Jump to ratings and reviews
Rate this book

السياسة والدين: في مرحلة تأسيس الدولة الصفوية

Rate this book
تتضمن صفحات هذا الكتاب التطورات التي مرّت بها الدولة الصفوية منذ تأسيسها في مطلع القرن السادس عشر على يد إسماعيل الصفوي، متخذةً المذهب الإمامي الإثني عشري مذهبًا رسميًّا لها، في تمايزٍ عن سابقاتها ومعاصراتها من الدول الإسلامية المحيطة بها من جهة، وخالقة إشكالية في المجال الفقهي الإمامي الذي كان لا يزال يعيش ضمن أيديولوجية "الدولة الغاصبة لحقّ الإمام الغائب" و"الجماعة" الخاضعة لهذه الدولة وأحكامها، متمثلة بذلك دور الانتظار في ظل السلطان القائم.

تدرّج الكتاب من الإطار العام الجغرافي إلى الإطار السياسي والديني الذي نشأت فيه الدعوة الصفوية منذ مطلع القرن الرابع عشر. وتناول علاقة الدولة الصفوية بمن كان يجاورها من عثمانيين ومماليك وتيموريين وأوزبكيين وأوروبيين، وتعرّض للتنظيم الإداري والاقتصادي والمالي للدولة، ومن ثمّ لدور الفقيه فيها والعلاقة بين الفقيه والشاه، ومن ضمنها أهمية تبنّي الشاه المذهب الإثني عشري أيديولوجيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.

وتعزَّز الكتاب بملاحقَ خمسة تحوي رسائل وفرمانات، وتسلسل الحكام مع مشجرات نسبهم، وجداول بالعملات، وخرائط وصور.

موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: http://www.dohainstitute.org/portal

496 pages

First published December 1, 2012

1 person is currently reading
63 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
5 (29%)
4 stars
7 (41%)
3 stars
4 (23%)
2 stars
1 (5%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 7 of 7 reviews
Profile Image for Hassan Beloushi.
2 reviews8 followers
January 11, 2013
هذا الكتاب يعتبر الاحدث مما كتب عن الدولة الصفوية عربياً، فهو صادر في بداية هذا العام 2013. ويأتي في سياق تنامي البحوث عن هذه الحقبة، إذ أن حقل "الدولة الصفوية" يشهد انجذاباً ملحوظاً إن على مستوى الكتابة العربية أم الإنكليزية. ولهذا أسباب عديدة.

يقع الكتاب في ضمن مقدمة وخاتمة وملاحق وتسعة فصول. إلا أنه يمكن تقسم الكتاب إلى ثلاثة دوائرة رئيسية، 1)البحث التاريخي للدولة الصفوية جغرافياً وسياسياً، 2) البحث الشكلي للدولة الصفوية والذي يتناول هياكلها الإدارية والاقتصادية، 3) البحث الإشكالي المعرفي الذي تناول علاقة الدين؛ وتحديداً المذهب الشيعي، بالدولة.

الدائرة الأولى تندرج فيهاالفصول الأربعة الأولى (1- الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي ما قبل الدولة الصفوية. 2- نشأة الدولة الصفوية. 3- الدولة الصفوية وجوارها (1). 4- الدولة الصفوية وجوارها(2)).

وقد وفق المؤلف في هذه الفصول الأربعة في سرد الحبكة التاريخية لهذه العناوين، خصوصاً إضاءاته للتاريخ القريب جداً من نشوء الدولة الصفوية، بل للحضن السياسي والاجتماعي للحركة الصفوية كطريقة صوفية في ظل دولتي الآق قويونلوا والقرا قويونلوا. ولعل مرجع هذا التوفيق هو قدرة المؤلف على ثلاثة لغات هي العربية والفارسية والإنكليزية، مما أتاح له فرصة الإطلاع على مصادر متوفرة بهذه اللغات، وخصوصاً الإنكليزية منها والتي اعتمد بشكل كبير فيها على الباحث المتخصص بالصفوية سافوري (Roger Savory)، وكذلك على موسوعة جامعة كيمبرج لتاريخ إيران، التي تعتبر جهد ثري جداً في هذا المجال. نعم، كان ينقص المؤلف اللغة التركية التي تعتبر مصدراً مهماً لهذه الفترة، فعلى الرغم من اعتماد المؤلف لبعض الترجمات لكنها غير كافية لاستكمال المشهد.

