الطفلة التي تركت حضن أمها صغيرة حتى أنها لم تتعرف على نفسها سوى لاحقا، "فريدة" ابنة الضرة "عقيدة" التي ورثت منها بعض الملامح جسدا وروحا. رحلت بصحبة أبيها منذ زمن بعيد، في الستينيات من القرن الماضي، لتلتحق بالبيت الكبير مع جدها "كبور" والأعمام وأولادهم بعيدا عن أمها لتكبر في كنف زوجة أبيها وأخواتها غير الأشقاء.توتر المشهد، جلوسها متربعة فوق ظهر عربة بخدين ورديين وعينين فاتحتين وشعر أشعث بفعل الريح، وفستانا الطويل الأسود ذا النقاط البيضاء، وصندلها البني الذي تطل منه أصابع قدميها الجافة، بندوبها الظاهرة، من كثرة ما اصطدمت بالحجارة والسكوم وسدر النبق، ليس كمؤشر على الفاقة، بل على اجتيازها تخوم اللعب. مشهد ما زال إلى اليوم يتكرر في أحلامها، مثلما تتكرر مخاوفها من أح
القراءة التاسعة ضمن قائمة الكتب التي ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربيّة 2023م.
"بيتنا الكبير" | سيرة أسطورة من مغرب القرن التاسع عشر.
على خُطى (ثلاثية) النجيب محفوظ ، في السرد الروائي العائلي لعائلة السيد : أحمد ، تتوغّل الكاتبة المغربية ربيعة ريحان في سيرة الجد كبّور ، وعائلته من بداية رحلته البطولية بفروسيّته وإباءه، حتى نهايته وموته والإختفاء التدريجي للعالم الذي بناه لتبقى الأسطورة تُحكى للأجيال والأجيال التي تليها.
تبدأ الرواية تاريخها في مغرب القرن التاسع عشر انطلاقاً من بلاد السيبة التى لا تخضع للسلطان وتتمرّد عليه ولا تدفع الضرائب تلك البلاد المغمورة والمهمشة ، مروراً بعهد الإستعمار للمغرب ، وصولاً إلى عهد دولة الإستقلال ، حين إستطاعت الحفيدة فريدة التي ترويّ سيرة الجد أن تمتلك حق الكلام والكتابة.
في هذا السياق التاريخي والإجتماعي ولد الجد كبور من عائلة كبيرة سلطويّة ، ذكورية، منضبطة ، وصارمة، تربت على يد مجتمع أبوي مستبد، مبني على مثلث المال والقوة والسلطة.
كبور الشاب ابن العائلة القويّة ، أثناء مروره بالسوق الإسبوعي ، رأى ذلك الجابي المتسلط والمتجبر بظلم يمارس ذلك على أحد الفقراء المعوزين ، وتدخّل كبور لرفع الظلم عن ذلك المقهور ، فأنتقم له من الجابي بالسب والركل والسحل والتعنيف.
ثم هرب من السوق وسار على غير هدى خوفاً من انتقام السلطة ، إلى أن حملته قدماه إلى مكان آمن بالقرب من وادي تنسيفت القريب من آسفى ، فأتخذ من هذه الأرض الجديدة مُستقراً ، وحوّلها من صحراء بأشواك نابتة الى خضرة ، ومزارع ، وبساتين، فأمتلك الأرض وبنى له عشّة ، تحولت فيما بعد الى بيت صغير في وقت وجيّز ، ثم مالبث أن تزوج حنى وصل الي أربعة نساء وتكاثر نسله وغدى ذا مال ومكانة وسلطة وسطوة.
إمتلك العديد من الذخائر والأسلحة للدفاع عن مملكته التي كانت قاعاً صفصفاً ، وحوّلها إلى جنة خضراء ، تحتاج إلى الحماية فقد كان حينها الإستعمار قد تغوّل وكثر الطامعين وقُطاع الطرق.
تتولّى حفيدته فريدة إخبارنا بقصصه الوطنيّة والمقاومة ، وحبه لإغاثة الملهوف، وإكرام الضيف ، ومساعدة الناس والحنوّ على الفقراء على الرغم من تجهمه وصلفه وإستعباده لعائلته وأولاده الذين يكبرون أمام عينيه وكذلك أحفاده.
يبدء المجتمع بجوانبه الإجتماعية والإقتصاديّة والثقافية بالضغط عليهم وعلى الجد الذي لا يجد بداً من مواكبة التغيّر ، الذي أدى إلى تفتح الوعي ونضوج العقليّآت وأهمية العلم ، والتعلبم وكل ذلك يحرّكه الرغبة في مواجهة المستعمر بكل السُبل للخلاص منه.
