رواية «الوشم» نزهة أدبية بين تضاريس حبلى بمواقف وأحاسيس إنسانية فياضة، فهي تذكرة سفر تنقل القارىء إلى عوالم متباعدة ومتقاربة في الآن نفسه مجسدة عمق التناقض الصارخ الذي عرفه الحياة السياسية العراقية، كما أنها تنقل واقعا عرفه تقريبا الكثير من البلدان العربية وخصوصا (العسكرتارية منها واليسارية) وإن اعترفت للعراق بفرادة التجربة التي يبعثها الربيعي من رماد التاريخ. وقد لجأ الكاتب الربيعي في بناء روايته من دون ذكر للسنوات والزمن المحدد ليحكي عن تجربة الاعتقال في العراق وليحكي عن زمن الخيبة والانكسار ويرسم معالم اللحظة الانهزامية التي تقف فيها الذات سجينة ذاتها تنظر إلى وجهها في مرآة الذكريات وتعيد النظر في الزمن الأول المنقضي خارج أسوار المعتقل.
ولد الروائي والقصصي عبد الرحمن الربيعي في الناصرة بالعراق. تعلم في مدرسة الملك فيصل بالناصرية فالمتوسطة بالناصرية أيضاً. دخل معهد الفنون الجميلة ببغداد، فأكاديمية الفنون الجميلة وحمل إجازة جامعية في الفنون التشكيلية.
مارس التدريس والصحافة والعمل الدبلوماسي في لبنان وتونس. فكان المستشار الصحفي العراقي في بيروت بين 1983 و1985. عضو في اتحاد الكتاب العراقيين ونقابة الصحفيين في العراق وجمعية الفنانين التشكيليين بالعراق. درّس الفن في مدارس الناصرية.
ينحدر الربيعي من عائلة، أو كما يحلو له أن يقول قبيلة فلاحية شأنها شأن العديد من عائلات الجنوب العراقي. فعائلته سكنت وما زالت تسكن في قرية أبو هاون وهي من بين القرى المتوزعة في الجنوب على امتداد نهر الغراف المتفرع من دجلة عند مدينة الكوت.
اتجه الربيعي نحو العمل الصحفي والتأليف أكثر مما اهتم بالرسم والفن التشكيلي الذي ظل على ما يبدو هواية عنده أكثر من احتراف. كتب قصصا وروايات تقارب العشرين وألف شعراً وأصدر دراسات.
من مؤلفاته القصصية: السيف والسفينة 1966، الظل في الرأس 1968، وجوه من رحلة التعب 1974، ذاكرة المدينة 1975، الأفواه 1979، نار لشتاء قلب 1986. وله في الرواية: الوشم 1972، الأنهار 1974، القمر والأسوار 1976، الوكر 1980، خطوط الطول وخطوط العرض 1983. وفي الدراسات: الشاطئ الجديد: قراءة في كتابة القصة، أصوات وخطوات 1984. وفي الشعر: للحب والمستحيل 1983، شهريار يبحر 1985، امرأة لكل الأعوام 1985، علامات على خارطة القلب 1987.
