وصلتني خطابات تهديد بالقتل، فعينت لي الدولة حراسة، وأصبحت أدخل محاضراتي في مدرج ثلاثة عشر، في حماية حامل السلاح، فلم تعد محاضرة. وكرهت الحال، والتدريس في ظل قيد، بالرغم من هذا الجو وتلك الحالة التى تمر بها البلاد من مواجهة مسلحة بين الدولة والجماعات المسلحة، ومحاولة إسكات صوتي بأي وسيلة، بداية بمصادرة الأستاذية، إلي التكفير وما يتبعه من تصفية معنوية، تعقبها تصفية جسدية، إلي الفصل من الجامعة، والاستتابة والتعذير، إلي التحويل للنائب العام، واستعداء الأزهر، ودعوي الحسبة للتفريق بينى ويين زوجتي.
وبالرغم من كل ذلك، فلهذه الأزمة جوانبها المبهجة عند الباحث، تكشف الكتابات خلال الأشهر الماضية، صدق وقوة النتائج التي توصل إليها في نقد الخطاب الديني، على أن الفارق بين المعتدلين والمتطرفين في التيار الدينى، هو فارق في الدرجة وليس فارقا في النوع، بل أستطيع أن أضيف أن التعاون بينهما وتوزيع الأدوار، واضح علي مستوي الخطاب، وأيضا الظهور الواضح لآلية النقل دون تثبت، هذا النقل الذي يُفضي إلي الاتباع، وكلاهما يناقض النقد والإبداع ويعاديهما.
هناك ثلاثة أنواع من كتب السيرة مررت بها .. أو مرت علي؛ النوع الأول: السيرة الذاتية -وهي الأكثر شيوعًا- وفيها يدون المؤلف أشياء عن نفسه بنفسه .. كثلاثية ميخائيل نعيمة "سبعون"، أو "الإعترافات" لجان جاك روسو (لم أبدأ بقراءته بعد ولكنه يبدو شهيا) ، أو "ترميم الذاكرة" لحسن مدن ، أو "ولدت هناك ولدت هنا" لمريد البرغوثي أو "باولا" لإيزابيل ألليندي (وقدمت فيه مقتطفات من سيرة حياتها على شكل رواية).
النوع الثاني هو ما يسمى بالحوار السيرذاتي، وفيه تدون أشياء من سيرة المؤلف اعتمادًا على حوارات أجراها في حياته .. ككتاب "ستأتي الصبية لتعاتبك" و"البحر يحاكم سمكة" لغادة السمان ، أو "أطياف ممدوح عدوان" لمحمد صابر عبيد ، أو "قريبام بهاء طاهر" للبهاء حسين
أما النوع الثالث فهو النوع التوثيقي، وهو يتسم بالجفاف نوعًا ما، لأنه يعتمد على تفريغ ندوات ومحاضرات ومقالات لمؤلف ما وإعادة صياغتها/كتابتها على شكل سيرة غير ذاتية، كهذا الكتاب
يقول مؤلف الكتاب بأنه بدأ منذ 1991 بجمع كل كبيرة وصغيرة، وكل كلمة قالها نصر أو كتبها، وهكذا تكوّن لديه أرشيفا من 160 ساعة بصوت نصر أبو زيد شكلت المادة الخام لهذا الكتاب، بالإضافة إلى كثيرٍ من الخيال. يقول جمال عمر في لقاء صحفي معه أنه سأل نفسه هذا السؤال: "لو قرّر نصر أبو زيد أن يكتب عن حياته وفكره ماذا سيكتب؟" ويعترف بأنه ألّف حوارات عنه، كما تخيّل حواراته مع زوجته د. ابتهال، أو يمعنى آخر تقمص الكاتب شخصية نصر أبو زيد تقمصًا تامًا ليتمكن من إنجاز هذا الكتاب، ويبدو أنه نجح في ذلك نجاحًا باهرًا إلى درجة دفعت زوجة الراحل لتسأله: هوّ نصر بعتلك مذكّراته؟
كتاب يقرأ باستمرار، وأحد أقوى المداخل لقراءة كتب د.نصر حامد أبو ويأتي في المرتبة الثالية لكتاب إستر نسلون " صوت من المنفي" والصادر عن الكتب خان بالقاهرة.
الكتب الجميلة التي استمتعت بقراءاتها بفقد القدرة للحديث عنها، لذلك فهوكتاب ممتع تتقاطع فيه السيرة الذاتية الشخصية مع السيرة الفكرية لأحد أهم المفكرين في العصر الحديث، رحلة معاناة من قحافة بطنطا إلي جامعة لايدن بهولندا، من موظف فني لاسلكي إلي أحد أهم المختصين بالدراسات الإسلامية وعلوم القرآن.
