More on this book
Kindle Notes & Highlights
كم من ليلة أحييتَها بتكرار العلم ومطالعة الكتب، وحرَّمت على نفسك النوم؛ لا أعلم ما كان الباعث فيه؟ إن كانت نِيتكَ نيل عرَض الدنيا، وجذب حطامها، وتحصيل مناصبها، والمباهاة على الأقران والأمثال، فويلٌ لك ثم ويلٌ لك! وإن كان قصدك فيه إحياء شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وتهذيب أخلاقك، وكسر النَّفس الأمَّارة بالسوء، فطوبى لك ثم طوبى لك.
Aya Ibrahim liked this
الفائدة الخامسة: أني رأيت الناس يذم بعضهم بعضًا، ويغتاب بعضهم بعضًا، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾، فعلمت أن القسمة كانت من الله تعالى في الأزل، فما حسدت أحدًا، ورضيت بقسمة الله تعالى.
وسألتني عن الإخلاص وهو أن تكون أعمالك كلها لله تعالى، ولا يرتاح قلبك بمحامد الناس، ولا تبالي بمذمَّتهم. واعلم أن الرياء يتولَّد من تعظيم الخَلق، وعلاجه أن تراهم مُسخَّرين تحت القُدرة، وتحسبهم كالجمادات في عدم قدرة إيصال الراحة والمشقة لِتَخلُص من مراءاتهم، ومتى تحسبهم ذوي قدرة وإرادة لن يَبعد عنك الرياء.
اعمل أنت بما تعلم؛ لينكشف لك ما لم تعلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن عمل بما علم ورَّثه الله عِلمَ ما لم يعلم».
فرفع القلب في ذكر الله تعالى. وفتح القلب في الرضاء عن الله تعالى. وخفض القلب في الاشتغال بغير الله تعالى. ووقف القلب في الغفلة عن الله تعالى.