تنحصر أحداث الرواية بين عامي 1958 عند قيام الثورة والانقلاب على الحكم وحتى 1967 العام الذي كتبت فيه الرواية والشخصية الرئيسية للرواية "كريم الناصري" هي التاريخ بتسجيل أحداثه والمؤثرات والنتائج التي تجري وهو شاب عراقي انضم إلى الاحزاب في تلك الفترة احب ان يكون البطل المنشود ادى به الامر إلى المعتقل الذي شكل شخصية جديدة في حياة كريم وانتقل بعدها إلى خارج المعتقل يحارب بين الشخصيتين ويمثل أيضا الصراع الذي يتبلور في الاضطهاد والملاحقة الظالمة لعناصر المعارضة التي لا تذعن وترفض أن تسيّر دفة حياتها ولم يعد للبطل دور إلا أن يجسد الاشمئزاز حيث لم يعد مؤمنا بالقيم والمثل العليا والمتمثلة بالالتزام السياسي وانه الاشمئزاز وليس الضجر لذلك تميزت الشخصية واستطاعت أن تعبر من خلالها إلى عالم الرواية بشكل عميق وأهم سبب لهذا الاشمئزاز هو رؤيته للوشم على لحم فتاة بغي من اللواتي التقاهن في ساعات تشرده بعد المعتقل
فبعد خروج كريم من المعتقل ينتقل إلى بغداد من الناصرية ليلتحق بعمل كصحفي بجريدة وإضافة إلى عمل في شركة "ترك العمل الآخر مبهما" ولكن الواضح منها تشرده
السكر والجنس يمكن أن يبدوان مبتذلين ولكن من جانب أخر أكنت هنالك ذكرياته التي تدور في رأسه بشكل مستمر وخصوصا الشخصية المحورية في الرواية وهي "حسون" الذي كان يرسم في خياله صورته الواضحة الأبعاد
ومن الشخصيات في حياة البطل كانت فتاتان هما مريم ويسرى مريم : زميلته في الجريدة سمراء جميلة متزوجة ولها ولدان ويسرى : شقراء طويلة طالبة جامعة
أحب الأولى لكن النمو النفسي لهذا الحب لم يكن واضحا ، ما عدا الجانب الجنسي الذي حضر كثيرا وكان يذهب وكانت سمات شخصيتها للمرأة والتي ظهرت كأنها مهرج خالي من الخطوط التي تميز مكوناتها كإنسان فلقد كانت تريد الخروج من واقع زوجها الكبير بالعمر إلى عالم كريم الناصري طلب منها الزواج فرفضت ومن ثم سمحت أن يكون عشيقها
أما الأخرى "يسرى" فكانت الفتاة المستقيمة الشريفة التي أحبها كريم كمخلص له من خطاياه ويجد فيها نقاءه
وهكذا يهيم على وجهه متشردا لا يعرف قرارا له ويلجا إلى السفر إلى الكويت كملاذ أخير
وهنالك أيضا شخصيات محورية في عمر الرواية فهنالك حسون الذي كان الصديق في المعتقل وكان هو الحوار الداخلي لكريم الناصري في كل أمر يستجد عليه فلقد كان حسون هو النفس الطاهرة المؤمنة كلما اشتدت الخيبة والآمال النفسية المبرحة
وهنالك أسيل عمران الفتاة الحزبية التي جمع بينها وبين كريم علاقة حب "دمجت السياسة بالحب " ونجد أيضا الشخصيات في المعتقل تتمثل في
حامد شعلان موظف الحكومة المتقاعد والشيخ الجليل ، وهنالك رياض قاسم شاعر السياسة والحزن وهنالك وعلوان الحلاق ذو الصوت الجميل الذي كان يمثل الألم العاطفي
ربما سبب قرائتي لهذه الرواية كونها احد افضل 100 رواية عربية للقرن المنصرم وايضا هناك تلك الرغبة لمعرفة الادب في فترة الستينات بالعراق هناك مئات البحوث والدراسات عنها ، ولم تطبع في بغداد الا متاخرا جدا ، مما يزيد الفضول لمعرفة ثقل ماتحملة وماتهدده ،،، الوشم أو الدگه هي عادة قديمة جدا لتزيين الجسد او طرد بعض الامراض كما كان يعتقد اليوم زالت واستبدلت ب الوشم tatto وبقيت فقط دكة حنج ناظم الغزالي ..
توفيق شاب خرج توا من السجن بعد 7 أشهر ليتنفس هواء الشارع "الحرية" لكن هناك شيء مكسور داخلة لن يكون كما كان قبل دخولة السجن الرواية تصور لنا حدثا نتج عن آخر سابق له لندرك ان القصة تكمن في طيات مامضى ، الصفاء لن يرجع لروح توفيق الاولى والبحث عن اليقين أصبح شكاً ربما لايوجد أساسا "النور والمطلق والصحو والكمال والشبع والرضى مسائل عديدة بحثنا عليها ونحن نتضاهر ونجتمع ونتشرد ونعتقل ولكن الجواب بقي غامضا " ولان الرواية حللت ونوقشت مئات المرات سوف اكتفي بذكر نساءها الرموز وهنا اختلفن عن ماهو موروث "الشرف الأرض الوطن " لتكون صور من الذات...
