More on this book
Kindle Notes & Highlights
Read between
June 1 - July 7, 2022
لأن الناس فيها لم يكونوا قادرين على رؤية بعضهم بعضا مثل خلق الله! فلم تكن هنالك شمس تضيء نهارهم ولا نجوم تضيء ليلهم. لم يكونوا قادرين على رؤية أنفسهم وسواهم، إلّا إذا أوقدوا القناديل أو النار؛ ولذا، كانت تبدو أعينهم في الليل، وهي تدور في محاجرها لامعةً مثل حُباحِب الليل المضيئة. لكن ذلك، وكما تعرفون، أطال الله أعماركم، لا يكفي ليحيا الناس ولا لتدبَّ الحياة في مدينتهم، مثل كل المدن!
julia Mohammed liked this
وهل أهل السنة مجتمعون على مذهب واحد؟! أوليس لدينا أربعة مذاهب، لم لا يكون الشيعة مذهبا خامسا، ما دمنا جميعا نؤمن برب واحد ونبيّ واحد وقِبلة واحدة وقرآن واحد، وشهادة أن لا إله إلا الله؟ والآن يجمعنا هدف واحد هو محاربة عدو واحد..
والله يا سعد، لو وقف بباب قلبي رجلان، رجل عادل من أي مذهب أو ملّة أو دين، ومسلم ظالم، لأسكنت الأول قلبي وطردتُ الثاني..
حين انطلق صوت الأذان في ذلك الفجر من مساجد طبرية، كان له معنى آخر تماما، كانت (الله أكبر) تعني شيئًا مختلفًا؛ كانت تخاطب شخصًا واحدًا في البعيد مغترًّا بقوته، لتذكِّره بأن الله أكبر منه، وأكبر من جنوده وقادته الذين تفنَّنوا في إطلاق مدافعهم، وقد حوّلوا طبرية ومن فيها إلى حقل رماية.
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله؛ بحيث اقشعرَّت حجارة السور لذلك، والبوابة، وسطوح الدّور، والديوك المرتبكة التي لم تعد تعرف أتصيح أم تصمت؟!
ابتسم، لأن الخوف لم يتمكّن من اختطاف قلوب الصغار.
جاء صوت الأذان من أماكن بعيدة، فأحسّوا به يجيء من فوقهم ومن تحتهم، ومن كلّ الجهات.

