وتنطوي هذه المقولة على عدة مشاكل وتناقضات أساسية. فسكان مصر أثناء حكم محمد علي لم يتكالبوا قط على أداء «الخدمة الوطنية» بل عبَّروا دائما عن رفضهم لأداء هذه الخدمة وقاوموا الدخول فيها بشتى الطرق. وعندما أدرك الباحثون شدة واتساع المقاومة وانتشارها في كافة ربوع مصر، وأن سكان ريف مصر لم يدخروا وسعًا للهروب من هذا الجيش، أصبح من الضروري إيجاد حل لهذه المعضلة، فأُشير مثلا إلى أن هذه المقاومة لم تكن إلا مقاومة مؤقتة وأنها كانت نتيجة «لارتباط الفلاح القوي بأرضه وعدم مألوفيته للحياة العسكرية»(58).