استقى الأستاذ/ جمال عمر، مضمون الكتاب من كل ما كتبه نصر من مقالات منفردة في الصحف أو الدوريات والملاحق الثقافية ، أو الأحاديث التليفزيونية واللقاءات الصحفية، يقول أنه منذ عرف نصر وفتح له ملف عنده وجمَّع فيه كل ما يقع تحت يديه يخصه، حتى تضخم الملف، فكتب.
الكتاب مكتوب على لسان نصر، وهذا موضح في صورة الغلاف حيث يشير نصر إلى نفسه، يتوارى الأستاذ / جمال ولا يظهر إلا في أجزاء بسيطة وكانت أحيانا تحدث بلبلة في الفهم، حيث تتداخل جملة نصر مع جملة جمال، ولا تعرف من المتحدث.
الكتاب يشير فيه الأستاذ/ جمال، لكل تفاصيل حياة نصر، بشكل أكثر تعمقا كما سبقت وقولت، فإذا كانت استر نيسلون كتبت عنه كتابا فيه سيرته الذاتية، فإنني أقول أن كتابها كان بشكل مبسط و سريع ومركز فيه على السيرة الذاتية وملامح بسيطة من أزمة نصر مع الجامعة، إلا أن كتاب جمال عمر وهو عندي أمتع وأقوى، يتعمق أكثر في فكر نصر، فيتحدث عن كل مقالة كتبها ولم تجمع أغلبها في كتب، عن شروحات نصر للكتب، عن المواضيع التي تنقل في الكتابة فيها.
نصر أبو زيد عندي باحث حائر، كان كل همه طرح السؤال ، وإلقاء الحجارة ليجدد الماء الراكد، نصر حفيد محمد عبده وطه حسين وأمين الخولي ومحمد احمد خلف الله، وكل التنويرين الذين لم يسعهم زمانهم، نصر كانت كتبه أسئلة، كل سؤال بكتاب، ينتهي الكتاب ليبدأ في سؤال آخر بكتاب آخر بمشروع أخر.
نصر عندي تمثّل في مشهدين: الأول، جملة قراتها له وحفرت نفسها داخلي لا أعلم مصدرها وأين قالها ولا متي ولا مضمون السياق لكنها عبقرية يقول ( ثقافتنا تعبد النصوص، يكفي أن تقول قال فلان فيتوقف العقل) بالنسبة لي ، تعتبر تلك الجملة من الجمل المؤسسة للوعي والفهم والإدراك، والمشهد الآخر، شاب في ندوة يقدم نفسه إلي دكتور نصر بإعتباره باحث، ويناقش نصر لا من كتبه وإنما من كتب الخصوم وخاصة عبد الصبور شاهين، فيعطيه نصر درسا على الملأ عن البحث العلمي والباحث، ويقول( لا تدع أحد يفكر لك، أنت إن فعلت ذلك فقد ألغيت نفسك تماما ) .
نصر هو الرجل المهموم بالبحث العلمي، يُدرسه ويُشجع عليه، يأتيه أحدهم يوما ما في مكتبه بالجامعة طويل اللحية يرتعد للقاءه بنصر، تخبره السكرتيرة بملامح الشاب، وتطلب منه ماذا تفعل، يخبرها نصر بأنه سيخرج لمقابلته، يتمشى معه في فناء الجامعة ويتحدث نصر مع الشاب بأنه هناك فرق بين الواعظ وبين الباحث وأن نصر يهمه البحث وإذا كان الشاب يريد الوعظ فعليه أن ينقل أوراقه إلي دكتور آخر ليشرف على رسالته، وترك له مهلة للتفكير، فكان من الملتحي أن أختار بأن يكون باحثا تحت إشرافه.
الكلام عن نصر لا ينتهي ودائما وأبدًا في محبته، وغفر الله لمن نكلوا به أو لم يفهموه، لذلك قالت العرب في أشعارها ( أضاعوه وأي فتى أضاعوا )
رحلة مؤلمة لدكتور نصر، لم يكن يستحق ما حدث له من تنكيل. أفكاره لم أرى فيها ما اتهموه ولم تعطني إجابات بقدر ما منحتني أسئلة للتدبر والتفكير فيها وهذا المهمة الأساسية للباحث. ود.نصر كان باحث يسأل ويفكر وكلما يقترب من إجابة يجد نفسه في ظل سؤال آخر.. كتاب رائع وسلس. يًقرأ أكثر من مرة ويعتبر مدخل جيد إلى عالم د.نصر.