ومن هنا يبدأ الجد في الحرص على تعليم أبناؤه بدأً من إحضار المُلا وتحفيظ القرآن ، وحفظ الشعر، والأحاديث وقصص الأنبياء، حتى مرحلة الإنتقال إلى المدينة للتعليم والإنتظام بالمدارس.
وحين حان زمان الحياة العصريّة في مطلع الإستقلال ، أسّس الجد حياة ثابته في المدينة لأبناءه وأحفاده، ليصبحوا فيما بعد معلمين وموظفين ، ومدنيّن ، وهو لايتوانى عن ترك منزله الكبير وزيارة أولاده وأحفاده في المدينة ليُغدق عليهم من الخير والمحبة ، ثم لا ينسى زوجاته وأولادة القابعين في البيت الكبير ، في إقطاعيته التي يتسيدها من هداياه أيضاً.
تقول الحفيدة ، الراوية فريدة عن ديناميكيّة الحياة في بيت جدها الكبير "كان يبدو جليّاً إنها مضمون شديد الزخم ووفرة في كل شيء ، في الزوجات والأطفال ، وفي القوة والضعف والرضى والخيرات ، كما في الطاعة والإنصياع ، والسلام والأحصنة والبهائم والبيوت".
الجد كبور بما يملكه من من إيجابيّآت وعيوب كثيرة ، إلا أنه حرص على تربية جيل من الأبناء والأحفاد ، يغرس فيهم الصفات الحميدة، والكرم ، والمروءة ، والنخوة ، يعلمهم العزّة والدفاع عن الأرض والعرض ، يراقبهم من بعيد كبيرهم وصغيرهم ، يحب أحفاده ، ويُغالي في محبة حفيداته، وحين يتأكد من وصول بذرته القويّة إلى حفيده الأثيرة.
يموت وهو مطمئن أن هناك من سيرعى سيرته ، ويحافظ على إمتداده الذي أخذت منه الحفيدة منارة تضئ لها طريقها لتنحته على خُطى الجد بما إكتسبته من معارف ومهارات جعلتها تحلم بحياة لها مسارات وعالم خاص بها ، مرتكزة على سيناريو حياة الجد الذي رأت ضرورة توثيق ما عاشته من حياة بين الهضبة والمدينة، لتخلق إتجاهها الخاص بقوة الإرادة، وعزيمة التحديّ، والقدرة على العبور.
الكاتبة المغربية ربيعة ريحان ، جعلت من روايتها هذه عتبة إلى فضاء التميّز والإبداع ، سيتذكر التاريخ اسمها لفترة طويلة.
إن لم تحصد هذه الرواية البوكر فستكون عقبة مضنية أمام منافستها ، تمنياتي بالتوفيق والإستمرار في الكاتبة.
يمكن اعتبار العمل منتميا لما عرف برواية العائلة اي تلك التي تجعل من حضور العائلة مسرحا لبنائها السردي. العمل يتحدث عن الجد "كبور" و الحفيدة "فريدة" التي معها تبدأ الحكاية في رحلة استرجاع لذاكرة الجد المروية من لحظة هربه بعد صفعه و ضربه لجابي الضرائب في سوق القبيلة الى وفاته في منزله الكبير و معه جزء من تاريخ المغرب : السيبة/الاستعمار/الاستقلال . العمل الممتد عبر تاريخ الجد الذي عرف بقوته و جبروته و الذي يحيلنا على صورة نموذجية ذكورية تعتبر المرأة مجرد شئ و هذا ما نجده على مستوى الحوار الموجه منه إلى زوجاته الأربعة و على مستوى إصراره على تزويج ابنه البكر و المفضل والد "فريدة" زوجة ثانية و فيه إحالة للسلطة البطريركية/الذكورية الماسحة لباقي شخصيات العمل. بطل العمل أو شخصيته الرئيسية هو الجد و هو محور العمل الذي تدور حوله باقي الشخصيات التي تتشكل من الزوجات و الأبناء و الاحفاد و حيث توجد سيرورة زمنية متحركة الى الامام في خط متصل من نقطة الهرب الى الوفاة في تواز مع قصة الحفيدة مفضلة الجد التي تبدأ من تركها لأمها الزوجة 2 للابن و التحاقها بأسرة والدها. العمل في عمومه حكاية أسرة و حكاية جذور بالأساس و ان أخذت طابعا حياديا تسجيليا الا فيما يخص احساس الحفيدة الراوية للاحداث. ملاحظة أخيرة : وجود أخطاء مطبعية في بعض الصفحات و كذلك عدم الثبات على اسم زوجة أب فريدة لأجد ثلاث أسماء لنفس الشخصية في صفحات متقاربة 🤔🤔🤔 . عموما يمكن الإشارة إلى أن العمل جيد و سيحبه كل من أحب الثلاثية او دفنا الماضي .
