من الضروري أن يكونَ التوقعُ من هذا الكتابِ ليس عاليا، فمعالجةُ موضوعٍ كهذا يحتاجُ لسعة فبالتالي كنتُ متوقعا أن أجدَ تنظيرا فقط، وعرضاً لأهم النقاطِ حولَ العقل المقاصدي. يوسف حميتو في عرضِه للعقل المقاصدي لا يلغي النصَ ولا يجعله مرحلةً ثانيةً ولا يعبد العقلَ ويجعله الحكمَ الفصلَ وإنما التوازي بينهما (لا تقصيد بلا دليل). قراءة ممتعة بإستثناء الفصلِ الثالث عندما تحدثَ عن بعض الإشكالياتِ المتعلقةِ بالعقل المقاصدي ما عدا ذلك فالكتابُ رائعٌ في بابهِ.
بعد ان استجلى الكاتب الغرض من العقل وحكمة الله في خلقهِ . واهمية اثارته واستعماله في طرح الاسئلة واستقراء الاجوبة مع وجوب الضبط العلمي له تابع بأول مدخل للمفاهيم العلمية واضعاً تعاريفَ لمفهومي الملكة والعقل والمقاصد لغةً واصطلاحاً منتقلاً الى مفهوم ملكة العقل المقاصدي والذي شملهُ في تعريف موحد وهو ك ما يقتدر به الناظر في الشرع على غدراك معانيه وحكمه وتنزيلها بما يحفظ نفوذهُ ويستديم صلاح حال المكلفين ..
تطرقَ بعدها الكاتب يوسف حميتو الى توجهات العقل المقاصدي الذي لخصهُ في ثلات تيارات : استسلامي . نقضي ورفضٍ وممانعة ..اي بين قائل بوجوبهِ ورافضٍ له ..
وفي الفصلين الثالت والرابع حاول الكاتب تحديد بعض اولويات العقل المقاصدي والتي تمثلت في العقيدة ووحدة الامة ونفوذ الشريعة مقراً بان تحقيق المقصد يقوم على مجموعة خطوات منها مواجهة الغلوة وتضييق الخلاف في الامة وذلكَ بلزومية فهم الواقع من خلال فقه الواقع من منظور القطع والظن ، ولا تقعيد او تقصيد الا بدليل اذ لا عبرة بصدق النية وصلاحها انما بالمالات ..ثم ضبط المفاهيم وماسسة النظر الاجتهادي . منتقلاً بنا بعدها الى تقسيم ملكات العقل المقاصدي والذي طرحهُ في جزئين اولهما الملكات التنظيرية والتي تلزمكَ بمرحلتي التلقي والفهم ..اما القسم التاني فاسماها بالملكات التنزيلية ارتبطت بمرحلة التنزيل والتي طرحها بشكل سياقي ونسقي مع فرق ان الملكات التنظيرية تحيل واحدة على اخرى . بينما الملكات التنزيلية وان ارتبط في نسق وسياق محدد فهي تعمل بشكل متوازي مع بعضها احياناً وتتقاطع مع بعضها احياناً اخرى ثم انتهى الى ان ملكة المى اعتبار المىال هي منهج التنزيل وفي النهاية حاول الكاتب ان ياصل نظرياً للعقل المقاصدي وحقيقتهُ ومنهج اشتغالهِ واهميته في الضبط واستقرار النظرية المقاصدية الشرعية وتطوير ىليات التعامل مع الواقع ..
خلاصةً . الكتاب جيد ومحاولة لتكوين فكرة عامة عن ملكة العقل المنقاصدي وهو مدخل جيد ومفيد لطالب العلم .
