تلال الأكاسيا

by هشام الخشن

حين ننظر لأفعالنا في الماضي، كثيرًا ما نكتشف أننا لم نكن بالدهاء الذي ظنناه حين خططنا ونفذنا. في الأغلب يتدخل القدر، أو الطرف المتلقي لمبتغانا فيسهلون وصولنا لمرادنا، رغم قناعتنا؛ بأن ذكاءنا كان السبب الأوحد في نجاح المقصد. أجمل ما في الماضي أن بصيرتنا فيما يخصه من مقعدنا في الحاضر تكون دائمًا حادة بعد أن ينصرم، وأقوى دروس الحياة أننا نلامس أدنى درجات الغباء في لحظات كنا متأكدين فيها أننا أعملنا أقصى ذكائنا.

- أصبح ارتقاؤنا فقط في كيفية تبرير الدماء التي نسفكها.. تطورنا هذا جعلنا متقبلين أسباب أكثر حداثة لقتل غيرنا..

الإنسان لا يزدهر في عمر معين كما يدعون، بل إن الرفقة هي السبب الأوحد للازدهار،

ننقم على النسيان ونعتبره مرضًا، وهو النعمة التي تداوي جروحًا لو تُركت، لما فارقتنا الكوابيس.

كم هو غريب أمر البشر، يشتاقون لمعرفة المستقبل ويتمنون لو أنهم يمتلكون بللورة سحرية تطلعهم على تفاصيله؛ ولو يدركون لعلموا أنهم إن فعلوا ذلك، لوأدوا حوافزهم وقضوا على آمالهم!