Jump to ratings and reviews
Rate this book

نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام #03

نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام - الجزء الثالث

Rate this book
نبذة موقع النيل والفرات:

قد تكون الفلسفة الإسلامية بدايتها عند احتكاكها بالفلسفة اليونانية ، وقد تكون إستفادت وتأثرت بها ولكن هذا ليس معناه أن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا تكرار وإفتنان باليونان وفلسفتهم لكل أمة ثقافتها وأمة الإسلام لها ثقافة فكرية متأثرة بالقرآن.. الكتاب الأبدي ولهذا فهي كيان مستقل ذوي ملامح فريدة خاصة به وحده، وعن هذه الفلسفة والفكر الإسلامي نجد هذا الكتاب الذي وضعه الدكتور ( على سامي النشار) ليجمع فيه دراسة تبين لنا نشأة الفكر الفلسفي في الأسلام... وبما أنه يبحث عن النشأة فقد بدأ بالعرب الأوائل ليصل إلى الإبداع الفلسفي ونشأة الفلسفة الإسلامية وما صاحبها من عوامل داخلية وخارجية. وبما ان الدين في تلك الفلسفة له تأثيره الذي لا تخطئه العيون فقد درس المؤلف الاختلافات بين الإسلام واليهودية والمسيحية والفلسفة اليونانية ليبين من هذه النقطة كافة المناهج والمدارس بأعلامها من فكر فلسفي عند اليهود والمسيحيين وبالطبع فلسفة أرسطو وأفلاطون وسقراط وغيرهم من أعلام الفكر اليوناني. لا يقف الكتاب عند هذا الحد وإنما يتعرض أيضا لبواكير الحركة العقلية الإسلامية ودور الفقهاء والأئمة الأربعة في تلك الحركة ويكمل المسيرة مع التفكير العقلي في الإسلام وأخيرا المعتزلة فيقدم بكتابه إضافة حقيقية للمكتبة العربية والاسلامية قد تعادل في قيمتها العديد والعديد من المؤلفات والدراسات.