إلا أن المؤلف لم يوفي الحركة الصفوية كطريقة صوفية حقها من البحث والتعريف والمقارنة مع مثيلاتها في تلك الفترة، كما لم يوضح هرمها الطريقي (القيادي) واهم مبادئها المميزة عن غيرها. ولعل مرجع هذا إلى ضعف المؤلف في مجال الدراسات الدينية.

أما الدائرة الثانية فهي التي تضمن الفصلين الخامس والسادس، (5- الدولة الصفوية: التنظيم الإداري. 6- الدولة الصفوية: التنظيم الاقتصادي والمالي). ومرة أخرى أيضاًفقدوفق الكاتب في هذه الفصول بنسبة كبيرة، وذلك في عرض المناصب الإدراية للدولة وسياسة التنصيب فيها، وتوزعها العرقي والديني، دور كل منصب، والتجاذبات السياسية فيها. ومرجع ذلك مرة أخرى أيضاً لاستناده إلى البحوث المتراكمة في هذا الحقل.

أما الدائرة الثالثة فقد تشملت الفصول السابع والثامن والتاسع (7- الصفويون والدين. 8- دور الفقيه في الدولة الصفوية. 9- العلاقة بين الفقيه والشاه) وللأسف أقول أن المؤلف في هذه الفصول لم يحالف التوفيق بنسبة كبيرة جداً. فعلى الرغم من محاولة ربط المجال السياسي والاجتماعي بالمجال الديني في دراسة علاقة الدولة الصفوية بالدين، إلا أنه أظهر فقراً كبيراً جداً في استيعاب مجال الدراسات الإسلامية وتحديداً الدراسات الشيعية. لذا فإن هذه الفصول فيها الكثير من التكرار والخروج عن الموضوع، ناهيك عن سوء فهم مفاهيم أولية لأي مشتغل في حقل الدراسات الشيعية، كمفهوم "نيابة الإمام"، و"الأحديث الشيعية" و "الأخبارية والأصولية"، والتي في الواقع أوقعت الكاتب في تنظيرات مغلوطة، وربط لأمور لا ربط بينها. ولعل مرجع ذلك عدم تواصل الباحث مع المنجز العلمي لحقل الدراسات الشيعية سواء منه المكتوب بالعربي أو الإنكليزي أو الفارسي، خصوصاً المتعلق بالفترة الصفوية. فقد غابت عن مصادر الباحث جهود علمية دقيقة ومشكروة لهذه الحقبة، وتتصل بجوهر بحثه، لمؤلفات جودت القزويني حول تاريخ المؤسسة الدينية الشيعية، وعلي فياض، وتوفيق السيف، والشيخ علي المهاجر. كذلك مؤلفات Anderw Newman عن الدولة الصفوية، وكتاب أبيساب "تحول بلاد فارس" (Converting Persia) والذي يتناول تحديداًدور علماء جبل عامل في الدولة الصفوية.

هذا القصور من الكاتب جعل من الفصول الثلاثة الأخيرة، وهي جوهر الكتاب، باهتة وغير مؤسسة، وليس فيها نظري تحليلية. كما أنها تفتقر للتفاصيل المعلوماتية وعلى قطيعة من التراكم العلمي في هذا الحقل.

