ان سفك العقل باسم الدين ليس باقل خطورة على الجنس البشري من سفك الدم باسمه. إذ لا ينمو في أرض الخرافة إلا الوهم و الخيال،فتذوي طاقة الإنسان تموت،و يموت معها المجتمع المريض بها .وفي ارض العلم و البحث و التفكر و الاكتشاف ينمو العقل و يزدهر الابداع،وتأتي قوى الكون طائعة تخذم الإنسان في بيئته و مجتمعه،فيحيا بنور العلم و العمل ألف حياة وحياة. هذا الكتاب هو الثاني من سلسلة الاسلام الدي يجهلون و هو دراسة تحليلية موثقة من القران الكريم و الحديث الشريف تثبت بطلان الزعم القائل بوجود أشباح و ارواح خفية اسمها الجن و الشياطين. و يجد القارئ في هذا الكتاب بيان علمي جديد يتعلق بما يسمى جن الملك سليمان و النملة التي حادثته و الهدهد الذي اتاه بالاخبار من سبأ،وحقيقة مفهوم إحضار عرش الملكة بلقيس، وحقيقة هاروت وماروت،وحقيقة مفهوم الشيطان وابليس و جنة ادم وشخصية ادم،وحقيقة خلق الانسان وتطوره،كما ويجد تحليلا وكشفا مميزا للدجل المتعلق بما يسمى تحضير الجن و الارواح. ويستطيع القارئ العربي أن يفهم الحقيقة الاسلامية الرائعة المتعلقة بهذه المفاهيم على ضوء بيان القران الكريم و الحديث الشريف،فيطمئن قلبه بإذن الله تعالى إلى هذا الفهم العلمي الصحيح.
الكتاب اوله جيد و منطقي و مشجع و علمى و لكن بعد 150 صفحه يبدأ يأول تأويلات بعيده جدا و غير منطقية ليدعم فكرته.
الفكرة الأساسية للكتاب هي تأويل كلمة الجن في كل آية من القرآن بمعنى يتناسب مع سياق الكلام لغويا فمثلا الجن في سورة الناس معناها كبار الناس أو أصحاب التأثير في المجتمع أما الجن في سورة الأحقاف اللذين صرفهم الله لسماع القرآن من النبى صلى الله عليه و سلم فيقول أن الله وصفهم بالجن لأن قدومهم كان ليلا أما في سورة الجن فيبلغ به الشطط مذهبه اذ يزعم أن الجن هنا هم نفر من قوم لا يعرفهم رسول الله و لا يعرفهم قومه و ينطلق في تحوير المعانى فيقول ان آية و أنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا و شهبا تأتى السماء فيها بمعنى السمو و لا أدرى كيف يمتلىء السمو بالحرس و الشهب هنا فهو لم يوضح لنا ذلك.
المهم ان الكتاب فيه ما فيه من التأويل السىء إلا ان فيه أيضا فكرة جيدة بأن الجن و الشياطين كما وردوا في الأحاديث و القرآن ليسوا بنفس المعنى دائما و قد يكون لبعض المعانى إشارة الى أمراض خافيه أو بكتريا أو مخاوف نفسية معينة أو معنى رمزى في بعض الأحيان. الموضوع باب كبير للإجتهاد لأهل الإجتهاد و المنطق معا.
هذا الكتاب كان منطقيا شدني في اول صفحاته عندما فسر قصة سيدنا سليمان و قد راق لي جدا حقيقة الامر ,, لكن عندما بدأ يقول ان الجن ما هم الا سادة القوم .. هذا و قد قال بنفسه ان الملأ الذين ذكرهم الله في الاية التي تتحدث عن قصة سيدنا يوسف هم كذلك عليه القوم ... بدأ يناقض نفسه و بدأ يضع لنفسه اعذارا لجهله و تأليفه ,, لانه يذكر ما يراه مناسبا للسيناريو خاصته و ينسى ذكر ما لا يراه كذلك .. كما انه في تفسيره لكلمة الشيطان قد استثنى تفسير الصحابة و تفسير التابعين و هم ادرى الناس بالعربية و اصبح يتفلسف على هواه ,, فعلا ان من يقرأ هذه الخزعبلات قبل قراءة القرآن سوف ينقص ايمانه ,, انصح كل من يريد قرأاءة هذا الكتاب ان يقرأ القرآن اولا حتى لا تختلط عليه الامور ..