الكتاب ده فكرني بأيام التسعينات لما كنا صغيرين ومكنش فيه انترنت وكنا بنعرف الأخبار من التلفزيون والجرايد..
أنا فاكرة اوي حكاية القضية الغريبة اللي رفعوها عليه للتفريق بينه وبين زوجته باعتباره مرتد بسبب الأفكار اللي طرحها في كتبه..
قضية كانت غريبة اوي ومكنتش فاهمة اشمعنى يعني حكاية التفريق دي اللي طلعوا بيها وهما مالهم اصلا بمراته وهل هي موافقة على الكلام ده ولا وضعها إيه..
عرفت من الكتاب إنهم مكنوش قاصدين مراته ولا حتى يعرفوها، لكن مفيش حاجة تدين المرتد في القانون المصري، فتقريبا قالوا يطلعوا بالقضية دي عشان يعملوا شوشرة والناس تعرف إنه مرتد ومحدش ياخد بكلامه.. بيرازوا فيه من الآخر يعني..
الحقيقة إني سمعت بعد كده عن دكتور نصر ابو زيد لكن مقرأتش حاجة كتبها..
الكتاب دي يعتبر سيرة ذاتية بشكل غير مباشر، اعتمد فيها فيها الكاتب على تسجيلات لنصر ابو زيد بيحكي فيها عن حياته وعلى كتاب كان سجله مع كاتبه انجليزية وهي كتبته وعلى حوارات ومقالات كثير..
الكاتب تقمص الشخصية وكان بيحكي بلسان دكتور ابو زيد لدرجة انه بيقول إن زوجته قالتله هو نصر اداك مذكراته..
الكتاب بيحكي قصة حياة نصر ابو زيد من الطفولة وكفاحه مع والدته وقصة حصوله على مؤهل متوسط وإكمال تعليمه بعدها بسبع سنين وتفوقه وحصوله على الماجستير والدكتوراة..
أن تكون حياة شخص واحد شاهدة علي تغيرات مجتمع ودولة وأفكار بمختلف طبقاته بداية من رؤية شاب فقير في الخمسينات من طنطا وصولا لدكتور جامعة ومثقف مضطهد في التسعينات. فالمستفيد من هذا الكتاب ليس الناهل من أفكار نصر حامد وهي كثيرة ولا من نقد من نقدوه وهم اكثر بل من امثالي من كانت لديهم وجهة نظر ظالمة عن هذا المفكر الانساني الجميل بأنه مفكر نخبوي!. لكنه بعد ايراد موقفه من ان الركن الاساسي في تخلف مجتمعنا ليس موقفه من التراث بشقيه بل الدولة والنظام السياسي المستغل لهذين الشقين في تثبيت اركانه بتثبيت التخلف والظلم والجهل وهدر الحقوق الاساسية البدائية قبل "الترفيهية" الفكرية.
الفكر في جوهره حركة لاكتشاف المجهول ، نبدؤها مما هو معلوم لنا سعيا وراء المجهول ، والفكر الديني أيضا يخضع للقوانين التي تحكم الفكر البشري ، وليس له قداسة لأنه يدرس الدين المقدس ، فهناك فرق بين الدين والفكر الديني . فالدين بنصوصه المقدسة الثابتة ، أما الفكر الديني فهو الاجتهادات البشرية لفهم تلك النصوص وتأويلها واستخراج معانيها ودلالاتها . لكن السؤال الحقيقي هو " كيف استطاع الفكر الديني المعاصر أن يخفي هذا الفرق ويشيع إطلاقية لاجتهاداته وفكره ، تقارب حدود قداسة الدين ؟" يقول د.