وقد مر العام الأول وأنا أشتغل في كل دقيقة من يومي بالتحكيم، والتعليم في المدارس، وتحرير جريدتي، حتى شعرت أنني أكاد أرزح تحت أثقال الواجبات الكثيرة التي أُلقيت على كاهلي. وظلت الحال هكذا حتى صرت أنظر إلى كل أعمالي، في القضاء والمدرسة والجريدة، نظرتي إلى ألد أعدائي. فوقعت أخيرًا في مرض عقلي، أكثر مما هو جسدي، وتركت أعمالي، وسرت إلى البرِّية، حيث أصبحت وحيدًا، أتنشق نسيم الطبيعة النقي وأعيش، بين الحيوانات البريئة، المعيشة الطبيعية الحق. وعند رجوعي، تزوجت، فقادتني السعادة التي وجدتها في حياتي الزوجية إلى الهرب من السعي وراء إدراك معنى الحياة العام، فحصرت أفكاري وجهودي في عائلتي ـ في زوجتي وأولادي
...more