هناك أربع نساء كل واحدة تمثل جزءا من شخصة او جزءا متمنى ك "يسرى" اراد بها البراءة التي فقدها واصبح عارا في نظر نفسة لهذ كانت " مريم " المراء المتزوجة تمثل نفسه بعد وشم العار احبها لكنه لم يرد ان يلتصق معها بالزواج"اتقبل بي مع طفليي؟" لهذ فضل الرحيل كعادة أجداده بحثا هو عن الخلاص وهم عن لقمة خبز ، "أسيل عمران " اول حب كان لاخت رفيقه في العمل الحزبي ، فمن اول لقاء بها اكتشف روحا مهزومة في رسومها ستكون لعنة عليه لاحقا ، المرأةالوحيدة التي بلا اسم هي صاحبة الوشم الذي كانت تحمل رمزية كونها ملهمة اسم الرواية والجزء الذي يريد تخبئته عن نفسة فكانت المرأةالوحيدة المتوفرة في دار البغاء ، بعدما رحل الجميع. صعب ان تقوم بتحيل كل ماتحويه ال100 صفحة بسبب كل تلك الرمزية والتحولات الشخصيه بعد واثناء السجن وكيف آلت اليه نفوسهم ، لغة الرواية جميلة ليست بالمعقدة بناءها كان من قسمين احدما كتب بلون اغمق وهو يمثل البلي باك بصورة تشبه المونولوج الداخلي لكنه موجه "لحسون" الصديق الوفي الجزء الصافي من توفيق .....
سيكون لقائي بك جزءا حلوا في حياتي" توفيق "اريد ان اكون له كل شيء " اسيل عمران
قرات هذه الرواية وانا في عز الاكتئاب والضجر وسعيت نحو قراتها في يوم كامل كانت وجبة دسمة لا مفر منها احساس عالي واحداث جميلة على الرغم اني لم افهم سياقها بشكل كبير انما استمتعت جدا
رواية للأديب القاص العراقي عبدالرحمن مجيد الربيعي تحمل في ثناياها رمزية غامضة مبهمة . اتخذت الرواية اسم الوشم تعبيرا عن وشم مرسوم على جسد أمراء مجهولة الاسم تُمارس البغاء.
الشخصية الرئيسيّة في الرواية هي كريم الناصري احد أبناء محافظة ذي قار ، معتقل سياسي لانتماءه الحزبي لكن لم يرد في الرواية اَي حزب ينتمي اليه كريم الناصري و اَي اتجاه يُؤْمِن به ، الرواية مطبوعة على ما يربو المائة صفحة بعد حذف المقدمة الأكاديمية لرسالة الدكتوراه ، و الطبعة الاولى للرواية الأصلية في عام ١٩٧٢ و قد صنفت ضمن المائة الأوائل للرواية العربية .
لغة الرواية جميلة ساحرة تأسر الابدان لكن إصدار طبعة دار الطليعة لا تخلُ من الاخطاء الإملائية ، فضلا عن طباعتها على الورقة الأصفر الباهت .الروية قد تكون في زمانها أيقونة تضيئ الباحثين عن الجنس و الساخطين السياسيين و الثائرين على مجتمعهم.
يعيش كريم الناصري حياة متخبطة ما بين ذكريات المعتقل في السجن و حياة الحرية التي نالها بعد الإفراج عنه ، ليمارس نشاطه الصحفي في المجلة و الشركة . في حياته امرأتان الاولى مريم زميلته في المجلة متزوجة و الثانية يسرى ، ليترك الامرأتين و يغادر الى دولة الكويت بعد حصوله على جواز سفر ويغادر بلاده و نساءه و علاقاته الجنسية الشبقه .