نصر حامد أبو زيد عن البيان الذي نشره في روزاليوسف مايو 1995 أنه قال فيه :"لأنني باحث مسلم وهب حياته للدفاع عن الإسلام ، وكرس طاقته الذهنية والعملية للكشف عن غايته النبيلة ، ومعانيه الإنسانية السامية في مناخ يسيء للإسلام ويعرضه لهجوم الأعداء بسبب بعض الذين يستغلون معانيه الإنسانية النبيلة لتحقيق غايات نفعية دنيوية رخيصة على حساب مصلحة الأمة ومصالح المواطنين مسلمين وغير مسلمين ، لذلك أدهشني بقدر ما أثار غضبي سعي هؤلاء سعيا حثيثا لقتلي بدلاً من مناقشة أفكاري والجدال معي بأساليب البرهان العقلي الرشيد . لقد سمحوا لأنفسهم باتهامي بالردة ، والزيغ عن الإسلام ، وطالبوا بالتفريق بيني وبين زوجتي " ** أثناء دراستي في كلية الآداب جامعة القاهرة في الأعوام (94- 98) قرأت عنوانا كبيرا ف�� إحدى الجرائد أن هناك قضية رفعت بالمحكمة للتفريق بين د. نصر حامد أبو زيد وزوجته د.ابتهال يونس ، وكان أول ما تبادر إلى ذهني سؤالا بريئا "كيف لبشر يصدرون على رجل وزوجته حكما بهذه القسوة ويفرقون بينهما بالإكراه رغم إرادتهما ؟" وكان هذا العنوان بداية كرهي لتيار الإسلام السياسي بكل أطيافه ، وبداية تشكيل وعيي بأهداف تيارات ظلامية تريد تشويه وجه بلادنا وإضافة لمساتهم البغيضة على وجهها والسعي لصبغها بلون واحد بدلا من تعدد ألوانها وأجناسها وطبيعتها التي تتقبل كل الأطياف والأجناس . ** سأظل إلى آخر يوم في عمري مدينة بالكثير لد.نصر حامد أبو زيد والأستاذ وحيد حامد ونجيب محفوظ ، لولاهما ما كنت تعلمت ولا وعيت وفهمت المخطط الذي يحاك ضد بلادنا تحت شعارات تحمل في ظاهرها الخير لتمسحها برداء الدين ، وفي باطنها الدين الإسلامي السمح بريء منها تماما ومن أهدافها الخبيثة القذرة
مش من عادتى انى اقرا عن شخصية بالذات لو كاتب الا لو اثر فيا، لكن نظرا للكلام الكتير المتضارب اللى بسمعه من وانا صغير عن د.نصر قررت انى هقرا عنه الاول قبل ماقراله هو شخصيا والحمدلله كان قرار سليم. الكتاب بيعرض كتير من افكار د.نصر اللى اكيد موجودة فكتبه بتفصيل اكتر، وماخبيش عليكوا الموضوع ماكنش بالسهولة اللى كنت متوقعها كنت بدور على حاجات كتير وبقرا ببطء واعيد قراءة اجزاء كتير عشان الفكرة توصل ده اللى خلى الكتاب ياخد وقت كبير اوى منى، لكن ده وضحلى انى لسة محتاج اقرا حاجات اكتر قبل ما اقرا للراجل العظيم ده واكتشف عالمه واطلع بنفسى على مجهوده الجبار. رحم الله باحثنا الكبير د.نصر حامد ابوزيد
كنت مهتمة أقرأ عن نصر لكنني لم أتصور أن يكون الكتاب شامل ووافي عنه وعن أفكاره وانتاجه الأدبي والفكري والثقافي إلى هذا الحد. الكتاب بوصفه سيرة ذاتية فهو من أحسن وأشمل السير الذاتية التي قرأتها إلى الآن مشكور ا.جمال عمر على هذا المجهود والبحث وكذلك طريقة السرد..
Such a shame that he spent most of his life fighting prosecutions. His journey reflects a lot about our society along with the ruling regime and their ailments.
