" لم يكن الوصول لأبى أسد صعباً ، فهو لم يكن يعيش فى وكر أو حصن أو إمارة منعزلة فى المحيط كما توقع روبرت ، لكنه كان يعمل فى مركز تجارى ضخم فى وسط فيلادلفيا . لقد كان اختيار محمود موفقاً .. الرجل المناسب فى المكان المناسب "
هى حالة خاصة مميزة .. تلك التى عايشتها مع رواية " فيلادلفيا " .. باكورة إبداعات صديقى و أخى العزيز ايهاب شتا ..
حقاً إنها حالة أدبية ممتعة و فريدة من نوعها .. أبدع صائغها فى المحاكاة البارعة لأوجه عدة لحياة العربى المسلم فى المجتمع الأمريكى ، لا سيما بعد التغير الجذرى التى تبعت الحادى عشر من سبتمبر ، و لا سيما أيضاً حين تشمل تلك الحالة الاحتكاك بالعنصر اليهودى فى الويات المتحدة ، الذى لا نجاوز الحقيقة إن اعتبرناه الأقلية الحاكمة بالفعل للقوة العطمى بعالمنا الحديث ..
أثبت الكاتب نظرية لا زلت أؤمن بها طيلة حياتى ، أن أى تطرف يطرأ على الفكرة الإسلامية إنما هو ردة فعل لمتغير شديد التأثير على الحالة الوسطية الأصيلة للإسلام بمشروعه الشامل لكل أركان الحياة من سياسة و اقتصاد و اجتماع و خلافه ..
أعجبنى أشد إعجاب تلك المفاصلة الجريئة بين " أبى أسد " و " مروان أبو الرجال " ، و كيف قطع الكاتب - الذى أعرف انتماءه الأصيل للفكرة الإسلامية - بثبوت صفة المجاهد على الأخير و انتفائها عن الأول ، حتى و إن ظن نفسه كذلك ، لأنه على الأقل خرج من ميدان الجهاد الأصلى إلى الميدان الخاطئ الذى لم يأمر به الله و لا رسوله على ما أعلم ، فظلم به من جاهد فى الميدان الصحيح ..
أنقل فقط جزءاً معبراً عما أردته بتلك المفاصلة وقع فى الصفحات الأخيرة ، حين أجاب مروان على سؤال سارة عن علاقته بأحد التفجيرات فى مؤسسة مدنية بالمدينة الأمريكية : " و أنا ضده ، و لكن ليس معنى هذا أن نسكت خوفاً من تهم الإرهاب ، أن نموت و نحن صامتون ، أن يذبحنا عدونا و هو يقول علينا " شطار بتسمعوا الكلام ، أن نترك الجهاد الحق حتى لا يختلط الأمر على البعض و يجعلنا مع الجهاد المزيف " ..
الحقيقة أنى لا أعرف - أدبياً - و لا يهمنى أن أعرف كيف بهذا الطول يصنف ذلك العمل الأدبي البديع ، لكن ما أهمنى أننى قد حرمت مزيداً من المتعة بقصر هذا العمل و تمنيت لو كان أطول مرات و مرات ، لأستمتع أكثر و أكثر :)
بوركت أخى الحبيب ، و أنتظر إبداعك القادم بمزيد من اللهفة و التشوق ..
في تجربة قصيرة وموجزة تتعرض الرواية للكثير من المفاهيم والمعان بداية من انتقال موازين القوى من الغرب الاوروبي إلى أقصى الغرب الامريكي وغزو الثقافة والسياسات الامريكية للعالم كله مع دور الاقليات اليهودية في ذلك والتحكم في موازين القوى تلك وامتلاك أكثرها وما يتبع ذلك من زهو وعلو بأنفسهم ومغالاة ،،،انتقالا الى وضع الاسلام والمسلمين في تلك البلاد وكيفية دفاعهم عن انفسهم ضد ما يتبع ضدهم من عنصرية وترهيب،، والصور المغلوطة التي يتبناها الغرب اتباعاً لذلك والتي تبني حجتها على ما تقوم به بعض الحركات الاسلامية من حوادث وردود افعال تجاه ما يحدث في بلاهم ،،، إذاً فهي دائرة مغلقة ضمن الكثير من الدوائر المغلقة التي ضمتها الرواية تبدأ بالعزو والعنف للمستضعفين من المسلمين والعرب فتتبع برد تلك الحركات والجماعات على تلك الافعال ضد المجتمع الامريكي او الاوربي نفسه وتنتهي برد أقوى من تلك البلاد تجاه العرب أوالمسلمين كافة مرة اخرى ولكن تكون هذه المرة بشكلٍ أعم وبحجج ومبررات اقوى !! ...................... الرواية أيضاً لا تخلوا من بعض المعاني والمواقف اليومية وتتعرض للكثير من مشاكلنا وصور حياتنا وتضع في النهاية التسائل الأكبر ،، من عاد يمثل الاسلام الصحيح او من يستطيع التحدث باسم الاسلام الحق ؟؟!
