فليكن الشخوص تفترق ولا تلتقي .. كل يذهب في حياة أخرى الحياة هكذا دائمًا ليس من الضروري التقيد بكلاسيكيات الرواية لبناء فني متلاحم الشخوص والأحداث تفتح مساحة للكتابة الجديدة المنطلقة الآفاق ... رغم ما يشوب أسلوبها من سرد مقتضب يهدف إلى إيصال الفكرة ويعتذر عن الهيام واكتشاف الفضاء والإبحار في أفلاكه المحيطة الحق أن كل شخصية تصلح لأن تكون رواية مستقلة الأجمل هنا أن البطولة للمكان، للقرية، للرائحة، لجبل الشوع، لمرحلة تاريخية بأكملها سلاما لذلك العالم البعيد لشظف العيش وللعذاب ولحميمية المكان المفقود.
كتاب رائع يدل على وفرة المحصول الفكري الذي قدمه للناس في وصفه للحياة الاجتماعية بل انه استمد قيمته من قدرته على التعبير في تجسيد التاريخ العماني ما قبل النهضة ب4شبان حملتهم الحياة من قريتهم وراء الجبال ليخوضوا الحياة مع الخائضيين ..العنوان بهيج جدا إذ يعطي القارئ ومضة لملامح من البيئة العمانية )الشوع).شجرة منتشرة في عمان
في روايته "جبل الشوع"، يتميز زهران القاسمي بأسلوبه الفريد في توثيق التراث العماني العريق وإبراز تفاصيل الحياة اليومية في القرى النائية. يسلط القاسمي الضوء على عادات وتقاليد المجتمع القروي بأسلوب يملأه الحنين والبساطة، موثقًا التحولات التي مرت بها هذه المجتمعات.
الرواية تتناول موضوع هجرة الشباب من القرية إلى مناطق مجهولة بحثًا عن حياة أفضل، نتيجة الظروف القاسية التي عانوها في مسقط رأسهم. يصور القاسمي هذه الهجرة وما يرافقها من تحديات اجتماعية واقتصادية بشكل مؤثر، مستعرضًا قصصًا متداخلة لشخصيات متعددة، تتشابك مغامراتهم وأحلامهم في سرد مشوق مليء بالتفاصيل الحياتية.
أسلوب القاسمي السلس والمبهر في وصف الشخصيات وحبكته الذكية جعلتني أتعلق بالرواية وأستمتع بتتبع مصائر أبطالها.
الإصدار الروائي للروائي الفذ زهران القاسمي أقل جودة فنيا من أعماله الروائية التي تلت مثل جوع العسل، القناص وأخيرا تغريبة القافر التي حصلت على البوكر
هذه الراية تتداخل قصص في بعضها البعض توازيا مع أزمنة وأجيال متلاحقة..
بيئة القرية ومزارعها وجبالها وهضابها حاضرة بقوة كمثل رواياته كلها. الكاتب متأثر ببيئته القروية في ولاية دماء والطائين ووجدت هذه التأثير واضحا في جميع أعماله.
الصفحة الأخيرة في الراية كانت مسك ختام وبرهان على حرفية زهران القاسمي وأدبه الجميل
"شريفة هي كل الأمهات، كل النساء اللاتي عرفهن يتذكر الآن الشبه الذي يجمعهن، كانت كل واحدة تأخذ صفة من أمه، وها هي أمه تباركه وصوله وبدء حياته في القرية من جديد ، وتعطيه قميصا نسجته بيديها"
قرأتُ رواية القناص سابقا وهذه ٢ رواية أقرؤها لزهران القاسمي، لا يمكن أن تشبع من القصة مهما طالت وزادت عدد الصفحات، عندما أصل إلى الصفحات الأخيرة أشعر بالحزن على مفارقة الشخصيات.