لا أجد الكثير في هذه الصفحات المعدودات، سوى بعض الأفكار المبعثرة، ربما في محاولة للتدليل على حالة ما بعد الهزيمة، ولكنّها أيضا تدلّل على استسلام مطلق لهذه الحالة حين يفترض من الكتابة أن تكون فعل مقاومة لها. النصّ نفسُه أكثر تخاذلا من كريم الناصري، أكثر استسلاما، ليس فيه بحث كبير، ولا تطهّر، مجرّد رجع أدبيّ دأب أغلب مثقّفو تلك المرحلة على إخراجه. إذا كان الربيعي يحاول من خلال الوشم، وصم جيله بالهزيمة والعجز، فالأولى أن نعتبر محاولة الكتابة نفسها جزءا من هذا العجز ومن هذه الهزيمة. لكنّ الحقيقة أنه يحاول التنصل من الهزيمة، بتلك التبريرات المثيرة للقرف، "مشكلتنا أنّنا كنا مثقفين أكثر من اللازم"، في أغلب مقاطع النصّ، تتجلّى هذه الفكرة من خلال كريم، أو أحد رفاقه، الكتب أفسدته، "إن الواقع غير الأقوال التي تثرثران بها دائما، وهي التي قادتنا إلى هذا الفشل الذي نرضعه الآن. إن سبب بلائنا أنتم أيها المثقفون"، "إنه يقول الحق. مصيبتنا أننا نعرف الكلام، ونطيق التبرير وعقلنة الأمور"، وكأن هؤلاء الجهابذة كانوا أكثر حكمة من واقعهم المجنون، وأفكارهم كانت أكثر عبقرية من مجتمعهم المتخلّف. ثقفنة القصور، والعجز، والنقصان، والخطأ هي سيم أفكار كريم الناصري ومختلقه الربيعي، حتى من خلال النساء لم يكن بالجرأة الكاملة ليواجه رغباته وعواطفه. واراها برومانسية المثقف العربيّ، المولع بثنائية المرأة والوطن، فسّرها بمحاولة مداراة خيباته السياسية، كأنّه ما كان ليحبّ هذه النساء لو خرج من المعركة منتصرا. هذا النص شبيه جدا بكتابات حيدر حيدر، ولعلّهما نبتا من ذات التربة، وإن كانت نصوص حيدر حيدر أكثر ثراء وإيناعا، فكلاهما تقدّمان ذات الصورة النرجسية التي إن كانت تُظهر أمرا، فهو ولا شكّ عجز المثقف العربي عن التواضع والتعلّم والتقدّم.
قائمة إتحاد الكتاب العرب ( 12/105 ) - رواية الوشم للكاتب عبد الرحمن مجيد الربيعي - تبدأ هذه الرواية من النهاية , إذ يرحل البطل في أول صفحة من العمل بعيداً عن كل شيء , و من ثم تنطلق الصفحات المتبقية في مساريين لكل منهما زمنه الخاص عن بطل العمل , الأول يتحدث فيه الراوي عن البطل و مواقفه , والثاني يتحدث فيه البطل عن نفسه في سلسلة رسائل أرسلها لصديق, وتدور أحداث القصة عن معتقل في سجن , و يحاول العمل أن يقدم نفسه كأدب سجون , ولكنه لم يرتق له , خاصة ان قارنا هذا العمل مع تلك العتمة الباهرة على سبيل المثال هذا من جهة من جهة أخرى , بطل العمل هنا , بطل شعارات و آمال كبيرة , ارتطم بحائط كبير هشم له كل شيء فأخذ يرمم هزيمته بالإناث , ظنا منه أن "جسد" الإنثى يعوضه عن كل شيء إذ يقول متسائلاً " هل بالإمكان أن تكون المرأة تعويضاً كاملاً عن الخيبة السياسية ؟ و هل تكفي لأن تكون ضماداً لكل الجروح ؟ ولكن أية امرأة تقدم ذلك ؟ " , و كحال تعلقه بالشعارات والآمال الكبيرة , كان تعلقه في الإنثى تعلقاً سطحياً يدور حول الجسد لا أكثر , فغرق أولاً مع فتاة قاصر " طالبة مدرسة " و من ثم عمد إلى نقل عواطفه إلى إمرأة متزوجة , وبغض النظر عن وضع كل الفتاتين العاطفي التعيس , لم يكن هذا مبرراً لبطل العمل , صاحب القضية العتيدة , ان يغرق نفسه في ذلك , فكيف يستطيع الثوري الذي يطالب بحفظ حقوق الشعب , بأن يعتدي على حقوق زوج بإستمال زوجته مهما كانت المبررات لذلك ؟ وكيف يستطيع الثوري الذي يطالب بحقوق التعليم والعمل والمساواة بأن يرغب بطالبة مدرسية حتى لو كان المجتمع يتقبل ذلك , وأعتقد أن الكاتب تعمد رسم الشخصية هكذا , لكي يوضح ان الشخصيات التي تنادي بالإصلاح في مجتمعاتنا , هي جزء منه و تحتاج هي الإصلاح أيضاً ! اما من جهة الفكر والتنظير الثوري , فلم تكن الرواية على المستوى المطلوب فقد كانت الرسالة من البطل إلى الشيخ حسون محاوراً إياه حول فشل الأحزاب الدينية وعجزها , رسالة فكر مراهق وسطحي جداً , تمجد الزمن الغابر , في الختام هذا العمل لا بأس به , ولكنه لا يستحق المرتبة التي نالها على قائمة إتحاد الكتاب العرب , اي المركز الثاني عشر , و لكنه يصلح لكي يجد له مكانا عليها في مرتبة أدنى , تقيمي للعمل 2/5 , وربما يجب الذكر أن البطل كان بطلاً مع الأناث في موقف واحد فقط , وهو حين عرضت عليه المرأة المتزوجة نفسها , فأبى لكي لا يلوث مشاعره تجاهها , وحين مر الزمن قليلاً و طرحت عليه الزواج بجدية قال لها " هذه نكتة قديمة ويجب ان لا تضحكنا بعد اليوم " .
مقتطفات من رواية الوشم للكاتب عبد الرحمن مجيد الربيعي ------------------- في عالم المهرجين حاول أن يجد له مكانا و أن يستعيد يقينه الضائع , ولكنه لم يتعامل بأمان مع الأشياء التي واجهته في هذه المدينة التي ما زالت تلعق جراحهها و نزع عن جسدها ثياب الحداد , فتعثرت خطواته في دروب العتمة والنضوب ---------- هل بالإمكان أن تكون المرأة تعويضاً كاملاً عن الخيبة السياسية ؟ و هل تكفي لأن تكون ضماداً لكل الجروح ؟ ولكن أية امرأة تقدم ذلك ؟ إنني خائف من عثرة أخرى لن أنهض بعدها . ----------- لقد أردت أن أنتشل روحي النادبة المسحوقة التي لا تعرف السلام , لست نبيا ولكنني إنسان اعتيادي لطخته الصفوف بشعاراتها وتهريجها و قادته إلى عهرها , فهدرت صحتي وشبابي و اليوم أحاول أن أجد الأمان , هذا كل شيء ----------- إن الواقع غير الاقوال التي تثرثران بها دائما , وهي التي قادتنا الى هذا الفشل الذي نرضعه الآن , ان سبب بلائنا أنتم أيها المثقوفون , لماذا لا تتركوننا وشأننا و ترفعون عنا