More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
لكل رجل نفس بها الفجور والتقوى، ومن يبدو مخلصًا في كامنه تستقر الخيانة، ومن يبدو قويًّا بقلبه نفحة من الضعف.
الظلم المعلن دومًا أقل من الظلم الخافت المختبئ وسط الرقة والرحمة.
القتل راحة وسكينة.
الخائن دومًا يستحق العقاب، والظالم لا يردعه سوى الدهاء،
يفتح الله بابًا لكل مجتهد، وفي صفاء النوايا شموس لا نراها إلا بالبذل.
الخيانة عندما تأتي من حبيب تخترق الروح، وتذهب العقل،
ظن أن رؤيتها ستثير شجنًا قديمًا وبعض الحنو، ولكنها كانت كرؤية حجر صلب؛ لا هو يتشقق ولا يتساقط من السيل العرم. عندما التقت أعينهما لم يكن هناك أي حب، بل كان هناك سخط وجفاء.
لا أحد يعرف كل شيء هنا يا مولاي، حتى نحن، المعرفة شحيحة كالعدل والكنوز.
العجز عن المعرفة يتطلب الأعذار.
لا تبتئس، المدن لا تفنى بل تبقى قصصًا بين ثنايا العمر لتذكِّرنا بما كان، وعند المعرفة يتجلى السحر، وتشتعل النجوم بهجة بضوء ساطع لا ينقطع. كلما تعمقت في الأرض وجدت ما تريد. اجعل عشقك صافيًا، وغايتك نصب عينيك.
الحزن للعظماء، والهم الثقيل لا تحمله سوى القلوب الصلبة، عندما يُثقل البؤس قلبك اعرف أنك ارتقيت وكأنك من الملوك القدماء.
تعلمت من أرسطو أن حب النفس هو بداية حب البشر أجمعين.
شدة التعلق تؤدي إلى الانهيار، التعلق شعور يربك، يهوي بالنفس إلى البئر بلا سبيل إلى النجاة.
عش حياتك وكأن الشر لا يخترق قلبك، ومت وأنت راضٍ عما كان.
قال أنس: لا سلام مع الظلم، ولا هروب من الحرب إلا للهزيمة. كتب علينا القتال حتى وهو كره لنا.
لأخرجن من الدنيا وحبهم بين الجَوانح لم يشعر به أحد ألْقَيْتُ بيني وبين الْحُزن معرفة لا تنقضي أبدًا أو ينقضي الأبد بشار بن برد شاعر عباسي
المصريون يتقنون قراءة خطوط الماضي، يحبون العيش بين ثنايا الأمجاد، والمدن الزائلة دومًا بمبانٍ شاهقة ومآذن تصل إلى السماء.
يا ليت كل المصريين يتذكرون متى كان السيف في يدهم! ومتى تغمدت الذاكرة المدينة! ربما يأتي عصر غير العصر، ويوم غير اليوم، ربما يدعي البعض أن المصريين لا جيش لهم، لا يتقنون فنون القتال، أو يدعي البعض أن الفراعنة زالوا كما زالت مدنهم، ولكن من ينقب عن المدن يجد في انتظاره ظلًّا وظلالًا ونورًا ساطعًا وآخر باهتًا.
ليت صراخ الحب يخرج كثيفًا متسارعًا كاندفاع أمطار العواصف! ليت المارد يسوق تيه الوحشة إلى العدم كما تزخ الإبل إلى مسكنها! ولكن يمتزج الأنين بالتيه، وبوحدة النفس المتضرعة إلى ظالمها.
لم يكن المجنون في حالة إلا وقد كنت كما كانــا لكنه باح بسر الهـــوى وإنني قد ذبت كتمانــا
- في التسليم اعتراف بالعجز أمامه، وفي الاعتراف بالعجز أمامه الوصول إلى القوة.
هو الأقرب إليك، حتى في لومك وغضبك كان دومًا الأقرب إليك. ربما لم تَعِ ولم تشعر، ولكنه كان بداخلك يحملك ويسكِّن أعماقك، ربما من شدة قربه لم تره. فعند شدة القرب يصيب الإنسان الفزع، الضوء الساطع يحرق العين فلا نعرف إلى أين نسير ولا ما النهاية.