على الرغم من أن الكتاب هو توثيق لمسيرة نصر حامد من خلال إستعانة الكاتب بتسجيلات لقاءات مختلفة ومؤتمرات ومقالات وكتابات. لكن للوهلة الأولى تشعر انك أمام سيرة ذاتية تفيض بالمشاعر الإنسانية تم صياغتها بطريقة أدبية جميلة. خصوصا في بداية الكتاب والحديث عن القرية البسيطة والنشأة والمعاناة مع الفقر والظروف القاسية ومرض الأب وتحمل نصر لمسئولية الأسرة ومواجهة قسوة الحياة مع بداية التحاق دكتور نصر بالسلك الأكاديمي وعرض القضايا الخلافية والمواضيع البحثية يتسم عرض الكاتب بالبساطة مما يشكل مدخل سلس للدراسة والمزيد من البحث والقراءة في تلك القضايا كما يشكل الكتاب مدخل هام و فرصة لعرض أهم كتابات وأعمال دكتور نصر بتسلسلها الزمنى وظروف كتابتها والخلفيات والصراعات المصاحبة لتلك الاعمال
يلخص الكاتب حياة دكتور نصر في ٥ مراحلة أساسية مرحلة دراسة الماجستير مرحلة دراسة فكر المعتزلة وقضية خلق القرآن مرحلة دراسته التصوف وفتنته بفكر بن عربي مفهوم النص القرآني مرحلة نقد الخطاب الديني
سأكتب رأيي بالعامية قرأت لنصر أبو زيد كثير كتب ومن مدة طويلة ولازم أعترف أنه مش كثير أثر فيّ بجوز لأنه ما فهمت كلامه منيح ولا فهمت تطور فكره عبر السنين بس بتذكر أني كنت متعاطف معه وضد كل الهراء اللي تعرضله بس كمان الأهم من الشعور بالغضب والتعاطف أنه في ناس كملت مسيرته أو كملت مشروعه وأنا هو قصدي جمال عمر جمال عمر أثر في تفكيري بشكل كبير وبعتقد أنه أكبر عزاء لنصر أبو زيد أنه جمال متابع على منهجه وأظن أنها متابعة فهم وتطوير مش تقليد
بتمنى أرجع أقرأ كل ما كتبه نصر أبو زيد في يوم من هالأيام
يمزج جمال عمر بين سيرة نصر أبو زيد الذاتية وملخص أفكاره التي يقدمها بشكل أقرب للتبسيط نظرا لصعوبتها على القاريء غير المتخصص،كذلك يركز على الجانب الانساني لأبو زيد بشكل يجعلك متعايشا مع الشخصية وقريبا منها،يشمل الكتاب تفاصيل القضية الشهيرة وتفاصيلها التي تكشف عن العيب السياسة والقضاء ،والتي غالبا ما تكون حرية الفكر هي الضحية الأولى
شكرا جمال عمر. مجهود بحثى جبار،وإحياء لسيرة رجل قدير،وكما قلت فى مقدمة كتابك لا من أجل نصر،بل لمستقبل مصر. كتاب ممتاز يستحق القراءة،وادعو الى قرائته من يهاجم نصر ابو زيد،قبل مؤيديه،الرجل مات وفكره باقى،وكل من اعرفهم ممن يهاجموه،يشتركون فى شئ واحد مع من حاول قتل نجيب محفوظ مثلا،فى انهم لم يقرؤه،دعوتى للجميع لقراءة نصر ابو زيد مجرد دعوة للقراءة بتمعن واعمال العقل والبحث،من سبقونا اعتمدت ثقافتهم فى الغالب على الثقافة الشعبية والسمعية،وفى عصرنا الحالى أصبحت ثقافة بوستات الفيس بوك والتريند ومقاطع برامج الفضائح والفيديوهات المجتزئة،من يريد أن يعرف ويحدد قناعاته،فليبزل بعض من الجهد قبل أن يطلق الأحكام ولكل فرد الحرية فى أن يعتقد مايشاء،مع وضع قعدتين دائمتين. الاولى (أن رأيك صواب يحتمل الخطاء،ورأى غيرك خطأ يحتمل الصواب)،وذلك ليس تشكيك فى رأى احد ولكن لترك باب العقل مفتوح دائما للتفكير والنقد والتطوير. والثانية(قد اختلف معك فى الرأى ولكنى مستعد ان ادفع حياتى ثمنها لحقك فى التعبير عن رأيك).
الحقيقة أنا بشهد إني محتاج لسنين وسنين علشان أقدر أفُك رموز فكر الراجل ده! مهاجم قوي للإنبهار بالغرب، مدافع عن الدراسات والفكر الشرقي وفي نفس الوقت مُنادي بفهم التراث بتأني وفي سياق زمن كتابته.
معرفتي باسم "د.نصر أبو زيد" كانت في بداية معرفتي بفكر وكتابات الراحل "فرج فودة" وارتبط الاسمين عندي ببعض، وكنت دائمًا بتساءل: همّا ليه حاطين فرج فودة "بعلمانيته الصريحة" مع نصر أبو زيد "بدراساته الإسلامية" في نفس السلة برغم إختلاف كل منهم في طريقه اللي سلكه؟
الكتاب ممتاز..ويقدر يدخلك لبوابة فكر أبو زيد ويسحرك بطريقة تفكيره يمكن بنسبة كبيرة مفهمتش أغلب الدراسات اللي قام بيها د. نصر، وده بسبب تشعبها وعمقها جدًا في الفكر والتراث الإسلامي لكن بيزداد حُبي لكل شخص مؤمن بديانته بحُب قوي، وبيحلم بدراسته لدينه دراسة أكاديمية بعيد عن الإيمان المتوارث بدون علم. يمكن سهل نقول عن فلان إنه فاهم دينه.. لكن عن نفسي أفضل عبارة "دارس دينه" أكثر، ف زي ما الروح الإنساني له غذاء وهو العبادات والتقرب إلي الإله، كمان العقل البشري لازم يستخدم وميتسابش مركون بالتراب في ظل شبع الروح!