430 pages, Unknown Binding

7 people are currently reading
297 people want to read

About the author

علي سامي النشار

17 books138 followers
علي سامي النشار. * ولد في ( 19 يناير عام 1917م) بمدينة القاهرة ثم انتقلت الأسرة إلى موطنها بدمياط. * حصل على الشهادة الابتدائية بمدرسة دمياط الابتدائية. * حصل على شهادة الثانوية العامة ) البكالوريا ( من مدرسة القبة الثانوية في ( يونية 1935م ). * صدرت أول مؤلفاته عام ( 1935م ) كتاب «’الألحان الصامتة » وهو مجموعة قصصية، وقد نفدت في خلال عام، وكان قد طبع منها 1000 نسخة. * التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة في عام ( 1935م ). * اشترك في مظاهرات الطلبة عام ( 1936م )، وتعاون في نقل زميله الشهيد (عبد الحكيم الجراحي ) إلى مستشفى قصر العيني، وقد ذكر ذلك زعيم حزب العمل الأستاذ إبراهيم شكري في تصريح له بجريدة الأخبار عام ( 1976م )، وقد كان سيادته وزيرًا للزراعة آنذاك. * تتلمذ في كلية الآداب على كبار أساتذة الفلسفة والمستشرقين من أمثال ( لالاند وكورايه ) ولكن أحبهم إلى نفسه والذي توطدت الصلة به كان المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق الذي كتب في تصديره لكتاب « صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام »: «’علي سامي النشار تلميذي وصديقي وأقرب الناس إليَّ ». * تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة عام ( 1939م ) وكان أول دفعته. * حصل على درجة الماجستير عام ( 1942م ) تحت إشراف الشيخ مصطفى عبد الرازق وكان موضوع رسالتـه: «’مناهج البحث عند مفكري الإسلام ونقد المسلمين للمنطق الأرسططاليسي »، وقد نبه هذا الكتاب الباحثين ­ مستشرقين وعربًا ­ إلى وجود منظور إسلامي مستقل عن منطق أرسطو وذلك في علم أصول الفقه. وبالرغم مما كتب في هذا الموضوع من بعده واستفادة الباحثين العرب من رسالته، فإن الكتاب ­ بعد أكثر من أربعين عامًا ­ لم يستنفد أغراضه. * عُـيِّـن مدرسًا مساعدًا بكلية الآداب جامعة الإسكندرية عام ( 1943م ). * أوفدته الجامعة في بعثة علمية إلى جامعة « كمبردج » عام ( 1948م ) حيث حصل بعد ثلاث سنوات على درجة الدكتوراه في الفلسفة تحت إشراف المستشرق البريطاني « أربري » وكان موضوع رسالته: « أبو الحسن الششتري: المتصوف الأندلسي »، وقد نشر ديوان شعره. * عُـيِّـن بعد عودته من البعثة مديرًا لمعهد الدراسات الإسلامية في مدريد عام ( 1952م ) حيث عمل على إحياء التراث الأندلسي وأصدر مجلة للمعهد. * عُـيِّـن مستشارًا لمجلس قيادة الثورة عام ( 1953م ). * عاد إلى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام ( 1954م ) حيث عكف على التدريس والتأليف وأصدر أهم كتبه « نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام » الذي حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام ( 1962م )، وقد صدرت منه ( 8 ) طبعات آخرها في سبتمبر ( 1980م ). * انتدب أستاذًا بكليـة الآداب والعلوم بجامعة العراق في الفترة من ( 1955م ) إلى ( 1959م )، ويعد معظم أساتذة الفلسفة الحاليين بجامعات العراق من تلاميذه، وظلوا على علاقة وطيدة به حتى وفاته. * عاد إلى جامعة الإسكندرية عام ( 1959م ) حيث أشرف على عدد كبير من الرسائل ، ويعد كثير من أساتذة الفلسفة الإسلامية بالجامعات المصرية والعربية من تلاميذه. * حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ( 1964م ). * أعير للتدريس بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان في العام الجامعي ) 1966­ 1967م ( ثم عاد بعدها إلى مقر عمله الرئيسي بكلية الآداب جامعة الإسكندرية حتى عام ( 1971م ). * قضى في أستراليا الفترة بين عامي ( 1971م، 1973م ) مستشارًا ثقافيًّا. * عُـيِّـن أستاذًا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة محمد الخامس بالمغرب عام ( 1973م ) وظل يعمل بها حتى وفاته في أول سبتمبر ( 1980م )، وقد لقي تقديرًا من الأوساط العلمية والرسمية بالمغرب، ونوهت الصحف والمجلات المغربية بمكانته عقب وفاته.0
المصدر
http://old.dar-alsalam.com/ar/Persons...

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
15 (36%)
4 stars
12 (29%)
3 stars
8 (19%)
2 stars
4 (9%)
1 star
2 (4%)
Displaying 1 - 4 of 4 reviews
Profile Image for Salma.
404 reviews1,293 followers
April 29, 2014
التصوف... النشأة و أشياء أخر

ربما أفضل خدمة يقدمها المرء لنفسه حين يختلط عليه معنى فكرة ما هو أن يقرأ في تاريخ نشأة الكلمة التي تدل عليها و كيف تطورت و بهذا يستطيع أن يمتلك تصورا عنها... الصوفية هي واحدة من الكلمات الضبابية المختلطة في رأسي... إذ أن كثيرا من الأفكار و الأشعار و التصرفات المتناقضة من الناحية العقدية و الأخلاقية نراهم يطلقون عليها الصوفية... و الجزء الثالث من مشروع النشار (نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام) تحدث بإسهاب و بأسلوبه المنظم و الممتع عن نشأة الصوفية في الإسلام و أصل المصطلح ثم تطوره... 0
يمكن أن أقول أن الكتاب عبارة عن قسمين، الأول منه مقدمة عامة طويلة عن التصوف، أما القسم الثاني من الكتاب و هو الأكبر فقد خصصه للحديث بالتفصيل عن تصوف القرنين الأول و الثاني الهجري ومدارسه... واعدا إيانا بأن يكمل في الجزء الذي يليه كيف تطور المصطلح ليصل إلى ما وصل إليه، و لكن على ما يبدو للأسف أن المنية وافته رحمه الله أو شيئا ما حال دون صدور الأجزاء الموعودة من كتابه... و قد استفدت من المقدمة كثيرا فقد أضحى المصطلح واضح المعالم في ذهني... لافتا النظر لأمور دقيقة و مهمة و لم يسبق أن قرأتها قبلا في مكان آخر... و هذا تلخيص لبعض الأفكار، و إن كان ليس من عادتي تلخيص كتاب ما، و لكن يعن على البال أحيانا كسر بعض العادات: 0

