للشخصية المصرية سمات أساسية، متعددة لدرجة الثراء والازدحام، ومتباينة لدرجة التناقض والتنافر، بعضها إيجابي وبعضها سلبي، لذلك أصبحت الشخصية المصرية مثيرة للجدل، فهل المصري ذكي وعبقري، أم مجرد فهلوي؟ هل هو مرح وابن نكتة، أم بائس وكئيب؟ هل هو متدين حقيقي، أم يلبس قناع التدين ويتزين بمظاهره؟ هل هو فنان عاشق للجمال، أم متقبل للعشوائية والقبح؟ هل هو عاشق للاستقرار متمسك بأرض الوطن، أم متلهف للهجرة إلى أي مكان بحثًا عن لقمة العيش وتحقيق الحلم؟
من هنا تبرز أهمية هذا الكتاب في التعرف على معالم هذه الشخصية، في قوتها وضعفها، في صعودها وهبوطها، والتعرف على عوامل نجاحها وإخفاقها سعيًا للرقي والازدهار.
د. محمد المهدي، من مواليد المنصورة 1956. حاصل على دكتوراه الطب النفسي من جامعة الأزهر. يشغل حاليا منصب رئيس قسم الطب النفسي، جامعة الأزهر بدمياط. وهو عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للطب النفسي، ومجلس إدارة الجمعية العالمية الإسلامية للطب النفسي. مستشار التحرير بمجلة «النفس المطمئنة»، ومستشار بموقع أون إسلام. له حوالي عشرون كتابا في موضوعات مختلفة في الجوانب النفسية والاجتماعية والسياسية.
مراجعة لنسخة دار الرواق الصادرة عام ٢٠٢٥. كتاب عن الشخصية المصرية يمزج بين علم النفس وعلم الاجتماع والجغرافيا. يجمع كثير من الدراسات السابقة ويضيف لها رؤية الكاتب لسمات الشخصية المصرية الإيجابية منها والسلبية. ربما لا تتفق مع كل ما جاء في الكتاب، أو ترفض مبدأ التعميم رغم أهميته في دراسة الشعوب حتى ونحن نعرف بوجود استثناءات لأي قاعدة، لكنه في كل الأحوال كتاب يستحق القراءة ويثير العديد من التساؤلات، ويعطي للقارئ رؤية أكثر تفصيلا ووعيا للشخصية المصرية. شعرت أثناء القراءة أن الكتاب قديم نسبيا، صدر قبل عشر سنوات أو أكثر قليلا، وبالفعل وجدت له نسخة قديمة لا أعلم تاريخ نشرها بالتحديد، ولا أعلم إن كان هناك اختلافات بين النسختين، لكنه كتاب مهم. وتحية لمصمم الغلاف، فهو أول ما جذبني لقراءة الكتاب.