من أكثر العبارات المميزة لي في الكتاب على لسان د. نصر أبو زيد .
فهناك فرق بين الدين والفكر الديني، فالدين بنصوصه المقدسة الثابتة، أما الفكر الديني فهو الاجتهادات البشرية لفهم تلك النصوص وتأويلها واستخراج معانيها ودلالاتها، لكن السؤال الحقيقي هو "كيف استطاع الفكر الديني المعاصر أن يُخفي هذا الفرق ويشيع إطلاقية لإجتهاداته وفكره تقارب حدود قداسة الدين؟ . هل هناك خلاف بين المعتدلين والمتطرفين في الخطاب الديني؟ بالدراسة وجدت أن الخلاف يكمن في نقطتين: تكفير الحاكم والمجتمع، وتغيير المنكر باليد، فالتكفير واضح عند المتطرفين، وهو ضمني خفي عند المعتدلين. حتى الدولة تستخدم التكفير كجزء من أيديولوجيتها في مواجهة المعارضين. في مسألة تغيير المنكر باليد..يرى المتطرفون أن التغيير يكون بأيديهم وفي الحال، والمعتدلون يؤجلون تغيير المنكر إلى حين تسمح الظروف. . إذا كان خطاب الجماعات الدينية يبدو هو الأعلى صوتًا، فإنه في الحقيقة مجرد صدى لمعطيات سابقة، من الأسرة والمدرسة وأجهزة الإعلام، صدى كان يتردد خافتًا طول الوقت ثم ساعد على تجسيمه واقع متردَّ يعجز أهل الحكمة فيه عن تحقيق أبسط المطالب الإنسانية للمواطن العادي، بينما يرتع أثرياء الانفتاح ورموز السلطة في كثير من مظاهر الفساد والخطيئة، الاجتماعية والسياسية والأخلاقية، وإذا كان ثمة شبه بين شباب الجماعات الدينية وبين الخوارج، فإنه ينحصر في تلك المثالية التطهرية، والمفارقة للواقع، التي تدفعهم للدفاع عن التصور والدعوة إليه حتى الموت/الاستشهاد.
خلصت كتاب أنا نصر أبو زيد يا جمال، وراء الكتاب مجهود كبير وهذا أول هام، تانى هام تضفيرتك للحياة الخاصة والفكرية لنصر مع الحياة العامة شيء جديد على كتب السيرة الذاتية بالنسبة لى على الأقل، عملته أنت ببراعه شدية وحرفية، أجدها شبيهه بضفاير ستى ودقة صنعتها، وبعد كل ده كأنى أقرأ وثيقة كل كلمة لها مصدر، وحوارات نصر مع نفسه ومع الدكتورة ابتهال كأن نصر يتذكر، كل العناصر متضافرة بجمال يا جمال، شكرا لك.
كتاب مهم جداً جداً جداً لفهم حوليات قصة نصر ابو زيد وشرح مفصل لفكره وكمان كان للكتاب مهم جدا ليا كأكاديمي لأنه طبعا بيوثق الأسباب الحقيقية وراء تدهور حال الجامعات المصرية من خلال الأحداث التاريخية الي عاشها نصر ابو زيد من بداية تعيينه في جامعة القاهرة.. والكتاب مكتوب كمذكرات شخصية علي لسان نصر ابو زيد بأسلوب شيق جميل جدا
كتاب رائع للاستاذ نصر يقربنا منه إنسانيا وعلميا بشكل ممتاز ولكنه أقرب الخواطر كان يحتاج مجهود أكثر من محرر الكتاب حيث هناك الكثير من التداخل بين أحداث حياة الاستاذ وإنتاجه العلمي بالإضافة لبعض التداخل بين حديث دكتور نصر كراوي وحديث المحرر كمعلق وموضح لبعض الأحداث
"لابد أحيانا أن نحتفي بالغموض. الإيمان بالغيب، هو إيمان بأن هناك أسئلة ليس عندك إجابة واضحة تماما عليها، فتتركها في الغموض أو تحاول أن تبحث عنها، كونك في هذا الغموض."