الاختيار هذه المرة من المغرب، ولكنها لم تترك لدي أثر معين، بمعنى أن الكتاب ليس له طابع خاص ببلده كباقي الكتب في القائمة، كل كتاب كان بيتكلم عن حاجة خاصة بالبلد بتاعته، حدث تاريخي معين، حقبة زمنية مهمة مثلا، لكن القصة هذه المرة ليست حكاية خاصة بالمغرب أو الشعب المغربي، هي رواية عائلية تحكي تاريخ أسرة مغربية ولكن هذه الأسرة تشبه الكثير من الأسر في الكثير من البلدان. الكتاب مكتوب بصيغة المتحدث، وهي 'فريدة' التي تحمي لنا قصة جدها الذي اضطر للهرب من بلدته بعد أن تصدى لجابي الضرائب مدافعا عن أحد الغلابة، مما اضطر أهله الى تسكينه في مكان مقفر بعيدا عن أيدي وأعين السلطة، تمر الأيام ويتزوج من أربع وتبدأ مرحلة التناسل كالأرانب ليصل عدد الأبناء الى ٤٠ أو ٥٠ يكبون ويتزوجون بدورهم لتصبح الأسرة كالقبيلة. لم أخرج من القصة بهدف معين أو أحس ان هناك رسالة معينة من خلف الأحداث، لكنها كانت قراءة سهلة لأن محور الأحداث كلها هو الجد وباقي الشخصيات على الهامش. يمكن يكون الحضور الطاغي لذكورية الجد وديكتاتوريته مع نساءه هي ملامح لعهد 'سي السيد' الذي انقضى خلال القرن الماضي في العديد من بلدان الوطن العربي، والصراحة أن في بعض الأوقات كان الجد يذكرني بشخصية سي السيد من ثلاثية نجيب محفوظ.
مكنتش هرشحها للقائمة القصيرة، بس أنا بكتب المراجعة دي بعد أعلان القائمة القصيرة وعدم وصولها ليها...
تقول فريدة إن ماضيها وماضي والدها وأعمامها وعماتها وخالاتها مختزل في جدها. إنه "تاريخ متداول محوره الجد كبّور" والأمر إذًا هو أن سيرة الأسرة والأجيال مجدولة في ومع سيرة الجد، مثلها مثل السيرة المغربية أو سيرة البلاد أو التأرخة الروائية
رواية غير مشذبة فيها الكثير من الحشو مع ان القصة شيقة والفترة الزمنية، التي تناول السرد فيها حياة الجد كبور خلال النصف الأول من القرن العشرين وهو يؤسس عائلته بالقرب من نهر تانسفيت، ذو بعد تاريخي واجتماعي مهم. تبدأ الرواية بمشهد لطفلة تؤخذ من الأم التي تسكن بيت العائلة الكبير إلى المدينة للسكن مع الاب وزوجته الأولى. بعد هذا المشهد المؤثر تختفي الطفلة وان كانت هي الرواي الأساسي لنغرق في تفاصيل حياة الجد. هذه التفاصيل مركبة على لسان الطفلة التي سمعت عنها على الأغلب بعد وفاة الجد المتزوج بأربعة وله من الأولاد ما يقارب الخمسون. تتسلل بعدئذ تفاصيل عن حياة الاب الذي ينتقل للمدينة للدراسة لتظهر الراوية في الصورة لتوضح المشهد الاول لتركها بيت العائلة. فجأة يختفي الجد بالموت وننتقل بالزمن إلى الراوية وهي تكمل دراستها الجامعية وترغب في دراسة السينما. من هنا وحتى النهاية نجتر ترددها في رغبتها كتابة سيناريو عن حياة الجد الذي كانت له بصمة عميقة في حياتها وحياة العائلة وصعوبات الحياة التي ألقت بها في حياة الوظيفة الحكومية. هل الرواية هي سيرة ذاتية للكاتبة؟ ان نعم فربما ذلك احد اسباب الحشو الذي اخل بالبناء الروائي خاصة بالجزء الذي حاولت فيه الكاتبة الربط بين قصة الجد وقصة الطفلة. الجزء الأكبر هو الذي تناولت فيه حياة الجد وكان من الممكن لوحده ان تشكل حوله رواية مميزة.
الرواية على القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام ٢٠٢٣.
لم أستمتع بالرواية رغم طابعها الاجتماعي والتاريخي الذي أحبه عادة. تستميت الكاتبة في سرد وتكرار تفاصيل حياة جدها كبور الذي بنى عالمه في مكان ما على مشارف نهر تانسيفت أواسط القرن العشرين. تنتصر الذكورية والفتوة وغريزة البقاء وحب المال والتكاثر ، نرى أيضا صورا من البطولة والوطنية. كل ما يمثل الصورة المعتادة للرجل العربي والشرقي القوي والنافذ لذلك الوقت. .. كتبت المؤلفة رواية بعد أن ودّت لو كانت سيناريو فيلم عن حياة جدّها الزاخرة فلم تسعفها الظروف لكتابته وخافت من فشل التجربة.