بداية كان ممتع جدا ورائع قبل أن تتكالب الأخطاء على بنيانه لا يخلو من المبالغة التي لم أتوقع وجود مثلها مع واقعية وصدق الأقسام الأولى كنت متحمسة جدا لإتمامه ولما فرغت منه أصبت بخيبة أمل بسبب انهيار منطقية الصفحات الأولى - التي وشت بجودة الكتاب - على جدار المبالغة "اللف والدوران بالعامي" لاسيما في قصة آدم وحواء عليهما سلام الله عمل الكاتب المستحيل ليلغي الخوف من الجن لكنه أيضا نفى وجود الجن بشكل كامل :| ليته أتم كتابه بنفس روعة بدايته
الكتاب متضارب في محتواه فهو يؤيد الدليل العقلي المتوافق مع النص وينكر وبشدة على من يأخذ بالمفاهيم المتوارثة
ويوبخ الكاتب وبشدة كل من يخالف رأيه وتوجه وينعت مخالفيه بالجهل وعدم البصيرة ويغلب على اسلوبه الغلظة على مخالفيه بعيدا عن اسلوب الحوار الذي يفرضه العقل ويلجأ إليه العقلاء ..
احسن الكاتب في تبيين بعض المفاهيم ولكنه جانب الصواب عندما تعمق في اغوار بحثه .. حيث يشغل القارئ بالافكار الهامشية عن الرئيسية ويضيع تركيز القارئ بالتكرار لفكرة معينة
اسلوب الكاتب : يغلب عليه "الأنا" بشكل غير واضح .. مراجعه العربية الاسلامية محدودة جدا وتكاد تكون محصورة في اشخاص معينين
في مطلع كتابه ينكر على المسلمين اخذهم بالاخبار الغريبة التي درجت على الالسن وفي نهاية الكتاب يأتي بنظرية دارون ومدلولات اخرى لا تستند على دليل ويؤكدها فمالذي يجعله ينكر تلك ويؤيد هذه !!!
ناهيك عن تفسيره لبعض الايات بمفاهيم غريبة خصوصا عن تفسيره لقصة سليمان عليه السلام والنمل والهدهد والجن الذين سخرهم الله له
((يؤخذ على المؤلف انه يشغل القارئ بطرح الاسئلة المستفزة كقوله "هل علمك بالجن علم اليقين " ويخبرك انه سيخبرك باليقين والحق وبالادلة الدامغة ويخرجك من ظلمات الجهل والتزييف !!! وفي الحقيقة انما يفسر بطريقة متضاربة ومتخبطة وتفتقر للادلة الحقيقية ايضااا))
الخلاصة : هذا الكتاب ربما يوجهه المؤلف لاشخاص معينين لما تغلب عليه من الشخصنة والمبالغة في نسبة الحق الى ما توصل اليه وكان ينبغي ان يبين ان هذا اجتهاد وقد يوافقه الحق وقد يخالفه !
لان الذي جاء به مجرد علم "والعلم يبنى على التجربة واما مايرد في الحديث والقرآن فهو حقائق والحقائق بينة لا تحتاج الى تجربة او دليل عقلي كما يذكر د.زكي نجيب محفوظ في حصاد السنين "
الكتاب للاسف الشديد كما تفضل الاخوة بدايته كان نوعاً ما مقبولة اما الباقي قرأته مرغمة ، بصراحه كله ناحية وقصة النبي سليمان عليه السلام ناحيه، والله لا تعليق، كتاب فاشل بمعنى الكلمه وكذلك لم يعجبني وصفه ان احداث في قصة سليمان بـ خرافات لا يليق دعنا نفتوض انك طرحت نظرية هذا لا يعطيك الصلاحيه لتحقير الشي المخالف لسبب احتمالية ان الاول هو الصحيح ووصفك له بالخرافات شي غير سوي