يبقى الكتاب في فصوله الستة الأولى فرصة جيدة للقارئ العربي للإطلاع على خلاصة المصادر الإنكليزية والفارسية فيما يرتبط بالدولة الصفوية على المستوى التاريخي والإداري فقط. أما على إشكالية الدين والدولة في الفترة الصفوية فالكتاب محدود في تقديم رؤية جديدة أو تفصيلية فيها.
Profile Image for Imohammedy.
42 reviews28 followers
September 18, 2016
مايتميز به هذا الكتاب هو السرد التاريخي السابق لبداية الدولة الصفوية ، كما أنه يذكر العلاقة بين الشاهات الصفوية وعلماء الشيعة المعاصرين لهم . في أخر المطاف يبين المؤلف توجهات الفكر الشيعي المعاصر للدولة الصفوية و كيفية تعاملها مع بعض الاحكام الدينية المتصلة في موضوع الدولة والسياسة. مما يعيب الكتاب هو تكراره لسرد الاحداث والوقائع التاريخية بشكل يجعل القارئ في حالة تململ !
Profile Image for Mohammed Saad.
656 reviews128 followers
October 26, 2017
الكتاب ينقسم لشقين سياسي تاريخي،وأغلبه قرأت سابقا فى أكثر من كتاب،أما الشق الثاني وهو عن الدين عند الصفوية وقصة تشيعهم وهو ما أبحث عنه في الكتاب.
مؤسس الطريقة الصفوية الشيخ صفي الدين الأردبيلي ولد فى بيئة سنية شافعية وقد جزم باحثون بتسننه طوال حياته حتى وفاته ، وأكد باحثون علي عدم انتسابه لآل البيت بل أقحم فيه فى عهد إسماعيل حفيده وكذلك تشيعه.
وعلى يد جنيد تحولت الطريقة إلى حركة جهادية تقود حربا ضد الكفار فى القوقاز وأكتسبت من قتال الكفار شرعية دينية وبث لدعوتها وسياسية كلاعب فاعل في المنطقة وبعد مقتله سار علي طريقه حيدر ابنه، ومع إسماعيل كان التأسيس الثاني للصفوية ولكن كدولة وليست طريقة أو حركة،كيف اكتسب إسماعيل شرعيته؟
أعلن أن المذهب الإمامي الأثنى عشري مذهبا رسميا للدولة وإجباريا،وأدعي أنه ممثل الإمام المهدي واختلق لأجل هذا نسبا ينتهي لموسي الصادق ،وبكونه نائب الإمام جمع بين السلطة السياسية والدينية.
وما سبق ذكره فى الأسطر السابقة عده البعض سببا لتشيعه ،فالتشيع وإدعاء نيابة الغائب يضمن له الشرعيتين الزمانية والدينية ثم التمايز عن المحيط السني من تيمورية واوزبكية شرقا،ومملوكية وعثمانية غربا ،التمايز الذي أعطاه حرية سياسية بعيدا عن خلافة عباسية تعطيه شرعيته بعد انتسابه لقريش شرط الخلافة.
وسبب آخر طرح وهو غالبية قواتهم من القزلباش التركمان مشبعين بالتشيع المتطرف وقد عمل قادة الصفويين أنفسهم على نشره بين أتباعهم فكان لابد من اعلان تشيعه.
وقد تكون هذه الأسباب مجتمعه

-وفى تقصي تاريخي من قبل المؤلف لبداية وتطور وجود الفقهاء الشيعة فى السلطة منذ اعتبار أن السلاطين مغتصبي حق الإمام المعصوم ولا يجوز القرب منهم ولا التحاكم لأنظمتهم استنادا لأحاديث تنسب للإئمة ،ثم فى مرحلة لاحقة ومع تدوين أحاديثهم وظهور الفقه وأصوله عندهم ،بدأ يحدث انخراط لعلماء فى الأعمال الحكومية مع اجازة الشيخ المفيد تولي القضاء بالنيابة عن الإمام،وتلاه الشريف المرتضي فالطوسي ،حتى وصل الأمر لتولي مناصب لكافر وثني كهولاكو كل هذا تحت تأويل فقهي للنصوص،الجدير بالذكر أن علماء الشيعة انقسموا إلى اخباريين يرون انتظار الإمام فقط،وأصوليين اجازت المشاركة في اطار نيابة الغائب بشروط .