أحببت الرواية كثيرًا، وأنهيتها في زمن قياسي رقم انشغالي وعدم تفرغي الكامل. لقد أعجبت بلغة سرد زهران عندما قرأت كتابه الأخير - وقت كتابتي لهذا التقييم- تغريبة القافر، رغم أنها ليست بجودتها في هذه الرواية. أعتقد أن هذا أمر مبشر لا أريد من أحد الكتّاب الذين تعلقت بقلمهم في الفترة الأخيرة أن يكون ذا كتابة لا تتطور أو تتحسن وتُصقل. غاضتني عادات وتصرفات عدة شخصيات - سليمان خاصة- ولكني لن أنكر أن هي عادات ليست غريبة على المجتمع آنذك وغيضي ليس على الشخصيات بل البيئة. لقد استمتعت بالرواية وشخوصها وأحداثها ولكن النهاية بدت لي ناقصة قليلًا لا أعلم من ماذا بالضبط ربما كانت سريعة بالنسبة لي أو انا مسار حياة كل من الشباب الأربعة لم يصل إلى نهاية مرضية جدًا. أحب القفز بين كل مسار حكاية وأخرى بين الفصول ولكنِّي وجدت من الصعب أحيانًا معرفة عن أي مسار يتحدث الفصل. خصوصًا حين يبدأ بشخصية لم تظهر من قبل. ومما حيرني هو سبب تسمية شخصيتين بالإسم نفسه سليمان الشاب وسليمان والد عبدالله. لماذا أخذ هذا القرار في التسمية؟ فسليمان الأب ظهر بشكل قليلٍ جدًا ولكني أخذت فترة استيعابٍ طويلة لدرجة تبعث على الإحراج في كل مرة يبدأ فصل بذكره أو يذكر عرضًا في أحد الفصول. ثم أن أمرًا آخر وهو يعود لقلة تركيزي بشكل كبير وقرائتي المتقطعة، لكني وحتى الفصل قبل الأخير من الرواية كنت أظن بأن سلمان صديق عبدالله وسليمان ابن الصائغ هما نفس الشخص. أعلم أن هذه ليست مشكلة للكتاب وإنما مشكلة في تركيزي ولكني لا أفهم الحاجة لتقارب الأسماء هذا. أعتقد أن الكتاب كان سيستفيد من بعض الإشارات الزمنية الأكثر وضوحًا. فرغم الدلالات في طرق حياة الناس ومستوى المجال الصناعي، لست ممن عايش أو سمع ممن عاش في تلك الفترة، وليست لدي معرفة كبيرة في التاريخ لأحدد الفترة الزمنية فقط من الدلالات. أعتقد أن الإشارة الأوضح كانت لثورة زنجبار وحددت الفترة الزمنية نصًا فيها بالستينات من القرن العشرين. وددت لو وجدت إشارات أخرى نصية للحقب الزمنية.
أخيرًا توجد بعض الأخطاء الإملائية في الكتاب ولكن ليست بالكثرة التي تخرجني من جو القراءة.
عن تجربة العيش في عمان القديمة قبل النهضة، وعن تجربة القبلية التي لا تترك أخضرا وأرضا إلا أحرقتها،عن رواية جبل الشوع أحدثكم. لم أكن من القراء المحبين لقراءة الأدب العماني وذلك لإعتبارات شخصية لكن المصطلحات والثقافة العمانية الطاغية في هذه الروايات وعناوينها شدتني لقراءتها. الكتاب جميل وظف فيه الكاتب #زهران البيئة العمانية من طبيعة وغيرها ،ووظف كل المشاكل القديمة التي كانت تواجه العماني ،أو القديمة الحديثة التي لا زال بعضها يقاسي منه الوطن ،كالقبلية مثلا. النهاية أحسستها أنها مفتوحة وأنا لا تعجبني ولا تروق لي الروايات ذات النهايات المفتوحة، لا أريد أن أخمن وحدي أريد ما الذي يريد قوله الكاتب نفسه. اللغة عادية أي شخص يفهمها، أي أنك إذا أردت أن تحسن من لغتك ومفرداتك اللغوية لا أنصحك بقراءتها. وهذا رأيي. 3/5
وهناك بالقرب من شلال صغير بين صخور الصفا المصقولة جلس متكوما على نفسه، ضمّ ركبتيه على صدره وغرق في خرير الماء وأنصت للصمت في كونه المحيط، وأنصت أكثر لقلبه وهو يسيل عذوبة مثل مياه الينبوع، فبكى مثل طفل ضائع ، بكى مدرسته وحلم أبيه وحبيبته وعذاباته في العسكرية، بكى انكسار الدرب الذي خطط له، وضع جبينه بين رجليه وبحرقة بكى كل شيء.*
الرواية ركزت بشكل كبير في توصيف الشخصيات على حساب الأحداث والربط بينها. لم يوفق الكاتب في توظيف التنقل بين الأزمنة. والنسخة المطبوعة من دار الفرقد بها الكثير من الأخطاء.