وصايتكم التي لا نريدها ----------- عش لنفسك فقط لا لشيء آخر , سافر واضحك وامش فهذا خير حل الإمور ----------- هذا الركود لا معنى له , يجب أن اتحرك , أن انتقض من هذا الاستلاب الفظيع , لا أريد ان ابقى محنطاً هكذا في إنتظار اليوم الذي يتهدم فيه جسدي ولن يقوى على الابحار , ويرتسم فيه على مرآتي وجه مخيف تساقطت فيه الوانه وانطفأ بريقه ----------- هناك أمور رسمت خطأ ولا يمكن تصحيحها أبداً , لا بنقودنا ولا بأفكارنا ولا بأسمائنا , وأنت واحدة من هذه الأشياء التي رسمت خطأ في حياتي ----------- الصداع لم يسامح رأسي لحظة واحدة , والمقت يتضخم كالجبل على صدري , وأود أن أبصق على كل وجه يصادفني , والمرأة التي أحببتها , التي أردتها مطهراً من رجسي وخطاياي تعرض علي جسدها , تريد ان تعقد معي صفقة , تماما كما تفعل غيرها من البغايا اللواتي لهثت على صدورهن في لحظة ثمالتي , أوه , لقد رتعت في الغي حتى ثملت , تريد ان تدنس عواطفي وتذلها وتنهيها في مضاجعة رخيصة نسرقها من زوجها والزمن والناس , أعريها , أوغل في كل خلية منها فتنطفىء مجامر المعبد وتصبح روادا في الريح -----------
الوشم لـ عبد الرحمن مجید الربیعي طبعاً بدایةً ارید ٲن ٲعترف ٲنني ٲشعر بالخزي، لٲنني حتی الآن لم ٲقرٲ لهذا الروائي المبهر، لولا صدیقاي (زید و امنة) لبقیت في جهلي، ٲن ٲری تعلیق (محمد شكري) صاحب روایة [الخبز الحافي] علی هذه الروایة، و یشبه تقنیات الربیعي بـ جویس و فوكنر هذا بحد ذاته شيء عظیم، و ٲن ٲری قراءً من المغرب و تونس، بقیة الدول العربیة یتناولون هذه الروایة في موضوعات البحث علمي، فهذا شيء راائع! الروایة من اصدارات دار العودة ببیروت عام 1972، يعني عمرها 46 سنة، بٲول عشرین سنة نُشرت عنها اكثر من 100 دراسة و مقالة في الدول العربیة. و هالروایة كانت من بیت افضل 100 روایة عربیة عام 2007، اجریت اختیارها من قبل اتحاد الكتاب العرب بـ دمشق. تدور احداث الروایة بعد زمن عبد الكریم قاسم، الي فیها انسجن الكثیر من المعارضین كسجناء سیاسیین، من بینهم (كریم الناصري)، شاب جاء من مدینته الناصریة ٳلی بغداد لیغیر دخله و یعش، لكنه تورط في السیاسة، كریم شخصیة عبثیة، فبعد خروجه من الحبس یقول:- [الصحو عذابي و الندم مازال یقتص مني و یلسع حاضري، لذا قررت ٲن لا ٲصحو ٲبداً، و هذا الرٲس سیظل مخدراً حتی النفس الٲخیر] الروایة ادب سجون، و تدخل ضمن روایات تیار الوعي، یروي لنا البطل احداث كثیرة حدثت في حیاته، مغامراته، عشیقاته، تناول الكاتب الحب بوجهیه الٲفلاطوني و عكسه الذي يطغي علیه الرغبة، عرفنا اكثر عن فتیات المحافظات و اختلافهن عن بنات بغداد.. و الكثیر من المواضیع ضمن هذا الٳطار. الروایة قصیرة 90 صفحة فقط.
