاسفة القانون الأول فى الفكر وفى الوجود مثل فشته. والغيرية ليست قانوناً مستقلاً بذاته كغايراً, بل هو نفى للهوية "اللا أنا". ويكون القانون الجدلي الموضوع: الأنا. نقيض الموضوع: اللا أنا. مركب الموضوع "الأنا المطلق". وهو عند الواقعيين, خصوصا الوضعيون, تحصيل حاصل. لا يعنى شيئاً. هو تكرار لفظي للضمير المنفصل "هو" مثل معظم مصطلحات الفلاسفة ومشكلاتهم. من الطبيعى أن يطابق الشيئ ذاته وأن لا ينفصم عنها في غيره. هذه طريقة الميتافيزيقا, إثارة الغبار ثم الشكوى من عدم الرؤية. فهى بالنسبة إلى الوضعيين مشكلة زائفة مثل معظم قضايا الميتافيزيقا أو هي عبارات أدبية مصوغة على نحو عقلى. لا مضمون لها, ولا تشير إلى شئ, ولا تقول شيئاً, مجرد تحصيل حاصل, والحديث عنها لغو كلام.
حسن حنفي مفكر مصري، يقيم في القاهرة، يعمل أستاذا جامعيا. مارس التدريس في عدد من الجامعات العربية ورأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة. له عدد من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية. حاز على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون. عمل مستشاراً علمياً في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من (1985-1987). وهو كذلك نائب رئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية.
كنت سأسعد جدا بهذا الكتاب لو أني قرأته بعد ثورات الربيع العربي لكن بعد فشلها الذريع أعجز تماما عن تقبل الروح المتفائلة التي أنهى بها الدكتور حسن حنفي كتابه عن عودة العنقاء لبلاد الشرق مرة أخرى لتعيد تشكيل الهوية ... في المجمل هذا كتاب سهل القراءة على عكس معظم كتابات المتخصصين في الفلسفة وبه معلومات مهمة وإن كان التحليل لا يتصف بأي نوع من العمق في الرؤية
الكتاب جيد جدا وأبرز ما يميزه هو التدريب على التفكير الناقد في إجابة سؤال الهوية، والأفضل أنه يثير إشكالات وتساؤلات دون أن يقدم إجابات على أنها حقائق، مما يحفز العقل الناقد على البدء في التساؤل، وهو الأهم من وجهة نظري في هذا الكتاب.
ومن أكثر ما أعجبني من فقرات الكتاب :" لذلك كانت الهُوية هي التاريخ، والتطابق مع التاريخ، ومعرفة في أي مرحلة من التاريخ تعيش الأمة، فلا تعيش مرحلة مضت، ولا تعيش مرحلة قادمة، ولا تتوقف عن السير في المرحلة الراهنة انتظارا لمسار الأقدار، ليست الهُوية حقيقة مجردة ثابتة دائمة صورية كما يظن الفلاسفة المثاليون، بل هي من صنع الأفراد و الشعوب، هُوية تاريخية "
الكتاب ككل، تظهر فيه مشكلة عدم ترابط الأفكار نوعاً ما، ففيه الكثير من خلط الاقتباس او فكرة الشخص على انها فكرة المؤلف، وفيه الكثير من الأفكار الرائعة لكن المختلطة، احيانا، كنت أشعر بدوخة من كثرة التشابك المعقد في الألفاظ أحيانا، وفي الأفكار احيانا.
كتيب ولكنه يحتوى على أفكار أساسية لتنسيق فكرة الهوية وربطها بالإغتراب المتعدد فى جوانب الحياة مثل الإغتراب الدينى والسياسى مع عرض لأفكار بعض الفلاسفة عن الهوية والاغتراب قد لا تصل لصيغة نهائية موحدة ولكنها توضح إشكاليات متعددة ندور بينها طوال الوقت
الكتاب يحاول عرض موضوع الهوية بشكل عام، بيد ان الإقتباسات الكثيره في الكتاب لمجموعة من الفلاسفة والمفكرين الغربيين والشرقيين ممن كتبوا في الموضوع يصيب القارئ بنوع من التشويش، خاصة إذا كان ممن ليس لهم إهتمام مسبق بالموضوع وتفرعاته. بشكل عام الكتاب جميل، بالرغم من إحساسي ان الكاتب تسرع في كتابة وتأليف الكتاب لمجارة أحداث الربيع العربي، وفي محاولة منه للإجابة على السؤال الجوهري الذي كان مطروحا حول موضوع الهوية.
