الكتاب يجمع شهادات وصور قلمية عن حياة عدد من كتاب القارة الأفريقية، إلى جانب مشكلات الكتابة (بأي لغة؟) والقراءة (من يقرأ؟) وخفايا عالم النشر والتوزيع في أفريقيا وخارجها، كما يعرض الكاتب بشكل مفصل لأثر العوامل الاقتصادية والقمع السياسي في تعقيد مشكلات الكاتب الأفريقي وتعميق محنته على ضوء تجاربه مع الرقابة والقمع والسجن والنفي والقتل..!
كتاب جيد يتناول أزمة الثقافة الإفريقية، من كل جوانبها تقريبا، السياسة و المجتمع و التعليم و الاقتصاد والكتاب أنفسهم، بالطبع الأزمات تكاد تتشابه مع منطقتنا العربية، لكن بصورة أسوأ فمن ناحية اللغة واختيارها هناك تصير عائق حيث تعددها و كثرة اللغات الأم من ناحية و لغة المستعمر من ناحية أخرى، الفقر والعنصرية و لا مبالاة العالم الغربي -المتسبب الأكبر في كل تلك الكوارث- اتجاههم، التزام المثقف اتجاه شعبه وبني وطنه وإهمال أحيانا الجانب الإبداعي من أجل أن يكون صوت من لا صوت لهم حتى لو كلفه الموت (كين سارو النيجيري مثالا) أو النفي كباقي تقريبا الاسماء الأدبية المشهورة (حيث لا كاتب يأمن أن يعيش حرا في وطنه الأفريقي ).
الكتاب يتحدث عن الوضع في القرن العشرين، فهل حدث تغير ملموس في قرننا الحالي بالنسبة للكتاب الأفارقة ؟
يتحدث تشارلز ر لارسون عن المشاكل التي تواجه الكاتب الافريقي، وفي العالم الثالث عموما، فيذكر أن "تيوتولا" الكاتب النيجيري الذي يعتبره الكثير من النقاد واحدا من الآباء المؤسسين للواقعية السحرية، عاش حياة مملوءة بالاحباط والإهمال، وحين مات1997 كانوا يجمعون التبرعات لتسديد نفقات دفنه -ومن المشكلات التي ما زالت تواجه الكاتب ايضا، اللغة التي يجب استخدامها(أفريقية أم أوربية). ومشكلة الأمية حوالي 50 بالمئة من سكان القارة، لا يستطيعون القراءة. بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية ؛ أسعار الكتب مرتفعة ولا يستطيع شراءها إلا عدد قليل. ... وغيرها من المشاكل..