في الكتاب كمية المعلومات والأخبار الواردة عن حصار جدة في جريدتي أم القرى وبريد الحجاز ، تقدم لنا رصد شبه يومي لأحداث الحصار على مدار أكثر من عام. كما يجمع تلك الأخبار المتنوعة والتي قام معد الكتاب بتصنيفها، محاولاً قد الإمكان التعليق عليها وفق المصادر الأخرى المعاصرة للحدث. ولكي يقف القارئ على الحدث (حصار جدة)، قدم تمهيداً يبدأ من دخول جيش الملك عبدالعزيز الطائف، إلى قرار حصار جدة، ثم ختم البحث بذكر التسليم وكيفيته وبنوده وألحقه بملحق يحوي عدداً من الخرائط تسهل تصور الحدث ومعايشته.
الكتاب جميل وعنوانه واضح، (حصار جدة من خلال جريدتي أم القرى وبريد الحجاز) أي أنه جعل مصدر الكتاب من الصحيفتين. ومع ذلك اقتبس من عدد من المصادر الأخرى. وكذلك موقف البعثات الدبلوماسية في جدة من دخول الملك عبدالعزيز لمكة المكرمة وجدة.
أم القرى صحيفة تتبنى موقف الملك (السلطان) عبدالعزيز، بينما بريد الحجاز تتبنى موقف الملك الشريف علي بن الحسين، مما منح الفرصة للقارئ ليطلع على الحدث من مصدرين مختلفين متضادين.
أعجبني المؤلف حين فصّل في الهوامش وشرح الكثير خصوصا عن الشخصيات غير المعروفة وقدم نبذة عنهم..
الكتاب يستحق ٤ إلى ٣ نجوم، وليته أضاف للملاحق نسخ مصورة من الصحفيتين للتوثيق.
الكتاب يذكر يوميات حصار جدة مُأخوذة من جريدة (أم القرى) وهي لسان حال الملك عبدالعزيز وقواته، وجريدة (بريد الحجاز) لسان حال الشريف علي وحِزبه، وهي يوميات سنة تقريباً، أي من منتصف عام 1343 إلى منتصف عام 1344. تطلع فيه على يوميات الوقائع الحربية، وأيضاً الوضع الصحي والاقتصادي والحج في ذلك العام.
وش أجمل من إني أقرأ عن أحياء جدة، حتى الآن؛ النزلة، الرويس، الرغامة، بني مالك ، البلد، (جبال) الكندرة، الوزيرية والشرفية.
أبدع الثبيتي في رصده وتصنيفه ثم عرضه ونقله، أورد كامل تفاصيل الحصار من جميع الجهات، وضّح الوضع الإداري، الوضع الاقتصادي، الوضع الصحي، وضع حج 1343هـ (بالتزامن مع الأحداث)، الوضع العكسري، الوضع الحربي (هنا أسهب) وأخيرًا التسليم.