Mousa Issa

“بالرغم من هذا الإحتلال الذي يستوطن قلبك، بالرغم من جيوش التوق التي استعمرت أضلعك وأردتك منفياً حتى عن نفسك إلا أن الغياب يصنع تلك الفجوات التي تُرغمك أن تصمت رغماً عن أنف إشتياقك، أن تتراجع للوراء في كل مرة أردت أن تتجه خطوة لـ اللقاء فيذبُل من على ثغرك الكلام ويجف بقلبك شغف الرجوع .. لذلك كان يُرعبني دوماً قدوم موسم الغياب المُباغت لأنني أدرك بأنه بوابة عبور الجفاء لحكاياتنا التي نحفظها في أعماقنا ونخشى إطلاق سراحها لغياهب المجهول”
― نجلاء حسن, تعاليت

“ولأنني كبُرت بما يكفي لأفهم حقيقة الحياة، أدركت بأن المرتبة الأولى لا تكفي لأحصل على وظيفة ..
و الجمال لا يكفي لأتزوج من الرجل الذي أريد ..
و مِنح الأراضي لن تشملني ..
و ثمن البناء باهضٌ جداً ..
و الإيجارات فاحشة ..
و ما من رجلٍ يستحقني ..
و سماؤنا لا تُمطر .. و إذا أمطرت .. غرقنا!
و أشهر الكتب في مكتباتنا ممنوعة ..
و الرجل الذي أحببته متزوج!
و ثمن طباعة كتاب أوفر من ثمن فستان سهرة ..
لذا.. صرتُ أكتب. و الباقي ألقيتُ به عرض الحائط!”
― ندى ناصر, مذكرات ضلع أعوج

“قالت: أنتهي كل شئ ببساطة, كما بدأ ببساطة.
قلت: النهايات ما إلا بدايات جديدة.
قالت: عن اقتناع ؟
قلت: بل عن يقين.
قالت: أذا فهي وجهة نظرك الدائمة!!؟
قلت: لا شئ دائم, كل الأفكار قابلة للتغيير, التبديل, او الزوال.
قالت: والمبادئ؟
قلت: المبادئ لا تتجزأ, ولكن أحياناً تترك جانباً.
قالت: معني ذلك أنك اصبحت شخص أخر وتبدلت بداخلك المبادئ التي أمنت بها قديماً!!
قلت: ربما...
قالت: أذا لم يعد لي مكانٌ هنا, حان الأن وقت الرحيل.
قلت: كنت أتنمي أن أرافقك, ولكني رحلت بالفعل.”
― محمد خالد النجار

“الذين يضحكون بصوت مرتفع ..
ليسوا بالضرورة سعداء ..
يفعل التعيس ذلك أحيانًا ليتّقي شماتة الأعداء !
والأسوأ من أن تكون حزينًا ..
ألا يكون بمقدورك أن تبوح بذلك لأحد ..
أن يُفتّقك الصمت ..
ولا شيء يَرْتِقُك سوى الأيام ..
أن تبتسم لتنفي أي تهمة تشير بها أصابع الحزن إليك ..
أن تقرأ لتظل عيناك نحو الأسفل دون أن يبدو ذلك انكسارًا ..
أن تنام مبكرًا ..
لتنسحب دون دون أن يبدو ذلك انعزالًا ..
أن تتأخر على سجادة صلاتك ..
لتصمت طويلًا دون أن يبدو ذلك شرودًا ..
تترقب وجعًا ما ..
سيأتيك على شاكلة فاتورةٍ مؤجلة !”
― ندى ناصر, على متن حقيبة