· التصوف بدأ أول ما بدأ باتباع حياة زهدية من القرآن و سيرة رسول الله، و لم تكن كلمة تصوف مستخدمة، بل الاستخدام ابتداء كان لكلمة الزهد، ثم دعي تصوفا ثم تطور ليصير علما... علم أخلاق من ناحية، أو فلسفة متكاملة تجاه الحياة من ناحية أخرى. 0

· قسم النشار التصوف إلى ثلاث أقسام: 0
القسم السني: بدأ زهدا ثم تصوفا ثم انتهى إلى علم الأخلاق، بمعنى أنه انتقل من مرحلة عملية إلى مرحلة نظرية، فتكلموا بالأذواق و المواجيد و خطرات القلوب و مراحل الصوفي... و قد وضعه في صورته الكاملة أبو حامد الغزالي، و هذا التصوف مستمد من القرآن و السنة. 0
القسم السلفي: كان من رواده ابن تيمية الذي على حد تعبير النشار "كتب أجمل الصفحات في التصوف على طريقته ثم ظهر كاملا و متناسقا عند تلميذه ابن القيم". 0

القسم الفلسفي: و هو الذي مزجوه بعلوم اليونان و الحكمة المشرقية و شيء من التراث الهندي، مزجوا ذلك بفلسفة ظاهرها إسلامي و باطنها غير إسلامي. 0

· هذا التقسيم وجدته لا بأس به، فهو يبين أن كلمة التصوف حين تطلق لا تدل على شيء واحد فهو تيارات ومذاهب و أساليب، قد تصل حد التناقض... و أن الكلمة أشمل و أعم من وضعها في خانة واحدة... و لكن للأسف الشديد فالكتاب لم يستفض في هذه الأقسام، لأن هذا الكتاب يغطي فقط القرنين الأوليين الهجريين حيث أن هذه الأقسام كلها لم تكن ظهرت بعد، فقد كانت المرحلة ما زالت تحوم حول الزهد و بداية نشأة بعض الأفكار الصوفية... و لذلك لم أستبن الفرق بين القسم السني و السلفي، لعدم تقديمه أمثلة... و لكن من اللطيف حديثه عن تصوف ابن تيمية و ابن القيم، فهذا يفسر لي الاستشهادات التي طالما قرأتها من كلام ابن القيم المحسوب على التيار السلفي، و التي تتحدث عن ذوقيات القلوب و الأرواح... 0
أما بالنسبة للتصوف الفلسفي فالفكرة جعلت الأمور تتضح أيضا، و إن كان الحديث عنها مقتضبا بأمثلة يسيرة في الكتاب هنا و هناك في معرض الكلام، و ذلك لأنها متأخرة عن الفترة التي يغطيها الكتاب... الشطحات التي قد تصل حد الكفر و الهوس بالأرقام و أيضا الطلاسم و الغموض و أفكار أخر... تلميح عن فلسفة ابن عربي و الحلاج الذين يعتبرهما من القسم الثالث لا الأول، معتبرا ابن عربي فيلسوفا باطنيا جيد الصنعة و لم يكن عالما بالدين، وأن قتل الحلاج تداخلت فيه أسباب سياسية مع أسباب فقهية و لم يخبرنا عن الأمر كثيرا للأسف، و لمـّح من بعيد إلى اسمي الششتري (و هو خير من يتحدث عنه لكونه محققا لديوانه) و ابن سبعين و علاقة الاهتمام بالأعداد بالفيثاغورثية... كل هذا كان تلميحا بسيطا... و هو ما جعلني أحزن و يخيب أملي... رحمه الله... أين أجد الآن كتابا بهذه الجدية بالدراسة و الأسلوب الممتاز ليكمل لي الفكرة! 0

