ولم أكن أقدر على أن أتخلص من التفكير في أن في الوجود كائنًا يتنعم على حسابي، ويسخر بي وهو يراقب أعمالي، لأنني، بعد أن جزت الأربعين وكدت أبلغ الخمسين من العمر الذي قضيته بالدرس والنمو الفكري والجسدي، وبعد أن بلغت كمال رشدي ووصلت إلى قُنَّة إدراك الحياة، أرى نفسي واقفًا على رأس جبل المعرفة البشرية، فاهمًا بملء الوضوح أنه ليس في الحياة شيء نعيش لأجله، وأنه لن يوجد فيها شيء في المستقبل. ولذلك كنت أعتقد أن الذي أوجد هذه الحياة لم يقصد منها سوى السخرية والهزء بأبنائها.