نقاط القوة في الكتاب احتوي الكاتب جمال عمر المعروف بالاسلوب المرن لأيصال الفكره هذا الي جانب استعانته بمصادر عربيه وانجليزيه في أخر الكتاب التي كتبها نصر حتي لا يتم تشكيك به . هذا لدرجة ان زوجه نصر احست ان نصر هو الذي يكتبه وليس جمال عمر من فرط المصداقيه وتعبير جمال عن ازمه نصر الحقيقه .. الحقيقه انه اضاف لي نوع من المعلومات الجيدة حول فكر المعتزله والأشاعرة حيث كان المعتزلة لديهم المعرفه بالله والكون غير معتمده علي الحواس لكن بالعقل ومعرفه صفاته ونواهيه واومرة للمومنين به لكن الأشاعرة قالوا ان الكلام صفه قديمة لله وقدموا الشرع علي العقل من نقاط القوة ايضا الجراءة التي تحلي بها نصر في عهد كان تفكير خارج حدود الدين والثقافه السائدة نوعا من التكفير والذندقة فنحن محاصرون من المتزمتين دينيا الذين لا يحبون حرية الراي وتعبير وبين التدين الممزوج بسياسه الطاغي في كل مفاصل المجتمع .حيث يهدم نصر فكره ان الحرب مع اسرائيل هي سبب تخلف المنطة العربية لكن لمن لا يعرف ان اليابان رغم ان فكرها راسمالي لكنها لا تعتمد علي ادمان الاستيرد بل محاولة قولبه المستورد لصناعته محليا وتوفير علي الدولة نفسها . فنحن شعوب تستهلك سداح مداح . المرجعية التاريخية لوجود الفكر الأصلاحي والفكر المتزمت , حيث حدوث العديد من المحاولات للعديد من المفكرين الأصلاحين مثل محمد عبدة والشيخ جمال الدين الأفغاني في محاولة التوفيق بين النافع من ال تراث الديني الذي قد يتوافق مع الفكر الغربي , وبين محاولات المتذمتين باعتبار الهوية الدينية هي القالب لمجتمع منسحق في الماضي وان اوربا هي شيطان وكانت هي بدايه الأنفصام من الواقع لدي المجتمع المصري . ما اعجبني حقا هو تغلغل فكر نصر بابن العربي الذين عرفت ان ابن العربي انه اختار طريق الشعر وتصوف رغم انه في امكانه ان يكون من وجهاء مجتمع لعائلة ثرية ماديا . وان في نظر ابن العربي بعد موت ابن رشد الذي كان صديقا لوالدة الي الاستفاقة الكبري والبحث عن معني لذلك المجتمع الغارق في التعصب الديني , الحقيقه اني احتاج بشكل غير عادي لقراءة شخصيه ابن العربي احتوي معظم الكتاب عن الخلافات الدينية والكرية التي ادت بجامعة القاهرة الي عدم مناقشة رسالة نصر , هذا ادي الي تحويل القضيه الي قضيه راي عام واتهامة بالتكفير وعلي قائمة الشخصيات المهددة بالاغتيال . نقاط الضعف -الكتاب يحتاج الي تبسيط اكثر من ذلك في امور دينية كثيرة تحتاج لتوضيح وفهم خاصه لقاري من فكر مختلف غير متعمق في المقدسات الدينية القديمة . - كان كلام حول ابن العربي سطحي قليل كنت احتاج لفهم الكثير عن شخصيه ابن العربي ومدي تاثيرة الخالص في شخصيه اعطت للمجتمع ولم يعطها المجتمع حقها
الله يرحمة الراجل صرخ سنين ومحدش سمعه اظن لو كان عايش معانا كان هيستبشر خير كتير بالسيسى في البدايه وبعدها كان هيندم ويعرف ان مفيش امل الراجل حاول فعلا بس هنقول اية
كتاب شيق ومهم عن واحد من أهم شخصيات الثقافة المصرية والعربية الحديثة. الدكتور نصر حامد أبو زيد المتخصص في علم لم يكن مألوفًا في التسعينيات وأظنه لا يزال غير مألوفًا حتى الآن رغم الانفتاحات الكبيرة التي - من المفترض أن يكون - خاضها المجتمع العلمي في مصر.