رواية تحكي عن ذكريات الطفلة فريدة التي عاشت في كنف جدها بعد طلاق والديها قبل ان تلتحق بوالدها وتعيش بين اخوتها الغير اشقاء. جزء كبير من الرواية يتحدث عن الجد وتفاصيل تكوينه لأسرته الكبيرة، في بدايات القرن العشرين، وما عاشه من مغامرات بعد هروبه من القرية الصغيرة. الرواية في جزء كبير منها مملة.. رغم صفحاتها الثلاثمائة.. في انتظار فرصة اخرى لرواية اخرى لنفس الكاتبة
فُتنت بالغلاف والعنوان ثم أمضيت في قراءة حوالي ١٠٠ صفحة تتحدث " فقط" عن هروب الجد "كبّور"بعد واقعة الجابي التي أدت لهروبه.. تدور أحداث "بيتنا الكبير" في المغرب، في النصف الأول من القرن العشرين، حيث تروي فريدة ذكرياتها مع جدها وبيته الكبير وعدد الأحفاد اللامتناهي..
الكتاب يأخذنا بذكريات نجوبها بين حضارة المغرب وجزء من ارثها وذلك من خلال حكاية الجد كبور على لسان حفيدته فريدة. التي مرت حياتها بالكثير من المحطات الصعبه والتأثير من فقد جدها ذلك الرجل الجسور القوي الذي وقف امام الظالم للدفاع عن المظلوم ثم قرر ان يخلق لنفسه حياة، عشيرته، وتجارة وسط الهضاب والانهار . كما أنه لم يستسلم لجفاء الايام معه وحرص على زرع روح عدم الاستسلام في أبناءه حيث كان يخبرهم دوما: " إذا فرضت عليكم الظروف ذات يوم قسوتها، إياكم أن تضعفوا أو تستسلموا، واجهوها بقوة وصلابة، وإياكم وجمع الأيدي والتذمر، فذلك لا ينفع في شيء "
اخيرا الرواية حقا جميله ولكنها تفتقر الى الحبكة والمحتوى ولكن بها من المتعه ما بها
إسهاب و تكرار عجيب لمآثر الجد كبور مع انه فعليا مثل كل رجال تلك الحقبة و لا استثني رجال هذا الزمن 😒 عربدة في الصغر و تهور في التصرفات و معاملة وضيعة للنساء لكن رحمة عجيبة في الأطفال تركت انطباع في العقل الباطن (لديها الحفيدة) بصلاح هذا النوع من الرجال.
مللت كثيرا وأنا اقرأها. كنت ابحث عن فريدة أو شخصيتها في كل ما اقرأ ولم اجدها الا بعد ان وصلت الفصل ٢٠ حتى ما أتى بعده لم يكن بمثل الوصف و الإسهاب فيما قبله. اول قراءة لي للأدب المغربي و حقيقة خاب ظني !
مافي جديد الكاتب العربي ..ليه يشتت نفسه عندك خيال جميل و أسلوب ليه المط ، القصة لا تحتمل هذا الكم من الصفحات ..بعد ٣٠ صفحة تبحث عن هدف الكاتب . اين الشغف .اسهبت الراوية فى الحديث عن الجد " كبور" الخارق ..حتى عيوبه كانت ميزة ..الباقي كانو هوامش و صغيرة جدا
تسرد الحفيدة “فريدة” حياة جدها إبتداءً بهروبه من السلطة إلى أرض خاوية و منعزلة بجانب نهر. لم يستطع الجد كبور كبت جماح غضبة أمام حدث غير عادل يحدث أمامه في السوق فوجد نفسه بمواجهة السلطة مما جعله يهرب. الجزء الثاني من الكتاب هو سرد فريدة سعيها لتحقيق حلمها بتوثيق حياة جدها.
لم تعجبني شخصية الجد أبدًا ولم أراه شهمًا ولا رجلًا بل كان همجي، نرجسي، ذكوري، متحكم و مليء بالغضب والقسوة وحياته لا تستحق التوثيق. الكتاب لم يكن سيء ولم يكن مدهش. يحمل بعدًا واحدًا و وتيرة واحدة. على الأقل لم أمل أثناء القراءة. الكتاب مليء بالأفكار الذكورية والتي كانت متجذرة في المجتمع آنذاك وقد تكون بعضها موجودة للأسف لحد الآن ولكن بغلاف ورديٌ لطيفٌ.