Jump to ratings and reviews
Rate this book

بؤس العالم #1

بؤس العالم: رغبة الإصلاح

Rate this book
رحلة كابوسية متعددة الوجوه في أرجاء "الرأسمالية القائم فعلاً". هذا هو قوام "بؤس العالم"، الكتاب الضخم، الذي أنجزه بيير بورديو ومعاونوه، متواطئين، وبشكل حميم، مع سلسلة بشرية متعددة الوجوه والقضايا، وقد يبدو الكتاب مربكاً، تتمازج فيه الحكايات الحزينة وسير ذاتية ناقصة، واستقصاء اجتماعي، وإشارات فلسفية وتعليقات سياسية، إلى درجة تُوهم "هواة الاختصاص المعرفي" أن الكتاب يهرب من "المعرفة العميقة"، ويكتفي بنثارها. غير أن بورديو، الذي يوظف المعرفة من أجل خدمة البشر المضطهدين، يقوم بغير ذلك تماماً، معطياً درساً نموذجياً في إنتاج المعرفة الصحيحة. ولهذا يدفعه مسعاه النبيل إلى حوار البشر وقراءة الشروط المشخصة التي يعيشون فيها، ذلك أن المعرفة تتراءى في أرجاء الحياة اليومية، ولا تستولد من صفحات الكتب الجاهزة. وبورديو، في هذا، يقول بأولوية أسئلة الحياة على الجهاز المفهومي، ويقوم باختبار الأخير على ضوء المعيش العاري، الذي يتطيّر منه عادةً "الأكاديميون التقليديون" عادة.

مداخل عديدة تفضي إلى مركز الكتاب، الذي ينزاح عن موقعه دائماً لا لشيء إلا لأن مركزه يقوم في حكايات البشر، بعيداً عن "عقل متكون"، يقرر مركز الكتاب قبل كتابته. والمدخل الأول، الذي ترد إليه المداخل جميعاً، هو: العنف الاجتماعي، الصادر عن أرواح مكبوتة ومحرومة، أو عن حرمان يراكم الكبت، قبل أن يطلقه عنيفاً وقاسياً، يحول المستقبل إلى أحجية، قبل أن يتجلى في كسر النوافذ وحرق السيارات والتسلح بالكلمات البذيئة والأدوات القاطعة. كل شيء يبدو مكسوراً، أو قابلاً للكسر والانكسار، المغربي المهاجر اللاهث وراء كسرة خبز في ضواحي باريس، والشاب الفرنسي الكاره لمدرسة تبعثره قبل أن تنظم عقله، والمدرّس الذي يهينه التلاميذ وهو يعطيهم درساً في مبادئ الأخلاق، والعامل الذي تستدعيه المصانع حتى تشاء وتطرده خارجاً حين تشاء أيضاً، والمرأة العنصرية التي تشتق الشر من "الوجه العربي"، والوعي البائس الذي يساوي بين السلع الباذخة والمأجور البسيط الذي يبيعها.

يقرأ بورديو "الوعي الفقير" في "بؤس العالم" حيث الوعي المغترب لا يرد إلى "جوهر إنساني مزعوم، بل يردد ما لقنته شروط حياة تفتقر إلى الحياة.

العنصرية مرآة من المرايا المتعددة التي يتكشف فيها "بؤس العالم", والعنصرية هي ذلك الوعي التعيس الذي يعطي إجابات متوهمة لأسئلة فعلية، ويحول إجابته المتوهمة إلى قاعدة عملية في الحياة. ولذا يرى العنصري الفرنسي في المغربي المهاجر عدواً له واعتداء على نمط حياته، بل تلويثاً لحضارته بعادات وتقاليد وتصورات مغايرة لها. وبما أن كل عنصرية تستولد أخرى، فإن المهاجر العربي يرد بـ "عنصرية تابعة" تائهة الممارسات، ذلك أن ميزان القوى يخترق كل شيء، بما فيه الوعي التعيس، الذي تترجمه العنصرية.