-وفى ظل فتن سياسية واجتماعية وخليط من التدين الشيعى الصوفي السني فى آن واحد،ظهرت الدولة الصفوية.
يرى مرتضي المطهري أن علماء جبل عامل الذى استقدمهم الصفويون لهم دور مهم في الخطوط العامة للدولة الصفوية من تعميق التشيع وتثبيته وعلى رأسهم .الكركي والبهائي وحوزتهم الفقهية فى اصفهان
Profile Image for فيصل بوعقة.
204 reviews31 followers
May 14, 2018
جاء في المادة الخامسة من الدستور الإيراني الحالي :"في زمن غيبة الإمام المهدي - عجل الله فرجه - تكون ولاية الأمر وإمامة الامة في جمهورية إيران الإسلامية بيد الفقيه العادل , المتقي , البصير بأمور العصر , الشجاع القادر على الإدارة والتدبير وذلك وفقا للمادة 107 المحددة والمفصلة لصلاحيات الولي الفقيه."
نظرا لأهمية إيران جغراسياسيا اليوم فضلا عن ثقلها السياسي في صنع القرارات في الشرق الأوسط اليوم , فإن دراسة النظام السياسي لهذه الدولة أين يتداخل فيها السياسي بالديني ضروري..خاصة وإن إيران متفردة عن بقية الدول الإسلامية مذهبيا بكونها الدولة الوحيدة التي إتخذت من المذهب الشيعي الإثني عشري مذهبا رسميا لها... وبالتالي فهم إيديولوجية وإستقلالية إيران عن بقية الدول الإسلامية يستلزم العودة والنظر في كيفية نشأة هذه الإستقلالية الإيديولوجية - المذهبية...وقبل كل شيء كيفية تحول إيران من المذهب السني إلى المذهب الشيعي الإثني عشري.
وهنا كانت الدراسة المتميزة والفريدة - بحكم فقر المؤلفات العربية المتحدثة عن الدولة الصفوية- التي ألفها د. علي إبراهيم درويش... والتي تلقي الضوء على واحدة من أهم الفترات التاريخية في إيران والتي أكسبت وأصبغت هذه القطعة من الأرض بالصبغة الحالية وأعطتها هويتها المعروفة اليوم...وهي الدولة الصفوية. وخاصة في الفترة بين (1501 -1576)أي فترتي حكم إسماعيل الاول وطهماسب الاول..
يتكون الكتاب من 9 فصول يبتدأ الكاتب بالتحدث والبحث في الظرفية الجغراسياسية لبلاد فارس قبل القرن السادس عشر ومن ثم كيفية نشأة الحركة الصفوية وتطورها من حركة صوفية-سنية فحركة غازية باسم راية الإسلام ضد الكفار في جورجيا ثم كحركة سياسية أقلقت القرة قوينلو والآق قوينلو ثم قيام الدولة الشيعية التي أعلنها الشاه إسماعيل الاول في تبريز سنة 1501م.
نشأت الدولة الصفوية الشيعية وسط بحر من الدول الإسلامية السنية التي تحيط بها (العثمانية - المملوكية - التيمورية المغولية في الهند - الأوزبكية) فمن المهم بمكان التحدث عن التوترات المذهبية في العلاقات الخارجية لهذه الدول...مع الإنتباه لمدى إنحسار أو تمدد التوتر المذهبي على هذه العلاقات حسبما تقتضيه الظروف... بين تحالف صفوي - تيموري أو صراع صفوي -عثماني أو صفوي -أوزبكي..ولعل ذلك يذكرنا اليوم بالعلاقات الدولية بين إيران ومحيطها من الدول الاخرى كالسعودية وسوريا والعراق ..الخ
ويعرّج الكاتب إلى البنية الإدارية التحتية للحركة الصوفية الصفوية ثم الدولة الصفوية والتي تميزت بالهرمية وثم تشابك الصلاحيات بين المناصب لدرجة يصعب الفصل بينها..ويلقي نظرة على التتظيم الإقتصادي والمالي.
وهنا نأتي للفصول الثلاثة الاخيرة وهي في نظري الاهم وفي نفس الوقت مرتبطة كذلك بالفصول السابقة...والتي تتحدث عن الدين وعلاقته بالسلطة السياسية... يتحدث الكاتب عن الفروق الجوهرية بين السنة والشيعة في نظر حول الإمامة التي هي حراسة الدين وسياسة الدنيا عند الماوردي وبقية مسلمي السنة.. وما تستوجبه من شروط وأهمها أن الخليفة يتم الإتفاق عليه وإختياره بإجماع من الأمة...