لا إرشاد مع النفس سوى النفس. لو اعتدت الضوء الساطع يصبح بصرك أكثر حدة، ولو سلَّمت بجهلك تصل إلى منتهى المعرفة، ولو سلمت بعجزك تصل إلى منتهى القوة. هو كريم حينما يبخل العبد، وهو كامل عند خطأ العبد، وهو رحيم عند ذنب العبد، يغفر..هذا أكيد. تذكر حتى لا تضل.
فقال الشيخ في يقين: لا ملجأ من الله إلا إليه. عندما تعييك الحيل الجأْ إليه، هو يتحمل غضبك ويصبر على شكك وقلة بصيرتك. هو خلق النفس ويعرف أنها أمام الابتلاءات. لو تركت النفس تنكسر أمام الكره والغضب ظلمتها وهي تستحق ما هو أفضل، ربك يتحملك لأنه يحبك، لا تقابل حبه بالغضب فقط، اجعل في قلبك رحمة ورقة، وتذكر صفاته وكماله حتى لا تتوه في دهاليز اليأس. هو اليأس عدو للإيمان دومًا. اجعل يقينك به يتغلب على يأسك من عباده.
القوة في عزل النفس عن الكره والحقد، وليس في خرق العيون وشق الأبدان.
لا تحزن، لابد أن هناك مخرجًا، سيجعل الله لنا مخرجًا.
عندما يتفشى الحزن يأكل اللحم كالجذام، لا علاج للجذام سوى رحمة الله. من قتل يقتل ولو بعد حين. ورحمة الله للضعفاء قبل الأقوياء ولكنه لا يعرف لو كان يستحق المغفرة.
أتظن أنه مس من الجنون، عندما أرى الظل وحدي أو لا أرى غيره، أعني.. عندما تنال مني وحدتي يصبح العيش مستحيلًا، وتهوي نفسي أمام أول ظلام وأول شك، لا حيلة لي في سجن النفس ولا في ضيق الروح، عندما تكون حولي، ولو بعيدًا، تتسع الروح وتطمئن.
لكل جواد كبوة، والجرأة أكبر الكبائر، تبعث الأموات، وتخرج الخوف من الأرواح الخامدة.
حكى بالتفصيل عن المدينة التي بناها، اقتطع كل جندي من جنوده أرضًا بها وعمرها في أقل من عام. من يبني مدينة لجنوده لا ينوي أن يبرح البلاد، عندما بنى عمرو بن العاص الفسطاط كان يريد عاصمة جديدة لمصر بعيدًا عن الإسكندرية. وكان يعمل للخليفة وليس لنفسه وكان جنده من العرب، وعندما بنى بنو عباس مدينة العسكر كانت لعساكرهم وليس لوالٍ ولا لجنوده. أما أن يبني أحمد القطائع وينوي أن يبني قصرًا فارهًا على حدودها فهذا يشي بخيانة وغدر، أحمد لا ينوي أن يبرح مصر اليوم أو غدًا.
هي أرض مؤججة بالمعارك. كل من يمر طامع، وكل من يبقى مُريد. والمطالب هي مفتاح السر، فالمطلب هو الكنز الدفين، ودخول القبور مستحيل.
يعاقب مَنْ تجرأ على الحلم، ومَنْ حاول المعرفة، هذه طباع رجال الخليفة وأصحاب الولايات. لا بد من معاقبة مَنْ عرف ومَنْ تمنى، فالمعرفة والتمني حكر على الحكام وخطيئة لغيرهم، فليبق كل في مكانه، لا داعي لتغيير المواضع ونبش الأرض وإخراج الديدان والجواهر. فليبق كل في مكانه، لا داعي لبناء جدار ولا بيت ولا صومعة، فالبناء يدعو للتأمل والأمل، والأمل يدعو للمعرفة، وقد رددنا أن المعرفة حكر وخطيئة.
عند الألم لا فرقَ بين الشجاع والجبان، وعند الفقد تتساوى كل المصائر ولا يصبح للعيش غاية،
من يعشق الدنيا هو أول من يرحل، ومن يتحمل غدرها هو أول من تطرده.
