انهيت هذا السفر الفكري ثم اردفته بقراءة ثانية في التو و اللحظة, لم يثنيني عن ذلك صفحاته التي تزيد عن الخمسمائة, يتناول في فصول الكتاب الثلاثة عشرة بالتحليل و النقد والاحصائيات الكثيرة احيانا ما! حال التعليم المزري في العالم العربي و يضع الكثير من الحلول لنرتقي بالفرد الذي لا يجب ان يكتفي باستهلاك الحضارة اوتطويعها في احسن الاحوال, بل لا بد من المساهمة في انتاجها و ابتكارها و الاضافة اليها, يضرب الامثال باليالبان و الصين و دول شرق اسيا التي تتسيد المشهد العالمي الان باستثمارها في الانسان الذي هو " نفط لا ينضب" اعجبني بل اذهلني الفصل الذي يسرد فيه الكثير عن النانو تكنولوجي التي تسرف الدول المتقدمة في الصرف على الابحاث المتعلقة فيها, هل تعلم ان افضل عشر وظائف في عام 2010 لم تكن موجودة في العام 2004؟؟ انه سوق العمل الذي تتغير ملامحه في اسرع من لمح البصر!! و بلادنا العربية تعج بجحافل الموظفين من حملة الشهادات العليا الذين لا هم لهم الا الوظائف الحكومية و الترقيات, اتمنى ان يعمم الكتاب على وزارات التعليم في الدول العربية فالسعي الى التطور و الانتاجية الحقة و لو متأخرا حتما افضل من البكاء على اللبن المسكوب
حيث انت يضعك وحيث الحضارة والتقدم يقيسك ومن انجازات الامم يصنفك وعن عدوك يخبرك ثم يرقص قليلا على جراحك الدائمة ويعود اليك بحلول لزمانك لتلحق بمن تبقى من الركب ان فهمت عالمك الحقيقي ، بمنتهى الروعة يقول لك لاتلتقط من قارعة الطريق.
مليء بالمعلومات التي تثريك , تحدث في مجال التعليم وكيف النهوض به في مجتمعنا كما يسمونه بالعالم الثالث . من الكتب التي ما أن تنهيه حتى تستحضره في حياتك .
لم أكن أتخيل حين شريت هذا الكتاب ووقعه لي المؤلف أن أنهيه في أربعين يوما !! مع كل مشاغلي و دوامي المرهق ... لم أكن لأصدق أحدهم إن حدثني عن كتاب يحوي ما أريد قراءته فعلا كل سطر فيه ... حتى اقتنيته .. حافل بمحتوى ثري و مثري جدا ... يجمع بين رأي المؤلف مدعوما بالدراسات والمراجع .. مقنع محفز صريح ... يعرض مشكلة العالم العربي النامي او ( المتخلف ) و يفترض لها حلولا ... رائع !
عرض الكتاب نقاط ضعف العرب مقابل نقاط قوة الغرب ذاكرا بعض التجارب التي نجحت في تكوين قوة ومكانة عالية لبلدانهم .. اعتقد ان الكتاب دستور لطريق النجاح علينا ان نعلمه للاجيال القادمة في مدارسنا " او الكتاتيب التي تدعي انها مدارس" , الكتاب يستحق ان يقرأ بجدارة :)