والحقيقة التي لا مرية فيها أن الناس، منذ أقدم أزمنة التاريخ المعروفة، قد عاشوا؛ ومع أنهم عرفوا كل المسائل التي خطرت لي عن بطلان الحياة وشرورها، فقد أعطوا الحياة معنى مختصًّا بهم. منذ بداءة حياة الإنسان، اتخذ كل منهم رأيه لنفسه في حياته، وما برحوا يعيشون، ولكل منهم رأيه في الحياة حتى يومنا الحاضر. وكل ما في فكري، وما هو خارج عني، طبيعيًّا كان أم غير طبيعي، فهو بالحقيقة ثمرة من أشجار معرفتهم. والقوة الفكرية التي حكمت بها على الحياة وقضيت عليها بالزوال، إنما هي بالحقيقة مستمدة منهم وليس مني. فهم السبب الأول في ولادتي وتربيتي وتهذيبي. وهم الذين اقتلعوا الحديد من الأرض، وعلموا أبناءهم قطع الأشجار
...more