من يفهم الكلمات لا يفنى ومن غاب عنه قراءتها يعش أبد الدهر حائرًا تائهًا.
لامتها بحنس على التعلق، قالت: إن التعلق هو داء البشر ولا علاج منه. قالت إنها تعالج الشر، وتعالج الطمع ولا تستطيع علاج شيئين في هذه الأرض: التعلق والعجز. من يُصَب بالعجز يدرك ماهية الكون، فلا يمكن أن يعود إلى الأرض بحماس البراءة وقوة الغافلين، أما التعلق فهو آفة أهل الأرض. يأتي إليها كل يوم رجل متعلق بولد، بمال، بسلطة، بامرأة، وأحيانًا بنفسه.. ولا تجد دواء. تقول إن الدواء سيأتي عندما يأتي العجز. في العجز علاج للتعلق. وفي معرفة قدر النفس الضئيل إدراك أن التعلق بما لا نملك جهل وسراب.
ميسون كالكتاب القيم ذي النقوش الملونة الرقيقة، تحتاج إلى من يحملها على مهل وبرقة وصبر، وتحتاج لمن يتعامل مع النقوش وسط الكتاب بوجل وإعجاب طوال الوقت. لو تأخر عليها يومًا تتذمر وتبدأ خلافًا تتعامل معه بجدية، وهو في الحقيقة تافه لا يهمها. تحتاج إلى اهتمامه طوال الوقت، إما أن يعطيه لها طواعية أو تأخذه رغمًا عنه. إما أن يحبها بشدة أو تدفعه لكرهها بشدة. ولكنها لا تقدر على حياة الملل والمشاعر الفاترة. أعجبه هذا فيها. رغبتها أن تحيا وسط شغف دائم وعشق مستمر، وأن يمجدها بالكلمات والأفعال واللمسات.
إن لكل إنسان لحظة يدرك أن العجز قادم لا محالة وحينها لا بد أن يعرف.
العجز لا يفرق بين الظالم والمظلوم، يأتي لكل البشر ولكن المظلوم يرحب به، ويعرف أنه ليس النهاية، أما الظالم فينخر قلبه كما الوسواس.
ظِل أسود باهت مشقق وواهن بخطوط مركبة ومعقدة كبيت العنكبوت.
هي دنيا لا قبل لنا بها، لو سالمناها تغدر، ولو حاربناها تنتصر، وليس أمامنا سوى الصبر على الأيام، فهي تنتهي هذا أكيد، ولا يقين اليوم إلا في الانتهاء.
كلنا نلهث وراء المستحيل، ومن يتشبث بالمستحيل يفقد عقله،
لا شيء يفقد الوعي سوى العشق.
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها فهل سمعت بظل غير منتقلِ الطغرائي. شاعر وعالم عربي 455 هـ - 513 هـ
قالت وهي تقوم وتضع يدها على جدار البيت: القطائع، تلك المدينة الساحرة، قطعة من الجنة، كل العالم على أرض واحدة، الأبيض والأسود، العربي والأعجمي، القطائع تسمع فيها كل اللغات، وترى فيها كل الألوان، وتأكل كل أنواع الطعام. لو أردت الحدائق تجدها هنا، لو أردت البرقوق وشجر السفرجل فستجده هنا. حتى التفاح الأخضر والأعناب الملونة هنا. هذه المدينة أنا السبب في وجودها.
الصداقة مصير، واللقاء ليس دومًا بالبدن.
لا حب يحيا وسط الجبناء. ستبقى هائًما طوال عمرك، تشهد على المحبين ولا تقترب منهم، ترى التضحية والشغف في عيون الرجال، فتحسدهم على شجاعة لم تملكها في شبابك.
نحن سجناء نسعى للحرية ربما في سماء الله نتقابل من جديد، ونتذكر..
أبكي الذين أذاقوني مودتهم حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا لأخرجن من الدنيا وحبهمُ بين الجوانح لم يشعر به أحدُ ألقيت بيني وبين الحزن معرفة لا تنقضي أبـدًا أوينقضي الأبدُ بشار بن برد (شاعر عباسي)
كلام الليل يتلاشى في النهار، ولكن الليل يخرج سكرات الموت، وما أصدق سكرات الموت.

