ولذلك كنت أقول في نفسي: عائلتي؟ إن العائلة، الزوجة والأولاد، هم أيضًا مخلوقات بشرية، معرضون للشقاء نفسه الذي أنا معرض له. فهم إما عائشون في الكذب والخداع أمام نفوسهم، أو أنهم يجب أن يبصروا الحقيقة الراعبة. فلماذا يعيشون في الوجود؟ لماذا أحبهم وأعتني بهم وأربيهم وأهذبهم وأُعنى بأمورهم؟ ألِكي أقودهم إلى اليأس الذي يملأ حياتي؟ أم لأجعل منهم جنودًا جديدة في جيش الحمقى؟ فأنا، بما في قلبي من المحبة لهم، لا أقدر على أن أخفي عنهم الحقيقة، لأن كل خطوة يخطونها في طريق المعرفة تدنيهم من هذه الحقيقة الواحدة التي هي: الموت!

