أحمد فؤاد's Reviews > الغرق: حكايات القهر والونس
الغرق: حكايات القهر والونس
by
by

وغرقت في قلب السودان الذي نسيت أنه أكثر تنوعًا ثقافيًا من الصورة النمطيّة التي نعرفها عن هذا البلد الجميل. السودان ذلك البلد الموغل في أفريقيا من جنوبه، والمُتّحد لغويًا في شماله. يتخذون من اللغة العربية لغة رسمية رغم أن هناك أكثر من 300 لغة يتحدث بها أهلها.
يتحدثون في شرق البلاد بالبجا، و يتحدث غربها بالهوسا والفور، بينما يتحدث شمالها من دنقلا وحتى سوان آرتي (جزيرة أسوان المصرية) باللغات النوبية.
قد يتعجب البعض من هذا التنوع الكبير في لغات بلد واحد، لكن بالتأكيد سيذهب هذا التعجب عندما نعرف أن سكان السودان هم خليط من عرب وأفارقة ونوبة وبجا، وبعض أقليات من مصر وتركيا و أثيوبيا وأرتريا!
لماذا أكتب هذه المقدمة الجغرافية في مراجعة رواية؟ من أجل أن نفهم أن عادات وتقاليد السودان مختلفة. قد نراها متشابهة في الشكل، لكنها تتباين في المضمون. ورغم تماثل عادات أهل القرى والريف في معظم بلدان العالم، وخاصة في منطقتنا العربية، إلا أنها في السودان لها نكهة خاصة... نكهة تختلط معها الحقيقة بالأسطورة. فتتوه بين الواقع والخيال، والويل لمن يكذّب أيهما!
يأخذنا الكاتب حَمّور زيادة في رحلة إلى قرية حجر نارتي، حيث سطوة الأعراف التراثية، فلا حلال أو حرام هنا، بل متواتر مُستحسن أو مختلف منبوذ.
في هذه الرواية؛ يمتزج التاريخ بالسياسة، والأمل بالقسوة، والحب بالعنصريّة، و الانتهاك بالقنوط. يختلط الخبيث بالطيب فلا تعد تستطيع التفريق بينهما، لكن لا أهمية لذلك إن كان الجميع مُتهمًا والضحية واحد؟
ضحية تتساءل في إذعان وألم: "من يقدر أن يُحاسِب مجتمعًا بغيصًا اتخذ من قهره واضطهاده واستعباده؛ حكايات للونس؟"
أعجبت ببراعة الكاتب اللغوية، وإجادته التصوير بأسلوب أدبي بليغ. لكن أسلوب السرد لم يناسبني.
الرواية بلا حبكة، هي مجرد حكايات مترابطة متداخلة. أصابني بعض التشوّش بسبب الفلاش باك المتكرر.
نفرت بشدة من بعض مشاهد شبقية، و من ألفاظ سيئة لم أتصوّر أبدًا أن يلجأ لها الكاتب، حتى وإن كانت موجودة في الواقع.
كما لم يعجبني إظهار القرية السودانية بهذه الصورة المهينة الغارقة في ملذات الخمر والجنس وكأنها عادات يومية لأهل القرية. وذلك رغم أن الكاتب يُذكّرنا أكثر من مرة في روايته، بأنه ليس من الضروري أن تكون جميع الحكايات صادقة، وإنما الأهم أن تكون ممتعة حين تُروى، قد يكون محقًا، وقد يكون عدم إعجابي راجع إلى خدش صورة مثالية في ذهني قد لا تكون بالأساس حقيقية.
الكاتب لديه بالفعل قلم بديع في التصوير والبلاغة، لكن قد تكون تجربته السردية في هذه الرواية لا تناسبني، وهذا يحدث غالبًا عندما يحاول الكاتب أن يبدع خارج المألوف، لهذا فمن الواجب احترام تجربته الجديدة.
وأخيرًا... أنوي قراءة رواية شوق الدرويش التي يتفق الجميع أنها أفضل ما كتب حمّور.
تقييمي للرواية 2 من 5
أحمد فؤاد