..... ................... : أهم الاقتباسات التي اعجبتني في سياقها " دع الحمقى يتكلمون فهم لا يجيدون شيئاً آخر يفعلونه " " لا فكرة حقيقية واحدة على الانترنت ،، كلها طرق لعرض الذات واستعراض رأي الآخر .... " " والمبالغة صفة اخرى من صفات الانترنت ،، في الاعجاب والكراهية،، في التعصب،، في التدين،، المبالغة حتى في المشاعر والشهوات .... " " لو تأملنا الاحداث فالعالم لوجدناها قليلة جداً ،، فقط الكثرة تأتي من كثرة الكلام حولها " " !يعيش وحده،، ويموت وحده،، ويبعث يوم القيامة وحده " " أكثر تعباً ،، أكثر متعتاً وجاذبية " " فالايمان اساساً يعتمد على الغيب لا الدليل " " كما اننا لايجب ان يستعبدنا أحد ،، لو احتكر أحد سلاحنا لتحكم فينا!! " " هم يهتمون بالانجازات لا بالمتعة ،، يهمهم الهدف لا الوسيلة والطريقة " وأخـيــراً !!"هناك فرق بين الجهاد في فيلادلفيا ومحور فيلادلفيا"
الذكاء يكمن فى عرض تلك القضيه القديمة الحديثة النظرة المتحيرة لحبنا او كرهنا للغرب وامريكا ............... تلك القضية الخطيرة التى قد تجعل من المسالم ارهابي او من العربي المسلم صديق لليهود .......لقد كان من الممتع ان انتهى منها دفعه واحده واثار اعجبي اسلوب الكاتب المختصر للأحداث فبرغم قله عدد صفحات الكتاب الا انه قد حمل افكار خطيرة مؤشيرا الى اهمية الانتباه لتلك القضيه خاصة فى ظل ما نعانيه كاعرب من انزعاج للتدخل الغربي فى شأننا ..............ولكنى اتحفظ على تلك السذاجه التى قدم بها الكاتب شاب مسلم لا يعرف كيف يرد على ابسط الاسئله الدينيه بل ولا يهتم ان يعرفها ويصادق شاب يهودى بمنتهى الامبالاه ..........اثناء قرأتى اعترضت على ان يكون هناك من يرغب شخص فى الدخول للاسلام بهدف جعله عضو ارهابى ولكنى اعترف فى ظل الظروف التى يعانيها العالم من الارهاب والتطرف اننى كنت مخطأه فى زعمى ................ الكتاب يستحق القرأه الجيده والتركيز ......ولعله يحمل تحذير من المبدء السائد بأن الارهاب والعنف لا يولد الا المزيد منهما. .
عشت مع البطل لحظة بلحظة رغم انني كبرت علي هذا النوع من القصص الا انني لم اتركه حتي انتهيت منه اسلوب شيق حبكة جيدة معاني قل ان نجدها في اي قصص موجه للشباب ان كانت موجودة اصلا
"هناك فرق بين الجهاد في فيلادلفيا ومحور فيلادلفيا" لخصت هذه العبارة جمل كثيرة في رأيي.. وخواطر شغلتني كثيرا ولكن ..المتغيرات كثيرة حولنا ...و الافكار المتصارعة لا حصر لها ...والفتن لم تترك بيتا الا ودخلته والعياذ بالله !!فنحن نعيش بين تساهل مفرط في الاخلاق والمبادئ و تشدد منفر ..ومن ليس مع أي من الفريقين فهو ضال ...مع أن الخير في البعد عنهما ... فكيف السبيل الي الخلاص من هذه الفتن ؟ وكيف الخلاص من التصارع النفسي الذي لا يترك الانسان الا وافضى به الي اي من الفريقين السابقين ؟ لقد حيرتني هذه التساؤلات طويلا انما يكون ذلك بالعلم والتقوى والتمسك بالأركان الثابتة التي لا خلاف عليها ! وربما قد تحتاج الي اعتزال اغلب الناس-وان كان هذا حلا مؤقتا-ولكن كل منا يحتاج ان يحصن نفسه من تلك الانحرافات والا ستسقط فيها بغير ان تشعر .. راجع نفسك وانظر اين انت من هؤلاء ؟ فان كنت تشعر انك لست مع اي منهما وان الله حباك بالهداية والرشاد فاخرج للحياة...وانقذهم شكرا لله على تلك النعمة فهم كثير وفي امس الحاجة لمن يعينهم على الهداية ويدلهم على الصواب....وان كنت ممن لا زالوا تائهين مثلي ... يتحسسون الطريق الصحيح و يبحثون عن الضوء وسط هذه العتمة ... فاقترب اكثر من الله و تعلم اكثر واكثر حتي يطمئن قلبك ويهديك الله الي الصواب ...
رواية بديعة تنبىء عن أديب ومفكر واعد يتخذ لنفسه لونا و نكهة مختلفين جدا و كأنما بعلن للجميع من اول رواية عن جراته فى تحدى قوالب الإبداع المصرى و مناصرة أفكار يعاديها أغلب ان لم يكن جل الروائيين المصريين...هذه الرواية ستتمخض عن كاتب رائع و ما اول الغيث إلا قطرة
كطبيعة الروايات التي تتكلم عن الجهاد فهي تظهر ان الحرب من اجل الوطن هو الجهاد بعينه اما من اجل الله وفي سبيله ومن اجل رد العدوان عليهم كما يفعلوا بنا فهذا الارهاب بعينه، تخريب المفاهيم