"كل جرنال فيك يا مصر ليه ضابط مختص للتعامل معاه من قِبَل أمن الدولة، ومن ثمّ لا يمكن الزعم بوجود إعلام حرّ في بلد مش حرّ.. منين تجيبوا إن يبقى فيه قنوات فضائية حرة وإعلام حر في بلد مستبد؟ ما تركبش، وعليه ممكن نتساءل ببساطة: طيب بتظهروا ليه في القنوات دي، وليه حتى بتطلّعوا جرايد، وليه مُصرّين تطلّعوا جرايد وليه هنصدر جرايد؟
أولاً وثانياً وثالثاً لأن دي بلد أبونا.. وحقوقنا فيها أكتر من حقوقهم.. أيوة دي بلدنا واللي مش عاجبه.. يروّح!".
المعارضة أنواع معارضة لطيفة لا تعارض إلا بإذن وعلى طريقة ننشاد السيد الرئيس ومعارضة تعارض ولكنها لا تصل بمعارضتها أبداً إلى السيد الرئيس ،، فيعارضوا رئيس وزرائه أو يسعون للحصول على مقعد أو اثنين في مجلس الشعب ومعارضة ثالثة تعارض السيد الرئيس معارضة مباشرة بصفته وشخصه ،، معارضة تقول للغولة (عينك حمرا) في وجهها
ولأن المعارضة الثالثة هي الأخطر على النظام فقد سعى بكل قوة لإسكاتها بمختلف الطرق وكانت جريدة الدستور تسبب صداعاً لمبارك ونظامه ،، فأغلقت الجريدة سنة 1998 بقرار أمني ومباشر من وزارة الإعلام بعد أن نشرت بياناً لإحدى الجماعات الإسلامية وعادت الجريدة للظهور مرة أخرى سنة 2005 ،، ليكتشف النظام أن الحل الأمني القمعي عفا عليه الزمن فبحث عن طريقة جديدة لإسكات هذا الصداع فكان الحل أن يتم إغتيالها بطريقة ناعمة لا تترك خلفها دماءاً وآثار عنف
فكانت الخطة أن يشتري (السيد البدوي) رئيس حزب الوفد المعارض - معارض من الدرجة الأولى في التقسيم الذي أوردته من قبل - وشخصية اخرى كانت مجهولة وصارت أضحوكة تدعى (رضا إدوارد) الجريدة وتمت الصفقة في جو رومانسي مع وعود متكررة من الملاك الجدد بالحفاظ على سياسة الجريدة التحريرية وتقديم الدعم المادي لها لتستمر في تقديم رسالتها ولكنهم أقالوا إبراهيم عيسى مع أول خلاف على السياسة التحريرية بعد أن أصر على نشر مقال ل(محمد البرادعي) في العدد الخاص بحرب أكتوبر
اجتمعت في قضية إغتيال الدستور عوامل كثيرة تعطينا صورة مختصرة عن حجم الفساد الذي ساد البلاد قبل الثورة أهم مظاهر فساد نظام مبارك التزاوج الفج بين السلطة ورأس المال وسيطرة هذه السلطة على الإعلام وحرية الرأي والتعبير وسيطرة السلطة على الكثير من الأحزاب والصحافة المفترض أنها معارضة حتى اسم الجريدة يذكرك بدستور البلاد العام الذي كان مطية لنظام مبارك ،، ووسيلة للتوريث
حتى أن البعض كتب أن تدمير جريدة الدستور كان ترساً صغيراً ساعد على دوران ماكينة الثورة يقول د.أحمد خالد توفيق : كتبت من قبل عن أننا نعاني كثرة الثقوب في غطاء الغلاية.. صحف معارضة.. صحف مستقلة .. مدونات.. ردود إنترنت.. فضائيات.. إلخ.. كنت أرى أن كثرة الثقوب تخرج البخار كله وتبدده أولاً بأول، لهذا يشكو الكل منذ عام 1990 بلا جدوى ولا فعالية. من الواضح أن عملية سد الثقوب الكثيرة قد بدأت، وهذا خطأ فادح من النظام.. عندما تنسد الثقوب لن يكون هناك مفر من أن ينفجر الإناء
أروع مافي تجربة الدستور أنها أخرجت لنا جيلاً من الصحفيين الشبان الموهوبين ،، الذين لو لم يتبناهم عيسى لخسرتهم مصر وضاعت موهبتهم
الشئ الآخر المميز في تجربة الدستور هو اتساعها لجميع التيارات والأفكار ،، فكنت تقرأ مقالة يكتبها أحد قيادات الأخوان وعلى الصفحة المقابلة مقالة لأحد رموز اليسار
حتى أن (محمد البلتاجي) القيادي بجماعة الأخوان المسلمين وصف جريدة الدستور بأنها أكبر حزب سياسي في مصر
ــــــــــــــــــــــ
يضم الكتاب مقالات لكثير من الكتاب والشخصيات السياسية والعامة يسجلون إنكارهم لما حدث ويكتبون شهاداتهم في حق جريدة الدستور وإبراهيم عيسى ولكن مع تكرار ذكر الأحداث والعبارات المتشابهة في الكثير من المقالات أحسست ببعض الملل وتخطيت الكثير من الصفحات وتكمن أهمية الكتاب في قيمته الوثائقية التي ستساعد في المستقبل من أراد الكتابة عن جريمة إغتيال الدستور
كتاب يتبع مبدأ التكرار يعلم الحمار عرفت والله إن السيد البدوي وحش وإن رضا إدوارد جاهل وسفيه وكلامه بلا منطق ولا رابط وحرام على اللي خلاه صاحب مدارس ومربي أجيال ، الكام معلومة دول اتقالوا حوالي 40 مرة في الكتاب على الأقل