31 تشرين الأول - أكتوبر 2019
يتحدثون في شرق البلاد بالبجا، و يتحدث غربها بالهوسا والفور، بينما يتحدث شمالها من دنقلا وحتى سوان آرتي (جزيرة أسوان المصرية) باللغات النوبية.
قد يتعجب البعض من هذا التنوع الكبير في لغات بلد واحد، لكن بالتأكيد سيذهب هذا التعجب عندما نعرف أن سكان السودان هم خليط من عرب وأفارقة ونوبة وبجا، وبعض أقليات من مصر وتركيا و أثيوبيا وأرتريا!
لماذا أكتب هذه المقدمة الجغرافية في مراجعة رواية؟ من أجل أن نفهم أن عادات وتقاليد السودان مختلفة. قد نراها متشابهة في الشكل، لكنها تتباين في المضمون. ورغم تماثل عادات أهل القرى والريف في معظم بلدان العالم، وخاصة في منطقتنا العربية، إلا أنها في السودان لها نكهة خاصة... نكهة تختلط معها الحقيقة بالأسطورة. فتتوه بين الواقع والخيال، والويل لمن يكذّب أيهما!
يأخذنا الكاتب حَمّور زيادة في رحلة إلى قرية حجر نارتي، حيث سطوة الأعراف التراثية، فلا حلال أو حرام هنا، بل متواتر مُستحسن أو مختلف منبوذ.
في هذه الرواية؛ يمتزج التاريخ بالسياسة، والأمل بالقسوة، والحب بالعنصريّة، و الانتهاك بالقنوط. يختلط الخبيث بالطيب فلا تعد تستطيع التفريق بينهما، لكن لا أهمية لذلك إن كان الجميع مُتهمًا والضحية واحد؟
ضحية تتساءل في إذعان وألم: "من يقدر أن يُحاسِب مجتمعًا بغيصًا اتخذ من قهره واضطهاده واستعباده؛ حكايات للونس؟"
أعجبت ببراعة الكاتب اللغوية، وإجادته التصوير بأسلوب أدبي بليغ. لكن أسلوب السرد لم يناسبني.
الرواية بلا حبكة، هي مجرد حكايات مترابطة متداخلة. أصابني بعض التشوّش بسبب الفلاش باك المتكرر.
نفرت بشدة من بعض مشاهد شبقية، و من ألفاظ سيئة لم أتصوّر أبدًا أن يلجأ لها الكاتب، حتى وإن كانت موجودة في الواقع.
كما لم يعجبني إظهار القرية السودانية بهذه الصورة المهينة الغارقة في ملذات الخمر والجنس وكأنها عادات يومية لأهل القرية. وذلك رغم أن الكاتب يُذكّرنا أكثر من مرة في روايته، بأنه ليس من الضروري أن تكون جميع الحكايات صادقة، وإنما الأهم أن تكون ممتعة حين تُروى، قد يكون محقًا، وقد يكون عدم إعجابي راجع إلى خدش صورة مثالية في ذهني قد لا تكون بالأساس حقيقية.
الكاتب لديه بالفعل قلم بديع في التصوير والبلاغة، لكن قد تكون تجربته السردية في هذه الرواية لا تناسبني، وهذا يحدث غالبًا عندما يحاول الكاتب أن يبدع خارج المألوف، لهذا فمن الواجب احترام تجربته الجديدة.
وأخيرًا... أنوي قراءة رواية شوق الدرويش التي يتفق الجميع أنها أفضل ما كتب حمّور.
تقييمي للرواية 2 من 5
أحمد فؤاد
31 تشرين الأول - أكتوبر 2019
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
الغرق.
Sign In »
Reading Progress
October 17, 2019
–
Started Reading
October 20, 2019
–
Finished Reading
October 31, 2019
– Shelved
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »

message 1:
by
إسراء
(new)
-
added it
Nov 25, 2020 05:18AM

reply
|
flag