· أمر آخر من الفقرات المميزة التي أحببتها كثيرا، حديثه عن الاستشراق و التصوف... و تقسيمه لمدارس المستشرقين في معالجتها للموضوع، و تفنيده لكثير من مزاعمها و اعترافه بكثير من جهودها: 0
المدرسة الألمانية: مدرسة فيلولوجية تفسر الموقف التصوفي من ناحية تحليل مصطلحاته و تعبيراته، و رأسها فون هامر. و من أهم أفكارها محاولة إرجاع كلمة التصوف لأصول سنسكريتية أو يونانية تلميحا لأن هذا أصل التصوف في الإسلام... لكن نولدكه حسم الصراع و أعادها لكلمة الصوف العربية.0
المدرسة الانجليزية: حاولت تفسير التصوف على أنه ظاهرة جزئية من تصوف عام، و هو بنظرهم عام مشترك بين جميع الجماعات الإنسانية، و رائدها نيكلسون الذي كان سياسيا استعماريا بنفس الوقت مما أثر على نتائج أبحاثه.0
المدرسة الفرنسية: أو مدرسة التفسير الروحي المسيحي للتصوف الإسلامي، أي أنها امتداد لرسالة المسيح في العالم الإسلامي، و رائدها ماسنينون، و مشهورة طبعا علاقة ماسنينون بالحلاج... و النشار يعتبر هذه المدرسة فاتنة بكتابتها و لكنها ليست علمية مما أوقعها في متناقضات كثيرة.0
المدرسة الإسبانية: حاولت أيضا أن تجد المسيحية في أصول التصوف الإسلامي، و من روادها آسين بلاسيوس صاحب كتاب رابعة العدوية، و لكن النشار يرى هذه المدرسة غير محايدة.0
النشار و هو المشغول في كتابه بفكرة الأصالة في النشأة حد الهوس كما قلت سابقا في الجزء الأول، يتساءل مستغربا و مغتاظا، أن لماذا كل هذه الجهود للمستشرقين لإعادة التصوف الإسلامي لأصول من أصولهم؟ و كأنه ليس بين ظهراني المسلمين كتاب و سنة رسول يحضان على الأخلاق و الزهد و الذوقيات، و يؤسسان لحياة روحية متكاملة! ثم يذكر بعض الملامح الجوهرية الرئيسية التي تميز التصوف الإسلامي عن غيره في النشأة مما جعله إثباتا أن النشأة لم تكن متأثرة بأفكار زهدية أخرى، و التي وجدتها ملاحظات ممتازة: 0
- أهم ما يميز التصوف الإسلامي، أو ربما الأدق أن أقول أهم ما يميز الحياة الزهدية الإسلامية لأن فكرة الصوفية لم تكن ظهرت حينها، أقول أهم ما يميزها هو الزواج، فالرهبنة لم تكن محبذة و لا حتى موجودة في الرعيل الأول منهم و حتى أكثرهم زهدا و بعدا عن الدنيا من الرجال و النساء كان متزوجا و له أسرة... و لم تكن فكرة وجود زوايا خاصة أو تكايا لهم موجودة، بل كانوا يعيشون مع زوجاتهم و أولادهم.0
- الجهاد في سبيل الله الذي كان يمارسه الكثير من الزهاد، و المرابطة على الثغور، و هذا يختلف عن حياة الرهبان.0
- التكسب و طلب الرزق عند كثيرين منهم و عدم العيش عالة أو من سؤال الناس.0
- مخالطة الناس و وعظهم و عدم الاعتزال.0
- حتى السياحة و السفر التي كانت لدى المتصوفة، ابتدأت عند الأوائل منهم لأجل طلب الحديث و العلم و ليس إتباعا للنساك المشرقيين الجوالة.0

· من أفكار الكتاب الملفتة ذكره عن التشابه بين فكرة الصوفية بمعناها المتأخر التي فيها سلسلة من الشيخ و المريد "من لا شيخ له فشيخه الشيطان" مع وجود علم صوفي سري ينتقل للمريد بعد أن يصل لمرحلة معينة، و بين الباطنية الذين ينسبون علما خاصا للإمام... ثم التداخل بينهما في بعض الفرق الصوفية...
· و أيضا من الأفكار التي وجدتها غريبة، ارتباط التصوف _من القسم الثالث_ بعلم الكيمياء و السحر و بعض النيرنجات و التنجيم و الطلاسم، للوصول إلى الاسم الأعظم الذي من يملكه يحيي و يميت! و ذكر أمثلة عنهم جابر بن حيان... لا أدري مدى دقة الفكرة، لكني وجدتها طريفة، و خاصة أنها ترافقت مع قراءتي لرواية بندول فوكو لـ أومبرتو إيكو و التي كانت مكرسة للحديث عن الفرق السرية التي تبحث عن السر الذي يجعلها تمتلك قوة السيطرة على العالم، و كل الطرق العجيبة و الشاذة و المنحرفة التي تفعلها لوصولها إلى ذلك...0