كتاب يتحدث عن "ملكة" التفكير في مقاصد الشريعة بشكل نظري,, عنوان الكتاب يعطيك إيحاءً بموضوع و معالجة أكبر للملكات، إلا أن الكتاب في الحقيقة عبارة عن :مقدمات تعريفية للمقاصد ، ثم رد على الانحراف الذي يحصل في استخدام المقاصد ، ثم استعراض سريع في الفصول الأخيرة للملكات التي يحتاجها المجتهد للنظر في المقاصد، وهو لب الكتاب في الحقيقة,, يعيب الكتاب عدة أمور: - لم يستطع الكاتب التخلص من نبرة الرد على الآخرين، بدلاً من تركيزه على تقعيد الموضوع وتأصيله,, - ليس هناك أمثلة على الملكات، وهو يفترض أنك تعرفها، وعلى الرغم من دراستي للمقاصد ، و لأصول الفقه ، إلا أنني تمنيت وجود الأمثلة لمزيد من التوضيح والتثبيت -تداخل بعض الملكات ببعض، وتكرارها
ولو أراد المؤلف تطوير الكتاب فبرأيي يحتاج إلى: -مزيد من الأمثلة -جعل الكتاب بنبرة تطبيقية ، لمن يريد تكوين هذه الملكات >أتذكر الآن كتاب عن التفكير النقدي، وهو كتاب أكاديمي (ليس من كتب تطوير الذات) ،ولكن روحه تطبيقية، عبر الأمثلة المتعددة، والحالات المستعرضه فيه، لدرجة أنه يصلح ككتاب دراسي في الجامعة، ولو حول هذا الكتاب لذلك لكان أكثر نفعاَ
-أن يعيد النظر في الملكات ، ويدمج بعضها ، القابل للدمج,,
وجدت بعض الصعوبة في بعض المصطلحات لكنه كتاب جيد في عمومه.و أن لم يكن تأسيسي بالضرورة. والحق أن على المرء قراءة الكتب بطريقة تدريجية أفضل. علي قرائته مرة أخرى لاستخلاص فوائده
(تكوين ملكة المقاصد - دراسة نظرية لتكوين العقل المقاصدي) لـ د.يوسف حميتو وهو باحث مغربي، تظهر اللغة والعقلية المغاربية في ثنايا كتابه كثيرا.
- كما يتضح من العنوان هي دراسة نظرية تؤصل الأطر التي ينبغي على العقل المقاصدي الإلتزام بها، وتزوده بالأدوات اللازمة لذلك. - أستهل الباحث حديثه بتوضيح أهمية العقل المقاصدي وإنه ليس ترفا فقهيًا وإنما هو ضرورة تستلزمها الساحة العلمية الزاخرة بالمؤلفات والعايات والآراء التي تختلف منطلقاتها وغاياتها وتتنوع مناهجها بين إفراط وتفريط، وضرورة تحقيق مقاصد الشريعة على المكلفين أفرادا وجماعات. - يعتبر الشاطبي من الذين بلغت معهم المقاصد مبلغا لم يسبقه إليه أحد. - مراحل تعامل العقل الإنساني مع نصوص الشرع تتقسم على ٣ مراحل، وفي كل مرحلة يجب الإلتزام بملكة مقاصدية خاصة تناسب هذه المرحلة وتحتكم لأدواتها. - المراحل الثلاثة هي: التلقي، الفهم، التنزيل. - ملكات مرحلتيّ التلقي والفهم: *ملكة التأصيل ويقصد بها تأصيل المسألة أو الواقعة وردّها إلى أصول ثبتت بالنص والإستقراء لتحقيق مقاصد إرادة الشارع. *ملكة الاستقراء ويقصد بها: رد أمور جزئية إلى قاعدة تشمل تلك الجزئيات. *ملكة التقعيد وهي بشكل مبسط إيجاد قاعدة عامة تُحال إليها الجزئيات لتحتكم عليها. *ملكة التكييف ويقصد بها: (التصور الكامل) للنازلة لإيجاد أصل معتبر، وكما يقال "الحكم على الشيء فرع عن تصوره" -ملكات مرحلة التنزيل: *ملكة الموازنة لمعرفة ترشيح المصالح المتعارضة وتقديم الأولى منها. *ملكة الترتيب وهي مقتضى منطقي للالتزام بملكة الموازنة. *ملكة تحقيق المناط بمعنى تنزيل حكم النازلة في ظروف الواقع المحددة. *ملكة اعتبال المآل وذكر فيها نقطة مهمة وهي (أنه قد يضطر الناظر إلى ترك الامتثنال تحقيقا للامتثال). - هناك مبحث أعجبني جدا وأرى إنه من المهم التفطن له قبل امتلاك الأدوات، حتى تكون مساحة تطبيق هذه الأدوات سليمة من المزالق وصالحة المنهج. - من مزالق العقل المقاصدي التي يجب الانتباه لها: *أن لايفضي التسهيل إلى التساهل في التعامل مع الأحكام الشرعية، وأن مردنا في ذلك النصوص أولا وأخيرًا. *التحذير من تقصيد ماليس بقصد، وهنا تكمن الخطورة بأن التعدي على ذلك هو تعدي على أمر الله وحدوده. *تبرير النوازل لتشمل الأحكام الشرعية، وهذا محك خطير جدا إذ ليس عمل العقل المقاصدي لوي أعناق النصوص حتى تتناسب مع النوازل ولكن عمله إنزال الحكم الشرعي (المقرر مسبقا) على النازلة.
الكتاب للطبقة المتوسطة في العلوم الشرعية، فإن لم تكون لك قراءات سابقة فيها سيصعب عليك لأنه قائم على كثير من الخلفيات الشرعية، وأعتقد أنه يرتبط بشكل مباشر بالفقه وأصوله.