Unknown Binding

1 person is currently reading
55 people want to read

About the author

Pierre Bourdieu

352 books1,319 followers
Bourdieu pioneered investigative frameworks and terminologies such as cultural, social, and symbolic capital, and the concepts of habitus, field or location, and symbolic violence to reveal the dynamics of power relations in social life. His work emphasized the role of practice and embodiment or forms in social dynamics and worldview construction, often in opposition to universalized Western philosophical traditions. He built upon the theories of Ludwig Wittgenstein, Maurice Merleau-Ponty, Edmund Husserl, Georges Canguilhem, Karl Marx, Gaston Bachelard, Max Weber, Émile Durkheim, Erwin Panofsky, and Marcel Mauss. A notable influence on Bourdieu was Blaise Pascal, after whom Bourdieu titled his Pascalian Meditations.

Bourdieu rejected the idea of the intellectual "prophet", or the "total intellectual", as embodied by Sartre. His best known book is Distinction: A Social Critique of the Judgment of Taste, in which he argues that judgments of taste are related to social position. His argument is put forward by an original combination of social theory and data from surveys, photographs and interviews, in an attempt to reconcile difficulties such as how to understand the subject within objective structures. In the process, he tried to reconcile the influences of both external social structures and subjective experience on the individual (see structure and agency).

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (25%)
4 stars
1 (25%)
3 stars
2 (50%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for Salma.
404 reviews1,293 followers
November 13, 2014
هذا كتاب يحملك إلى الوجه الآخر للمجتمعات الرأسمالية الغربية، ذاك الوجه اللاإنساني المتوحش الذي يسحق تحت رحى متطلبات السوق و الاستهلاك الأفراد الأضعف في المجتمع...0
كتاب في علم الاجتماع مكتوب بمنهج إنساني، يكسر فيه جفاف و جمود الدراسات الاجتماعية، و يبرز ما يراد اخفاؤه وراء الصورة الإعلامية الزائفة... بيير بورديو عالم الاجتماع الفرنسي مع فريق عمله، يقترب من الناس و يعمل على الاستقصاء منهم مباشرة، عبر سؤالهم و سبر أوجاعهم... الكتاب لا يعمد للتحليل إلا قليلا، تاركا المساحة الأكبر لأحاديث الناس... و عبر الأسئلة الذكية و العناوين الجانبية بإمكان الفكرة أن تتضح تماما...0
الجزء الأول، الرغبة في الإصلاح يتحدث عن سكان الضواحي الفقيرة و العمالية و التهميش الذي يعانون منه على كل الأصعدة المادية و المعنوية... و المهاجرون الذين يؤخذ خيرهم ثم يرمون حين يكبرون في السن... و كأن هذه الأحياء سجون جمعت فيها هذه الطبقات و عزلوا عن بقية المجتمع ليواجهوا مصيرهم... و مثل كل مكان، هناك أنفس دائما تحاول أن تفعل شيئا لتحسين الوضع، و لكن ما يمكن لأفراد أن يفعلوا في مواجهة ما تتسبب به سياسات دول و بيروقراطيتها... لم ينفك فيلم
Dangerous Minds
يلوح في ذهني، عن المعلمة التي تذهب لحي من هذه الأحياء، و محاولتها فعل شيء ما...0
أما الجزء الثاني: نهاية عالم، فهو الحديث عن نهاية عالم التضامن الذي كان بين العمال عبر النقابات و الوقوف جنب بعضهم البعض حتى لا تؤكل حقوقهم، و استبدالها بأخلاق استهلاكية، بحيث صار المسيطر على أخلاق العمال الفردية و المنافسة غير الشريفة و الكيد للزملاء للحصول على المكاسب... و سياسات المؤسسات تعزز هذه الأخلاق... و هنا وجع و سرد لكثير من العمال الذين عانوا من تغير هذه القيم...0
أما الجزء الثالث: منبوذو العالم، فهو يتحدث عن النظام التعليمي و الذي هو رغم مجانيته و إلزاميته شكليا، فهو عمليا يعمل على نبذ الطبقات الأضعف و حشرها في نفس الزوايا، عبر تهميش التعليم و تدنيه في الضواحي الفقيرة، فيعيدون إنتاج بعضهم البعض من دون القدرة على تحسين وضعهم الاجتماعي أو المالي و الذي صار مرتبطا بدرجة التعليم و نوعيته... و هذا النبذ ينطبق على المسنين الوحيدين الذين لم يعد لهم من يعينهم...0