· من الكلمات الغريبة التي مرت في الكتاب كثيرا كلمة "النيرنجات" و بعد البحث وجدت أنها تعني مزج جواهر القوة الأرضية بعضها ببعض لينتج أشياء غريبة.0

· أما بالنسبة للقسم الثاني من الكتاب، و هو الحديث بإسهاب كيف نشأ التصوف في بداية القرنين الأوليين الهجريين، و بسطه لمدارس الزهد، من مدرسة للصمت و أخرى للجوع و ثالثة للوعظ و رابعة للرباط على الثغور، ثم الفروق بين مدرسة الكوفة و الشام و البصرة و ما إلى ذلك... فلم أجده موفقا فيه رغم استمتاعي بقراءته... 0

هذه كانت أهم النقاط في الكتاب، و لدي بعض التعليقات: 0
· الأمر الذي لم يعجبني في كتب النشار الثلاثة هو كما ذكرت حين تحدثت عن جزئه الأول، كلامه غير
اللائق عن بعض الصحابة و شيطنتهم، حد اتهامهم في دينهم و نواياهم بأنهم كانوا ينوون هدم الإسلام! مثل معاوية و عمرو بن العاص رضي الله عن صحابة رسوله أجمعين، مع أنه سني المذهب... و حديثه عن الفتنة بين الصحابة و كأنها حصلت البارحة بطريقة انفعالية لا تليق بدراسة ككتابه، و لا حتى أنه حلل ما حصل إلا بكلمة مؤامرة _ الكلمة التي بت أكرهها لاستسهال استخدامها بدل التعمق في التحليل _ من قبل بعض الصحابة لتقويض الإسلام! و كأن الصحابة كانوا إما ملائكة معصومين أو شياطين رجيمة متآمرة! 0
و كأنه ليس تصطدم الاجتهادات و تتضارب الأقوال في أوقات المحن، و كأن الصحابة لم يكونوا بشرا فيخطئون و يحارون، و خاصة أنهم كانوا ما زالوا في طور دولة وليدة، يواجهون كل شيء لأول مرة... ثم و الأهم ما الذي سأستفيده أنا التي أتت بعد كل هذه القرون من هذه الطريقة العاطفية المؤججة الشاتمة في الكلام، الخالية من استقاء العبر. كما أني لن أتحدث عن عين سخطه التي لم تر أي منجز في الدولة الأموية سوى أنها كانت فترة جور و قمع! 0

· اكتشفت أن الدراسات _ أي دراسة أعني _ فيها جزء كبير من الخيال و تقوم على كثير من الظن و
التخمين من قبل الدارس، حيث يملأ بها الثقوب التي لا توفرها الوقائع، أو يشكل عبرها الوقائع لتخرج بالطريقة المرادة... ففي كتابه اعتمد على الكثير من النتائج التي توصل إليها من روايات و أخبار و قصص لا تعرف مدى مصداقيتها، و خاصة أنك تجد نفس الواقعة تتكرر كل مرة على شخص مختلف، و بعضها محتمل عليها أنه قد اخترعها المتأخرون و نسبوها للمتقدمين كما قال بسبب طريقة صياغتها، و حتى أن بعضها لا يصدق العقل حدوثها من الشطحات و العجائب... و لكنه بنى عليها، لأن المعلومات المتوفرة عن كثير من الشخصيات و حياتها قليلة، كما يعلل بين فينة و أخرى...0
طبعا هذه طبيعة الدراسات... لا غرابة في هذا... لكن البراعة في أن يملك الحجة في إقناعك... و الحقيقة أن بعض كلامه مقنع و بعضه ليس كذلك... فما يتوصل إليه امرؤ من نتيجة لا يعني أنه أكثر من ظن... و الاستشهاد بكلامه على أنه برهان، هو أمر غير صحيح، فهو لا يعطي البرهان _الذي يورث اليقين العلمي_ و إنما هو أمر قابل لل��دل و الأخذ و الرد... و يؤيدني بهذا طه عبد الرحمن كما ذكر في كتابه حوارات من أجل المستقبل... حين تحدث أن ما يقدمه أي فيلسوف هو أمر حجاجي و ليس برهاني...0