فإن الشيعة على الجانب الآخر يعتقدون أن الخلافة لا تنتقل إلا بالنص ومحصورة في نسل آل البيت رضوان الله عنهم أجمعين أي في نسل علي رضي الله عنه... ولإعتقاد الشيعة بعصمة الأئمة فإن الإمام لا بد أن يكون معصوما... ومنذ غياب الإمام الإثنى عشر المهدي فإن الشيعة ظلوا رافضين لأي حكم سياسي بل نفوا الدولة أصلا في ظل غياب الإمام المهدي.. ويصف الكاتب فكرة "غياب الإمام" على أنها تعبير إحتجاجي من الشيعة على سلطة "الإغتصاب" أي إغتصاب حق الإمام المهدي في الإمامة. وهذا الرفض يعود لحديث عمر بن حنظلة عن الإمام جعفر الصادق القائل بأن إحتكام شخصين لسلطة غير سلطة الإمام هو باطل وأن المظلوم إذا أخذ حقه عن طريق الإحتكام لهذه السلطة هو سحت لأنه أخذه عن طريق الطاغوت...هذه المعضلة الفقهية السياسية لم تمنع من تولي بعض العلماء الشيعة بعض المناصب الإدارية في الدولة العباسية..وبالتي ظهر تنازل في الفكر الشيعي حول القطيعة مع السلطان إلى إمكانية العمل معه حسب فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن النعمان المفيد والشريف المرتضى وأخوه الرضا...ثم ظهرت أولى بذائر فكرة "ولاية الفقيه" مع إرسال محمد بن مكي العاملي لكتاب اللمعة الدمشقية إلى السلطان علي بن المؤيد السربداري.هذا التطور في الفقه السياسي الشيعي وصل لمنتهاه مع إعلان إسماعيل الدولة الصفوية وزاد على ذلك إعلانه بأنه "نائب الإمام المعصوم" ونسب الصفويون أنفسهم للإمام جعفر الصادق.. وهذا الإعلان أكد إمكانية شرعية قيام دولة تسوس الأمة في ظل غياب الإمام المهدي في نطاق ما يمسى ب"الولاية العامة" أي تنفيذ صلاحيات الإمام باستثناء شيء واحد ينقصه عن الإمامة ألا وهي العصمة... وهذا الإعلان عن شيعية الدولة جاء لإعلان الإستقلال الأيديولوجي الرسمي للدولة الصفوية عن بقية الدول الإسلامية وإعلان ذاتية شرعيتها عكس بقية الدول الإسلامية السنية التي رغم قيامها بحكم الامر الواقع إلا أنها تتسابق لكتاب التولية من الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة لإكتساب الشرعية..فإعلان التشيع قطع الطريق وأعلن الإستقلال الإيديولوجي..
وعمد الصفويون تفاديا لما صار للدول الشيعية السابقة في التاريخ إلى فرض الوحدة المذهبية داخل إيران...فتأسس منصب الصدر الذي يعمل على نشر التشيع داخل البلاد والحرص على متابعة تنفيذ الاحكام وفقا للمذهب الشيعي... والحرص على التمازج والتجانس داخل قالب الدولة المركزية الواحدة بشكل يقطع الطريق على أي عملية خروج على "نائب الإمام المعصوم "..لكن منصب الصدر تأثر بالصراعات والإضطرابات السياسية التي حدثت بسبب تزايد نفوذ قبائل القزلباش داخل الدولة وتصارعها فيما بينها (تصارع قبائل الأستاجلو والشاملو والروملو بعد وفاة إسماعيل الاول على منصب أمير الأمراء ومنصب الوكيل)بحيث أصبح الصدر أيضا طامعا في إقتلاع بعض الصلاحيات السياسية له... وفوق هذا كانت الرعيّة في بلاد فارس تؤمن فيما أطلق عليه الكاتب " الإسلام الشعبي" وهو الإسلام المختلط بالخرافات والأساطير الصوفية والشيعية...فأمام كل هذا إلتجأ الشاه طهماسب إلى إستقدام العلماء الشيعة من جبل عامل بلبنان ومن البحرين ومن النجف بالعراق لضرب طموحات منصب الصدر من ناحية ومن ناحية أخرى تقويم الإعتقادات الدينية السائدة ...هؤلاء العلماء برروا للحاكم وأعطوا له تسهيلات فيما يخص القرارات السياسية من خلال التأويلات وإعادة التأويلات للنصوص وإثبات شرعيته وفي مقابل ذلك دعم الشاه العلماء لدرجة وصلت إلى إعلان الشاه طهماسب للعالم الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ك" نائب لإمام" وقوله :" أنت أحق بالملك لأنك النائب عن الإمام وإنما أكون من عمالك أقوم بأوامرك ونواهيك." وبهذا تأسس مفهوم "ولاية الفقيه" الذي يعطي للفقيه حق التصرف في الامور العامة نيابة عن الإمام.التي ستطور ويضع أساساتها الأخيرة محمد النراقي في سنة 1833.