كتيّب ناقد ويطرح المشكلات والتساؤلات حول الهوية والاغتراب بأشكالها المختلفة وما ينتج عنهما من تصادم بين الأفراد والجماعات، بسبب الأفكار ذات جذور في الهوية... يساعدك على التعرف على ماهية الهوية وهل يمكننا اختيار هوياتنا بفعل التفكير والوعي أم لا يد لنا فيها ! و يعالج التناقض الناتج عن الاغتراب في الهوية الذي يحول لشخص سلبي منعزل او تفاعلي لدرجة الانحلال والذوبان ... والهويات احيانا تكون سببا للدمار والحروب وربما ضياعها بسبب تراكم و تتابع محاولات محوها، لكن يمكننا استعادة الهوية الحقيقية من الهوية التاريخية لمجتمعاتنا وبالأخص لحضارتنا .
هل يمكن تحديد الهوية؟ وممَّ تنشأ؟ يتساءل حسن حنفي في كتيّبه الهوية. هل هي هوية المكان؟ هوية الثقافة؟ هوية الطائفة؟ الدين؟ هل يمكن أن تنشأ الهوية من اللغّة؟ لا يرى المفكر المصري الرّاحل حسن حنفي الهوية كموضوع ثابت أو حقيقة واقعة بل هي إمكانية حركية تتفاعل مع الحرية. فالهوية قائمة على الحرية؛ لأنها إحساس بالذات، والذات حرة. والحرية قائمة على الهوية لأنها تعبير عنها والحرية تحرُّر؛ أي أنها إمكانية لأن يكون الإنسان حرا. الهوية إمكانية على إمكانية. الهوية إذن حسب حسن حنفي ليست شيئًا ،مُعطّى، بل هي شيء يُخلَق. لا يشعر بها كلُّ إنسان كوعي مباشر؛ فالإنسان يُوجد أولا ، يعيش أولًا، ثم يعي ذاته ثانيًا. يأتي الوعي الذاتي بعد الوجود البدني، ثم يأتي الوعي بالعالم المحيط. وينشأ التساؤل عن الهوية التي تنبع من الذات من الجوهر لا من الأعراض الخارجية. الهوية إنسانية حسب مفكرنا حسن حنفي، فهي تتجاوز الحدود الجغرافية والعرقية واللغوية والثقافية. توجد قيم إنسانية عامة، مثل الحرية والعدالة وافقت عليها الإنسانية على مدار التاريخ، مضمونها من داخلها من الفطرة والطبيعة بلا حدود، ومع ذلك وجودية أرضية، يحملها الوجود الإنساني ويحققها في الزمان والمكان؛ إذ تندرج الهويات في الخصوصية والعموم، ليست بالضرورة في خط رأسي بين الأدنى والأعلى، بل يمكن أن يكون في مسار أفقي بين الأمام والخلف. ينتهي حسن حنفي في النهاية إلى أن أي ارتباط بين الهوية وشيء آخر غير الحرية سوف يؤدي إلى الاغتراب.
يتمحور هذا الكتيب حول إشكاليات و معنى الهويّة ومدى التوافق بين الفلاسفة والمفكرين وعلماء الدين حول مفهوم الهوية وعلاقتها بالاغتراب الديني والسياسي. ويرى الكاتب أنَّ الهُويّة تتحوّل إلى الاغتراب وهو انقسام الذّات على نفسها وتحولها مما ينبغي إلى ما هو كائنٌ ، من الحرية الداخلية إلى ضرورة الخضوع للظروف الخارجية بعد أن يصاب الانسان بالاحباط واليأس بسبب الاستبداد الواقع عليه. الكتاب ببساطة يقدم مجموعة من التساؤلات والأطر العامة التي يمكن من خلالها تعريف الهوية ، ولكنه لم يقدم تعريفاً محدداً لها، "الهُوية ليست موضوعا ثابتا أو حقيقة واقعة، بل هي إمكانية حركية تتفاعل مع الحرية، وهي قائمة على الحرية، لأنها إحساس بالذات والذات حرة"
"فالهوية التاريخية تتحرك الأن ونحن فى قلبها " :) تمام
بالرغم من أن الكتاب لم يجاوب علي كل ماأردت معرفته .. الا انه قد دفغنى لتعلم المزيد ... :) أحببته بالرغم من عدم قدرتى ف العادة علي التجاوب الجيد مع الفلسفة
هناك جمل قليلة حلوة، ولكن حنفي يختفي كمسلم ثقافي خلف تحليله وقراءته، كما وجدت هناك تناقضاً مثلاً في الصفحة 30 وهو يقارن بين تأييد الغرب لنشوء دولة قومية يهودية ورفضها لنشوء دولة إسلامية هو يقول" وهو معيار مزدوج للحكم على الاشياء" كتب حنفي هذا الكتاب او المقالات في 2012 وقد عاش حتى يرى الدولة التي تحكم بالشريعة الإسلامية بعينيه بعدها بعامين، نرجوا أن تكون أعجبته