· في القسم الثاني في محاولة تقسيمه للزهد إلى مدارس في القرن الأول و الثاني لم يبد موفقا، فلم أجد الفروق التي يحاول أن يظهرها لجعل الأمر كمدارس و تيارات، فالتشابه في كل شيء كان واضحا... و هذا على ما يبدو جعله يعمد للمبالغات غير المقنعة حتى يقسم الأمر لمدارس... فمثلا ما هو الفرق بين ما سماه مدرسة الجوع و الثانية الصمت و الثالثة التوبة... و كل الفرقاء كانوا يتبعون نصائح رسول الله في عدم الإسراف في الطعام و عدم قول إلا ما فيه خير أو الصمت و التوبة من الذنب! و لم أجد فروق تذكر بين تعليمات الصحابة حتى يقسمهم لمدارس...0

· أعجبني زهد القرن الأول فالثاني... إذ أنك تجده لا إفراط فيه و لا تفريط... و لكن السؤال الذي فكرت به هل يصح أن يسمى بتيار خاص أصلا كاسم الزهد؟ يبدو لي أنه كان الأقرب للحياة التي كانت على زمن رسول الله مع صحابته... و لذلك لم أقتنع كثيرا بتكلف الباحث في تقسيماته و تبيان و كأن هناك تيارا زهديا مختلفا عن ملمح الحياة الإسلامية العام في تلك الفترة... فهذا النوع من الحياة قد كان الأصل لأنه تشبه بسنة رسول الله و ما سوى ذلك هو الخروج عنه و الذي يفترض بتسميته تيارا ما...0
ثم يلاحظ المرء بدء التغير مع نهاية القرن الثاني عن منهج رسول الله، و ابتداع أمور غريبة عجيبة و سلوكيات لا تتوافق مع سنة رسول الله التي يقولون أنهم يتبعونها، و ربما هي سلوكيات فردية نابعة من شخصية المرء، حيث بعض الشخصيات لديها نزعة للتطرف و الهوس في أي أمر تفعله، و البعض لديهم في أصل جبلتهم ميل للزهد و اعتزال الحياة، و هذا عادة ينبع من طبع و مزاج خاص، و لكن الانحراف يظهر حين يكرس الاستثناء و يتحول لمدرسة أو تيار يتبع... ألم يأت أناس على زمن رسول الله قد تقالوا عبادته، فأرشدهم أنه يصوم و يفطر و يقوم و ينام و يتزوج النساء فمن رغب عن سنته فليس منه! و ربما هذا ما جعل بعض التابعين ينتقدون من رأوا من تلامذتهم يرتدي الصوف تشبها ببعض النساك، فقد رأوا أين قد تفضي هذه الأمور، حد الخروج عن التوازن الذي أتى به الإسلام و الوصول لسلوكيات يمجها الذوق السليم... كمثل هذه القصة المنسوبة إلى إبراهيم بن أدهم و التي أثارت امتعاضي بشدة، و التي بدأت تعبر عن التغير الذي بدأ يظهر في فهم الزهد مع نهاية القرن الثاني، و الله وحده الأعلم بمدى صحتها، فلا أسهل من اختراع قصة ثم نسبها لشخص ما و خاصة أن معظم الأقوال و القصص لا سند فيها:0
قال إبراهيم بن أدهم: ما سررت في إسلامي إلا ثلاث مرات: مرة كنت في سفينة، و فيها رجل مضحاك كان يقول: كنا نأخذ العلج في بلاد الترك هكذا و كان يأخذ بشعر رأسي، و يهزني، فيسرني ذلك؛ لأنه لم يكن في السفينة أحد أحقر في عينه مني. و الأخرى: كنت عليلا في مسجد، فدخل المؤذن، و قال: أخرج. فلم أطق، فأخذ برجلي و جرني إلى خارج المسجد. و الثالثة: كنت بالشام، و علي فرو، فنظرت فيه فلم أميز بين شعره و بين القمل لكثرته، فسرني ذلك. و في حكاية أخرى عنه قال: ما سررت بشيء كسروري أني كنت يوماً جالساً فجاء إنسان و بال علي.0
يا للهول! أنا مصدومة... 0



