وفي هذه الحالة، كنت أشتغل ثانية باسم التقدم، ولكنني في هذه المرة كنت أنظر بروح الفاحص الناقد إلى الأسس التي يقوم عليها صرح التقدم. فقلت لنفسي إن التقدم يجب أن ترافقه الحرية والعقل، ولذلك يجب أن يُعطى أبناء الريف وأولاد الفلاحين ملء الحرية باختيار الطريق الصحيحة التي تلائمهم للبلوغ إلى التقدم الذي يحتاجون إليه. وإنني أصارح القارئ القول إنني كنت لا أزال أعالج حل القضية التي لا حل لها: كيف أُعلم من غير أن أعرف ما يجب أن أُعلمه؟ فقد أدركت، في أرقى مراتب الأعمال الأدبية، أن مثل هذا العمل مستحيل، لأنني رأيت أن كلًّا من المعلمين يختلف عن الآخر بطريقة تعليمه، وبما يعلمه، ولذلك يخاصمه وينازعه ويجاهد
...more