هذا العلم هو علم تحليل الخطاب. والجرم الذي ارتكبه الدكتور أبو زيد هو أنه استخدم علمه في مجال تخصصه ليفسر ويحلل القرآن بشكل مختلف. حاول أن يرفض طرق التفسير التقليدية حيث يتم التعامل مع القرآن على أنه نص له مركزية محددة مما يحول عملية التفسير إلى أرضية للصراعات الفكرية والإجتماعية والسياسية. بدلًا من ذلك، طرح الدكتور أبو زيد فكرة التعامل مع القرآن كخطاب أو مجموعة من الخطابات لكل منها مركزية مختلفة وأن يتم تفسير أو تحليل القرآن من خلال أخذ كل الجوانب المتعلقة بطبيعته كخطاب في الاعتبار: طبيعة المرسل وطبيعة المتلقي والكود المستخدم أو اللغة والسياق التاريخي وكيف يمكن التوفيق بين كل ذلك وبين صلاحه لكل زمان ومكان. وكما نعرف، كان جزاء الدكتور أبو زيد على محاولاته لفتح آفاق جديدة في الإصلاح الديني هو التعسف الشديد ضده في الجامعة واتهامه بالكفر ثم القضية التي تم التفريق فيها بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس وكأن السيدة كائن غير كامل الأهلية تحتاج إلى من يقرر لها الانفصال عن زوجها حتى وإن كانت مقتنعة به بل وأيضًا يتم استخدامها كأداة عقاب له. والحقيقة أن هؤلاء الذين فعلوا كل ذلك بالدكتور أبو زيد وتسببوا في إبعاده عن مصر وحرمان طلبة جامعتها من فكره هم أعداء الإصلاح الديني الحقيقيين. فمحاولة فتح آفاق جديدة في الدين وعدم الخوف من طرق جوانب جدبدة فيه بشجاعة هو ما سيحميه ويديمه وإلا تحولنا في النهاية - كما شرح الدكتور أبو زيد في الكتاب - إلى شئ شبيه بأوروبا التي عاشت عصورها الوسطى كلها ترفض أية إصلاحات دينية أو فكرية فانقلب الأمر في النهاية إلى نهضة قامة على البتر والكفر بالكنيسة والدين والغيبيات ووضعها كلها معا في سلة الأساطير دون تفريق. الكتاب ثري جدا بموضوعات عديدة عن علوم تحليل الخطاب وتفسير القرآن والمعتزلة والثقافة والدين والشعر والفن. لا يمكن الإحاطة بكل ما ورد به في مراجعة واحدة ولا حتى من تجربة قراءة واحدة. فحقيقة أن الكتاب يعتمد بشكل أساسي على تفريغات لتسجيلات صوتية رواها الدكتور أبو زيد بنفسه أو تسجيلات لمحاضراته يجعل من الأمر ميزة وعيب. العيب هو التداخل بين الحكايات الشخصية والموضوعات الفكرية وهو أمر كان كثيرًا ما يسبب لي إرباكًا في تجربة القراءة. هذا بالإضافة إلى كثر وعمق وتداخل الموضوعات الفكرية مما جعل عملية قراءة الكتاب مرهقة قليلا واحتاجت إلى الكثير من الوقت (حوالي ستة أشهر) لإنهاء قراءته دون تعجل وبوتيرة تسمح باستيعاب الأفكار وهضمها. لكن الميزة الكبيرة هو حقيقة أن هذا الكتاب يمكن أن يستخدم كمرجع في الكثير من الموضوعات والقضايا خاصة إن كانت تجربة القراءة الأولى مصحوبة بعملية تظليل وتحديد للفقرات والمقتطفات والأفكار الهامة. أظنني سأعود كثيرًا إلى ما قمت بتظليله وإلى الملاحظات التي كتبتها على الهوامش للاستفادة منها دون الحاجة إلى إعادة قراءة الكتاب.
كتاب قريب من القلب و خفيف على القراءة حاصر شامل لخط سير نصر بو زيد المجتهد صاحب رؤية نقدية قل نظيرها . رحلة كفاح طويلة للوصول إلى الدراسات العليا و إثراءه للحقل المعرفي بمقالاته و كتبه و محاضراته المكوكية لجهات الكوكب من اليابان إلى أمريكا إلى دول أوروبية و جامعاتها المختلفة . أما عن التجربة المريرة التي لاحقته و التي سعى فيها خصومه للتفريق بينه و بين زوجته إبتهال فهي حكاية قل أن تراها بهكذا وجه قبيح من المناكفة النزقة . و الكتاب فريد في عرضه حتى و كأنك تسمع صوت نصر و هو يحكي سيرته حيث أبدع الكاتب جمال عمر في إخراج هذا الكتاب المميز بصورة جد ممتازة . أسماء و أحداث تمر عليك و أزمات سياسية و أمنية في المنطقة و تأثيرها على الخطاب .