· كما قلت في الجزء الأول أن المؤلف مهووس بإثبات الأصالة، أصالة النشأة... و هذا مبنى ثلاثيته برمتها... و هذا ما جعله يتعسف في تأويل كثير من الأحداث للخروج بالنتيجة المرادة... لذلك لم أقتنع كثيرا أن انقداح فكرة ارتداء الصوف و اتخاذ شكل خاص يميزهم لم يكن تأثرا ببعض الرهبان و نساك بعض الديانات المشرقية... و إلا لِمَ عاب بعض التابعين على تلاميذهم التشبه بهم؟ و لم يقدم تبريرا مقنعا لهذا الأمر.0
و لذلك أجد وجهة نظر في ما قاله لي أحدهم في نقاش حول الفكرة حيث لفت نظري إلى أنه ربما أصح الأقوال هو قول المدرسة الانكليزية التي حاولت تفسير التصوف على أنه ظاهرة جزئية من تصوف عام، و هو بنظرهم عام مشترك بين جميع الجماعات الإنسانية، تلك التي تنطلق من وجود صراع بين الروح و الجسد، و بالتالي حين دخلت في التاريخ الإسلامي، فإن هناك من المتصوفة من ركزوا على السمات المشتركة بين التصوف المعروف قبل الإسلام وبين بعض المعاني الشرعية الأصيلة، من غير مخالفات ظاهرة أو مع بعض المخالفات والبدع الخفيفة، و متصوفة أخذوا النصوص الإسلامية ودمجوها في المنظومة الصوفية بفلسفاتها الدخيلة والمناقضة لعقائد الاسلام وشعائره
و الحقيقة أني وجدت كلامه مقنعا إلى حد ما، أكثر من كلام النشار الذي يحاول اثبات أصالة النشأة بطريقته المهووسة، لأن طبيعة العلاقات البشرية التأثير و التأثر، و هذا ليس أمرا غريبا و لا يستدعي الانبراء للتنكر منه... على كل لا أدري، ربما يحتاج الأمر لبحث أكثر في تاريخ المصطلح...0

· الكتاب ممتع فعلا و هو دراسة مفيدة، رغم تشككي في بعض أحكامه و عدم اتفاقي مع بعض نتائجه، و يستحق القراءة و تشعر بالأسف أنه انتهى و لم يكمل القرون الآتية... و لكنك لا تعيش معه رحلة روحية صوفية تماما و إنما الأكثر أنها رحلة بحثية، لأن لغته دراسية، اللهم إلا حين يتحدث عن أشخاص لا يعجبونه، فهو لا يتورع عن شتمهم، يبدو أنه رحمه الله كان شخصية حادة الطباع... و مع ذلك استطاع أن ينفذ إلي شيء من تلك الحياة النقية... رابعة العدوية و مالك بن دينار و سفيان الثوري و غيرهم... هذا النوع من الزهد الذي تمثل ورعا و تواضعا و تعففا عن كثير من سفاسف الدنيا، و حبا لله و طاعة له، و نظرة للوجود تنعكس على حياتهم من اتباع للصمت و الجوع و رياضة للنفس و لجمها و ابتعاد عن المال الحرام، و رقة في القلب ظهرت بأقوال و أشعار تخترقك... و لا أنكر أن عيشي معهم في جوهم النقي هذا لفترة جعلني أتفكر حزينة في واقعنا، حيث زاد ابتلاؤنا بإعجاب كل ذي رأي برأيه... أن لماذا لم يعد هناك كثير من الرجال هكذا، يطوّعون أنفسهم فيتواضعون و يقل تكالبهم على الدنيا و الظهور و تبطل عنهم إشاعة أنهم كالخراف أقصر طريق لقلوبهم شراهتهم، و يرتقون بخلقهم و ينخفض صوت النفس المستعرضة التي تزعق طوال الوقت أنا هنا، و تترقق قلوبهم فيسعون الناس بدماثتهم... لماذا؟
على كل لا رغبة لي في التشاؤم، ففي الموجودين منهم على قلتهم الخير و زيادة... بارك الله بهم و زاد في عددهم...0
أختم الكلام عن الكتاب بأبيات مبتدأها فقط تنسب لرابعة العدوية، على أربعة أشكال... كلها جميلة، لم أستطع أن أختر من بينها، فوضعتها كلها
:\

عرفت الهوى - عثمان الرشيدي

أحبك حبين - ريم البنا

أحبك حبين - فرقة ابن عربي

عرفت الهوى - بشار زرقان


آذار 2014
Profile Image for سلمان.
Author 1 book167 followers
July 8, 2013
بين رابعة العدوية وسفيان الثوري ...بين صوحان..وسلمان
عشت مع التصوف
Displaying 1 - 4 of 4 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.