ذهبت في صباح باكر لذلك النبع، وربما لم أنم تلك الليلة لأنني أريد أن أفاجئ أمي بصيد وفير، أخذت بندقيتي الهوائية وقليلاً من الأكل وعدة الشاي، لم أخبر أمي بوجهتي خشية ألا توافق، وصلت متأخرًا وأخفيت جسمي الصغير في الغار القريب من الماء كي لا يراني الحجل، ما باله اليوم لا يريد أن يشرب؟ ها هو اليمام والحمام يقترب ثم يطير بعيدًا، لقد خسرت الصيد وكسبت بدلاً منه هدوء الطبيعة وجمالها، أشجار كثيرة ملتفة، فهذا العرفج بأزهاره الصفراء الزاهية، والشيح برائحته النفاذة، والحمض يحتضن الصخور، والوادي تكسوه أشجار الطلح والسدر والسلم، تحيط الجبال بالوادي من جانبيه، يتسع حينًا ويضيق أحيانًا، فترسم الطبيعة لوحة فنية
...more

