حِدة في الرد ما بعدها حِدة، وغلظة شديدة في الرد، ليت الرد لو كان أقل غلظة ولكن ليس لي الإنكار بلحاظ أن القصد الرئيسي من الكتاب هو تنبيه المغتريين "بالسلفية" ناهيك عن لحاظ لهجة ابن القيم وكلامه عن السادة الأشاعرة فقد وصفهم بأبشع الأوصاف وصوَّر مقالاتهم بطريقة شنيعة لينفِّر عنهم العامّة.
وكان العلامة السبكي في أحايين كثيرة يكتفي بنقل كلام ابن القيم مع إشارة خفيفة إلى شناعة القول ثم يتمم في الحاشية الإمام الكوثري مفصلا الرد، وفي بعض الأحيان يتبع طريقة المصنف في مجرد تبيين شناعة القول. ونجد العلامة السبكي يقول : "والكلام في ذلك يطول وليس هذا [ أي ناظم النونية ] من أهله" فتأمل كيف يستخسر العلامة التقي السبكي الكلام في الرد على الناظم.
ورغم هذه الحدة والغلظة التي تجلّت في الرد قال الإمام السبكي كلاما جميلا أنقله متبركا به : "فياخيبة المسلمين إن كان يكفر بعضهم بعضا، ولِم لا يقول هذا الجاهل إن الكل يقرون بالله ووحدانيته ويغلط بعضهم بعضا في وصفه ولا يخرجهم ذلك الغلط عن الإسلام؟!"
كتاب متوسط في الرد على نونية ابن قيم الجوزية التي اشتهرت وراجت بين الناس انتصارًا لمذهب التجسيم والتشبيه ، كان فيها المؤلف الإمام السبكي الكبير مختصرًا في الرد وأغلب الأحيان ينبه لغرابة أجزاء من النونية و يعرض عن مناقشتها لتهافت المذكور ، وعلى حاشيتها تعليقات غزيرة من الإمام الكوثري وسمها بتبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم كانت أقوى وأكثر تفصيلا من رد السبكي نفسه ، ويلاحظ في الأصل وحاشيته حدة الرد لدرجة العنف اللفظي في بعض المواضع قد يستصعبها القاريء لكن من قرأ النونية عرف أنها مشحونة بأضعاف هذا من التعصب والشتم والتكفير فكان الرد أقل من ذلك بكثير ... ربما يجدر بنا مناقشة بعض الجزئيات لكن ستطول المراجعة بدون فائدة . إن ردًا يكتبه الإمام السبكي الكبير ويعلق عليه الإمام الكوثري لحري بأن تجد فيه ما ينفعك ، قطع الله المجسمة والمشبهة وأزال هذه العجمة الفكرية من بين ظهرانينا تنزه الله عن كل نقيصة وعيب
كتاب قيم في الرد على طوام ابن القيم في مصنفه المشهور بالنونية بقلم تقي الدين السبكي حيث أنتقى بعض المواضيع و قام بالرد عليها و كان شديدا في رده عليه و ربما أن الأمر لا يحتمل أقل من ذلك ، حواشي الكوثري على مصنفات العلماء كذلك من أجل الحواشي و أنفسها و أغزرها فائدة و فيها من التحقيق و التدقيق مالا تجده في غيرها ،، التجسيم آفة أبتليت بها هذه الأمة و فتنة ما زالت نيرانها لم تخمد و ربما لا تخمد أبداً ، و قد تسربت هذه العقائد الزائغة إلى المسلمين من الاسرائيليات التي روجها أمثال كعب الأحبار و أضرابه ، و قد تلقفها بعض من لا عقل له من المحدثين و من في قلوبهم زيغ ضاربين بعرض الحائط قول الله تعالى : ( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ) و قوله ( هل تعلم له سمياً ) ، و الأمر أن علماء الأمة المنزهين من كل المذاهب قد تصدوا بالرد على هذه الأباطيل في مصنفات كثيرة و مجلدات عريضة ،،،،