رواية نشرت عام 1972 للكاتب العراقي عبدالرحمن الربيعي وتعتبر الرواية رقم 12 لأفضل رواية عربية -مع التحفظ- ، رواية الوشم هو رواية تخوض من خلالها شخصية البطل كريم الناصري نضالها ضد السلطة ومعها رفقائها في الحزب المناضل ، استخدم الكاتب اسلوب الماضي والحاضر والقفز ما بينهما
تدور الرواية من خلال شخصيتها في ثلاث اتجاهات زمانية ، اتجاه الشخصية في السجن واتجاه الشخصية في علاقاتها مع المرأة ما بين يسرى وما بين مريم ، واتجاه الشخصية في علاقاتها مع زملائها بعد خروجها من السجن
ما بين يسرى التي تتمثل بشرف وما بين مريم التي تبيع نفسها تقع الشخصية في اشكالية تلك وتلك وفي آخر الامر يرى أن الرحيل والهروب اسهل طريقة للنسيان واسرع طريقة لإعادة الامور مرة أخرى إلى نصابها
عند سماعك لكلمة " وشم " يتبادر الى ذهنك تلقائياً ذلك الرسم الذي يبقى على الجلد و لا يمحى ، مثله مثل الوصم " وصمة العار " التي تبقى على جبين الانسان. كريم الناصري بطل الرواية الذي يعيش تخبطاً بين داخل السجن و خارجه و حباً بين عدة نساء. لا نعرف كثيراً عن تلك الحقبة الزمنية في العراق في ستينات القرن الماضي و مايحدث للمسجونين السياسيين وضحها الكاتب بطريقة سلسة و دخل الى شخصية المعتقل العراقي و مايعانيه السجين. رواية بسيطة و غير متكلفة
الانهزامية وفقدان الثقة وضياع الذات كلها أمور تنتج عن انطماس الأمل والفشل والسقوط نحو الحضيض، الخذلان وخيانة الوطن، رواية تدور أحداثها في بلاد الرافدين، عراق ما بعد حكومة نوري السعيد الذي جاء بتواطئ مع المحتل انتهى ببارقة أمل حكومة عبد الكريم قاسم والاستقلال الفعلي للعراق.. تمنح الكثير من الحريات وترفع القيود وتمنح للمعدمين والفقراء الكثير من حقوقهم، لكن في بلاد العرب لا يمكن للديمقراطية أن تستمر طالما هناك جنرالات متربصة بالحكم، سلسلة انقلابات تحدث في العراق بداية من عبد السلام عارف فيبدأ هواء بالعراق بالتلوث من جديد، الاختناق يصل لمرحلة خطرة والأمل يذهب في مهب الريح.. ... كريم الناصري بطل الرواية، الباحث عن نفسه من خلال الوطن ومن خلال المرأة الممثل الرمزي للوطن، ما بين معتقل الوطن الذي وضع فيه لآراءه السياسية ومحاولة البحث عن بصيص نور في دياجير ظلماته التي وقع فيها وما بين البحث عن امرأة يجد فيها خلاصه يجد نفسه ممزقا بين مريم وأسيل عمران ويسرى وذاته موزعة عليهم،، مريم وجسدها المستباح، أسيل والحب الضائع ويسرى الآله الغير قابل للمضاجعة، يسرى البريئة لا يمكن أن يحتويها سرير مع كريم ذو النظرة الحالمة، الناصرة الفقيرة، والفلاحون الذي يعيشون على ما دون الكفاف، الجنوب الغارق في القحط، والحرية المصادرة، الوطن المستباح، والقلب المعذب، الذات حين تمحق والعقل حين يسحق.. كل الأمور لا تبشر بالخير.. في النهاية يخرج كريم من المعتقل بعد إمضاء التخلي عن ذاته، يخرج، لم يعد الوطن يعني له شيئاً.. يقرر الرحيل تاركاً مريم للبحث عن فرصة جديدة خارج وطن مفقود..
أنهيت قبل يومين "الوشم" لعبد الرحمان مجيد الربيعي .قمت بنسخ ما أحتاجه لمنتخباتي ولأني بطيئ وكسول فالأمر تطلب يومين من النسخ.مع "الوشم" تذكرت حقبة خصبة من القراءات رغم الفاقة وعدم توفر الكتب .وبقائي عالة على مكتبة أخي محمد وماهو متوفر في المكتبات العمومية وهو ضحل.كنت قد حصلت وألممت بكل تيارات الأدب والفن والسينما بفضل مجلات عراقية و سورية زهيدة الثمن مثل "الأقلام" و آفاق عربية" و"الطليعة الأدبية" وكتب عبد الرحمان مجيد الربيعي النقدية .كانت شهيتي للقراءة متوحشة .وكنت شبه متفرغ للقراءة .لست معنيا بالدراسة ولا بمناهج التعليم الكئيبة.وفي الباكالوريا عثرت صدفة في كشك الصحف و المجلات 'العفاس' وأنا أقتني أحدث كتب عبد الرحمان مجيد الربيعي "38 حوار مع الربيعي" و" كيف أصبحت روائيا" لأرسكين كالدويل (منشورات الهلال) على صحيفة "أخبار الأدب" المصرية .هذه الصحيفة كانت نقطة تحول في حياتي واكبتها أسبوعيا لمدة 13 سنة .وتحت تأثيرها زرت مصر في مناسبتين وأردت البقاء هناك و دراسة السينما (كتابة السيناريو).https://www.facebook.com/groups/61721...