الترجمة في الثلاثية متفاوتة المستوى، لاختلاف المترجمين، ليست سيئة و لكن الجزء الثاني كان قد ترجم جزءا من الحوارات إلى المحكية السورية بمصطلحات مغرقة في العامية، بحيث لا أظن أنها ستكون مفهومة لغير الناطقين بها...
و جدير بالذكر أن مقدمات فيصل دراج على الكتب جميلة جدا، قطعة فنية و فكرية، وددت لو أنها كانت مئة صفحة، و هنا يحضرني مقدمته المذهلة على كتاب مداريات حزينة...0
الكتاب قديم، فهذه الاستطلاعات جرت في الثمانينات و أوائل التسعينيات، كما أنه متعب و يحتاج لصبر كثير لإنهائه، فهو يدخل في تفاصيل تقنية كثيرة و محلية بحتة نقابية و إدارية و قانونية... و لذلك لا أستطيع أن أنصح به أي قارئ، فلن يملك الجلد على قراءته... و لكنه مفيد لمن يهتمون بالشأن العام، فهو يعلمهم كيفية الاستطلاع و التحليل...0
لا أدري ما الذي حدا بي لقراءة هذا الكتاب الطويل و المتعب، و خاصة أني نادرا ما أقرأ في علم الاجتماع، و أني لا طاقة لي على قراءة البؤس حاليا، لكن حصل و قرأته، ربما هو عنوانه مع صورة الغلاف لشاب يضع مسدسا على صدغه، و ربما هو قدري في أن أقرأه، فللكتب مقاديرها كما ذكرت مرات و مرات، حيث تجذبك لتقرأها فجأة و من دون تخطيط... بيد أني أحببت بيير بورديو هذا، و مقاربته لعلم الاجتماع... فليس هو ذاك الذي يجلس منظـّرا و محللا للبشر من علٍ، مطلقا أحكامه الشمولية المتعجرفة القاسية، بل هو ينطلق من الناس، و تستطيع أن تفهم عبره سبب هذه الظواهر المعبرة عن تململ و وجع و من شوّه هذه الأنفس و أنهكها... رؤاه الثاقبة تبرز الانتهاكات التي تفقد الإنسان إنسانيته، و تفضح كيف ينمّط الإعلام الصور و الناس لأجل أغراضه، و كيف تكذب استطلاعات الرأي و المقابلات التلفزيونية و تعد الأخبار لتخرج بنتائج مطلوبة مسبقا... و هو رغم اعترافه بأن هناك شعوب منكوبة و حروب، لكن هذا لا يمنع تعرية البؤس في هذه المجتمعات أيضا، البؤس المغلف بالقانون... من قال أن العبودية انتهت من العالم الحديث؟
حتى لو أن تقيمي منخفض للكتاب لأنه ليس من ضمن دائرة اهتمامي، و لأنه مغرق في تفاصيل مملة... و لكني لم أندم على قراءته، و أحسبني لن أمانع أن أقرأ لهذا المؤلف ثانية يوما ما... 0



13 تشرين الثاني
2014




---
الكلام السابق
المراجعة حين الانتهاء من الثلاثية إن شاء الله
احترت وضع ثلاث نجمات أو أربع
لكن سأحكم بشكل أفضل إن أعجبتني بقية الثلاثية

Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.