ويشير الكاتب إلى الصراع بين الإتجاهين الفقهيين في الشيعة الإمامية وهما : الإخباريين المانعين للإجتهاد في الاحكام الشرعية ويعملون بالاخبار والنصوص من الكتب الأربعة ( الكافي للكليني و من لايحضره الفقيه لمحمد بن بابويه و الإستبصار و تهذب الاحكام لأبي جعفر الطوسي)والتي تعتبر قطعية السند وثابة وأما الإتجاه الآخر فيتمثل في الأصوليين القائلين بالإجتهاد ومعتبرين أدلة الإجتهاد هي القرآن والسنة والإجماع والعقل.. هذا الصراع بين الإتجاهين داخل الدولة الصفوية امتد خلال عهد طهماسب وانتهى بترجح كفة الأصوليين الذي كان رائدهم الشيخ علي بن عبد العالي الكركي.
كتاب مميز ورائع وغني بالمعلومات التي تفتقر إليها المكتبة العربية حول الدولة الصفوية وحول إيران في تلك الفترة خصيصا...ينصح بمطالعته
Profile Image for Majd.
283 reviews33 followers
Read
March 10, 2022
.
رغم التأثير الهائل الذي تركته الدولة الصفوية في العالم الاسلامي الا ان المصادر العربية لها شحيحة جدا وحين تقرأ عدة كتب عنها لا تكاد تستشعر الفرق بينهم وكأنهم يكررون المعلومات دون اضافات تذكر، ولكن هذا الكتاب تمسةيز عن كل ما قرأت بانه استعان بمصادر عديدة فارسية الى جانب المصادر العربية والدراسات الاجنبية، وكذلك ركز على جانب مهمل تماما في الكتب العربية وهو الجانب الإداري والاقتصادي الاجتماعي ولم يكتف بالجانب السياسي بل ووضعه على الهامش فهدف الدراسة هو فهم بنية الدولة وليس الاحداث بحد ذاتها.
.
يتكون الكتاب من تسع فصول وهي:
.
١. الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي قبل الدولة الصفوية: وهو فصل تكلم عن الفوضى السياسية التي عانت منها ايران بعد الغزو المغولي والدول الامارات التي اقيمت فيها قبل نشوء الدولة الصفوية.
.
٢. نشأة الدولة الصفوية: وفيها ننتبع نشأة الجد صفي الدين الاردبيلي مؤسس الطريقة الصفوية الصوفية وكان صفي الدين سني شافعي ولكن مع الوقت بدأ خذا التصوف يأخذ مسار التشيع بالاضافة الى تحول الحركة من طريقة صوفية الى حركة عسكرية منظمة بدأت بتهديد الدول الموجودة نحت كنفها حتى قامت الدولة الصفوية.
.
٣. في الفصلين الثالث والرابع تحدث عن علاقة الصفويين بدول الجوار من العثمانيين للاوزبك والتيموريين في الهند والمماليك وهو ما وضعهم تحت الكماشة السنية المحيطة بهم من كل جانب واظن ان الموقع الجغراقث الصعب كان احد الدوافع التي حفزت اسماعيل الصفوي للتحالف مع اوروبا المسيحية
.
٤. في الفصلين الخامس والسادس تحدث عن النظيم الإداري والاقتصادي من مناصب مهمة وما دورها وما هي مصادر دخل الدولة من ززاعة وصناعة.
.
٥. الفصل السابع تحدث عن الصفويون والدين والدوافع التي ساهمت في تحولهم للمذهب الاثنا عشري وكيف نشروا التشيع في ايران السنية.
.
٦. في الفصلين الاخيرين تحدث عن دور الفقهاء في تثبيت دعائم الدولة والفقهاء المعارضين لها بسبب تغير في الفكر الشيعي السائد ان ذاك انه لا يجوز اقامة دولة بدون الإمام المعصوم ونرى ايضا جدلية العلاقة بين الفقيه والشاه التي تميزت بالشد والجذب.
.
الكتاب قيم جدا واظنه تفرد بالمعلومات المكتوبة على جميع المصادر العربية
Profile Image for Abdullah AlBlooshi .
201 reviews2 followers
January 8, 2024
الكتاب مرجع ومدخل تاريخي قيم جداا لتاريخ ونشأة وتأسيس الدولة الصفوية(إيران ) تناول المؤلف بذكر العوامل التى ساعدت على قيام الدولة بدأ من الجوانب الإدارية والاقتصادية والاجتماعية مستعينا بمصادر ودراسات تاريخية بريطانية وفارسية ويعتبر الكتاب فريد من نوعه ككتاب باللغة العربية يسلط الضوء على كيفية نشوء هذه الدولة الإسلامية التي اتخذت من المذهب الاثنى عشري مذهب الدولة الرئيسي في مطلع القرن ١٦ وسط مجموعة من الدول ذات المذهب الإسلامي السني وتحديدا المذهب الشافعي كاالدولة العثمانية ودولة المماليك ودولة الأوزبك والدويلات الإسلامية في الهند التيموريين وامبراطورية الهند المغولية. الكتاب سرد تاريخي ممل وتكرار للمواقف والأحداث إلا أنه يعتبر في الوقت نفسه كتاب ثري مهم للمكتبة العربية.
Displaying 1 - 7 of 7 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.