-قل لي ما الذي تفعله لمن كان السبب في كل تعاستك وشقائك؟ -إن كان إنسانا قتلته، وإن كان فكرا سأنذر كل ما تبقى لي من أيام في سبيل تدميره..ص103 طبعة دار المعارف الخامسة 1996
"ما الذي ربحناه من دنيانا وأحزابنا غير المعارك الخاسرة؟ فدعنا نطلب مرضاة الله فهو دليلنا بعد تبعثر" ص 121 كأني بوشم الربيعي، تلك المسارب التي تتحدد بجوازها مصائر اﻷفراد-المجتمعات-الدول..لكنها تتأبى على الفهم وتستعصي على التفسير في فترة ما من عمرنا أو من الزمن كمطلق."ﻷن النهر ما زال هائجا"-"لكنه سيهدأ يوما ما" ص96..ولعل صفحته تصفو فتنساب مراكبنا عليه خلوا من كل اضطراب وبلبال
الفكرة الأساسية مثيرة للاهتمام، لكن التنفيذ ضعيف. القصة تتنقل باستمرار بين الماضي والحاضر (وهذا متوقع، لكن مرة أخرى، التنفيذ ضعيف)، مما يجعل من الصعب فهم الدوافع أو الشعور بأي ارتباط بالشخصيات. لا أقرأ لأشعر بالارتباط بشخصية، لكن الكتابة الجيدة تجعلك تتعاطف مع الشخصيات حتى إن لم تفهمها. لا يتم عرض البيئة القمعية إلا من خلال وصف البطل لمشاعره، وهو يشعر بالبؤس طوال الوقت. التباين بين شخصيته القديمة والجديدة غير واضح. بشكل عام، القصة تبدو سطحية وتعكس كل ما أكره في مجتمعنا: الكسل والرداءة.
#تحدي_التونتي الوشم _ عبد الرحمان مجيد الربيعي دار المعارف للطباعة والنشر رواية صنفت ضمن المائة أفضل رواية عربية، صدرت سنة 1972 ولاقت اهتماما من النقاد وقتها كونها واحدة من الأعمال الروائية الأولى التي تحدثت عن الإعتقال السياسي في العراق، ولتناولها لحدثين في زمانين مختلفين، لكنهما يكملان بعضهما البعض. تبدأ الرواية بخروج كريم الناصري من احد سجون العراق بعد 7 أشهر من الاعتقال تحول فيهم من رجل حزبي اعتقل لاسباب سياسية، الى موال للسلطة. تغير اعتبره كريم نفسه وصمة عار ووشما يرافقه فيما تبقى من عمره. اعجبتني الازدواجية في السرد، راو ينقل حكاية كريم وهذا الأخير يسترجع كل ما مر به من خلال خطاب يوجهه الى رفيقه حسون. وتستطيع التمييز بينهما من خلال الاختلاف في الخط المستعمل. ⭐⭐⭐
قصيرة مركزة و السرد اللغوي والبلاغي جميل ، الرواية واقعية ، تصوّر واقعاً مزرياً لا يُحتفى به ! لكن الحفاوة صدرت من النقاد والمحللين الذين أشبعو هذه الرواية بالتعليقات و الدراسة وثق الكتاب مايفوق التسعين مقالة نقدية له في الوطن العربي . نجمتين للسرد الروائي و المقدرة اللغوية على تجسيد المعاناة وضياع بطل الرواية كريم الناصري .. بالنسبة إلي لم تُشكل لديّ فارقاً أو اضافة بعد قراءتها
امممم من الصعب تقييم هذه الرواية .. اعتقد ان كان بامكانه جعلها اجمل و كنت اتمنى فعلا لو كانت اطول .. ما ادري كم اعطيها ثلاث نجوم او ثنتين .. اعتقد انها تستحق نجمتين ..