الكتاب وصفٌ للنفس الإنسانية وترددها بين المعروف والمنكر واكتشافٌ لمداخل التأثير النفسي ومخارجه ومُزاملة ضربات الإبداع حين انفطارها مع إيضاح وسائل المُكنة اللغوية والطاقة التعبيرية وتمييز البُنيوية الإيمانية المعرفية ثم المقارنة بين مذاهب الفلاسفة في فهم النفس من أجل سيطرة إسلامية على كتلة الحياة .
ومما يقوله المؤلف في كتابه : " الملاحظ في الحركة الحيوية أن نزعة الاستعلاء والشمم والتعفف عن الدنايا هي نزعة قابلة للتوارث ... إلخ
و يقدم حشدا هائلا من الاستشهادات العربية و الغربية لنظريات علم النفس و يقدمها بطريقة راشدية ابداعية
هو عبد المنعم صالح العلي العزي داعية إسلامي وأحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق ، تتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ العلامة محمد القزلجي، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر الراشد من أهم منظري و مؤلفي الحركة الإسلامية فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات والتأكيد على الأخلاق الإسلامية
يجرد بعض خيوط الوهم والغموض التي تغلف النفس في عٌرف بعض الناس. تستبين منه منافذ نفسك العامة ومداخلها الرئيسية وممراتها الضيقة وغرفها الواسعة الرحبة. أشبه ما يكون بـ"المخطط الهندسي" لروحك، تجد فيه مجمل السمات التي تميز النفس البشرية كمخطط عام، ثم تأتي أنت -صاحب النفس- وتجري تعديلاتك الخاصة على "مخططك الهندسي" ليتواءم مع تطلعاتك ورغباتك، في النفس التي تريدها أن تسكن فيك.!؟ لغة قوية ، ومصطلحات عميقة، وأفكار مُستفزة. لا أنصح به من ليس لديه أي خلفية مسبقة عن علم النفس وأدبياته الأساسية، لأنه قد يصدمك عمق الأفكار فلن يعجبك حينها الكتاب. دراسة تحليلية تركيبية للنفس البشرية من منظور إسلامي (الكتاب والسنة)، وفلسفي وعلمي، ولكن حتى ما طرحه الكتاب من أفكار فلسفية علمية فإنه كان على ضوء الفانوس الإسلامي وعليه فقد كانت الصورة وضاءة مشرقة.
النفسُ الإنسانية كتلة من الخير والشر والغموض والإشراق وهي سرُ من أسرار هذا الوجود هذا مايتحدث عنه المفكر والمربي : محمد الراشد جاء في الكتاب نقلاً عن كتاب الذريعة للأصفهاني”إن الحكمة تدرك بالقوة المفكرة وهي اشرف قوة في الإنسان ويتوصل بها إلى الجنان”
لأول مرة أشعر أنني تأخرت جدا في اكتشاف كتاب، أعجز حقا عن وصف الغنى الذي تضمه دفتي هذا الكتاب، إنه بحق خارطة نفسية للمؤمن يستدل بها كلما تاه، جرأة الكاتب تكاد تكون نادرة هذه الأيام على الرغم من أسلوبه البسيط إلا أن غنى الأفكار و المبادئ يشفع له..
سوف لن اتقاعس بقرأئتهِ مجدداً .. جداً نافع في الوصول للتصالح الثقافي بين علم النفس والانا بين موجه دورات التنمية والنفس المسلطة من الغرب ومفهومها في ديننا