جاء في تقرير ل"بول جيوم" أستاذ علم النفس يالسوربون, والمشرف على رسالة دكتوراة الدولة ليوسف مراد " أن يوسف مراد يتميز بخصائص فلسفية واضحة المعالم" وجاء في التقرير المرفوع من عميد كلية الاداب بجامعة فؤاد الأول [جامعة القاهرة الآن] إلى مجلس الكلية بشأن ترشيح يوسف مراد مدرساً لعلم النفس بقسم الفلسفة ما يلي: والدكتور يوسف مراد فيلسوف متخصص في علم النفس, وبالأخص ما يتعلق منه بالأطفال والحيوانات
يحتوي هذا الكتاب على جملة أبحاث ومقالات ومحاضرات للعالم النفسي د. يوسف مراد, بعضها منشور وبعضها الآخر غير منشور, وكان قد سلمه لتلميذه وصديقه د. مراد وهبة قبل وفاته
إختار د. مراد وهبة عنوانا للكتاب على غير المألوف والشائع عن يوسف مراد من أنه من علماء النفس العالميين, فجاء على هذا النحو " يوسف مراد فيلسوفاً", بمعنى أنك لا تستطيع أن تتعامل مع قضايا علم النفس من غير أن تكون فيلسوفا. يأتي هذا القول في زمن استقل فيه علم النفس عن الفلسفة, ويأتي هذا الكتاب فيلقي بظلال من الشك على هذا الإنفصال, ويفتح باب الحوار من جديد حول مشروعية تأسيس علم النفس تأسيسا فلسفيا فيرتقي به إلى آفاق تؤلف بين الإنسان والكون معا. ومن ثم يمكن لعلم النفس أن يكون معينا للفلسفة في تناولها لقضايا الإنسان الكبرى, وتكون الفلسفة بدورها معينة له في حل معضلات نفسية وعقلية ما كان له القدرة على حلها بمفرده
يوسف مراد: هو واحدٌ من أبرزِ علماءِ النفسِ العرب؛ حيثُ اعتبرَهُ الكثيرُ منهم فيلسوفًا ومُنظِّرًا للمذهبِ التكامُليِّ في علمِ النفس.
وُلدَ يوسف مراد في القاهرةِ عامَ ١٩٠٢م، وأتمَّ الدراسةَ الابتدائيةَ والثانويةَ بمدارسِ «الفرير» الفرنسية، وحصل على البكالوريا، ثم عملَ مُدرِّسًا بمدارسِ العائلةِ المقدَّسةِ من عامِ ١٩٢٣م إلى ١٩٢٦م.
تخرَّجَ في قسمِ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ عامَ ١٩٣٠م، وسافَرَ في بعثةٍ إلى فرنسا عامَ ١٩٣١م، وحصل على شهادةِ الدراساتِ العُليا في علم النفسِ والأخلاقِ والاجتماعِ وتاريخِ الفلسفة، ثمَّ حصل على درجةِ الدكتوراه بمرتَبةِ الشرفِ عامَ ١٩٤٠م.
عادَ يوسف مراد إلى مصرَ عقبَ حصولِه على الدكتوراه، وقام بتدريسِ علمِ النفسِ باللغةِ العربيةِ لأولِ مرةٍ في الكليةِ بديلًا للمُدرسِ الفرنسي؛ وذلكَ باعتبارِه أولَ عضوِ بعثةٍ في الجامعاتِ المصريةِ يعودُ إلى مصرَ بعد حصولِه على الدكتوراه من فرنسا.
أشرفَ يوسف مراد على عدَّةِ رسائلَ للماجستيرِ والدكتوراه، وألقى مجموعةً من المحاضَراتِ بالجمعيةِ الجغرافيةِ بالقاهرة، وقام بتأسيسِ جماعةِ علمِ النفسِ التكامُليِّ عامَ ١٩٤٥م، ومجلةِ علمِ النفس، ونشَرَ بحوثًا للأساتذةِ ولطلبةِ الدراساتِ العُليا بالعربيةِ والإنجليزيةِ والفرنسية.
كتَبَ العديدَ من المؤلَّفات، منها: كتابُ «سيكولوجية الجنس»، و«دراسات في التكامل النفسي»، و«شفاء النفس».