خلال فترة حكم القذافي، فُرض علينا نحن الليبيون تعتيم كامل على فترة الحكم الملكي وسنوات تأسيس الدولة الليبية. وبالتالي لم يُتداول سوى الرواية الرسمية للنظام، والتي لم تترك أي مسبّة أو تهمة إلا وألصقتها بتلك الحقبة الصعبة من تاريخ ليبيا والتي لم يعترف فيها حتى بالاستقلال، ذالك الاستقلال التي بُذل فيه .الكثير، ولولا كثير من التضحيات لما رأت هذه البلاد النور
ومن هنا تأتي أهمية هذه المذكرات التي كتبها سياسي مخضرم، كان له دور بارز في مسار ليبيا السياسي من خلال توليه مناصب وزارية، أهمها رئاسة مجلس الوزراء. الكتاب يلقي ضوءاً ساطعاً على كثير مما كان يدور في أروقة الدولة الليبية الوليدة، ابتداءً بشخص الملك، وانتهاءً بالحكومات الإقليمية والحكومة الاتحادية، .مروراً بصراعات الحاشية والمطامع القبلية، إضافة لاستعراض شامل للأوضاع السياسية العربية والدولية لغة الكتاب جميلة، كما أن التعويل على حيادية الكاتب أمر يصعب التسليم به، خصوصاً وأن الكتاب هو مذكرات ذاتية، وليس بحثاً أكاديمياً موضوعياً من باحث محايد. إلاّ أن الكاتب كان صادقاً في كثير مما كتب فيما بدا لي، سيما وأنه شفَع كتاباته بوثائق رسمية، تجاوزت المائة صفحة، الأمر الذي يضفي مصداقية على .أقواله
هذه الكتابات وغيرها مهمة جداً لأجيالنا، ولكل من يرغب في تفسير الوضع الراهن في البلاد، فما نحن فيه ليس نتيجة حدث عارض، او سبب بسيط، ما نحن .فيه هو انفجار لسلاسل وتراكمات عديدة ، ما لبثت أن تضخمت وتعقدت، حتى آن أوانها بالانفجار
كتاب قيّم لمن أراد ان يعرف شيئا عن تاريخ ليبيا قبل القذافي طبعا من وجهة نظر رئيس وزراء ليبيا الأسبق في فترة الحكم الملكية ركّز الكاتب على معاناة الدولة الليبية الناشئة والصعوبات التي واجهته كعضو في الحكومة من ناحية الإيرادات وتسلط الدول الغربية على قراراته والضغوط المطبقة عليه نتيجة لحاجته إلى مساعداتها المالية خاصة مع انعدام البديل العربي أعطى الكاتب نبذة مختصرة عن حالة القواعد البريطانية والأمريكية في ليبيا وحقيقة الإشاعات التي أطلقها إعلام جمال عبد الناصر حول مساندة ليبيا في تلك المرحلة للعدوان الثلاثي على مصر ودور الحكومة الليبية في تهريب السلاح إلى الثورة الجزائرية ودعمها لقيادات تلك الثورة كما أعطى لمحة عن الكثير من الشخصيات التي تعامل معها وأهمها شخصية الملك أدريس الذي وصفه بنقاء الصوفية الذي لم يمكنه من الحزم في مسائل سياسية كثيرة أرّخ لبدايات اكتشاف البترول في ليبيا والآليات التي اتبعتها حكومته في سنّ القوانين الناظمة ومقدار الإيرادات الأولية من هذه الاكتشافات ثم قارنها بمثيلاتها في عهد القذافي بعد ان فاضت الآبار المكشفة بمخزونها وبيّن حجم السرقات الواقعة على الشعب الليبي انتهى الكاتب بذكر رحلة تشرده نتيجة انقلاب القذافي ومحاولات قتله واختطافه في بيروت ولندن الكتاب خطوة هامة لمعرفة الأحداث من زاوية مختلفة عن تلك التي عجّت بها أوراق الجرائد
قرائته على فترات متقطعة، ودعوني ابدأ بأنه الق ضوء على فترة منسية فى تاريخ ليبيا ، شعرت بالفخر لان ليبيا ظهرت كدولة معدومة الموارد وتحت سيطرة الاحتلال ليقوم عدد من أبنائها بمسيرة التحرر والاستقلال من قيود العبودية ، ثم إنتابنى الحزن وانا ارى أن ضعف الملك جهل من الحاشية المستفيدة ان توغل فى الإفساد والفساد لتسبب ضياع المسيرة. بالرغم من رغبة الكاتب لإنصاف نفسه "وهذا من حقه" إلا أن التنزه من كل الأخطاء سبب تشكيك اكبر لى فى صحة أغلب كلماته، رغم إعجابي بذكائه ودهائه الذي طهر واضحا حتى من أسلوب كتابته! قرأت كتابه وانا فى أشد حالات اليأس من وضع بلادي الا أن الامل يحدوني لان دولة احاطت بها كل الظروف وتقاسمتها ثلاث دول و استطاعت التحرر ستستطيع الاستمرار بعون الله نجح الكاتب فى جعل إنصف العهد الملكى فى الدولة الليبية التى كنت أحكم عليها بأنها خطا كبير وعار وتناسيت ظروف الدولة الناشئة ... استفدت كثيرا من الكتاب ...