‫العالم... إلى أين؟‬ (Arabic Edition)

by Noam Chomsky

إحدى المشكلات الكبرى التي تواجه أجزاء عدة من العالم الرأسمالي المتقدم اليوم هي عبء الدَّين العام والخاص. في الدول الواقعة خارج منطقة اليورو، بشكل خاص، يكون للدَّين آثارٌ اجتماعية كارثية بما أن ”الناس يدفعون على الدوام“ كما ناقشت في الماضي. كي يستفيد ناشطو اليوم، هل تشرح لنا بأي معنى يكون للدَّين ”تركيب اجتماعي وأيديولوجي“؟ هناك عدة أسباب لذلك. أحدها عبرت عنه جيداً كارين ليساكرز التي شغلت منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، والتي وصفت هذه المؤسسة بأنها ”منفذ الضمان الاجتماعي“. في الاقتصاد الرأسمالي، إذا استدنت منك مبلغاً من المال ولم أتمكن من إرجاعه إليك، هذه مشكلتك: لا تستطيع أن تطلب من جيراني أن يدفعوا الدين بدلاً مني. لكن بما أن الأغنياء والأقوياء يحمون أنفسهم من انضباط السوق، فالأمور تجري على نحو مختلف عندما يدين مصرف كبير مالاً إلى مستدينين خطيرين، وذلك عند وجود مصلحة وربح عاليين، وإذا جاء وقت لم يتمكنوا فيه من الدفع، يتدخل ”منفذ الضمان الاجتماعي“ للإنقاذ، ويضمن أن يتم دفع الدين مع تحويل المسؤولية إلى الشعب عبر برامج التعديل الهيكلي والتقشف وما إلى ذلك. عندما لا يرغب الأغنياء في دفع مثل هذا الديون، يمكنهم أن يعلنوا أنها ”مشينة“، وفي النتيجة باطلة: تفرض على الضعفاء بوسائل غير عادلة، وبهذا المعنى، يكون قدر كبير من الديون ”مشيناً“، لكن القليل منهم يمكنهم أن يتوسلوا إلى مؤسسات قوية لتنقذهم من قسوة الرأسمالية. هناك الكثير جداً من الوسائل الأخرى. غُرّم جي بي مورجان تشيس41 بـ١٣ مليار دولار (نصفها مخصوم من الضرائب) لما يجب اعتباره سلوكاً إجرامياً في مخططات الرهن العقاري الاحتيالية، التي يعاني الضحايا العاديون من أعباء ديونها بيأس. 41 جي بي مورجان تشيس: بنك أميركي متعدد ا...